كَثُرَ العِثارُ بعَثرةِ الرُؤَساءِ | |
|
| وغَوَى الصِغارُ بِغرَّة الكُبَراءِ |
|
لمَّا رأَيتُ الرأسَ وَهوَ مُهثَّمٌ | |
|
| أَيقنتُ منهُ تَهَشُّمَ الأَعضاءِ |
|
إِن كانَ طبُّ النفس أَضحَى داءَها | |
|
| أَنَّي تَنالُ البُرءَ من أَدواءِ |
|
ودَواؤُها إِن عادَ داءً مُهلِكاً | |
|
| بِاللَهِ هل تنجو منَ اللأَواءِ |
|
فالمَرءُ إِن أَجِنَت مِياهُ وُرودِهِ | |
|
| بالغَشيِ هل يصحو من الإِغماءِ |
|
وإذا الطيبُ تَضاعَفَت أَسقامُهُ | |
|
| هل يَظفَرَنَّ أُولو الضَنَى بشِفاءِ |
|
يا معشَراً ظَلَموا وكانَ ظَلامُهم | |
|
| لَمَّا نَحَوا شُهُباً بغيرِ ضِياءِ |
|
يا عُصبةً عَثَرَت وكانَ عِثارُها | |
|
| لَمَّا سَرَت بمسالكٍ بَهماءِ |
|
مُذ كانَ خسفُ البدرِ عندَ تمامهِ | |
|
| جُزنا الزَمانَ بليلةٍ لَيلاءِ |
|
سِرنا وقد ضَلَّ الدليلُ بسَيرِهِ | |
|
| فاستاقَنا في التِيهِ والإِغواءِ |
|
مُذ جاءَ مِطواعاً لإِسرائِيلَ ها | |
|
| رونُ اقتَفَوا عِجلاً بلا استِحياءِ |
|
قد كانَ دِينُ اللَهِ نوراً ساطعاً | |
|
| والحقُّ مُتَّضِحاً بدُونِ خَفاءِ |
|
تعشو إليهِ الناسُ بل أَمسَوا بهِ | |
|
| مُتَسكِّعينَ تَسَكُّعَ العَشواءِ |
|
فالأصلُ لمَّا أَن ذَوَى جَفَّت بهِ | |
|
| أَغصانُهُ وغَدَت بغيرِ نَماءِ |
|
دِرياقُنا أَضحَى السُمُومَ ورِيحُنا | |
|
| صارَ السَمُومَ بشَمأَل ورُخاءِ |
|
ما كلُّ حُلو نافعاً فتَحَدَّرَن | |
|
| أَرباً تَضمَّنَ سمَّ كلِّ بَلاءِ |
|
والآلُ خِيلَ من اللُغوب بأَنَّهُ | |
|
| ماءٌ شهيٌ وَهوَ ليسَ بِماءِ |
|
قد كُنتُ أَحسَبُ نارَهُ نارَ القِرَى | |
|
| لكِنَّها للكَيِّ والإِِصلاءِ |
|
وتَخِذتُهُ نَهجَ الهِدايةِ بل غدا | |
|
| وَعثَ الغَوايةِ عن سبيل هُداءِ |
|
وجَهِلتُ عِرفاني بهِ فوَجَدتُهُ | |
|
| في الإِختِبار كأَعيُنٍ خَيفاءِ |
|
لا خَيرَ في دِيَمٍ إذا مُدَّت لنا | |
|
| ان لم نَفُز منها برِيِّ ظَماءِ |
|
إِنَّ لم يُضِئ لي البدرُ عند كَمالِهِ | |
|
| يَفضُلهُ نقصُ النجم بالأَضواءِ |
|
والشمسُ ان تكُ لا تُنِيرُ دُجُنَّةً | |
|
| يا ليتَ لم تُشرِق بأُفقِ سَماءِ |
|
إِنَّ العَصا للعُميِ افضلُ مُرشِدٍ | |
|
| من قائِدٍ ذي مُقلةٍ عمياءِ |
|
تَبَّا لخَطِّيٍّ إذا ما لم يُجِد | |
|
| طعناً وهِنديٍّ بغيرِ مَضاءِ |
|
أَيَرُوقُ منك العينَ مِروَدُ عَسجَدٍ | |
|
| تُبلَى إذا اكتَحَلَت بهِ بِعَماءِ |
|
وإذا استعدَّت للحروب أَصادِقٌ | |
|
| أبَّى يكون السِلمُ بالأَعداءِ |
|
