عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء العصر العثماني > غير مصنف > علي بن منصور الشياظمي > مِن بَعد أهلِ قُبا وأَهلِ كَداءِ

غير مصنف

مشاهدة
511

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

مِن بَعد أهلِ قُبا وأَهلِ كَداءِ

مِن بَعد أهلِ قُبا وأَهلِ كَداءِ
شَوقي يَزيدُ وَمِثل ذَلِكَ دائي
وَلي الشِفا في قُربِهم وَهُمُ جَلا
ما في الخواطِرِ مِن صَدا وَصَدائي
وَنَسيمُ طيبَةَ أرضِهِم يا لَو سَرى
نَحوي لأَطفَأَ حُرقَةَ الأَحشاءِ
لَو أَنَّهُ جَرَّ عَلى جَرعا الحِمى
وَعَلى العَروض الذَيلَ في الإِسراءِ
لَأَراحَ أَرواحاً قَد آفناها الهوى
لم يُبقِ مِنها الحُبُّ غَيرَ ذَماءِ
وَتَقَرَّ عيناً بالعَقيقِ جَرَت عَلى
سُكّانِهِ لَو يَعلَمونَ بُكائي
لَكِنَّهُ بُعدُ المزارِ فَأَينَ مِن
تِلكَ المَعاهِدِ ساكِنُ الحَمراءِ
بانوا وَهاجَ الشَوقَ ذِكرُ رُبوعِهِم
ذاتِ السَنا والنورِ والأَضواءِ
وَشَدا بِهِم حادي الرِكابِ فَكمادَ أن
تَدَعَ القُلوبُ جُسومَها بفَضاءِ
وَتَطيرَ قضبلَ الرَكبِ للسَكَنِ الَّذي
سَكَنَ الحِمى وَاِزوَرَّ عَن إيماءِ
يا سَعدُ لَو أَنَّ الزَمانَ مُساعِدي
وَيُجيبُ مَع ذا البُعدِ بَعضَ نِدائي
لَرَكِبتُ حَرفاً كَالهِلالِ مُنافِراً
لِلهَمزِ إِلّا في المُنادِيَ النائي
وَلَجُبتُ أَجيابَ الفَلا وَطَوَيتُها
طَيَّ المُلا بِنَجيبَةٍ قَوداءِ
شِمليلُ تَتركُ بِالفَضا شَملَ الحَصى
زِيَماً وَشَملُ الوَصلِ غَيرُ نَساءِ
وَإِذا اِستَوَيتُ سَرَت وَأَصبَحَ دونَها
ريحُ الشَمالِ وَمَسرحُ النَكباءِ
تَختاضُ في جَوفِ الظَلامِ كَأَنَّها
سِرٌّ تَوَلَّجَ في ضَميرِ حِجاءِ
وَتُخالُ في لُجَجِ السَرابِ سَفينَةً
تَجري القِلاعُ بِها بِريحِ رُخاءِ
مَهرِيَّةً مَهَرَت وَأَمهَرَ خُفِّها
دَركُ المُنى مُتَداخِلُ الحَصباءِ
تِلكَ المَطِيَّةُ تُمتَطى يا سَعدُ في
إِعمالِ زَورَةِ طيبَةَ الغَرّاءِ
فَهَلل أَنزِلَنَّ بِها المُحصَّبَ مِن مِنىً
وَأَزورُ بَعدُ مَعاهِدَ الزَوراءِ
وَأَيّاً كانَ يَزورُ فيها المُصطَفى
روحٌ يُنَبِّئُهُ بِسِرِّ سَماءِ
وَبِهِنَّ قَد أَدى إِلَيهِ رِسالَةً
مُتَرَدِّداً بِسَحائِبِ الإيحاءِ
فَأحُطَّ عَنها الرَحلَ ثُمَّ مُخيِّماً
في ظِلِّ أَحمَدَ بُغيَتي وَمُنائي
وَأُمَرِّغَ الخَدَّينِ مُلتَثِماً ثَرىً
وَطِئَتهُ رِجلا خاتِمِ الأَنبياءِ
والي الذِمامِ مُحمَّدُ المَبعوثُ مِن
غُربٍ يُضافُ لَها حِمى البَطحاءِ
بَطحاءِ مَكَّةَ مِن صَميمِ نِجارِها
في الذَروَةِ المَيمونَةِ الغَرّاءِ
المُصطَفى مِن نَسلِ آدَمَ وَالوَرى
في ظُلمَةِ العُدمِ القَديمِ الشاءِ
سِرُّ الوُجودِ وَقُدرَةُ الكَونِ الَّتي
شَمَلَت وَأَذَّنَ غَيثُها بِثَراءِ
غَيثُ العَوالِمِ رَحمةُ اللَهِ الَّتي
شَمَلَت وَأذَّنَ غَيثُها بِتَراءِ
