عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > عمان > خلفان بن جميل السيابي > كتاب السير من سلك الدرر

عمان

مشاهدة
3692

إعجاب
1

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

كتاب السير من سلك الدرر

لما فشا الجور من الملوك
وانطمس الحق عن السلوك
وأفسد الحدود بالكلية
وانتشر الدين على الرعية
وكان أهل النهروان من بقي
منهم على الحق القويم الأسبق
تحزبوا منهم إلى النخيلة
وهم هناك فئة قليلة
تجمعوا وقاتلوا من راما
قتالهم ظلما وما استقاما
وكان ممن قاتلوا ثم الحسن
أتاهم بجيشه ليقتلن
ومعه الكوفة ثم انهزما
بعد قتال كان مع سفك دما
ولم تزل عمال نجل صخر
يسعون في فسادهم والقهر
ويقتلون من أبى لعن علي
ولم يوافقهم على الجور الجلي
ويتتبعون المسلمينا
قتلا وسجنا حيث يوجدونا
ولا يزال المسلمون في بلا
من شرهم وجورهم بين الملا
تجمعوا بعد ذا وائتمروا
بإبن أبي الحساء فيهم أمّروا
وفيهم حيان والمستورد
ثم معاذ وحصين الأسد
وهؤلاء قتلوا جميعا
وكل منهم قد غدى صريعا
كذاك خالد كذا عباد
وكان ناسكاً من العباد
ومنهم قريب ثم كهمس
ثم أبو ليلى وكلٌ أكيسُ
ومنهم زياد العجلي
فقتلوا والأعرج الكوفي
ومنهم قريب والزحاف
فقتلوا ومنهم قواف
ومنهم معبد مع عمرانا
سليل حبان أخا شيبانا
ومنهم مجاثما من تميم
وهو أبو بلال الكريم
وفضله وجهده كما علم
أشهر من نار على رأس علم
وسبب الخروج كان منه
بما حكى بعض الرواة عنه
وذاك حين قتل البلجاء
إبن زياد ظالماً عداء
وكانت من خيار المسلمات
تقى وعلما خير ذا هداة
فقال بعد هذه أقيم
نفساً عن الدنيا ومن أقيم
فخرجوا ما قصدوا قتالا
إلا لمن أرادهم ضلالاً
وهم يقال أربعون رجلاً
خيار أهل الأرض علما عملاً
لاقاهم القعقاع بن عطية
فأقتتلوا وحانت المنية
وأسر القعقاع ثم قتلا
وقتل الكل هناك مقبلا
قد طلبوا شهادة فوجدوا
ما طلبوا من ربهم واستشهدوا
ما داهنوا كلا ولا استهانوا
عليهم الرحمة والرضوان
ومن كرامات أبي بلال
وصنوه عروةٍ المفضال
خيرهما في الدين ليس يحصى
والعلم والزهد ولا يستقصى
ولهما في الزهد والشجاعة
نوادرعنهم أتت مشاعة
ومنهم حويص مع غسان
شيبان عون أي أبو عمران
ومنهم سليل زيد جابر
وفضله في العلم أمر شاهر
وهو سراج الدين بحر العلم قد
أثنى عليه البحر علما ورشد
وقال من أهل العراق أعجب
كيف لنا احتاجوا وعنه ذهبوا
كان يحج جابر كل سنه
وعامل البصرة عاما سجنه
حتى رأوا هلال شهر الحج
فقال لا بد لنا من حج
وإنما سجنه من أجل ما
إليه يحتاج الورى لتعلما
فسار حينما رأى الهلالا
حتى أتى الإحرام والإهلالا
فأدرك الناس وهم في عرفه
والكل قد لازم منهم موقفه
تجلجلت ناقته هناكا
وشارفت من سيرها الهلاكا
والله قد سلمها بفضله
وجابر لا غاية لفضله
ومنهم أيضاً فتى إباض
كان إمام الحق سيفاً ماضي
عمدة هذا المذهب الكريم
نسبه قد كان من تميم
بصحبه قد سلك المحجه
وقهروا خصمهمُ بالحجة
وفارقوا لسبل الضلالة
وباينوا الهذيان والجهالة
وكان في زمان عبدالملك
منه له نصائح فيما حكي
وهو كذا لجابر معاصر
عن رأيه في الأمر كان يصدر
ومنهم الوليد جد عنبسة
وحمزة من عبد قيس أسسه
وإبن السماك جعفر العبدي
وهو تقي عالم مرضي
ومنهم الحباب ثم سالم
صحار العبدي حبرٌ عالمُ
كذا صحار وكذاك جعفر
شيخي أبي عبيدة قد ذكروا
أخذ عن هذين قبل أكثرا
من أخذه عن جابر مؤثرا
ومنهم هبيرة إياسُ
وأحنف بن قيس النبراسُ
وتبرح ومازن من راسب
قد رقيا لأرفع المراتب
علما وزهداً اخوان نسبا
وعملا علما تقى ومذهبا
وكل هؤلاء تابعونا
وبعدهم تابعوا تابعينا
منهم أبي عبيدة إبن أبي
كريمة وهو إمام المذهب