فالسُهدُ خيرٌ لي من السِنَةِ التي | |
|
| تُغضَى الجُفونُ بها على الأَقذاءِ |
|
واذا استَتَبَّ هُبوطُنا بُعلُوِّنا | |
|
| يا ليتَ أَنَّا لم نَفُز بعَلاءِ |
|
ومُقدَّمُ الأَجناد ان رَهِبَ الوَغَى | |
|
| هل تُقدِمُ الفُرسانُ في الهَيجاءِ |
|
قد قالَ مُوسَى من يَكُن وَكِلاً فلا | |
|
| يَبرُز إلى الحرب العَوانِ إِزاءِي |
|
يُعدِي الحَبانُ أَخا البَسالةِ مثلَما | |
|
| تُعدِي الصحيحةَ صُحبةُ الجَرباءِ |
|
انَّي قدِ أسوَدَّ النُضارُ ويومُهُ ال | |
|
| أَسنَى تبدَّلَ صُبحُهُ بمَساءِ |
|
أَضحَى زعيمُ القَومِ في عِلَّاتهِ | |
|
| مُتَلوِّناً كتَلَوُّن الحِرباءِ |
|
ما زالَ وَهوَ مُشرِّقٌ وَمُغرِّبٌ | |
|
| لا يستقرُّ عِيانُهُ للراءِي |
|
بيَنا يُرَى في الغرب غيرَ مغرّبِ | |
|
| يُلفَى بشرقٍ تائِهَ الأَنحاءِ |
|
قد راعَهُ سَلبُ الرِئاسةِ فانثَنَى | |
|
| يَبِغي اكتِتامَ الحقّ بالإِخفاءِ |
|
لكِنَّما الشمسُ المُنيرةُ إِن بَدَت | |
|
| لم تَستَتِر أَضواؤُها بمُلاءِ |
|
هل يُحصَرُ البحرُ العَرَمرَمُ بالحِقا | |
|
| نِ ويُختَبَى فَلَكُ العَلا بإِناءِ |
|
هل يختفي حِصنٌ على جَبلٍ وهل | |
|
| يَخفَى سِراجٌ ضاءَ في الظَلماءِ |
|
أينَ الخُضوعُ لطاعةٍ بِيعيَّةٍ | |
|
| لمَّا خَضَعتَ لها بغير إِباءِ |
|
ما بالُ ذاكَ الإِتحِادِ برأسِها | |
|
| قد آل وهو مُفَكَّكُ الأَجزاءِ |
|
قد أَرضَعَتكَ فُواقَ ثَديِ علُومِها | |
|
| فعَضَضتَهُ بقَساوةٍ وجَفاءِ |
|
رَبَّتكَ في حِجر التُقَى وعَقَقتَها | |
|
| أَتَحِلُّ منك خِيانةُ الأَثداءِ |
|
كُلٌّ إلى حُبّ الرئَاسةِ مائِلٌ | |
|
| طبعاً فأَجمَعُنا بنو حوّاءِ |
|
لم يَخلُ قلبٌ من ثَواءٍ مَحَبَّةٍ فيهِ | |
|
|
لكِنَّما القلبُ المُهذَّبُ مَن أَحَبَّ اللَه | |
|
| في السَرَّاءِ والضَرَّاءِ |
|
واهاً لِمَرءٍ قد تَفرَّغَ قلبُهُ | |
|
| لمحبَّةِ الباري بلا استِثناءِ |
|
خيرُ الأَصادِق من يكونُ مُثابِراً | |
|
| في الحالَتينِ بشِدَّةٍ ورَخاءِ |
|
خِلَّيَّ هل لَكُما بأَن تَتَوسَّما | |
|
| ما نالَني من لَوعةِ البُرَحاءِ |
|
شأني غدا ذُلّاً ونصري كَسرَةً | |
|
| ومُساعِدي قد عادَ عينَ عَناءِي |
|
لو كُنتُ ذا رَوقٍ لَكُنتُ أَذَقتُهُ | |
|
| يومَ النِطاح سمائِمَ النَكراءِ |
|
لكِنَّ رأسي أصلعٌ وتَناطُحُ ال | |
|
| جَمَّاءِ لم يُحمَد مَعَ القَرناءِ |
|
يا مَن يرومُ تَخَلُّصاً من غَرِّه | |
|
| سِر في طريق البِيعة الغَرَّاءِ |
|
واخلِص مَحَبَّتَها بأَخلَصِ طاعةٍ | |
