نَاجِ مَن تَهْوَى وإن لَمْ يَسمَعِ | |
|
| إنَّما فِي القَلْبِ حقُّ المَسْمَعِ |
|
كَم مُنَاداةٍ عَلَى إِسْمَاعِها | |
|
| لم تُصِبْ أنَّاتُها قلبًا يَعي |
|
رُبَّ شَوقٍ طَائِرٍ فِي لَيْلَةٍ | |
|
| بَدرُها في أُفْقِها لم يَطْلُع |
|
بَالغٌ قَلْبَ الحَبِيبِ المُرتجَى | |
|
| وَصْلُهُ أو عَائدٌ بِالمَطْمع |
|
فَالْتَمِسْ صِدْقَ الصَّبَابَاتِ التي | |
|
| إن تُلامِس قَلْبَ صِدْقٍ تَجمعِ |
|
وابْعَث الشَّوقَ وَ حَمِّلْهُ بما | |
|
| صُغتَ مِن أُنْشُودَةٍ أو مَطْلَعِ |
|
إنَّ بَعضَ الشَّوْقِ أَعْلَى جَهْرةً | |
|
| مِن خَطِيبٍ في البَرايَا مِصقعِ |
|
أبَلغَ القَوْلَ مَدَارَاتِ العُلا | |
|
| بينَ أْسْرَاب النُّجوم الطُّلَّعِ |
|
فاروِ آذَانَ السَّراةِ اللُّمَّعِ | |
|
| بالحنينِ الشَّاعِر الشَّادي النَّعِي |
|
وإذا مَا هَوَّنَ الأَمْرَ فَتىً | |
|
| قُل لَهُ يا صَاحِبي لم تَلْتَعِ |
|
إنَّ عَيْنَ الصَبِّ مِن أَحزانِهِ | |
|
| رُبَّما تبْكِي وإِن لَمْ تَدمعِ |
|
حدِّث النَّفْسَ بِما لم تَسْمعِ | |
|
| إنَّ ذا خيرٌ لها مِن مَفجَعِ |
|
واطْوِ تذْكارَ الجِراحَاتِ التي | |
|
| لم تَزعْ شَوْقَ الفَتَى أوْ تَنْزعِ |
|
إن تُطِعْك النَّفسُ تُسْلِمْكَ وإن | |
|
| تَعْصِ تُؤْلمْك بما لَم تَصْنع |
|
إنَّ جُرحَ القُدسِ فِي القَلْبِ لَهُ | |
|
| ألفُ طعَّانٍ وألفا مَوضعِ |
|
جالَ فِيها الدَّهرُ حَتَّى أَوْسَعَت | |
|
| ريبُهُ مِنهَا الذي لَمْ يُوسَعِ |
|
فابْكِ للأَقْصَى وإِن لم تَدْمعِ | |
|
| و اصْطَرِخْ آهَاتِ قَلبٍ مُوجَعِ |
|
تَسْكُنُ الأسوَارُ وَ الحَارَاتُ في | |
|
| جَوْفِهِ رَغْمَ ابتِعَادِ المَوْقِع |
|
والمَزَاراتُ الَّتِي لَم تمَّحِي | |
|
| و المَنَارَاتُ الَّتِي لَم تركَع |
|
والمَحَاريبُ الَّتِي تَرنُو إلى الْ | |
|
| بيت رنْوَ المُسْتَغيثِ المُفْزَعِ |
|
رَنْوَ مُشتاقٍ إلى أَحْبَابِهِ | |
|
| آدَهُ الشَّوقُ لِيومِ المَجْمَع |
|
والتُّرابُ العسجديُّ المُشتكِي | |
|
| مِن خُطا أقدامِ مُحتلٍّ دَعِي |
|
والنَّسيمُ الحَامِلُ الذِّكرَى إِلى | |
|
| مُهجةِ النَّائِي وقلبِ المُدَّعي |
|
نادِم القلبَ وإن لمْ يَقْنعِ | |
|
| و ارْتَضِ الصَّبرَ وإن لَم يَنفعِ |
|
واسرِ في الأَحْلام وَ القَ المُرتجَى | |
|
| و اروَ مِن كَأسِ الوِصَالِ المُترَع |
|
وادْخُل القُدسَ وزُر أركانَها | |
|
| و إن اسْطَعتَ البَقَا لا تَرجِعِ |
|
ثُم عَرِّج نَحْوَ أرضٍ غضَّةٍ | |
|
| حُسنُها في غَيرِها لَمْ يُجمع |
|
أرضِ أمْلاكٍ وأعْلامٍ علَوْا | |
|
| ذاتِ مَجْدٍ عَبْشَمِي أرفعِ |
|
فاهنَ في الزَّهْراءِ مِنها وارْتَعِ | |
|
| و اثوِ فِي الحَمْراءِ منها واربَع |
|
وانتَجِعْ في قَصْرِ إشبيليَّةٍ | |
|
| و الْقَ فِي روْضَاتِهِ ما تدَّعي |
|
تلْكَ أَحْلامِي وآمالي ولا | |
|
| عَيْشَ لِي إلا بأَن تَحْيَا معي |
|
إن تَكُن وَعدًا فَحَسْبِي أن أفِي | |
|
| أو تكُنْ غيْبًا فحَسْبي أن أعي |
|
وغدًا يَأتِي زَمانٌ بَعْثُهُ | |
|
| بَعْثُ آمَالِ الهَوَى مِن مَصْرعِ |
|
إن يُطِل صبرًا فإني موقنٌ | |
|
| أنَّهُ حَتْمٌ وإِن لَم يُسْرعِ |
|