وهو تميميٌ ولكن بالولاء
الأعور فاق كل علماً عملا
تعلم العلوم ثم علما
ورتب الحديث حتى أحكما
وصالح الدهان مع ضمام
وكلهم من قادة أعلام
وحاجب وهو أبو مودود
وأسعد من علما الوجود
ومنهم الخيار وابن القاسم
وابن سعد وهو خير عالم
وطالب الحق إبن يحيى إبن عمر
كان كنديا إماماً اشتهر
كان قاضياً لإبن جبله
فأنكر الجور الذي قد فعله
في حضرموت وهو عامل لمن
ولاه مروان على قطر اليمن
فأظهروا جوراً كبيراً في الورى
حتى اشتكوا إلى إبن يحيى الضررا
فقام واستشار في الأمر أبا
عبيدة فقال ثم محتبى
وأرسل المختار إبن عوف
إليه مع بلج ولا عن ألف
فقاتلوا هناك جمعاً الفجره
وهزموا جيوش تلك الجوره
واستخلصوا جميع أقطار اليمن
ومكة إذ في حروب تعرفن
ومنهم أبرهة إبن علي
وإبن الحصين واسمه أيضاً علي
وبعدهم طبقة الربيع
إبن حبيب عالم مطيع
قد كان للمذهب طوده الأشم
وفي علوم بحرها طامي الخضم
قد أخذ العلم عن الإمام
أبي عبيدة وعن ضمام
وعن أبي نوح وكان خير من
قد صحب الإمام في ذاك الزمن
ثم أبو أيوب وائل رقى
أعلى العلا زهدا وعلماً وتقى
وابن الرحيل منهم محبوب
وهو ولي عندنا محبوب
كذا أبو صفرة عبدالملك
كذا الطريد مثله أيضا حكي
ومنهم حملة العلم إلى
مشرقنا والمغرب الذي علا
وكلهم أئمة في الدين
قاموا بلَمِ شملهِ المتينِ
وانتشر المذهب في الأفاق
وضاءت الفجاج بالإشراق
وكان في المغرب أيُّ دولة
بالرستميين أهيل الصولة
وهكذا قد قام في قطر اليمن
وحضرموت وإلى أقصى عدن
وفي خراسان وفي العراق
ومصر والبحرين بإتفاق
وفي عُمان ولذا جاء المثل
للعلم بالطائر إذ كان انتقل
قد باض بالمدينة الزهراء
افراخه بالبصرة الفيحاء
ثم إلى عُمان منها طارا
وعمم الأفاق والأقطارا
فازدهرت عُمان بالأعلام
العامدين في وجه الظلام
وقام فيها العدل بالأئمة
أهل الهدى قادتها للأمة
بالعلماء ذلك الزمان
أهل التقى والعدل في عمان
هو الجلندى إبن مسعود ولي
أفضل من قام بقطر أذعل
وابن الرحيل واسمه محبوب
هو إبنه محمد المحبوب
وإبن أبي جابر وهو موسى
لولا النبوات لكان موسى
ومنهم إبن منذر بشير
ومنهم إبن نيّر منير
ومنهم هشام إبن المهاجر
ومنهم سعيد إبن المبشر
وإبن أبي قيس كذا خير ولي
كذا سليل عزرة وهو علي
وهاشم وهو فتى غيلانا
كذا سليمان فتى علمانا
ومنهم الهمام عبدالمقتدر
إبن حسن أكرم به صدقا وبر
ومنهم الإمام موسى إبن علي
محمد وهاشم خير ولي
ومنهم سعيد والوضاح
وغيرهم لم يحصهم إيضاح
قاموا لنصر الدين في عُمان
وغيرها من سائر البلدان
رحم الله هاتيك المهج
قد استقاموا واقاموا للعوج
وبذلوا انفسهم في عزِّ
دين الإله الواحد المعز
جزاهم الرحمن مع رضوان
رحمته والخلد في جنان
* ذكر الأئمة المنصوبين في عُمان بعد افتراق الأمة إلى إمامنا هذا:
وحيث كان الإفتراق واقعا
في الدين بعد أحمدٍ وشائعا
وأختلفت أمته مذاهبا
كلاً ترى لما رآه ذاهبا
مفضلاً مذهبه ويعتقد
خطأ من خالفه في المعتقد
ودون شك وذا من غير خفا
بأن ما كان عليه المصطفى
وصحبه الأبرار هو الحق لا
مرية فيه عند كل العقلا
وكل من تفرقت به السبل
عن ذلك السبيل زلة أضل
وأهل هذا المذهب الحقيقي
تمسكوا بذلك الطريق
ما احدثوا ما بدلوا ما غيروا
بل انكروا على الذين غيروا
وبالغوا في النهي والإنكار
وفارقوهم بعدما إعذار
وقاتلوا من ضل منهم واعتدى
وبذلوا النفوس للدين فدى
فكان ذاك دائبهم طول الزمن
لوقتنا والله يؤتي الفضل من
وحيث كان جل أهل المذهب
بمصرنا عُمان أو في المغرب
تشوقت نفوسنا لذكر ما
أسلافنا كانوا عليه قدما
أهل عُمان القادة الأئمة
من حيث ما كان افتراق الأمة
فإنهم تمسكوا بالدين
واعتصموا بحبله المتين