|
| تَجِدِ الصَوابَ بِها بغيرِ خَطاءِ |
|
|
| ولواؤها في النصر خير لواء |
|
لا كُنتُ من أَبنائِها ان لم أُذِع | |
|
| إِيمانَها جَهراً بدُونِ خَفاءِ |
|
يا أَيُّها القومُ الذينَ عَقَقتُمُ | |
|
| بِئسَ الصنيعُ مَعَقَّةُ الآباءِ |
|
هل نالَ هاجَرَ وابنَها اذ فارَقَت | |
|
| مولاتَها في البِيدِ غيرُ ظَماءِ |
|
يا عابدينَ بطَقسِهِم ورُسُومِهِم | |
|
| ما ذي الجَهالةُ شِيمَةَ الحُكَماءِ |
|
بالرُوحِ والحقِّ اعبُدُوا وتواضَعُوا | |
|
| وذَرُوا شِعارَ تَصَلُّفٍ ورِباءِ |
|
واعطُوا الالهَ قُلُوبَكم إِذ إِنَّهُ | |
|
| لا يَرتَضِي باللفظِ والإِيماءِ |
|
ثمَّ اقدَعُوا نفساً غَدَت أَمَّارةً | |
|
| بالسُوءِ إِنَّ الحَوبَ في الحَوباءِ |
|
لو كان دينُ اللَهِ بالأَلحانِ كا | |
|
| نَ الدينُ للخِيلانِ والوَرقاءِ |
|
هَيهاتِ ما بينَ اللُبابِ وقِشرِهِ | |
|
| أَينَ الحَصَى من أَنجُمِ الجَوزاءِ |
|
أينَ الرُسومُ من الحقائقِ فانظُروا | |
|
| كم بينَ نُورِ الشمس والأَفياءِ |
|
شَتَّانَ ما بينَ الحُمَيَّا والحَما ال | |
|
| مَسنونِ والمَوتى من الأَحياءِ |
|
يا سِبطَ لاويَ قَدكَ بغياً إِنَّ هي | |
|
| كلك اغتدَى في حَوزة الأَعداءِ |
|
قد طالَ سَبيُكَ تائهاً إِسرالُ عُد | |
|
| فالعَودُ أَحمَدُ للغوِيّ الناءِي |
|
تَبّاً لحَيَّتك النُحاسِيَةِ التي | |
|
| تَنحُو السُجودَ لها بلا استِحياءِ |
|
قِدَماً شُفِي منها السليمُ بُرؤيةٍ | |
|
| لكن غَدَت عرضاً سَقامَ الرائِي |
|
لو كُنتَ تَسحَقُها سَحَقتَ ضَلالةَ | |
|
| ثارَت عَجاجتُها على الغَبراءِ |
|
قد ماتَ إِنسانُ الديانةِ منكمُ | |
|
| لم يبقَ فيهِ الآنَ غيرُ دمَاء |
|
طُرِحَت جمائلكُم ولم يَثبُت لكم | |
|
| منها سِوَى الأَشخاصِ والأَسماءِ |
|
ما زلتُمُ تَتَجَّجونَ برُتبةٍ | |
|
| حتى حُطِطتُم عن رفيع عَلاءِ |
|
نُوحُوا على ما قد فَقَدتُم واندُبُوا | |
|
| نَدبَ الفقيدِ بحُرقةٍ وبُكاءِ |
|
نُثِرَت عُقودُ نِظامِكُم فكأَنَّها | |
|
| سِلكٌ يُفَضُّ بقاعةٍ وَعساءِ |
|
فلِسانُ حالِ البِيعةِ الغَرّاءِ يَهتِفُ | |
|
| فاسمَعوا يا مَعشَرَ الفُهَماءِ |
|
لَكَمِ اتَّحَدتُم مَرَّةً بي ثُمَّ اخفرتم | |
|
|
ان كانَ بالنِسيانِ لاذَ أَذاكُمُ | |
|
| منكم فمِنّي لم يَلُذ بِنِساءِ |
|
لم أَنسَ ما فَعَلَ الا باعدُ بي ولكِن | |
|
| قد يفوقهمُ اذَى القُرَباءِ |
|
أَبناءُ أُمّي حارَبُوني فاعذِروا | |
|
| مَن قد دُهي بِمَكايِدِ الأَبناءِ |
|
