إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
مَاذَا جَنَيْتَ لِكَي تَمُوتْ؟ |
ويَمُوتَ جَنْبَكَ خُبزُكَ المَعجُونُ بِالمَوتِ القَدِيمِ |
مُضَرَّجاً بِدِمَاكَ |
تَسقُطُ فَوقَ هَامَتِكَ البُيُوتْ؟ |
هَلْ كُنتَ تَعلَمُ أَنَّهُ المَوتُ العَتِيُّ |
يَجِيءُ فِي ثَوبٍ الفُجَاءَةِ |
هَازِئاً بِكَ أَيُّهَا المِسكِينُ |
يُغرِي بِالرَّغِيفِ لِكَي يَجُرَّ خُطَاكَ، |
يَضحَكُ أَنْ أَصَابَ فَرِيسَةً أُخرَى |
فَأَسْكَنَهَا شِبَاكَ العَنكَبُوتْ؟ |
هَل كُنتَ تَعلَمُ أَنَّهُ الغَيْبُ الَّذِي |
قَد أَرسَلَتْكَ إِلَيْهِ مَن ثَكِلَتْكَ |
كَي مَا تَشتَرِي خُبزاً لَهَا |
لِأَبِيكَ.. |
أَلجَأَهُ لِسَانُ الحَقِّ مُختَرِقاً سَتَائِرَ سَمعِهِم |
وقُصُورِهِمْ و نِظَامِهِمْ |
أَنْ يَشرَبَ المَوتَ البَطِيءَ كُؤُوسَ صَمتٍ |
فَوقَ كُرسِيِّ السُّكُوتْ؟! |
هَل كُنتَ تَعلَمُ أَنَّهُ المَوتُ المُعَربِدُ |
فِي رُبُوعِ دِمَشْقَ، فِي الشَّهبَاءِ، |
فِي حِمصَ العَصِيَّةِ |
حِينَمَا غَامَرتَ ذَاتَ صَبِيحَةٍ |
مِن أَجلِ إخوَتِكَ الصِّغَارِ |
وأُختِكَ الشَّمسِ الَّتِي تَرَكَتْ هُنَاكَ مَكَانَهَا |
لِتُعِدَّ مَائِدَةَ الفُطُورِ |
وتَسْتَرِيحَ عَلَى بِسَاطِ الأَرضِ بَعضَ الوَقتِ |
تَهرُبَ مِن أَزِيزِ الطَّائِراتِ |
تُنِيرَ عَتْمَةَ لَيْلِنَا السَّمِجِ المَقِيتْ؟ |
هَل كُنتَ تَعلَمُ أَنَّ مَوْتَكَ |
سَوفَ يَجعَلُ جُرحَ أُمِّكَ غَائِراً طُولَ الحَيَاةِ؟! |
وسَوفَ يَجعَلُ دَمعَهَا نَاراً تَلَظَّى |
كُلَّمَا مَرَّت طُيُوفُكَ كَالسَّحَابِ أَمَامَ عَيْنَيْهَا |
وشَمَّتْ فِي مَلابِسِكَ القَدِيمَةِ |
عِطرَ رُوحِكَ |
أَو رَأَتْ كَرَّاسَةَ الرَّسمِ الطُّفُولِيِّ الَّتِي |
فِيهَا مَنَحتَ اليَاسَمِينَةَ فِي الشَّآمِ دَمَ القَرَنْفُلِ؟ |
وَيْ كَأَنَّكَ كُنتَ تَعلَمُ أنها العذراءُ يَقتُلُهَا النَّزِيفُ |
ولا تَمُوتْ . |
هَل قَالَهَا الخَبَّازُ لَمَّا قَالَهَا، فَسَمِعتَهَا: |
اذهَبْ .. |
فَقَد تُقصِيكَ طَلقَةُ غَادِرٍ مِن قَصرِ كِسرَى |
عَنْ حَيَاتِكَ لِلأَبَدْ . |
أَو قَصفُ طَائِرَةٍ تُغِيرُ فَلا تُبَقِّى مِن أَحَدْ |
أَو دَانَةٌ رُوسِيَّةٌ .. حِقداً .. تُفَتِّتُ ذَا الجَسَدْ؟ |
أَم قَدْ رَكِبْتَ كَمَا عَهِدتُكَ مُهرَ عِندِكَ |
واْمتَشَقْتَ حُسَامَ رَفضِكَ |
أَنْ تَعُودَ بِغَيرِ قُوتْ؟ |
يَا أَيُّهَا المَسْكُونُ بِالمَوتِ القَدِيمِ: |
العِيدُ جَاءَ و لَم تَجِئْ!! |
مَاذَا تُرَى سَتَقُولُ أُمُّكَ لِلصَّحَابِ |
إَذَا أَتَوْا بَعدَ الصَّلاةِ لِيَأْخُذُوكَ لِسَاحَةِ العِيدِ الكَبِيرَةِ: |
تَضحَكُونَ و تَلعَبُونْ؟ |
وتُطَيِّرُونَ كَحُلمِكَ المَفقُودِ طَائِرَةَ الجُنُونْ . |
فَإِذَا أَتَى شَبِّيحَةُ القَصرِ اْنطَلَقْتُم هَارِبِينَ |
وبَاصِقِينَ عَلَى وُجُوهِهِمُ القَمِيئَةِ |
ثُمَّ فِي فَزَعٍ تَبِيتْ . |
مَاذَا تُرَى سَيَقُولُ أُستَاذُ الحِسَابِ |
وقَد تَدَاخَلَتْ المَسَائِلُ |
لَو أَتَى زُمَلاءُ فَصلِكَ يَسْأَلُونَ: بِأَيْ ذَنبٍ |
غَيرَ أَنَّكَ قَد رَفَضتَ الضَّربَ |
واْستَكثَرتَ طَرحَ دِمَائِنَا لِلبَيعِ فِي سُوقِ النِّخَاسَةِ |
واْعتَبَرتَ الجَمعَ مَا بَينَ الضَّحِيَّةِ و الجُنَاةِ |
دِعَايَةً كُبرَى يُرَدِّدُهَا النِّظَامُ و قِسمَةً ضِيزَى |
ومَسأَلَةً تُؤَرِّقُ كُلَّ ذِي لُبٍّ |
أَبَى أَنْ يَستَكِينَ لِمِخلَبِ الصَّمتِ المُمِيتْ . |
هَل كُنتَ تَعلَمُ أَنَّهُ وَقتُ الشَّهَادَةِ |
فَاْمتَطَيْتَ الرِّيحَ صَوبَ المَخبَزِ النَّائِي |
لِتَحمِلَكَ المَلائِكَةُ الكِرَامُ إِلَى الجِنَانِ |
إِلَى جوارِ العَرشِ |
مُرتَقِباً هُنَالِكَ زَهرَةً أُخرَى |
وبُشرَى |
مِنْ بِلادِ اليَاسَمِينْ؟ |