يا حَبَّذا حلبُ المُنِيفةُ أنها | |
|
| أرضٌ تَناهى حُسنُها وبَهاؤُها |
|
رقَّت معانيها فرقَّ مديحُها | |
|
| مُذ رقَّ منها صَفوُها وصَفاؤُها |
|
قد لَذَّ فيها العيشُ عيشاً صافياً | |
|
| إذ لَذَّ منها ماؤُها وهواؤُها |
|
قد طاب منها العُنصُران فطاب | |
|
| عُنصُرُ أهلها أبداً وصحَّ شِفاؤُها |
|
إِن تُعضِلِ الأَدواءُ بالأَرواحِ وال | |
|
| أَشباحِ فَهيَ بها يكونُ دَواؤُها |
|
قد خِلتُ للمَوؤُد يُحيِي تُربُها | |
|
| نفحاً وللمفؤُدِ يَشفِي ماؤُها |
|
جُمِعَت بها كلُّ المحاسن جَمَّةً | |
|
| جمعاً صحيحاً فاستزادَ سَناؤُها |
|
جادَ الحيا أَفنانَها وجِنانَها | |
|
| فزَكَت مغارسُها ولَذَّ جَناؤُها |
|
وسَرَى بها أَرَجُ النسيم مُعطِّراً | |
|
| أَنحاءَها فتأَرَّجَت أَرجاؤُها |
|
كم مَنزِلٍ فيها بروقُ بَهاؤُهُ | |
|
| ومساكنٍ باهت بِها آلاؤُها |
|
تُفني الهُمومَ غِياضُها ورياضُها | |
|
| وحِياضُها وثِمارُها ونَماؤُها |
|
مُذ صَفَّقَت ايدي الغُصونِ بأَيكها | |
|
| غَنَّت على أوراقها وَرقاؤُها |
|
فكأَنَّها جِنسٌ لأَنواع البَها | |
|
| أَلِفُ المباهي الرائقاتِ وباؤُها |
|
عُصِمَت فكانت مَعصِماً متغلِّقاً | |
|
| مستحكماً بُنيانُها وبناؤُها |
|
من كل قطرٍ رادَها الوُرَّادُ | |
|
| فانشدهوا وقالوا اين هم أَكفاؤُها |
|
قد ادركت شأوَ الكَمالِ فأَجمَعُوا | |
|
| ذي غايةٌ ما ليسَ يُدرَك شاؤُها |
|
مُنِعَت عن الأَكفاءِ فيما مُنِعَت | |
|
| أُعجُوبةُ الدُنيا وليسَ سَواؤُها |
|
قامت بَنُوها في تكاليف التُقَى | |
|
| بمحَّبةٍ خَفَّت بها أَعباؤُها |
|
بأَمانةٍ ودِيانةٍ وصِيانةٍ | |
|
| ورَصانةٍ جلَّت فجلَّ ثَناؤُها |
|
اللَهُ زِدها عِزَّةً ومَهابةً | |
|
| حتى تَذِلَّ لِعزِّها أَعداؤُها |
|