كم قد أَثَرتُ محلَّهم بمحلِّهِم | |
|
| وطلبتُهم بالحَثِّ والإِغراءِ |
|
فأَبَوا وما آبُوا إليَّ وقد نَبَوا | |
|
| بالإِفكِ عن تصديق حقّ نباءِي |
|
إِنِّي الهُدَى يا مَن غَوَوا فبِي اهتَدُوا | |
|
| طولَ المَدَى وامشُوا بنور ضِياءِي |
|
إِنِّي سفينةُ بُطرُسٍ فمَسِيريَ ال | |
|
| إِيمانُ والبشراءُ فهي رسائِي |
|
أنا منذُ ما حلَّ الإله بساحتي | |
|
| لم أخشَ يوماً صادماتِ هواءِ |
|
أنا لا أَغُشُّ ولا أُغَشَّ وانهُ | |
|
| لَمِنَ المُحالِ المستحيلِ خَطائِي |
|
امري المُطاعُ وسَهمُ حُكمي صائبٌ | |
|
| ما شِينَ قَطُّ برِيبةِ الإِخطاءِ |
|
إذ لم يَزَل عنِّي يسوعُ مُصلِّياً | |
|
| أَلمُعتَنِي بي حَسبُ لا بِسَواءِي |
|
رأسي الإِلهُ اقامَ لي ذاكَ الصَفا | |
|
| بِخلافةٍ ثَبَتَت مَعَ الخُلَفاءِ |
|
ما قامَ لي رأسٌ بقائِمِ سيفِهِ | |
|
| مُتَرئِّسٌ بالوَرقِ والإِرشاءِ |
|
لَيثٌ هصورٌ كاسرٌ مُتَجاسرٌ | |
|
| ذِئبٌ تَفتَّرَ في جُلودِ الشاءِ |
|
أنا ما تَعاقَبُني الرؤوس تَعازُلاً | |
|
| وقصيدتي لم تشنَ بالإَقواءِ |
|
فكأَنَّ بيت عَرُوض شِعري مُفرَدٌ | |
|
| ما عِيبَ بالإِكفاءِ والإِبطاءِ |
|
هل حَلَّ مضجعيَ النُغُولُ تغلُّباً | |
|
| أم هل تَحقَّقَ في الأَنام زِنائي |
|
ما اقتَّضني خَصمٌ أَزالَ طَهارتي | |
|
| فعدمتُ ختمَ بَكارتي وبَهائي |
|
ما صِرتُ من بعد البَكارةِ ثَيِّباً | |
|
| مَأوَى العَهارةِ أُكلةَ السُفَهاءِ |
|
ما سِمتُ بالكَهنُوتِ سِيمونيَّةً | |
|
| كَلَّا وليسَ السَلبُ من سِيمائِي |
|
ما قد حَفِظتُ رُسومَ توريةٍ ولا | |
|
| هَوَّدتُ بعضَ الناسِ بالإِطغاءِ |
|
ما قد جعلتُ ضريحَ ربّي مُخدَعاً | |
|
| مَثوىً لكلّ عَضِيهةٍ ودَهاءِ |
|
ما قد أَقمتُ مَوابِذاً لِعبادةِ ال | |
|
| نِيرانِ ذاتِ الحَبو والإِطفاءِ |
|
وهَل أدَّعَيتُ عَجائباً إِفكِيَّةً | |
|
| بالزُورِ والإِيهامِ والضَوضَاءِ |
|
حتى تَمجَّسَتِ الوَرَى بسُجودِهِم | |
|
| للنارِ في الإِصباحِ والإِمساءِ |
|
فضلي استَبانَ ونَمَّ عَرفُ أَرِيحهِ | |
|
| في شاسع الأَصقاعِ والأَرجاءِ |
|
ما للضَلالِ تأَلُّفٌ بهِدايتي | |
|
| كالغَينِ لم تُقرَن بحرف الهاءِ |
|
وِردي صَفا من بحرِ شمعونَ الصَفا | |
|
| فاستَورِدُوهُ بفُرحةٍ وصَفاءِ |
|
هذا هُوَ الصخرُ الذي مَن لم يُصِخ | |
|
| لنِداهُ طَوعاً يُضحِ كالخَنساءِ |
|
مَن كانَ ظَمآنَ الحَشَى فليحَنحَن | |
|
| نحوي ليُنعِشَ لبَّهُ برَوائي |
|
أَرعَى خِرافي والنِعاجَ من الأَنا | |