عضوا على ما وجدوا عليه
أسلافهم ولجئوا إليه
من إتباع سنة المختار
الراشدين الخلفا الأخيار
ونصبوا أئمة الدين على
ذاك وباعوا أنفسا بما غلا
ونحن ذاكرين من عرفنا
منهم وحسب علمنا وقفنا
نذكر أهل كل قرن فيه
من أول الأمر إلى باقيه
غرضنا من ذلك الإيجاز
إذ عاق عنه العجز والإعجاز
والله حسبي وعليه متكل
اسأله إخلاص قولي والعمل
* أئمة القرن الثاني:
وذاك أن أول القرون
من هجرة المختار والأمين
كان فيه بزوغ شمس الحق
للمصطفى والصحب خير الخلق
وبعدما كان افتراق الأمة
وانتقل الملك إلى أمية
وملكوا أماكن الإسلام
وأظهروا الجور على الأنام
وامتد ملكهم لعام اثنين
معها ثلاثين من السنين
مع مئة وانقلبت هناكا
دولتهم واهلكوا إهلاكا
ولم يكن في عصرهم ذاك اعتنا
منهم لملك قطرنا تبيّنا
وإنما كانت عُمان في يد
ملوكها آل الجلندى فاهتدي
إلا من الحجاج إذ تولى
العراق أمّ حاربنا وولى
أم له على عمان فأشتمل
ذلك حتى باد ملكهم ومل
وبعد أن كان انتقال الملك
إلى بني العباس أهل السفك
وملك السفاح ثم ولى
أخاه في العراق حين استعلا
وهو أبو جعفر المنصور
وأمره بين الورى مشهور
ولى أبو جعفر في عمان
محمد نجل جناح الداني
وكان ذا دين وذا أناة
هو كان من بني هناة
فوافق الأصحاب في إقامة
شعائر الدين على الإمامة
فنصبوا هنالك الجلندى
فقام بالذي له تصدى
وهو إبن مسعود سليل جيفر
وجده الجلندى بن المستكبر
وهو من معولة بن شمس
من ملكوا عُماننا بالأمس
وكان ممن حضر البيعة في
ما قد روي لطالب الحق الوفي
بحضرموت وهو نجل يحيى
أقام فيها الحق كيما يحيى
وفي عُمان أول الأئمة
هو الجلندى كاشف للغمة
وكان عدلاً ثقة مرضيا
براً رؤوفاً عالماً تقيا
واجمع الكل على إمامته
واتفقوا كذا على ولايته
وكان في أيامه بحور
علماً وحلماً فضلهم مشهور
كحاجب وكالربيع العالم
ومثل عبدالله إبن القاسم
وهؤلاء في العراق الداني
ومنهم شبيب العُماني
وابن عطية هلال وخلف
وإبن أبي جابر من خير السلف
وغير هؤلاء هم كثير
أهل علوم فضلهم كثير
قام الجلندى في عُمان عادلا
وكان بالحق القويم عاملا
وصحبه أهل علوم ورشد
أفضل من قام بحق واجتهد
كانوا أولي بصيرة في الدين
وورع مع صحة اليقين
ما التفتوا لهذه الحياة
ما ركنوا لعاجل اللذات
ما قصدوا خلداً ولا دولات
لكن رضى الله عظيم الذات
باعوا له نفوسهم فربحوا
رضوانه ونجحوا وافلحوا
وجاهدوا البغاة في عمانا
وملئوا عماننا إيمانا
وفرشوها العدل والإحسانا
فأوجب الرحمة والرضوانا
واستشهد الجلندى مع أصحابه
على هداه وعلى صوابه
منهم فتى عطية هلال
فارسه الكرار والجوال
وذاك في جلفار من عُمان
عليهم سحائب الرضوان
وسبب استشهادهم كان يجي
شيبان في جيوشه وهو الخارجي
اتاهم إلى عُمان هاربا
من سطوة السفاح ملكاً طالباً
وهو إمام الفرقة الصفرية
قابله منا فتى عطية
وهو هلال فارس الكرار
وابن نجيح نحوه قد ساروا
وبينهم دارت رحى الحروب
وقتلوا شيبان ذا الهروب
وقتلوا أصحابه ومن بقي
ولى فراراً منهم لم يلحق
وجائهم من بعد ذاك خازم
فتى خزيمة عليهم قادم
جا طالباً شيبان للكفاح
وكان هذا عامل السفاح
وقال للجلندى كنا نطلب
شيبان وهو كان منا يهرب
وقد كفانا الله قتله على
أيديكم فنرجعن إذ قتلا
فأعطني خاتمه وسيفه
والسمع والطاعة للخليفة
فقال هذا لا يصح أبدا
ولا نطيع ظالما قد اعتدى
بعد مشورة من الإمام
وصحبه للقادة الأعلام
قال الإمام لفتى عطية
ماذا ترى هل تسع التقية
فقال لا لأننا شراة
جنى النفوس مالنا تقاة
قال تقدم للقتال قالا
أنت إمامي باشر القتالا
ثم عليّ العهد من بعدك أن
لا أرجعن عنهم أو اقتلن
فقاتلا هناك حتى قُتلا
ثم إلى دار النعيم انتقلا
