إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
قمري الحزينْ |
البحر مات وغيّبت أمواجُهُ السوداء قلع السندبادْ |
ولم يعد أبناؤه يتصايحون مع النوارس والصدى |
المبحوح عاد |
والأفق كَفَّنَهُ الرمادْ |
فَلِمَنْ تغنّي الساحراتْ؟ |
والعشب فوق جبينه يطفو وتطفو دنيوات |
كانت لنا فيها، إذا غنى المغنّي، ذكريات |
غرقت جزيرتنا وما عاد الغناء |
إلا بكاءْ |
والقُبَّرَاتْ |
طارت، فيا قمري الحزين |
الكنز في المجرى دفين |
في آخر البستان، تحت شجيرة الليمون، خبأهُ هناك السندبادْ |
لكنه خاوٍ، وها أنَّ الرماد |
والثلجَ والظلمات والأوراق تطمره وتطمر بالضباب الكائنات |
أكذا نموت بهذه الأرض الخراب؟ |
ويجفّ قنديلُ الطفولةِ في التراب؟ |
أهكذا شمس النهار |
تخبو وليس بموقد الفقراءِ نارْ؟ |
مُدنٌ بلا فجرٍ تنامْ |
ناديتُ باسمكَ في شوارعِها، فجاوبني الظلام |
وسألتُ عنكَ الريحَ وهي تَئِنّ في قلبِ السكون |
ورأيتُ وجهَكَ في المرايا والعيون |
وفي زجاجِ نوافذِ الفجرِ البعيدْ |
وفي بطاقاتِ البريدْ |
مُدُنٌ بلا فجرٍ يُغطّيها الجليد |
هجرتْ كنائسَهَا عصافيرُ الربيعْ |
فَلِمَنْ تُغَنِّي؟ والمقاهي أوصدتْ أبوابَهَا |
وَلِمَنْ تُصَلِّي؟ أيها القلبُ الصَّدِيع |
والليلُ ماتْ |
والمركبات |
عادتْ بلا خيلٍ يُغَطِّيهَا الصَّقِيع |
وسائقوها ميتون |
أهكذا تمضي السنون؟ |
ونحنُ مِنْ مَنْفَى إلى مَنْفَى ومن بابٍ لبابْ |
نَذْوِي كَمَا تَذْوِي الزَّنَابِقُ في التُّرَابْ |
فُقَرَاء، يا قَمَرِي، نَمُوت |
وقطارُنا أبداً يَفُوت |