|
| مِ على مِياهِ البِّر والإِرعاءِ |
|
شخصُ القَداسةِ لم يَقُم إلَّا بطبع | |
|
| مَحَبَّةٍ قُدسيَّةٍ وإِخاءِ |
|
أَعدَدتُ مائدَةَ الأَمانةِ بالحِجَى | |
|
| ومَزَجتُ خمرَ الحُبّ بالأرجاءِ |
|
وبَعَثتُ بالرُسُلِ الكِرامِ إلى الوَرَى | |
|
| يَدعُونَهم لوَ لِيمتي وعَشاءِي |
|
فبكلِّ فَجِّ ضاءَ بِشرُ أَمانتي | |
|
| وبكلِّ لُجٍّ ضاعَ نَشرُ ثَنائي |
|
هذي التي ظهرَت لِتَنتزعَ السَلا | |
|
| مةَ من أُهَيلِ تخَبثٍ ومِراءِ |
|
قامَ البَنُونَ بها على آبائِهِم | |
|
| وكذاك أَصهارٌ على أَحماءِ |
|
في كلّ قُطرٍ لي رَسُولٌ مُنذِرٌ | |
|
| بالحقّ للقُرَباءِ والبُعَداءِ |
|
قد كانَ للكُفَّارِ أَعظَمُ حُجَّةٍ | |
|
| لو لم يَعُوا الإِيمانَ بالبُشَراءِ |
|
أَرغَمتُ أَعدائي فكُلٌ ناظِرٌ | |
|
| شَزراً إليَّ بمقلةٍ شوصاءِ |
|
هذِه عُلومي لا تَزالُ سَرِيَّةً | |
|
| بسَرِيِّ مُلكي المُرتَقِي وثَرائي |
|
ما زِلتُ اسقي بالعُلُومِ مَغارسي | |
|
| فالغَرسُ لا ينمو بلا أَنداءِ |
|
وبَنِيِّ ما فَتِئُوا لامري خُضَّعاً | |
|
| يَسمُونَ بالآلاَءِ والإِيلاءِ |
|
لم يَبرَحُوا طُرّاً كما كانوا يحِف | |
|
| ظِ ضَمانِهم وافينَ خيرَ وَفاءِ |
|
وُسِمَت عزائِمُ رَهبَناتي بالتُقَى | |
|
| وسَمَت بأَرفَعِ عِزَّةٍ قَعساءِ |
|
ما زِلتُ حافظةَ ذِمامَ العهدِ بِال | |
|
| إِيمانِ في النَعماءِ والبَأساءِ |
|
انِّي لَواحدةٌ لوَحدةِ هامتي | |
|
| ولإِتّحاد الرأسِ بالأَعضاءِ |
|
لو أَن بدا في الكَونِ شَمسانِ انمَحَت | |
|
| آثارُهُ لِتَخالُفِ الأَهواءِ |
|
انِّي لجَامعةٌ لأَنِّي أَجمَعُ ال | |
|
| مُتَفرِّقينَ بسِلكِ وَحدةِ رائِي |
|
اني مُقَدَّسةٌ لفَرطِ محبَّتي | |
|
| نَفعَ الأَنامِ قريبِهِم والنائِي |
|
اني لَخَيرُ كنيسةٍ رُسليَّةٍ | |
|
| في بعثِ رُسلي وَانتِشار نِدائي |
|
يا بِيعة اللَهِ المقدَّسةَ التي | |
|
| قد عَمَّ رِفدُكِ في مَلا البَيداءِ |
|
يا فُلكَ نُوح كلُّ مَن هُوَ دُونَهُ | |
|
| أَضحَى غريقاً في عُبابِ الماءِ |
|
فَدكِ افتِخاراً باذخاً يا بِيعةً | |
|
| معصومةً من وَصمةِ الإِغواءِ |
|
قَدكِ افتِخاراً يا عَرُوساً لم تَزَل | |
|
| بِكراً بَتُولاً ذاتَ كلّ نَقاءِ |
|
قَدكِ افتِخاراً انَّ هامَكِ بطرسٌ | |
|
| يعلو كما يعلوكِ آدونَاءِي |
|
وَلَدَت بَنُوك بِخصبِ فضلكِ توأَماً | |
|
| عَمَلاً وعِلماً مُرغِمَ الجُهَلاءِ |
|
انتِ اعتِمادي باعِياذَ مَعا ثِري | |
|
| وبكِ اعتِقادي باليِاذَ رَجائي |
