عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر المملوكي > غير مصنف > عبد العزيز الزمزمي > أي القلوب لهذا الحادث الجلل

غير مصنف

مشاهدة
797

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أي القلوب لهذا الحادث الجلل

أي القلوب لهذا الحادث الجلل
اطواده الشم لم تنسف ولم تزل
وأي نازلة في الهند قد نزلت
بلفحها كل حبر في الحجاز صلي
اعظم بنازلة في الكون طار بها
براً وبحراً مسير السفن والابل
أخبارها طرقت سمعي فحملني
طروقها عبء رزء غير محتمل
أهدت لأهل الحجاز البأس بعدرجا
واليأس بعد الرجا كالظل بالأسل
فأصبح الناس في وهج وفي فكر
كثيرة ومزاج غير معتدل
خطب على كل معروف ومكرمة
ونعمة قلدت جيد الزمان حلى
أصم أذنى به الناعي واسمعني
أمراً به صرت مثل الشارب الثمل
وهو البشير بضد الأمر ربتما
أصبب من هول هذا الخطب بالخطل
عمري لقد جمع الضدين في نسق
وقرب البعد بين الحزن والجذل
في حال اشراق شمس البشر قد غربت
فصار وقت طلوع الشمس كالطفل
يا صاح سل عن فوأدي بالحديث وعن
سكري بطافح هم فيه لا تسل
على اصفخان وجدي لا يفارقني
أو تبلغ الروح مني منتهى الأجل
لهفي ولهف رجال العلم فاطبة
على إمام بتحقيق العلوم ملي
على الجواد الذي فاضت مكارمه
للآملين بما أربى على الأمل
مضى شهيداً إلى دار البقا ليرى
ما قدمت يده من صالح العمل
لقد اعد له عند النزول بها
رب غفور رحيم أكرم النزل
بكت عليه السما والأرض إذ فقدت
تهجداً عند طول الدهر لم يحل
وورد صوم ظماه فيه ادخله
جنات عدن من الربان في عجل
وفعل خير وإحسان ينيل غداًُ
قرار سجساج ظل غير منتقل
لها بهاتيكم الطاعات قد شهدت
بطاح مسجد طه خاتم الرسل
ومسجد القدس والمكي لا برحت
ارجاؤهم من غمام الأمن في ظلل
وكم طواف ببيت الله كان له
وكم وقوف بباب الله في وجل
وبالمعروف أعواماً متابعة
بها استتم فروض الحج عن كمل
سلوا مشاعر جمع كيف ليلتها
كانت تضيء ببدر منه مكتمل
وكان شمساً بها لما يحل منى
أيام تشريقها أشراقهن جلى
سقياً ورعياً لأيام سلفن بها
ونحن في مجلس سام لديه علي
اذ الزمان عزيز وجهه خضل
بغرة من محيا وجهه الخضل
والعيش غض بما يوليه من نعم
لدن الحواشي بانس منه مقتبل
والدهر يلحظنا شزراً ويوهمنا
خديعة انه عنا لفي شغل
فحين رد إلينا طرفه أرتجعت
يداه منا الذي اولاه من نحل
فشتت الشمل بعد التئام ولم
يقنع بنوح مقيم أثر مرتحل
حتى رمانا فاصمتنا رمايته
عمداً باسم هذا الحادث الجلل
أيا أصفخان لا يحصى تأسفنا
عليك ضبط بتفصيل ولا جمل
لقد فقدناك فقدان الربيع ولم
نجد لنا عنك بعد الفقد من بدل
نفديك منا ألوف لو فديت بها
من خيرنا لا من الدهماء والسفل
أني لأبكيك للجود الذي فضحت
أنواءه كل وسمي وكل ولي
أبكيك للعلم والعقل اللذين ها
عماد دنبا ودين الحازم الرجل
وللحجاز وأهليه إذا فقدوا
مألوف بر إليهم منك متصل
وللصيام وأحياء الظلام إلى
حين الممات بلا وهن ولا ملل
مسافراً ومقيماً ما كسلت ولا
عجزت حوشيك من عجز ومن كسل
قد كنت بحر علوم زاخراً وندا
من فيضه كل بحر كان في خجل
ففاض ما فاض من أمواجه وطغا
منها وروى الورى علا على نهل
بموته مات ذكر الجود واندرست
