عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العثماني > غير مصنف > عبد الله البيتوشي > هاجَكَ البرقُ أم نسيمُ يمانِ

غير مصنف

مشاهدة
800

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

هاجَكَ البرقُ أم نسيمُ يمانِ

هاجَكَ البرقُ أم نسيمُ يمانِ
أم حمامٌ رَفَّت على الأَغصانِ
يا حمامَ الأراكِ رِفقاً بصَبٍّ
ذِي فُؤادٍ من الجَوى حَرّانِ
يا حمامَ الأراكِ ما لي أرا
كُنَّ تَجَاوَبنَ في ذُرَا الأَفنانِ
أخِماصٌ أنتُنَّ ظَمأى ولا يُن
كَرُ شَكوى من ظامِئٍ خَمصانِ
أم بَطِرتُنَّ إِذ بَشِمتُنَّ يوماً
من فُروعٍ منَ البَشامِ لِدَانِ
أَم ذكرتُنَّ مألفاً وغريبُ الد
دارِ يشجُوه تَذَكُّرُ الأوطانِ
أم ثَكالى تندُبنَ والنَدبُ فرضٌ
في طريقِ الوَفا على الثَكلانِ
غيرَ أني رابَنِي جُمُودُ الأماقي
مع طولِ البُكا وخَضبُ البَنانِ
إن بكيتُنَّ بائساتِ شؤونٍ
فدُموعي سالت عَلى أَرداني
إنَّ شَأني وشأنَكُنَّ جَميعاً
عندَ أهلِ الهوى لمختلِفانِ
بان لي أنكُنَّ عجمٌ فلا تَف
رِقنَ بينَ السُرُورِ والأحزانِ
ساعداني على البُكا ساعداني
يا خليليَّ قبلَ أن تبكِياني
أو أعِيرا جَفنَيَّ جَفناً صَحيحاً
فلِحاظِي قَريحةُ الأَجفانِ
أو دَعاني وودِّعاني وكُفَّا
عن ملامِي وخلِّياني وشانِي
أتَلومانِنِي سِفاهاً وهل يَس
معُ صَبٌّ ليست لهُ أُذُنانِ
فهوَ يصلي زفيرَه ما تبقَّى
منهُ إلا عينانِ نضَّاختانِ
صَرَّحَ الوجدُ بَرَّحَ الهمُّ فَرَّ الصَ
صَبرُ قَرَّ الأَسى فلا تَخذُلاني
من لِمُضنىً رأى النجومَ وحيداً
مَلَّ حتى رَثى لهُ الفَرقدانِ
ظَنَّ من طولِ ليله أنها سُم
مِرنَ أَفلاكُها عن الدَوَرانِ
باتَ يرمي السُها بطرفٍ كليلٍ
من سُهادٍ دامِي المدامِعِ وانِ
ويَدٌ منه فوقَ كبد جريحٍ
ويَدٌ مَدَّها إلى الرحمنِ
يسألُ النُجعَ والشِفاءَ لربِّ ال
جودِ والمَجدِ والمزايا الحِسانِ
خَزرجِيِّ النِجارِ فَرع بني الن
نجارِ جَمِّ الفَخارِ عالِي المبانِي
طيِّبِ العودِ واللِحا عَريقِ ال
عِرقِ سامي الغُصونِ حُلوِ المجانِي
أحمدُ المرتجى المفدَّى ابنُ عبد ال
لَهِ ذو الحِلم والحِجا والبَيانِ
ومكانٍ من المكانةِ سامٍ
باتَ من دونِ نيلهِ القَمَرانِ
ومَساعٍ جميلةٍ دونَ مَنٍّ
منهُ يبغي بها رِضا المَنّانِ
رُبَّ سُهدٍ يراهُ كالشهدِ في دَف
عِ مُلِمٍّ عن عاجزٍ لَهفانِ
تعِبَت نفسُه لكي تَستَريحَ الن
ناسُ في خَفضِ عيشةٍ وأمَانِ
فهوَ كالشَمعةِ الصَبُورِ على الن
نارِ لِكَيما تُنِيرَ لِلنُدمانِ
سُودُ أَقلامِهِ تُضيءُ دياجي
أمَلِ الآملينَ في الجَرَيانِ
أَريَحِيٌّ يهتزُّ عِطفاهُ لِلجَد
وى اهتزارَ الخطِّيِّ عندَ الطِعان
كن لهُ في النَدى شواهِدَ صِدقٍ
مِن أَيادٍ بَيَّضنَ سُودَ الأمانِي
لو حَوَت كفُّهُ نقودَ الدَرارِي
لَحَباها هَيلاً بلا مِيزانِ