|
حاشاكِ من مُتَدلِّسٍ مُتَدنِّسٍ | |
|
| عافَ امتداحَكِ ناطقاً بهِجاء |
|
طُوبَى لَكِ ابتهجي أَرُومِيَةُ التي | |
|
| أَضحَت مَقَرَّ الأَمنِ والأُمَناءِ |
|
يا حَلبةَ العِلمِ الشريفِ ورَبَّةَ ال | |
|
| فضلِ المُنِيفِ وعُصبةَ الفُضَلاءِ |
|
يا مَهيَعَ القوم الكِرام ومَربَعَ ال | |
|
| فِئة الفِهامِ ومَرتَع النُبَلاءِ |
|
يا مَحتِدَ العدلِ المُنِير ومَورِد ال | |
|
| بِرِّ الخطيرِ ومَشهَدَ العُظَماءِ |
|
يا مُلتَقَى النهرَينِ بل يا مجمعَ ال | |
|
| قُطبَين دِينِ اللَهِ والعُلَماءِ |
|
مُذ شُيِّدَ الإِيمان فيكِ اندكَّتِ ال | |
|
| أَوثانُ واندثَرَت دُثورَ هَباءِ |
|
وتَقوَّضَ البيتُ المؤَبَّدُ بغتةً | |
|
|
قد عزَّ منظرُكِ الفريدُ على فتىً | |
|
| قَلِقِ الفُؤَادِ مُسعَّر الأَحشاءِ |
|
فلِذاك قد حجَّت اليكِ نجائبٌ | |
|
| من شِعرهِ يا كَعبةَ الشُعَراءِ |
|
قد لاقَ فيكِ المدحُ يا أُمَّ المدا | |
|
| ئنِ من بديعِ النظمِ والإِنشاءِ |
|
لو كنتُ كُلِّي في مديحكِ أَلسُناً | |
|
| لم أُوفِهِ يا ذاتَ كلّ سَناءِ |
|
ما الرَندُ حينَ تَنَبَّهت عَذَباتُهُ | |
|
| بِفَمِ الضُحَى في رَوضةٍ فيحاءِ |
|
وتَدبَّجت أَزهارُهُ من أَحمَرٍ | |
|
|
وهَدَت شآبيبُ الغمائمِ وِردَها | |
|
| وَردَ الكمائمِ عن يدٍ بيضاءِ |
|
وسَرَى الصَبا سَحَراً فعاد مُروِّحاً | |
|
| قلباً كواهُ تنفُّسُ الصُعَداءِ |
|
يوماً بأحسَنَ بهجةً ووَسامةً | |
|
| من بلدةٍ هيَ مأربي ومُناءِي |
|
شَهِدَت شُهودُ الحقّ جهراً في مَشا | |
|
| هِدِها فاضحت مَشهَدَ الشُهَداءِ |
|
سَعِدَت نُفوسٌ كالدُمَى قد أُهرِقَت | |
|
| فيها الدِما فغدت من السُعَداءِ |
|
صارت لدين اللَه سُوراً بعد أَن | |
|
| كانت بحال الكُفر والأَسواءِ |
|
عَزَّ النظيرُ مع الشبيه لها وقد | |
|
| جلَّت عن الأَشباه والنُظَراءِ |
|
اشغلتُ فكري في سَماءِ جَمالِها | |
|
| فشُغِلتُ عن جُملٍ وعن أَسماءِ |
|
وسَعِدتُ من إِحسانِها فلَهَوتُ عن | |
|
| سُعدَي وكلِّ مليحةٍ حَسناءِ |
|
وَرغِبتُ في إِنعامِها فرَغِبتُ عن | |
|
| نِعمٍ لما أَولَت من النَعماءِ |
|
أَرَجُ النسيمِ سَرَى إلى الأَحياءِ من | |
|
| أَحياءِ رُومةَ لا منَ الزوراءِ |
|
حيَّى النفوسَ بنَفحةٍ قُدسيَّةٍ | |
|
| سَحَراً فأَحيَى مَيِّتَ الأَحياءِ |
|
أرواحُهُ قد أَنعَشَت أَرواحَنا | |
|
| لمَّا سَرَت من تِلكُمُ الصَحراءِ |
|
أذكَت إلى تلك المعاهِدِ جَذوةَ ال | |
|
| شوق الذي أَربَى على الرَمضاءِ |
