إِن شِئتَ قتلَ الحاسدينَ تَعَمُّداً | |
|
| من غيرِ مادِيَةٍ عليكَ ولا قَوَد |
|
وبغيرِ سُمٍّ قاتلٍ وصوارمٍ | |
|
| وعِقابِ رَبٍّ لَيسَ يَغفُلُ عن أَحَد |
|
عَظّم تُجاهُ عُيونِهم محسودَهم | |
|
| فتراهُمُ مَوتى النُفُوسِ معَ الجَسَد |
|
ذَوبُ المعادنِ باللَظَى لكِنَّما | |
|
| ذَوبُ الحَسُودِ بحرِّ نيرانِ الحَسَد |
|
لجوانحِ الحُسادِ حَرٌّ دُونَهُ | |
|
| حَرُّ الغَزالةِ وهيَ في بُرجِ الأَسَد |
|
قلبٌ أو لَهبٍ لَهُم وحشاشةٌ | |
|
| حَمَّالةُ الحَطَب العَفارِ إذا اتقَد |
|
فشُهُورهم ابداً كشَهرَي ناجرٍ | |
|
| لِوَهجِ جمرٍ في فُؤادِهِم وَقَد |
|
لم يَبلغِ الحُسَّادُ آجالاً لهم | |
|
| إذ إنَّهم سيماهُمُ موتُ الكَمَد |
|
حدُّ الزُناةِ من الشريعةِ مُدَّةً | |
|
| وتَرَى الحسودَ بدائِهِ ابداً يُحَد |
|
مازالَ ان حيَّا وان ميتاً ضَنىً | |
|
| متعذِّباً فيهِ إلى أَبَدِ الأَبَد |
|
أَمسَى على الحالَينِ مكتسبَ العَنا | |
|
| إِن جامَلَ الجَمَّ الغفيرَ أو انفَرَد |
|
عَدِمَ السلامَ فلا يَزالُ مُحارَباً | |
|
| طولَ الزَمانِ وللأمانِ فَقَد فَقَد |
|
سِيماهُ إِمَّا شامَ خيراً أَسقَطَت | |
|
| في الحالِ سَحنَة وجهِهِ ثُمَّ ارتَعَد |
|
رَجَفَت فرائصُهُ وأُخفق قلبُهُ | |
|
| وتمزَّقَت أَحشاؤُهُ ودعا المَدَد |
|
وتحرَّكَت أَرواحُهُ ودِماؤُهُ | |
|
| اضطرَبَت وغَصَّ الجَفنُ عن ملق جَمَد |
|
داءٌ عُقامٌ لا شِفاءَ لهُ أَبَى | |
|
| طِبَّ الأُساةِ كأَنَّهُ داءُ الأَسَد |
|
يُعدِي الذي يدنو إليهِ فلم يَفُز | |
|
| بنَجاتِهِ إِلا الذي عنهُ ابتَعَد |
|
وزرٌ غدا يعلو المَناهِيَ كُلَّها | |
|
| شَيناً كما أَنَّ العَمَى يعلو الرَمَد |
|
أَردَى بقابيلٍ وشاولٍ ودا | |
|
| ثانٍ وآبيرومَ ذا الخَصمُ الأَلَد |
|
لولاهُ ما حُطَّ الملائِكُ وأَنهَوَوا | |
|
| نحوَ الاسافِلِ من سَماواتِ الجَلَد |
|
ونأَى عنِ الفِردَوسِ آدَمُ صاغِراً | |
|
| وثَوى بارضٍ حلَّ ساحتَها النَكَد |
|
وقُضِي على حوّاءَ من ربِّ العُلى | |
|
| بالغمِّ والأوجاع أن تَلِدَ الوَلَد |
|
لولاهُ لم يُبتَع من الأَسباطِ يُو | |
|
| سُفُ ذلكَ الحُرُّ الأديمِ أَباً وجَد |
|
لولاهُ لم يُصلبَ يَسُوعُ كمجرمٍ | |
|
| من شرِّ شعبٍ خيرَ مولاهُ جَحَد |
|
ضلَّت عن الحبِّ الرشيدِ تَعَمُّداً | |
|
| فِئَةٌ على نَهج الهُدَى لم تُستَقَد |
|
ولَرُبَّما رُدَّ الفَواتُ وإنما | |
|
| فُرَصُ المحبَّة فائتٌ لا يُستَرَد |
|
إِنِّي لأَرثي الحاسدينَ لِأَنَّهم | |
|
| سلكوا مفاوزَ مَهمهِ الوَعثِ الجَدَد |
|
علموا بحرٍ ما لهُ من ساحلٍ | |
|
| فطغى عليهم ماؤُهُ لما زبد |
|
أَنِفوا من الخيرِ الذي يَحظَى بهِ | |
|
| محسودُهم لو أَنَّه كُفؤُ الأَوَد |
|
لم يبرحوا وحَشاهمُ شَوط الوَغَى | |
|
| فيهِ لما قد ضُمِّنوا حربٌ لَدَد |
|
اللَه ربي من نِضالٍ ما لهُ | |
|
| لَجَبٌ ولا عَدَدٌ يليهِ ولا عُدَد |
|
حربٌ لها ضِمنَ النفوسِ عَجاجةٌ | |
|
| حجبت ضِياءَ العقل ما طالَ الأَمَد |
|
خَبَّت قنابلها أثارت عِثيَراً | |
|
| أَخبَت مشاهبَ أَنعُمِ اللَهِ الأَحَد |
|
لو أَنَّها ماديَّةٌ لَحَذِرتُها | |
|
| لكِنَّها رُوحيَّةٌ لا تُنتَقَد |
|
فالسيفُ قد ينبو ولكن سيفُ هذا | |
|
| الداءِ لا ينبو لهُ في الدهرِ حَد |
|
والخيلُ قد تكبو ولكن عزمُ ذا | |
|
| لم يكبُ قطُّ ولم يَزَل يمشي نَهَد |
|
والزَندُ يخبو تارةً لكنّما ال | |
|
| حَسَدُ الوريُّ لهُ زِنادٌ ما صَلَد |
|
رَقَدَ الخليُّ من الضغينةِ آمناً | |
|
| ابداً وللحُسَّاد طَرفٌ ما رَقَد |
|
فالغِ النصيحةِ يا فَتَى من حاسدٍ | |
|
| وَلَوَ أنَّهُ مَحَضَ النصيحةَ واجتهَد |
|
وتَنَكَّبَنها غيرَ مكترثٍ بها | |
|
| إذ إِنَّها زُبدٌ وان خِيلَت زَبَد |
|
قد قَرطَسَت مني الكِهانةُ حاسداً | |
|
| اغرضتُهُ وسِهامُ ظنِّي ما صَرَد |
|
فرأَيتُ سِيماهُ النميمةَ والضغينةَ | |
|
| والوِشايةَ والشَماتةَ والحَرَد |
|
يتنفَّسُ الصُعَداءَ من وَغرٍ بهِ | |
|
| لا ينتهي عنهُ ولا بَرقَى صَعَد |
|
مستلزماً في ذاتهِ لقِصاصهِ | |
|
| حيّاً وميتاً عن جريرتهِ الوَبَد |
|