عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العثماني > غير مصنف > عصام الدين العمري > ما فاح نشر صبا تلك المعالم لي

غير مصنف

مشاهدة
512

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

ما فاح نشر صبا تلك المعالم لي

ما فاح نشر صبا تلك المعالم لي
إلا وأذريت دمع العين في وجل
ولا شدا الورق في أيك على فنن
إلا وصرت لشوقي عادم المقل
ولا تذكرت أوطاني ومنزلتي
إلا وأيقنت أن العز بالنقل
أين العراق وتلك الدار أين سنا
تلك الجنان ففيها قد حلا غزلي
أين الأهيل أصيحابي بنو أدبي
يا حسرتي لفراق الأهل والخول
ففي تذكرها زاد الغرام وكم
قد زدت وجدا بذكرى عيشها الخضل
لله إذ كنت فيها في صفا وهنا
وطيب عيش مضى أحلى من العسل
إذ كنت من حادث الأيام في دعة
مصان من كل سوء حائز الأمل
مبلغا من لدن دنياي كل هنا
مؤملا كل صفو غير منتقل
العيش فيها لذيذ قد حلا وغلا
ونلت فيها منى خال من الزلل
والدهر قد ضمنت أيامه جللا
وأكمنت لي ليالي السود للجلل
فما شعرت بغدر الدهر من سفه
وما انتبهت له حتى تنبه لي
فصار يلفظني أيدي سبا حنقا
على معاملتي إياه في الأزل
يوما بحزوى ويوما بالعقيق وبال
حزون يوما ويوماً ذروة الجبل
والعز يوما ويوما رفعة وعلا
والذي يوما ويوما رتبة السفل
فانحل عقد اصطباري لوعة وغدا
صحيح حالي محل الفكر والعلل
فصرت لا أهتدي من عظم غائلتي
إلى طريق الهدى للختل والغيل
أبيت حلف السها والعجز يبعدني
عن السهاد ملي القلب من وجل
كيف الوصول وهذا الدهر يقعدني
عن النهوض إلى لذاتنا الأول
بذلت جهدي ولم تنفع مجاهدتي
واحتلت فيه فلم تنفع به حيلى
ظللت في الروم حيرانا وذا كمد
وذا أسى وجوى أرعى مع الهمل
فلا صديق يرجى يوم حادثة
ولا أخا ثقة ينفعك في جلل
فالشهم ذو المجد من يعرف حقيقته
ولم يكل أمره للعجز والكسل
وإنما رجل الدنيا وواحدها
من لا يعول في الدنيا على رجل
فالدهر ذو الغدر لا يصفو إلى أحد
فدع مكائده للغدر واعتزل
فكم صفا قبلنا للطالبين له
أيام حتى أخذهم غير محتفل
وكم أعز وكم ذلت به دول
وكم أناخ له من فارس بطل
وظل في رفع أنذال ذوي سفه
أراذل من ذوي الأوغاد والسفل
وهذه سنة الدهر الخؤون فكم
أنال شخصاً رذيلا أعظم الدول
وألبس الحر أثواب الرذالة وال
هوان بعد سني الحلي والحلل
فصار بعد نعيم العيش في غصص
يبيت منها ملي البال غير خلي
تبت يدا قلبه أضحى أبا لهب
وذا أسى وعنا حيران ذا ملل
أوقاته كلها للحزن مصحبة
وعن مكابدة الآلام لا تسل
فاصبر على المركى تلقى حلاوته
فإن نيل العلا قسم من الأزل
وكن إذا هدفا في كل حادثة
فربما صحت الجسام بالعلل
واشدد لها حزن صبر غير مضطرب
واسلك لنيل مناها أصعب السبل
وانهض لنيل العلى واركب لها خطرا
ولا تكن قانعا في مصة الوشل
فهامة المجد عندي ليس يركبها
من كان يقنع من دنياه بالبلل
فكن أبياً نبيها غير مكترث
بحادث الدهر واسمع صحة المثل
إذا عراك عناء الضيم في بلد
فانهض إلى غيره في الأرض وانتقل
من كان ترقى إلى الجوزاء همته
فغير صنع الليالي غير محتمل
وحيث ينقصك قرب الخلق منزلة
فاحذر وكن عن تعاطي الغير في شغل
وكن عن الخلق مهما اسطعت مجتنبا
فان قربهم ضرب من الشلل
فالناس اجناس ان عاشرت اكثرهم
ألفيت باطنهم فجا من الدغل
فجانب الخلق واصحبهم على حذر
فان صحبتهم نوع من الحظل
ان رافقوا نافقوا أو صادقوا فإذاً
لم يصدقوا فإلى ما خذلة الخجل
فالزم نصيحك واحذر كل غائلة
فغير ذلك معدود من الخبل
عصام الدين العمري
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الاثنين 2012/11/26 11:03:09 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com