|
قد حَرَّكَت مني الشجُونَ بُرُوقُها | |
|
| إِذ أَومَضَت لا بارقُ الجَرعاءِ |
|
ربِّي أَتِح لي أَن أَزُورَ مَقامَها | |
|
| وأَجِب بحِلمكَ يا سميعُ دُعائي |
|
يا ربِّ هَب لي الفوزَ فِيها بالمُنَى | |
|
| وامنُن عليَّ بذاك قبلَ مَناءَي |
|
لأُمرّغَ الوَجَنات في أَعتابِها | |
|
| شَرَفاً وارخصها بدمع بُكائي |
|
وَأَبُلَّ من سَفحِ المدامعِ سَفحَها | |
|
| أَسَفاً على ما حُزتَهُ بشَقائي |
|
مُستَلئماً بِمَلاذ بُطرُسَ هامِها | |
|
| أَمنِ المَخُوفِ ونَجدةِ الضُعَفاءِ |
|
يا صاحِ سَل إِفضالَهُ وَأَصِخ لِما | |
|
| يُبدِي اليكَ بأَفضَلِ الإِصغاءِ |
|
واقبِس مَعَارَكَ من مُسَلسَل هَديِهِ | |
|
| فهُوَ المُنِيرُ بليلةٍ دَجناء |
|
واستَطلعِ النَهجَ الرَشيدَ بهِ ولا | |
|
| تُنكِر هُداهُ الساطعَ اللألاءِ |
|
يا قِبلةَ الدينِ القويمِ ومَشرِقَ ال | |
|
| عِلمِ الكريم وحُجَّةَ الفُقَهاءِ |
|
يا مَنبَعَ الصِدقِ اليَقينِ ومَهيَعَ ال | |
|
| حقّ المُبِينِ لكلّ ذي استِهداءِ |
|
يا أيها المَولَى الأمينُ ومُولِىَ ال | |
|
| فضلِ الثمينِ ومانحَ الآلاءِ |
|
يا صُفوةَ الرَحمنِ كُن لي شافعاً | |
|
| ومخلِّصاً يا أفضَلَ الشُفَعاءِ |
|
يوماً بهِ يَتَصادَمُ الجيشانِ الجيشُ | |
|
| العدلِ محتدماً وجيشُ خَطائِي |
|
كُن يا رسولَ اللَهِ مَوئِلَ آثِمٍ | |
|
| أضحىَ حليفَ الضُرّ والأَرزاءِ |
|
عَطفاً على وَجَعي وإِعدامي ايا | |
|
| طِبَّ الوجيع ومُغنيَ الفُقَراءِ |
|
لا رِدءَ لي إِلَّاك يا بحرَ النَدَى | |
|
| يا عُمدةَ الكُرَماءِ والرُحَماءِ |
|
وأَرِح فُؤَاداً قد غدا نِضوَ الأَسَى | |
|
| يا راحةَ العاني من الإِعياءِ |
|
يا رأسَ شعبِ اللَهِ مَن عن مدحهِ | |
|
| بالفضل نُحجِمُ أَلسُنُ الفُصحَاءِ |
|
فلقد خُصِصتَ بحِكمةٍ عُلويَّةٍ | |
|
| بَهَرَت فأَعيَت مَنطِقَ البُلَغاءِ |
|
حَكَمَت بأَمصارِ القُلوب وإِنَّها | |
|
| كم حكَّمَت من جاهلٍ مرطاءِ |
|
هاكَ اقتِضاب الفِكر بكراً أَطلَعَت | |
|
| أنوارَها من مَطلِعِ الشَهباءِ |
|
عُذراً أيا هادي الوَرَى واسمَح بأَن | |
|
| نُهدِيكَ خيرَ خريدةٍ عذراءِ |
|
حَلَبَّيةٍ تزهو نَفاستُها على | |
|
| نَفسٍ غدت شاميَّةَ الآراءِ |
|
أَمهَرتُها فِكري ولكن مَهرُها | |
|
| منك الرِضَى والمَهرُ بالإِرضاءِ |
|
ان تحبُها سعدَ القَبُول وترتضي | |
|
| فيها فيا لسعادتي وحِبائِي |
|
فعليك من ربّي السلامُ التامُ ما | |
|
| غنَّى الحمامُ بروضةٍ غَنّاءِ |
|