ذو قوافٍ يَدخُلنَ من غيرِ إذنٍ
عندَ إِنشادِهِنَّ في الآذانِ
فهيَ تسرِي من اللَطافةِ في الأَر
واحِ مَسرى الأَرواحِ في الأبدانِ
رقَّ معناهُ مَع جَزالةِ لفظٍ
رِقَّةَ الخندَرِيسِ حَشوَ الدِنانِ
ما لَبيدٌ لديهِ إِلّا بَليدٌ
في المعاني فما بديعُ الزمانِ
صادقُ القولِ صادقُ الفعلِ عَفُّ الس
سُهد عَفُّ الهُجودِ عَفُّ اللِسانِ
وبهِ تمَّتِ المكارمُ طُرّاً
مثلَ ما تمَّتِ القَنا بالسِنانِ
يا أبا المكارِمِ أَبقاكَ مَو
لاكَ بَقاءَ النَسرَين والسَرَطانِ
جاءَني مُشتكاكَ في ضِمنِ أَبيا
تٍ حِسانٍ كَلُؤلؤٍ أو جُمانِ
فهيَ تفترُّ عن معانٍ كما افتَر
رَ عَنِ الطَلِّ مَبسَمُ الأُقحُوانِ
فَعَرانِي من العَنا ما عَراني
ودَهاني من الأَسى ما دَهانِي
إِنَّ رِجلاً تشكو أذاها لأَهلٌ
أَن تُفَدَّى بموضِعِ التِيجانِ
هَزَّكَ الدَهرُ بالجفاءِ وما هَز
زَ سِوى عِطفِ صارمٍ هِندواني
أنتَ تَشكو وَلَيسَ يشكو سِوى ال
فَضلِ ومَحضِ الحِجَا وَلُبِّ المَعانِي
إِن يكن خانَكَ الزَمان فقد خا
نَ أباكَ الصَفِيَّ وَسطَ الجِنانِ
بعد أن كان في الفراديسِ يختا
لُ سُرُوراً في الرَوحِ والرَيحانِ
لَقِيَ البُؤسَ والعَناءَ وَسُوءَ ال
عَيشِ في دارِ ذِلَّةٍ وامتِهانِ
ما نَجا من أَذاهُ نوحٌ نَجِيُّ ال
لَهِ من قبلِ آيةِ الطُوفانِ
يتواصَون فيه بالهُجرِ والهَج
رِ كما قد سَمِعتَ والشَنآنِ
والخليلُ الخليلُ أُقحِمَ تلك النَ
نارَ كَرهاً إذ جاءَ بالتِبيانِ
فَجَعَ الدهرُ يُوسُفاً بأبيهِ
وأباهُ بيُوسُفَ الكَنعانِي
كُفَّت المُقلَتانِ في الحُزنِ مِن ه
ذا وذاك المبيعِ بَيعَ الهَوانِ
يأتِ في مصرَ بُرهَةً نائِيَ الدَا
رِ غَريباً في قَبضةِ السَجَّانِ
بعدَ ما ذاقَ وحشَةَ الجُبِّ والإِي
ذاءِ والجَورِ من يَدِ الإِخوانِ
وبَلاء الكليمِ ما هو يُتلى
كَبَلاء المسيحِ في القُرآنِ
ولنا في الرسولِ أُسوَةُ خَيرٍ
خاتمِ الرُسلِ سَيِّدِ الأكوانِ
أَخرَجوهُ من بَطنِ مكَّةَ ظُلماً
فبَكى رحمةً له الأَخشَبانِ
ورَمَوا ثَغرَهُ وشَجُّوا جَبِيناً
منهُ من بَعضِ نُورِه النَيِّرانِ
إِنَّ ذا الدَهرَ هكذا فَتصَبَّر
صَبرَ لا عاجز ولا مُتَوانِي
أوَّلُ العنكبوتِ أَولى إِذا ما
أَعضَلَ الدَاءُ من دَوا لُقمانِ
مَن يَرُم صفوَ الحياةِ دَواماً
خانَهُ لا أَبا لَهُ الفَتَيانِ
إِنَّ شكوى الفتى إِلى الدَهرِ يوماً
مثلُ شكوى الجريحِ للعُقبانِ
رُبَّ يُسرٍ أَتاكَ من بَعدِ عُسرٍ
ورَزايا تبَدَّلَت بالتَهانِي
دُم شَفاكَ الإِلهُ مَوفُورَ أَجرٍ
فوقَ ما تَرتَجِي مِنَ الدَيّانِ
في ظلالٍ مِن المسرّاتِ دانٍ
وأمانٍ من نائِباتِ الزَمانِ
عبد الله البيتوشي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الجمعة 2012/11/09 02:34:17 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com