فَيَطلُعُ قُرصُ الشَمسِ مِن تَحتِ دُجنَةٍ | |
|
| يَميدُ بِها أُملودُ بانٍ مُقَوَّمُ |
|
غَزالٌ عَلى الإِقدامِ جَرَّأهُ النَوى | |
|
| بِقَلبٍ جَريءٍ لِلهَوى فيهِ يُعلَمُ |
|
يَصولُ فيُردي الضِدَّ وَهوَ مُصَمِّمٌ | |
|
| وَتَثني المَها مِنهُ العَنانَ فَيُحجِمُ |
|
إِمامٌ عَلى كُلِّ الكَمالِ قَدِ اِحتَوى | |
|
| فَلا فَضلَ إِلّا وَهوَ فيهِ مُتَمِّمُ |
|
لَئِن شَغَفَ الآرامَ حُبّاً فَقَد سَبى | |
|
| فُؤادَ المَعالي وَهوَ في الغَيبِ مُكتَمُ |
|
وَشاقَ ذا بِكرَ الخِلافَةِ فَاِرتَمَت | |
|
| عَلَيهِ جِهاراً وَالمَعاطِسُ رُغَّمُ |
|
فَعانَقَها بَينَ الصَوارِمِ وَالقَنا | |
|
| وَكانَت شُهوداً وَالصَدّاقُ التَقَدُّمُ |
|
وَحَلّى لَها جيداً وَساقاً وَمِعصَماً | |
|
| بِنَصرٍ عَزيزٍ يَزدَهيها وَيَعصِمُ |
|
تَخَطَّت إِلَيهِ الخاطِبينَ وَلَم تَكُن | |
|
| لِتَعدِلَ بِالمَنصورِ وَاللَهُ يَعلَمُ |
|
وَلَو لَم يَصِلها لَاِستَمَرَّت مُشيحَةً | |
|
| عَنِ العيرِ أَو تَفنى الدُنى وَهيَ أَيِّمُ |
|
فَلِم لا تَجُرُّ الذَيلَ فَخراً وَقَد سَمَت | |
|
| بِهِ حَيثُ لَم تَسمُ شُموسٌ وَأَنجَمُ |
|
أَلَيسَ هُوَ المَنصورُ مَن وَطَّدَ العُلا | |
|
| وَذَبَّ عنِ الإِسلامِ وَالخَطبُ مُظلِمُ |
|
وَمَهَّدَهُ بِالهُندُواني وَالقَنا | |
|
| وَما أَسَّسَ الرَأيُ السَديدُ المحكَّمُ |
|
أَلَيسَ الَّذي حاطَ البَرِيَّةَ وَاِغتَدى | |
|
| بِهِ الدينُ مَرصوصَ المَباني مُفَخَّمُ |
|
وَثَلَّلَ عَرشَ الكُفرِ عِندَ اِعتِدائِهِ | |
|
| وَغادَرَهُ بِالبيضِ وَهوَ مُصَرَّمُ |
|
فَدانَت لَهُ صيدُ المُلوكِ وَأَصبَحَت | |
|
| مَماليكُ تُمضي كُلَّ ما هُوَ يَلزَمُ |
|
وَطاعَ لَهُ الدَهرُ الكَؤودُ وَأَجمَعَت | |
|
| عَلَيهِ السُعودُ تَنتَحيهِ وَتَخدُمُ |
|
فَشَيَّدَ ما شاءَ العَلاءُ وَلَم يَدَع | |
|
| مِنَ المَجدِ طُرّاً ما يَفوتُ وَيُبهَمُ |
|
وَأَحيا رُسوماً لِلقُلوبِ قَدِ اِحتَوى | |
|
| عَلَيها العَفا فَهِيَ بِهِ اليَومَ تَنعَمُ |
|
وقامَ بِها يُجلي حَلاها مُطَبِّقاً | |
|
| مَفاصِلَها وَالفَهمُ في ذاكَ صَيلَمُ |
|
يَبيتُ عَلَيها ساهِرُ العَينِ كالِئاً | |
|
| لِسُلطانِهِ في الرَأيِ يَسدي وَيُلحِمُ |
|
خَبيرٌ بِما تَحوي الدَفاتِرُ مُحبِرٌ | |
|
| وَلَكِنَّهُ مُغرىً بِذَلِكَ مُغرَمُ |
|
عَليمٌ بِأَسرارِ الدِيانَةِ عامِلٌ | |
|
| وَقوفٌ عَلى حَدِّ الشَريعَةِ قَيِّمُ |
|
إِمامٌ لَهُ إِرثُ النُبُوءَةِ وَالهُدى | |
|
| دُوَينَ الملوكِ إِنَّ ذاكَ مُسَلَّمُ |
|
سَليلُ رَسولِ اللَهِ وَالمَحتَدِ الَّذي | |
|
| تَقَرُّ لَهُ بِالفَضلِ عُربٌ وَأَعجُمُ |
|
فَمُذ ظَفِرَ الإِسلامُ مِنهُ بِصارِمٍ | |
|
| تَيَقَّنَ أَنَّ الشِركَ لا شَكَّ مُقصَمُ |