وهكذا اصحابهم جميعا
قد قتلوا وصرعوا تصريعا
كانوا حريصين على الشهادة
فنال كل منهم مراده
جزاهم الإله من رضوانه
ما حلهم أعلى علا جنانه
يقال أن عدد القتلى وصل
عشرة آلاف كذا ذان نقل
وحيث كان القتل في الأخيار
يومئذ والعلما الأبرار
ما بقيت هنالكم بقية
تقوم بالحق على الرعية
وولى أمر الملك في عُمانا
جبابرٌ قد اظهروا العدوانا
وشانت السيرة منهم في الورى
وجورهم وعسفهم قد ظهرا
ولم يزل أمرهم كذا إلى
أن قَويَّ الإسلام والحق علا
وقيل شهادة الإمام واقعة
مع خازم كانت بتلك الواقعة
بأربع بعد ثلاثين سنة
ومائة قد انقضت بالأزمنة
وبقيت عمان للجبابرة
ايديهم بالعسف فيها قاهرة
ألو الجلندى اقتسموها تجزئة
لعام سبعين وسبع ومائة
ثم هناك المسلمون اجتمعوا
وانتزعوا دولتهم وارتجعوا
وقدموا إبن أبي عفان
محمدا لهم إماما ثاني
وهو من اليحمد لكن قد مشى
بجهة العراق منها قد مشى
وبايعوه ثم لما تحمد
سيرته وأنه من يحمد
فأتمروا بعزله وفيهم
إبن أبي جابر موسى العلم
قد شد حاجباه بالعمامة
من كبر ملازم مقامه
واخرجوه عن مقر ملكه
نزوى إحتيالا طلباً لفتكه
كذلكم قد قدموا مكانه
سليل كعب صاحب الأمانة
وهو إبتدا الأئمة الذين من
بني خروص عالم حبر فطن
وبايعوه حينما قد خلعوا
إبن أبي عفان إذ تجمعوا
وذاك في ذي القعدة الحرام
فقام بالحق له محامي
سنة سبعين وتسع ومائة
وكان للإسلام من خير فئة
وقام بالحق وولى وعزل
واظهر الدين وساوى وعدل
والمسلمون كلهم بسيرته
راضون سامعون عند دعوته
وهو إمام ثالث قد كانا
ممن أنار عدله عُمانا
وفضله في الدين أمر شاهر
صح لنا بنقله التواتر
وله كرامات كفلق الفجر
أو غرة على جبين الدهر
قد خلدت تاريخها الدفاترُ
ونوهت بذكرها المحابر
لو كانت السلك عن مناقبه
نظمت درها وكنت ثاقبه
عاش حميداً طيباً هنيا
مات شهيدا خالداً مرضيا
وفاته في سنة اثنتين مع
تسعين بعد مائة لها تبع
بسبب الوادي الذي قد أغرقه
ومعه سبعون ممن لحقه
وقبره في الوادي بين عقر
نزوى وما بين سعال فأدر
في ثالث كان جمادى الأولى
وقيل في الرابع قد تولى
وكان عاش فيهم إماماً
عامين بعد عشرة أعواما
ونصف عام فوق هذا القدر
وقيل بل ثلاثة من أشهر
وكان في زمانه أتانا
عيسى بجيش قاصد عُمانا
وهو إبن عم للرشيد أقدمه
إلى عُمان عاملاً ليكرمه
وجاء في ستة آلاف رجل
قاتلهم فأسروه فقتل
وانهزمت جيوشه فغضبا
من ذلك الرشيد حتى طلبا
أن يرسلن جيوشه الجراره
إلى عُمان ليأخذن ثأره
أنفة الملك مع الحمية
لكنه عوجل بالمنية
وعام إحدى وثمانين عدد
توفي شيخ المسلمين وفقد
إبن أبي جابر موسى وهو في
إمامة الوارث أيضاً فأعرف
وبعد أن مات الإمام عنهم
تآمروا في من هو المقدم
وكان فيهم علماء جمة
وكل فرد في مقام أمة
قال سليمان فتى عثمان
لعلنا نكتب للإخوان
أن يصلونا من بلاد السر
مساعدين في قيام الأمر
قال له نجل تميم مسعده
رأيك ما أوهنه وأبعده
فإنهم إن وصلونا أختلفوا
والإختلاف فشل منتسف
لكننا نقطع هذا الأمرا
قبل إختلاف الرأي حالا فورا
واتفقوا وبايعوا غسانا
سليل عبدالله عدلاً كانا
وهو إمام راجع من يحمد
أكرم به من عالم ممجد
قد بايعوه بعد موت الوارث
فكان خير ناشر ووارث
ونشر العدل على عمان
واتضحت معالم الإيمان
وقويت شوكته واتسعا
نطاق ملكه مَحلّاً شسعا
ولم يزل كذاك في الإمامة
مدة خمس عشرة من سنة
وسبعة من أشهر وقيلا
وتسعة عن بعضهم منقولا
ثم توفاه الإله في الأحد
بعد صلاة الفجر تاريخا وجد
وأربع بقين من ذي القعدة
في مئتين سنة مع سبعة
* أئمة القرن الثالث:
لما توفي الإمام وهلك
بالأمر قام بعده عبدالملك
نجل حميد نصبوا إماما
