أَعد ذكر مصران قَلبي مولع | |
|
| بمصر ومن لي أَن تَرى مقلَتي مِصرا |
|
وَكرّر عَلى سَمعي أَحاديث نيبها | |
|
| فَقد رَدّت الاِمواج سائِلَة نَهرا |
|
بِلاد بِها مَدّ السَماح جَناحَه | |
|
| وَأَظهر فيها المَجد آيته الكُبرى |
|
رويدا اِذا حدّثتني عن رُبوعِها | |
|
| فَتَطويل أَخبار الهَوى لذة أَخرى |
|
اِذا صاحَ شَحرور عَلى غُصن بانَة | |
|
| تَذكرت فيها اللَحظ وَالصَعدة السمرا |
|
عَسى نَحوها يَلوى الزَمان مطيتي | |
|
| وَأَشهد بعد الكسر من نيلها جَبرا |
|
لَقَد كانَ لي تلك المَعاهد كُلَّما | |
|
| تقضت وَأَبقَت بعدَها أَنفسا حسرى |
|
أَحنّ اِلى تِلك المَعاهد كُلَّما | |
|
| يَجد دلي مرّ النَسيم بها ذكرا |
|
أَما وَالقدود المائِسات بسفحها | |
|
| وَأَلحاظ غادات قَد اِمتَلأَت سحرا |
|
وَما في زباها من قَوام مهفهَف | |
|
| عَلا وَغَلا عَن أَن يُباع وَأَن يشرى |
|
لَئِن عادَلي ذاكَ السرور بِأَرضِها | |
|
| وَقَرّت بِمَن أَهواهُ مُقلَتي العبرا |
|
لأعتنقِنَّ اللَهو في عرصاتِها | |
|
| وَأَيجد في مِحراب لذاتها شُكرا |
|
رَعى اللَه مَرعاها وَحَيا رِياضَها | |
|
| وَصب عَلى أَرحابِها الممزن وَالقطرا |
|
مَنازِل فيها ريح الصَبا لذة الصبا | |
|
| بر وَضتها الغَنا وَقَد تَنفَع الذِكرى |
|
يذكرني ريح الصَبا لذة الصبا | |
|
| بِرَوضَتِها الغَنا وَقد تَنفَع الذِكرى |
|
عَلى نيلها شَوقا أَصَبّ مَدامعي | |
|
| وَأَصبو اِلى غدران رَوضَتِها الغُرّا |
|
كَساها مديد النيل ثَوبا معصفَرا | |
|
| وَأَلبَسَها من بَعده جلة زَهرا |
|
وَصافَح أَغصان الرِياض فَأَصبَحَت | |
|
| تمدّ له كفا وَتَهدى له زَهرا |
|
وَأَودَع في أَجفان منتزهاتِها | |
|
| نَسيما اِذا وافاه ذو علة تبرا |
|
اِذا حذرتني بلدة عن تشوّق | |
|
| اِلى نَيل مِصر كان تَحذيرها اغرا |
|
وَاِن حدّثوني عَن فرات وَدَجلَة | |
|
| وَجَدت النيل أَحلى اِذا مَرّا |
|
سَأَعرض عن ذكر البِلاد وَأَهلها | |
|
| وَأَروى بِماء النيل مهجَتي الحرّا |
|
وَكَم لي اِلى مَجرى الخَليج التفاتة | |
|
| يَسيل بِها دَمعي عَلى ذلِك المَجرى |
|
جَداوِل كَالحيات يَلتَف بعضَها | |
|
| وَلَستُ تَرى بَطنا وَلَست تَرى ظَهرا |
|
وَكَم قُلت لِلقَلبِ الوَلوع بذكرِها | |
|
| تصبر فَقال القَلب لَم أَستَطِع صَبرا |
|
أَما وَالهَوى العذريّ وَالعصبة الَّتي | |
|
| أَقامَ لَها العُشّاق في فنهم عُذرا |
|
لَئِن كنت مشغوفا بمصر فَلَيسَ لي | |
|
| بِها حاجَة الاِلقاء بَني الزَهرا |
|
أَجَلّ بَني الدُنيا وَأَشرف أَهلها | |
|
| وَأَنداهُم كفا وَأَعلاهم قَدرا |
|
هُم القَوم اِن قابَلت نور وُجوهِهِم | |
|
| رَأَيت وُجوها تَخجَل الشمس وَالبدرا |
|
وَاِن سَمِعت أُذناك حسن صَنيعِهِم | |
|
| وَجِئت حماهم صدق الخبر الخَبَرا |
|
لَهُم أَوجه نور النُبُوّة زانَها | |
|
| بِلُطف سَرى فيهِم فَسُبحان من أَسرى |
|
هُم النِعمَة العُظمى لأمة جدّهم | |
|
| فَيا فوز من كانوا له في غَد ذُخرا |
|
|
| فجدّهم المُختار حسبُهُم فَخرا |
|
مُلوك عَلى التَحقيق لَيسَ لِغَيرِهِم | |
|
| سِوى الاِسم وَاِنظُرهم تجدهم به أَحرى |
|