مُحيي الهُدى ماحي الضَلالَةِ وَالرَدى
بِالبيضِ وَالخِطِّيَّةِ السَمراءِ
والمعجِزاتِ اللاتِ أَعجَزَ ذِكرُها
ذِكرَ الحَكيمِ مَصاقِعِ البُلَغاءِ
وَعَنَت لَهُ عُربُ البِطاحِ وَأذعَنَت
فُصَحاؤُها وَشَقاشِقُ العُرباءِ
صُوَرٌ قَد أَحكَمَتِ البَلاغَةُ نَظمَها
ما إن يُقاسُ بِدُرِّهِ اللَألاءِ
خَصَّ الإِلهُ بِها النَبِيَّ مُحمداً
خَيرَ الخَلائِقِ صَفوَةَ الكُرَماءِ
وأمدَّهُ بالروحِ وَالآيِ الَّتي
تَعدادُها يُربي عَلى الإِحصائِ
صَلّى عَلَيهِ اللَهُ ما نَسَخَ السَخا
لُؤماً وَما أَجلى الدُجى اِبنث ذُكاءِ
وَعضلى صَحابَتِهِ الكِرامِ وَآلِهِ
أَكرِم بِهِم مِن سادةٍ فُضَلاءِ
وَأَكرِم بِوارِثِ مَجدهِهِ وَعَلائِهِ
سِبطِ الرِسالَةِ عِزَّةِ الأَبناءِ
المُنتَقى مِن جَوهَرِ الشَرَفِ الَّذي
نافَت نَفاسَتُهُ عَنِ الأَكفاءِ
خَيرُ الخَلائِفِ أَحمَدُ المَنصورُ مَن
حازَ الكَمالَ وَشَوطُ كُلِّ عَلاءِ
وَسَما بِهِ المَجدُ الرَفيعُ وَزانَهُ
بمَناقِبٍ أَربَت عَلى الإِملاءِ
أَحضى بِها فَلَكُ العَلاءِ مُدَبَّجاً
بسَما يَفوقُ كَواكِبَ الخَضراءِ
وَغَدا بِهِ المَولى الإمامُ مُخيِّماً
فَوقَ الدَراري في سَنىً وَبَهاءِ
مَلِكٌ إِذا اِستَبَقَ المُلوكُ إِلى مَدىً
حازَ الخِصالَ دُوَينَها بِوَفاءِ
وَإِذا الزَمانُ عَدا وَجارَ أَجارَ مِن
أَحداثِهِ وَكَفى عِدى اللَأواءِ
فَيردُّها بِالرَغمِ تَركَبُ رَدعَها
بِشَهامَةٍ وَنَباهَةٍ وَدَهاءِ
طَلّابُ غايات العُلى نَيّالُها
كَشّافُ كُلِّ عَظيمَةٍ دَهياءِ
ماضي الصَريمَةِ وَالصَوارِمُ شاغِلٌ
بِالرُعبِ أُسدَ العابِ عَن إِجراءِ
مَن لا يَزالُ المُلكُ يُلفي عِندَهُ
ما شاءَ مِن نُجحٍ وَمِن آراءِ
الصارِمُ الهِندِيُّ في يُمنِ الهُدى
وَالكَوكَبُ الوَضّاءُ في الظَلماءِ
وَالمُرسِلُ النَقعَ المُصَعَّدَ في الوَغى
سَيحاً وَصَيِّبُهُ دَمُ الأَعداءِ
قَد عَوَّدَ المَنصورُ مِنهُ سُيوفَهُ
وَرِماحَهُ أَيّاً يَفي بِجَناءِ
لَكِن جَنى فَتحٍ كَمِثلِ المُجتَنى
بِالقَصرِ أَو بِالنَيلِ دونَ إِباءِ
فَالقَصرُ جَرَّ لِقَيصَرَ الحَتفَ الَّذي
أَبقاهُ مُنقَطِعِ العُرى بِعَراءِ
قَد جَدَّلتهُ ظُبى الإِمامِ وَغادَرَت
مَن مَعهُ بَينَ مُصَرَّعٍ وَسِباءِ
وَالنَيلُ نالَ بِهِ الخليفَةُ فَتحَ ما
قَد كانَ قَبلُ أَصَمَّ في عَمياءِ
مِن كورَةٍ عَبَدَ العَبابيدُ الهَوى
فيها وَلَمّا يَعدِلوا بِهَواءِ
وَاِستَأسَدَ العَدوى بِها وَاِستَنسَرَت
فيها البُغاثُ قَديمةُ الأَخطاءِ
حَتّى أَتَتهُم عَزمةٌ عَلَوِيّةٌ
كَالنَجمِ لا تَلوي عَلى مَتناءِ
فَرَمَت مُشاجيها بِرَجمٍ كانَ في
أَحشا صَواعِقَ دُبِّرت لِبَلاءِ
وَنَضى عَلى السودانِ بيضاً عُوِّدَت
إِن صالت آن تُجلي الصَدا بِدماءِ
فَاستَأصَلَت حِزبَ البُغاةِ وَطَهَّرَت
أَرضَ الجَنوبِ مِنِ اِحتِماءِ إِذاءِ