أول ثالث القرون قاما
سنة سبع لثلاث بقيت
من شهر ذي القعدة عن بعض ثبت
وهو إمام من بني عليِّ
من عامر ماء السما الأزدي
وقام بالحق القويم وأتبع
آثار أهل العدل ما كان أبتدع
وصار في زمانه عُمانُ
من خير دار عمَّها الإيمان
اشرق في أرجائها نور الهدى
والحق لا يزال فيها مصعدا
بعدله قد إستراح الأمة
وكان هذا خامس الأئمة
ولم يزل كذاك في إمامته
على هداه وعلى إستقامته
حتى أناخ الشيب في فِنائه
يخبره بمقتضى فَنائه
وقُهقرت قوته وانهزما
جيش الشباب بالفرار مُعلما
وقام بالدولة موسى ابن علي
كان خير عضد وموئل
وطلبوه عزله لكن أبى
أبو علي ذاك ممن طلبا
وقيل أن أحد الأعلام
ممن أراد العزل للإمام
كان يصد عن أبي علي
إذ لم يرى العزل من المرضي
وقال موسى إن هذا الرجلا
يصد إن لم نعزلنا الجبلا
يروي لنا ذلك عن أبي الحسن
وكان موسى لا يرى العزل حسن
وعَلَّ ذاك الرجل الذي ذكر
فتى بشير منذر كذا شهر
ولم يزل ذاك الإمام قائما
بالعدل صائم النهار قائما
حتى توفاه الإله راضيا
عنه إلى دار النعيم ماضيا
في ليلة الثالث من شهر رجب
والجمعة الزهرا له الفوز وجب
سنة ست بعد عشرين مضت
ومئتين كملت ثم انقضت
ونصبوا في يومه المهنا
إبن جيفر من يحمد تبنى
بايعه فتى عليِّ موسى
كان لأهل عصره ناموسا
لذا توى العقد للإمام
لكن على مشورة الأعلام
وهو إمام سادس فيهم نصب
فقام بالحق لهم كما يجب
وسار فيهم سير أهل العدل
بحكم حق ومقال فصل
والمسلمون كلهم راضونا
به وهم عليه مجمعونا
وواقفون بحدود أمره
ونهيه وهم خيار عصره
وهم أولو علمٍ وحلمٍ ووفا
وأهل صدق ويقين وصفا
وما علمنا أحداً قد أظهرا
عليه مكروها يعد منكرا
وقيل بعد موته تكلما
فيه بما يكره بعض العلما
لكنه سليل محبوب لقد
أوسعه زجراً وتفنيداً ورد
كان المهنا رجلاً مهيبا
في حزمه ورأيه مصيبا
وكان من هيبته إن جلسا
قد قيل لا ينطق بعض الجلسا
ولا يقوم أحد من قومه
حتى يقوم خشية من لومه
وكل من يأخذ منه النفقة
من جنده وسائر المرتزقه
لا يدخل العسكر قط إلا
شاكي السلاح أينما قد حلا
يفتَّر عن نابٍ إذا ما غضبا
وتُظهر الهيبة شيئاً عجبا
قد بلغت قوته البرية
غايتها القصوى كذا البحرية
قيل ثلاث مائة مراكبه
في البحر يصلى حرها محاربه
وكان في نزوى له نياق
يقال سبعمائة تساق
وخيله هناك ستمائة
كلها تركب عند الصيحة
قيل له منها الركاب جمعا
تسعة آلاف كذا قد سمعا
وعلَّ هذه لبيت المال
قد هيأت للحرب والقتال
عسكره في ذلك الزمان
عشرة آلاف من الأقران
وذاك في نزوى لما عناها
فكيف بالجنود في سواها
وكثرت في عصره الرعايا
واتسع الخير على البرايا
وصار سكان سعال نزوى
أربعة عشراً ألوفاً يروى
والرزق في أيامه قد كثرا
وامتد ملكه إلى أن كبرا
عن بعضهم قد قال في المهنا
عاش إلى أن كان قد أسنا
وصار مقعدا أخا إحتباس
يضعف عن تدبير أمر الناس
قال التقاة لأبي علي
إن الإمام ليس بالقوي
قد أصبحت ضعيفة قواه
لعلنا نستبدلن سواه
فسار موسى نحوه مختبرا
يسأله عن حاله لينظرا
ففهم الإمام ما أرادا
فقال دع لا تكثر التردادا
وارجع إلى ما كنت فيه لا تجي
فلم أكن قط أذنت في المجيء
إنك لو أعطيتهم ما شاءوا
في كل عام بإمام جاءوا
فسار موسى ثم ما أقاما
إلا قليلا واحتسى الحماما
كانت وفاة الشيخ موسى ابن علي
ثامن يوم من ربيع الأول
عام ثلاثين تماماً مرت
ومئتين من سنين الهجرة
وعمره إذ ذاك خمسون سنة
مع ثلاث سنوات حسنة
ثم توفي بعده الإمام
عليهم الرحمة والإنعام
كانت وفاته بيوم الجمعة
والناس في مسجدها مجتمعة
فقطعوا الخطبة إذ جاء الخبر
وأربعاً صلوا بذا جاء الخبر
بعام سبع وثلاثين مضت
بست عشر دولة قد انقضت
وذاك في شهر ربيع الآخر