منه الربوع ورسم المكرمات بلى
عذلت في قتله دهري فقال أما
أحطت علما بسبق السيف للعذل
لبى نداء المنايا عندما هتفت
به وسار بها يمشي على مهل
لا قته وهي كمين فاستكان ولو
بدت له لم تجده كان ذا فشل
فإنه كان ثبتاً حازماً حذراً
ولم يكن راميه يؤتى من الزلل
أباد أحمد أباد هول مصرعه
وباء بعد الآباء من فيه بالوجل
فذم محمود أباد الناس حين بدا
منها عناًُ ما به للناس من قبل
وريح نكبة كنبايت عواصفها
نكبآء هبت خلال الدور والحلل
والنار شبت بشنبانير من فتن
تموج كالبحر ملء السهل والجبل
والدير أودت بها أدواؤها وبدت
فيها أراجيف أهل العل والنقل
فلا ملام على سرات أن لبست
ملابس الحزن بعد الحلي والحلل
اوفي وسلطانه السامي المقام معا
على انتهاء الأجل المحتوم في الازل
كذا الخليفة والفتح الوزير له
كانت وفاتهما في اعصر أول
عز العزا وأزمان المسرة قد
ولت وكل خلي بالهموم ملي
عبد العزيز عزيز ما أصبت به
على الممالك والأديان والملل
عبد العزيز عزيز ما أصبت به
على شهامة أهل الملك والدول
عبد العزيز عزيز ما أصبت به
على المشايخ والطلاب والملل
عبد العزيز عزيز ما أصبت به
على مجالس أهل البحث والجدل
كانت تتوق لأرض الهند أنفسنا
كيما تحقق أن العز في النقل
فمذ نعيت نأت عنها المنى وغدت
أبواب نيل الغنى مسدودة السبل
يلومني فيك أقوام ولو علموا
عذري لما أكثروا لومي ولا عذلي
محبب كل من يولي الجميل وقد
أوليتني جملا منها علي جمل
إن ساء مصرعه أهل الحجاز فكم
قد سرهم بالعطايا الغر والنجل
يعطيك والبشر يكسو صفحتيه فقل
بعداً لتقطيب وجه العارض الهطل
أفعاله صدقت ما قد تكذبه
أسماعنا من حديث الجود في الأول
فانظر إلى فعله واترك حديثهم
في طلعة الشمس ما يغنيك عن زحل
يلقاك لابس برد من تواضعه
ما قط دنسه بالذل والفشل
في عزه لم يشبها كبر ذي حمق
يظن بالكبر تعلو رتبة السفل
بالعلم كان وفعل الخير مشتغلا
ولم يكن عنهما باللهو في شغل
ولم يزل برجال العلم محتفلا
لمنه بسواهم غير محتفل
تأثلوا المال في أيامه وبه
نالوا مكاناً من العلياء لم ينل
في حضرة ومغيب كان يمنحهم
مالم يكن لهم والله في أمل
منه اتتني سنيات الهبات ومن
تمامها أنها جاءت ولم أسل
مدحته كي أوفي شكرها فأبى
مزيد فايض احسان له هطل
والآن علي أوفى بالرثاء له
حقاً فاني وفي بالحقوق ملي
قد كنت آمل هذا الدهر يمتعنا
به ويبقيه غوثاً للمعفاة ولي
وما توهمت أن الدهر ينزعه
نزعاً ويجفؤه بالقتل والغيل
شلت يمسن الذي بالقتل فاجأه
عمداً وشين كف المجد بالشلل
ملاحم حكم المولى بها وقضى
وجودها سابق في علمه الأزل
يا من يسائل عن تاريخ مصرعه
عنه الجواب انقضى فاكفف ولا تسل
عليه والله لا أنفك ذا أسف
أهدى إليه الدعاء ما امتد في اجلي
همت على روض قبر حله ديم
من الرضى ما هما دمع من المقل
ثم الصلاة على المختار من مضر
خير البرية طه خاتم الرسل
والآل والصحب ما أوفى الحجيج على
بيت الآله وحي الركن بالقتل
عبد العزيز الزمزمي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الجمعة 2012/11/09 02:04:04 صباحاً
التعديل: الجمعة 2012/11/09 02:05:33 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com