|
كَما أَنَّني مُنذُ اِتَّصَلتُ بِهِ سَمَت | |
|
| بِيَ الحالُ وَاِنثالَ الغِنى حَيثُ تَعلَمُ |
|
وَأَصبَحتُ أُكنى ثُمَّ لَولاهُ لَاِغتَنى | |
|
| سَمِيّي كَذا عِندَ النِداءِ يُرَخَّمُ |
|
وَلَو لَم أَفُز بِالسَبقِ مِنهُ لَما اِعتَرَت | |
|
| عُيونُ المَعاني فِكرَتي حينَ أَنظِمُ |
|
وَلا ساغَ لي صَوغُ القَوافي أَرومُها | |
|
| فَتاتي سَريعاً وَفقَ ما أَتَحَكَّمُ |
|
وَلا طاعَ لي حُرُّ الكَلامِ يزينُهُ | |
|
| مَديحُ الإِمامِ حَيثُما أَتَكَلَّمُ |
|
وَلا اِنقادَ لي جَيشٌ لُهامٌ أَقودُهُ | |
|
| فَيَتبَعُني في خَلفِ وَهوَ عَرَمرَمُ |
|
وَلَكَنَّهُ صُنعٌ لَهُ الشُكرُ فيهِ لا | |
|
| إِلَيَّ فَإِنِّيَ عَن نُهاهُ مُعَلِّمُ |
|
وَما الشِعرُ إِلا جَوهَرٌ لا تَنالُهُ | |
|
| مِنَ أَبحُرِهِ ذاتِ الأَعارِضِ عُوَّمُ |
|
وَلَو نيلَ بِالأَيدي لَهانَ وَلَاِستَوى | |
|
| بَليغٌ يُجيدُ القَولَ فيهِ وَمُفحِمُ |
|
وَلَكِن بَغَوصِ الفِكرِ بَعدَ اِرتِياضِهِ | |
|
| زَماناً بِآدابٍ تُعينُ وَتُفهِمُ |
|
لَقَد رُضتُهُ إِلى أَنِ اِنقادَ وَاِغتَدى | |
|
| يُسَلِّمُ لي فيهِ حَبيبٌ وَمُسلِمُ |
|
وَها أَنا ذا قَد جِئتُ فيهِ بِمِدحَةٍ | |
|
| فَإِن قَصَّرَت فَالأَمرُ مِن ذاكَ أَعظَمُ |
|
وَإِن صادَفَت قَصدَ الإِمامِ فَإِنَّهُ | |
|
| مَرامي وَالأَمرَ الَّذي كُنتُ أَرأَمُ |
|
فَخُذها أَميرَ المُؤمِنينَعَقيلَةً | |
|
| تَرومُ رِضاكُم فَهوَ لِلفَوزِ سُلَّمُ |
|
مُحبَّرَةً تَروي أَحاديثَ مَجدِكُمُ | |
|
| فَتَطرَبُ عَنها النَفسُ إذ تترنَّمُ |
|
مُحَلَأَةً بِالمَدحِ مَدحِكَ قَد ضَفى | |
|
| عَلَيها يَمانٍ مِن ثَنائِكَ مُعلَمُ |
|
نُدِبتُ لَها مِن بَعدِ أَن زِنتُ صَدرَها | |
|
| بِأَربَعَةٍ تَعلو عَلى مَن يُتَمِّمُ |
|
فَجاءَت بِوَجهِ المدحِ غُرَّةَ أَدهَمٍ | |
|
| وَتِلكَ تَجرُّ الذَيلَ زَهواً وَتَفخَمُ |
|
تَهنيكَ بِالزَورِ الَّذي نِلتَ أَجرَهُ | |
|
| وَيَعقُبُهُ بِاللَهِ فَتحٌ مُعَمَّمُ |
|
وَيُمنٌ وَإِقبالٌ وَجَدٌّ مُجدَّدٌ | |
|
| وَنَصرٌ وَتَمكينٌ مُبينٌ وَمَغنَمُ |
|
بَقيتُم بَقاءَ النَيِّرَينِ وَمُلكُكُم | |
|
| مَدى الدَهرِ بِالنَصرِ العزيزِ وَيُخدَمُ |
|
وَلا عَدِمَت مِنكَ الخِلافَةُ ناصِراً | |
|
| فَأَنتَ لَها دونَ الأَنامِ المُقَدَّمُ |
|
وَيُعجِبُهُ مِنها الجَمالُ فَيَعتَدي | |
|
| عَلَيها وَتُمضي حُكمَهُ وَتُسَلَّمُ |
|
وَيُشرِعُ رُمحاً مِن قِوامٍ وَيَنتَضي | |
|
| ظُبىً مِن جُفونٍ في النُهى تَتَحَكَّمُ |
|
وَيُقدِمُ تيهاً وَهوَ بِالحُسنِ صائِلٌ | |
|
| فَيَبهَرُ مِن ذاكَ الأُسودَ فتُحجِمُ |
|
وَتُشفِقُ مَع ذا أَن تُرى وَمَكانُهُ | |
|
| مِنَ القَلبِ مُستَولٍ عَليهِ التَألُمُ |
|