فأجتمع الأعلام للتشاور
وكان فيهم علما كثير
وفيهم إبن منذر بشير
فعقدوا للصلت إبن مالك
بعصر ذاك اليوم للتدارك
قد قام بالعقد له بشير
وإبن محبوب فتى الخبير
وهو خروصي ويحمدي
والأصل أزدي وقحطاني
وهو إمام سابع قد قاما
بالعدل في عُمان واستقاما
أقام فيها الحق أفشى العدلا
وساسها ولاية وعزلا
وكان في زمانه بقية
أولي حجى وسيرة مرضية
وعاش فيهم عمراً طويلا
معمراً حتى غدى مملولا
إذ جل أهل الفضل في زمانه
ماتوا وعاش في سوى أقرانه
وقام في الدولة من أهل الطمع
ناس ولا فيهم تقى ولا ورع
ونقموا عليه ما لم ينقم
على أئمة الهدى والحكم
وفي زمان الصلت كان وقعا
جوائح السيل الذي قد قلعا
واغرق الأكثر من عمان
واقتلع النخل مع البنيان
وغرقت سمائل مع بدبد
وهكذا مزرع بنت سعد
ونخلة واحدة قد قيل في
سمائل قد بقيت لم تتلف
وأهلك النساء والرجالا
واحتمل الأموال والعيالا
واقتلع السيل جميع الباطنة
وما جرى كل به مواطنه
وكان هذا واقعاً في عام
إحدى وخمسين على التمام
ومئتين من سنين الهجرة
وهو زمان الصلت في الإمامة
وقبله بسنتين قد مضى
سليل محبوب صحاراً إذ قضى
ولم يزل بها على القضاء
حتى أتاه مبرم القضاء
ومات فيها عام ستين سنة
ومئتين وهي كانت مدفنه
وذاك في محرم الحرام
أوله في ثالث الأيام
وسار موسى نجل موسى باغيا
للصلت عزلاً قيل كان باغيا
وقيل بل في فعله محق
وما أتى يسوغنه الحق
واجتمعوا بفرق ثم نصبوا
إبن راشد ثم لنزوى ذهبوا
وافترقت من فعلهم عُمان
وعمها الفتنة والخذلان
وكانت الفرقة فيهم باقية
وعن قضاء الله ما من واقية
وذاك في ذي الحجة الحرام
يوم الخميس ثالث الأيام
سنة سبعين مع اثنتين
مضت من الهجرة مع مئتين
والصلت ولى تارك الأمامة
معتزلاً ولامه من لامه
ثم استقر راشد ابن النظر
في الأمر مع خلافهم والشجر
وذاك هو ثامن الأئمة
لكن على غير إتفاق الأمة
ففرقة بالصلت قد تمسكت
وصوبت وراشداً قد خطَّأت
ولم يزل معتزلاً في داره
حتى توفي وهو في قراره
بليلة الجمعة نصف القعدة
سنة سبعين مضت مع خمسة
واضطربت من بعده عُمانُ
وعمها البلاء والعدوان
وافترقت قيل على سبع فرق
كل يرى بالحق أولاه أحق
وبعضهم مع راشد والبعض
بالصلت قد تمسكوا وعضوا
وراشد من يحمد قد انتسب
بايعه موسى إبن موسى ووثب
بجيشه من فرق حتى دخلوا
نزوى بلا حرب إليها انتقلوا
وملّكوا وولّوا الولاة
وجبوا الخراج والزكاة
ولم يزل أمرهم كذاكا
حتى أتت طائفة هناكا
من يحمد تطلب عزل راشد
تجمعت فيها بطون اليحمد
وبايعوا قبائلاً في الباطنة
منهم وبالرستاق منهم قاطنه
وخرجت جموعهم يبغونا
لراشد عزلاً ويطلبونا
حتى تلقتهم جموع راشد
بالقاع منها تلكم المراصد
ووقعت بينهم بالروضة
فيما حكى الثقات أقوى وقعة
فقتلت خيارهم والعلما
وفرَّ جيش يحمد وأنهزما
وبعد مدة لهم زمانيه
قاموا عليه وأتوه ثانية
وأخذوه ثم أودعوه
حبساً وعزّان فبايعوه
نجل تميم ثم بعد خلعوا
هذا وعنه راشداً فأرتجعوا
وكان هذا تاسعاً ولم يزل
أمرهم على خلاف وفشل
وقيل نصب راشد أخرى وقع
بعد قتل إبن تميم وانصرع
وإنما قام على عزّانا
نجل الحواري الفضل حيث كانا
قد إستجاش من صحار ونصب
سليل عبدالله فضلاً ووثب
وقام عزّان لهم فأقتتلوا
بعوتب وأنهزموا وقتلوا
وقتل الحواري والفضل معا
وفرّ نجل قاسم واسرعا
نجا به في سيره بعيره
وهكذا إبن منذر بشيره
فإنه في سيره قد أتبعه
سارا إلى البحرين بعد الواقعه
وهي من الوقائع الكبار
كانت بظهر عوتب صحار
ووصل البحرين إبن القاسم
محمدٌ مع بشير القادم
وكان فيها عاملا للمعتضد
محمد إبن نور الذي عهد
واستنصروا الخليفة العباسي
وحشدوا من سائر الأجناس
