أُعاتِبُ مَن تَسْرِي إِلَيْهِ مَوَدَّتي | |
|
| وَلَسْتُ أرَى مِنهُ سِوَى الهَجْرِ والبُغضِ |
|
أَحنُّ إِليهِ فِي التَّدانِي وفِي النَّوَى | |
|
| و أَهْجُرُ فِي تذْكَارِ أيَّامِهِ غَمضِي |
|
وأشْتَاقُهُ حَتى كَأَنِّي بدُونِهِ | |
|
| عَديمُ حَياةٍ أو طَرِيدٌ مِن الأَرْضِ |
|
وأبذلُ رُوحي فِي اطِّلابِ لِقَائِهِ | |
|
| كأنّي بِبَعضِي فِي الهَوَى أَشْتَرِي بَعضي |
|
وكَم بِتُّ لَيلِي وَ الحَنينُ مُسَافرٌ | |
|
| إليه وشَوْقي لا يَملُّ مِن الرَّكْضِ |
|
ولكِنَّهُ لَم يَكفِهِ ذاكَ شَاهِدًا | |
|
| بِصِدْقي ولم يَنفَكَّ عن لَوْعَتِي يُغضِي |
|
وأيقَنَ أنِّي لَستُ أَنقضُ عهدَهُ | |
|
| فلَمْ يَرَ إلا أَن يُجَازيَ بِالنَّقْض |
|
وكم صُغتُ دُرَّ الشِّعرِ فِي طِيب ذكرِهِ | |
|
| لأرفعَهُ وهْوَ المُقَابِلُ بِالخَفْضِ |
|
فلَم أكُ إلا بالجَمِيلِ مُعامِلاً | |
|
| و لم يكُ إِلا صَاحبَ الرَدِّ بالرَّضِّ |
|
ولكنَّني أَغْنَى عن الوَصْلِ بِالوَفا | |
|
| و أَحْفَظُ بالكِتْمَانِ عِرْضِي عن العَرْض |
|
فيَا أيُّهَا البَدرُ الذِي فَاقَ حُسنُهُ | |
|
| عَرائِسَ أَفْكَارِي مِن النَّثْرِ والقَرْضِ |
|
بَثَثْتُ حَنِيني فِي القَصَائدِ نَاطقًا | |
|
| لعلَّكَ أن تَرضَى بِذِكرَاهُ أو تُرضِي |
|
فلَم أرَ ردًّا مِنكَ يَشفِي مَسَائِلي | |
|
| سِوَى طَيْفِ غَدرٍ مِن عُيونِك مُنقَضِّ |
|
فإن تَكُ تَغنَى بِالجَمَالِ فِإنَّنَا | |
|
| غنِينَا بإِدرَاكِ الجَمَالِ فلَمْ نُفْضي |
|
وظَلْنا عَلَى العَهْدِ القَدِيمِ فإننا | |
|
| نَرى أنَّ إِمضاءَ العُهُودِ مِن الفَرْضِ |
|
فإن تَنفضِضْ عنَّا وتَرْضَ ببُعدِنا | |
|
| فلا تَحْسَبنَّ الشَّوقَ عَنكَ بِمُنْفَضِّ |
|
وإن تَقْضِ أنَّ الهَجْرَ يَفْصلُ بَيَنَنَا | |
|
| فإنَّا بإِحيَاءِ الهَوَى بينَنَا نَقْضِي |
|