هِيَ عَزمَةٌ بَرَتِ العِدا فَقُلوبُهُم
في غايَةِ الإيجافِ وَالإِضناءِ
نَفَذَت مَقاتِلَهُم بِرَأيِ مُؤيَدٍ
قَبلَ الوَغى وَتطاعُنِ الأُكماءِ
قَد صارَ فَتحُ بِلادِهِم مِفتاحَ ما
لَم يَفتَحِ المَنصورُ مِن أَرجاءِ
كَم مومِنٍ قَد أَبهَجَتهُ وَكافِرٍ
تَرَكَتهُ مَطوِيّاً عَلى الضَرّاءِ
يا أَيُّها المَلِكُ الَّذي بِسُيوفِهِ
حاطَ الهُدى وَبِرَأيِهِ الوَضاءِ
وَقَضى لَهُ السَعدُ المُقيمُ عَلى العِدى
أَن يَملِكَ القُربى مَعَ البُعداءِ
ذَخَرَ الإِلَهُ لَكَ الفُتوحَ وَصانَها
كَالزَهرِ في الأَكمامِ وَالأَوعاءِ
فَاِضرِب بِسَيفِكَ ذي الفَقارِ طُلى العِدى
فَالسضعدُ يَفصِلُ بِالضَمانِ قَضائي
لا بُدَّ مِن فَتحٍ يَروقُكَ واضِحٍ
كَالصُبحِ بَدرِيِّ النِجارِ كَدائي
وَسَتَملِكُ الحَرَمَ الشَريفَ وَيَنتَمي
لِلِوائِكَ المَنصورِ دونَ مِراءِ
وَثَرى الجِهاتِ وَقَد أَتَت مُنقادَةً
بِظُبى بَنيكَ السادَةِ النُجَباءِ
وَقَقَرَّ عَيناً بِالخِلافَةِ مِنهُمُ
وَزَرُ البَرِيَّةِ عِزَّةُ الأُمَراءِ
بِمُحمَّدِ المامونِ خيرِ مَنِ اِرتَقى
دَرَجَ الكَمالِ وَدَبَّ لِلعَلياءِ
فَرعٌ سَيَحكي أَصلَهُ وَلَقَد حَكى
لِمَقاصِدٍ قَد سُدَّدَت لِرِماءِ
وَشَهامَةٍ وَحَزامَةٍ وَرَزانَةٍ
تَصِفُ الجِبالَ وَعِفَّةٍ وَوَفاءِ
أَوقَفتَ آمالَ الوَرى مِنهُ عَلى
مَلِكٍ أَغَرَّ مُمَلّأَ بِذَكاءِ
لا زِلتَ مَسروراً بِهِم وَمُمَتَّعاً
وَالكُلُّ مِنكَ مُمَتَّعٌ بِرَضاءِ
وَليَهنِكَ العيدُ الَّذي عادت بِهِ
لَكُمُ السَعادَةُ في بِساطِ هَناءِ
شَرَّفتَ مِنهُ صَباحَ مَولِدِ جَدِّكُم
وَأَذَعتَ فيهِ عَبيرَ كُلِّ ثَناءِ
فَأتى بَديعاً في الوُجودِ زَمانُهُ
وَأَفادَ ابنَ ذُكاءِ آيُ رُواءِ
وَأَتى بِهِ عَلَمُ الصَباحِ مُحاكِياً
لِلوائِكَ المَنصورِ في الهَيجاءِ
وَلَويتَ فيهِ عَبّاسِ الدُجى
وَكَفَيتَ ناظِرَهُ عَنِ الأَضواءِ
فَأَتَيتُ فيهِ مُغَرِّداً بِثَنائِكُم
وَقَد أَنطَقَتني ذِروَةُ النَعماءِ
وَبِها شَعَرتُ وَلَستُ قَبلُ بِشاعِرٍ
وَالبَذلُ يُنطِقُ أَلسُنَ الشُعَراءِ
وَبِكُم مَساعِيَ أَصبَحَت مَقرونَةً
بِسَعادَةٍ تُدني المُنى وَنَماءش
وَبِكُم لَنا لأنَ القَريضُ وَقَد غدا
عَبداً يُجيبُ مَتى دَعَوتُ نِدائي
وَبِمَدحِكُم يا اِبنَ النَبِيِّ جَرى لَنا
حُكمٌ عَلى مَدحِ الفَصيحِ الطائي
دُمتُم وَدامَ النَصرُ يَحدُمُ مُلكَكُم
ما دامَ طودُ يَلَملَمٍ وَحِراءِ
وَبَقيتَ تَجني الفَتحَ مِن أَرضِ العِدى
ما هَزَّ غُصنَ البانِ ريحُ صَباءِ
وَتطارَحَ القُمرِيُّ أَلحاناً عَلى
دَوحٍ فَراقَ بِنَغمَةِ الوَرقاءِ
علي بن منصور الشياظمي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الخميس 2012/12/06 12:08:26 صباحاً
التعديل: الخميس 2012/12/06 12:11:22 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com