وقَدِموا بجحفل جرار
عاد على عُمان بالبوار
يقدمه إبن بور ثم خرّبوا
عُماننا وسفكوا وانتهبوا
وملكوا بالقهر في عُمانا
وكان من أمرهم ما كانا
وابن تميم الإمام قتلا
بسمد الشأن فراراً وصلا
وذهبوا برأسه قيل إلى
بغداد للخليفة الذي علا
ووقعت منهم على حصن دُما
واقعة كان بها سفك دِما
قتل فيها عدة الأخيار
من صحبنا والعلما الأحبار
أشهرهم منير إبن النيّر
إذ كان فيهم كالسراج النيّر
وكان ممن حمل العلم إلى
عُمان فاق الكل علما عملا
وبقيت عُمان للجبابرة
أيديهم بالقهر فيها ظاهرة
عمان إبن بور فيها ملكوا
قد قيل عام أربعين تركوا
وهم بنوا سامة بن لؤي
هم رهط موسى بن أبي علي
ورجعت للمسلمين بعد
قوتهم فملكوا واعتدوا
وذكروا أئمة قد نصبوا
وقت بنو سامة قد تغلبوا
يقال هم عشرة أئمة
في حكمهم جرى إختلاف الأمة
ولم يكونوا اتفقوا في العقد
لهم بما كان بهم من نقد
تركت أسمائهم والنسبا
للإختصار وهو قصدي طلبا
زمانهم في وقت إبن بور
وغلبات أمراء الجور
وذاك في آخر قرن ثالث
وقت إنتشار الفتن الكوارث
وأول الرابع حتى امتدا
لأربعين سنة واشتدا
ثم هناك الله جل وعلا
أزاح عن عُماننا كل بلا
وذاك في سنة عشرين مضت
بعد ثلاث مائة قد انقضت
على التحرّي دون قطع حيث لا
تاريخ موثوق به قد نقلا
تآمروا وقدّموا إماما
بعدله عُماننا قد قاما
وهو سعيد إبن عبدالله
إبن الرضي العالم الأواه
محمد سليل محبوب الولي
خير إمام قام بالقطر العلي
* باب أئمة القرن الرابع:
أولهم هذا هو السعيد
وإنه كإسمه سعيد
لعله في عام عشرين نصب
وقام بالعدل كما كان يجب
وأنه تمام عشرين مضوا
من قبله إن صح ما كان رووا
فنشر العدل على العباد
واتسع الخيرات في البلاد
ولا يزال فيهم حميدا
حتى توفي طيباً شهيدا
قد قتلوه قيل في مناقي
في وقعت قامت على شقاق
وقبره ليومنا معهود
بها وبالفضل له مشهود
وإنني قد زرته مرارا
وانتشرت شمائله جهارا
والله بالرحمة والرضوان
يختص من شاء من الإنسان
والناس في الأرض شهود الله
لكل من كان عظيم الجاه
وعقدوا من بعده لراشد
إبن الوليد صاحب المراشد
ولاه والحادي مع العشرينا
في رابع القرون والسنينا
أبو سعيد بالثناء أطنبا
على الإمام راشد وأوجبا
كمثل ما على سعيد أعظما
ثناه إذ عاصر كل منهما
ودام في الملك ثماناً وخرج
جبابر شدوا عليه بالحرج
وغلبوا على البلاد وخذل
وافترقوا عنه نفاقاً وفشل
وسقطت بذلكم إمامته
وثبتت لعذره ولايته
ونصبوا من بعده الخليلا
سليل شاذان على ما قيلا
وذاك من بعد زمان ملكا
فيه أولو الجور بظلم سلكا
واشتد قهرهم على عُمان
وأهلها بالظلم والعدوان
بما أتوا من سيء المفاسد
والخذلان للإمام راشد
حتى أتى الله بنصر الدين
وأمتن بالقوة والتمكين
قام الخليل سابع السنين
من بعد أربع من المئين
فكان في أول قرن خامس
يمحو ظلام كل جور طامس
* أئمة القرن الخامس:
أولهم هذا هو الخليل
جده الصلت هو الجليل
نسبه من يحمد خروصي
وكم إمام من بني خروص
وهو ثامن بعد عشرين عدد
تقدموه أهل فضل ورشد
فسار فيهم سيرة العدل وما
قصر في الشد على من ظلما
ووفدت وفودهم إليه
ورغبوا في كل ما لديه
وكان قد عاصره الإمام
سليل قيس الحضرمي المقدام
أتى إليه وافداً مستنجدا
لحضرموت رام حرباً للعدى
أمده الإمام بالعساكر
فسار عنه وهو خير شاكر
وقال فيه عدة القصائد
يثني عليه وهو خير وافد
وخرج الترك على عُمان
في دولة الخليل بن شاذان
وحاربوه ثم أسروه
لكنهم من بعد أطلقوه
ورجعوه بعد للإمامة
ولم يزل فيها على إستقامة
حتى توفي طيبا مشكورا
وكان برج فضله منشورا
ونصبوا من بعده لراشد
نجل سعيد من كرام اليحمد
لعل عقده بعام خمس
من بعد عشرين مضت كأمس
وكان هذا ثالث العشرين
وملكه دام إلى عشرين
وأنه كان إمام شاري
مجاهدا في البر والبحار
والحضرمي نشر الأشعارا
في فضله ورفع المقدارا
إذ للإمامين غدا معاصرا
معا وكان لهما مناصرا
ولم يزل كذاك في الإمامه
حتى توفي بالغاً حِمامه
سنة خمس بعد أربعينا
وأربع مضت من المئينا
وقبره بنزوى قد روينا
لا أعرفن موضعه تعيينا
ونصبوا من بعده سليله
حفصاً وكان في الهدى مثيله
رابع عشرين إماما كانا
من الهدى والحق في عُمانا
وكان سلطان العراق نقلا
جيشا على حفص وكانا اقتتلا
وانهزموا ولم يزل إماما
حتى توفي واحتسى الحماما
وبعد بالأمر قام راشد
فتى علي عالم وراشد
خامس عشرين إماما قد مضى
على عُمان قائما ومرتضى
ولم أجد نسبه إن النسب
لم يغن لكن بالتقى نيل الرتب
زمانه أخر قرن خامس
ثم استمر لإبتداء السادس
وبعضهم ثلاثة قد ذكرا
في وقته أئمة وأمرا
هم هؤلاء عامر بن راشد
وهو خروصي كذا من يحمد
ثم محمد فتى غسان
وهو خروصي وهو الثاني
ثم الخليل من خروص ينقل
وجده هو الخليل الأول
وهم هنا عشرون مع ثمانية
أئمة على الرشاد راضية
* أئمة القرن السادس:
أولهم محمد إبن أبي
غسان لم أجد له من نسب
ولم يكونوا اجتمعوا إليه
بل كان بعض طاعن عليه
أقام فيهم طويلا قاتلا
لكن لكل من خالفه ونازلا
وكان هذا تاسع العشرين
أقام فيهم مدة سنينا
ولم يزل زمانه وقت فتن
حتى توفي عنهم ثم دفن
وعقدوا لإبن أبي المعالي
من بعده موسى إماما تالي
سنة تسع بعد أربعين
وكان ذا في سادس القرون
وهو تمام لثلاثين عدد
أئمة أهل علوم ورشد
ووقعت واقعة كبيرة
عليه في أيامه الأخيرة
من ملك كان على عُمانا
ناظرهم في حربه زمانا
وأرسل النصائح الوعظية
إليهم أنواعها جلية
وخرجوا عليه ثم اقتتلوا
وانهزموا عن حربه وقتلوا
وقتل الإمام مع أخيه
وانفص جمعهم ومن يليه
وكانت الوقعة حول العقبة
من قرية الطو إلى حد بوه
سنة تسع بعد سبعين مضت
من سادس القرون ولت وانقضت
وكان نصب خنبش قد وقعا
وإذ به في ذلك القرن معا
لأنهم صاروا ذوي إفتراق
ففرقة تنسب للرستاق
وفرقة تسمى نزوانية
نعوذ بالله من البلية
والكل منهما تقوم ناصبة
لها إماماً ضدها محاربة
ما هذه الفرقة يا إخوان
نعوذ بالله من الخذلان
وبالإمامين إذا تم العدد
إثنين من بعد ثلاثين يعد
وبعد ذا كان إنتقال الدولة
إلى بني نبهان أهل الصولة
وملكوا بالقهر في عُمانا
وأوقعوا بأهلها الهوانا
وزاد ملكهم على خمس مائة
من السنين وهما أقوى فئة
لكن في بعض هذه الأزمان
أئمة تقوم في عُمان
يكون فيها ملكهم على جهة
وللملوك جهة موجهة
من هذه الأئمة الموالك
هو الحواري سليل مالك
عام اثنتين وثلاثين هلك
ولم أجد تاريخه حين ملك
وابن حواري بعد ذاك مالك
في سنة من بعد ذاك هالك
والآن في تاسع قرن كانا
وقت الملوك من بني نبهانا
* أئمة القرن التاسع:
أولهم من قد ذكرنا فأستبن
وبعد ذاك بايعوا أبا الحسن
نجل خميس عقد الإمامة
يوم الخميس رافعاً أعلامه
سنة تسع وثلاثين تتم
بعد ثمان مئة كما علم
وعاش سبعاً قيل في إمامته
ومات يوم السبت في إستقامته
وبعده الملوك قد تغلبوا
في ملكهم وجورهم تقلبوا
بعد مضي خمسة الأئمة
مع الثلاثين هداة الأمة
ولم يزل أمرهم كذا إلى
أن من بالرحمة جلّ وعلا
وقام فيهم الإمام العادل
واللوذعي والهمام الكامل
سليل خطاب وهو عمرُ
كعمر الأول وهو أخر
ملاحظة: النظم غير مكتمل
خلفان بن جميل السيابي

* ذكر مشاهير أهل الدعوة وحالتهم بعد تلك الفتن :
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الاثنين 2012/11/26 12:01:36 صباحاً
التعديل: الاثنين 2012/11/26 12:05:19 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com