إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
شَفَةُ الْمَصَابِيحِ الْعَجُوزَةِ تَنْفُخُ الأَضْوَاءَ |
فِي قِدْرِ الْمَسَاءِº لِتُنْضِجَ النَّظَراتِ |
وَأَثَاثُ بَيْتِي صِبْيَةٌ نَامَتْ.. |
وَقَلْبِي عَازِبٌ مُتَقَلِّبٌ بِأَسِرَّةِ النَّبَضَاتِ |
مَطَرُ السُّكُوتِ رَوَى جُذُوعَ الوَقْتِ.. |
وَازْرَقَّتْ غُصُونُ الحِبْرِ بَيْنَ مَوَاسِمِ الشَّكْوَى!.. |
أَهُزُّ عِشَاشَ أَخْيِلَتِي.. |
فتَسْقُطُ خُطْوَةُ الدَّجَّالِ فَوْقَ مَسَارِحِ الْوَرَقَاتِ |
وَنَغِيبُ فِي زَارِ الْقَصِيدَةِ.. |
يَسْحَبُ الْيَدَ، تَجْتَبِينِي عِشْرَةُ الدَّوَرَانِ.. |
تُلْقِينِي دُفُوفُ الْوَزْنِ فِي جُبِّ الْمَشَاهِدِ فِي غَيَابَةِ ذَاتِي |
وَيَفُورُ فِنْجانُ الْقَوَافِي الْمُرُّ فِي طَبَقِ الدُّوَارِ.. |
أَمدُّ قَلْبِي فِي فِرَاشِ النَّبْضِ.. |
يَا جِنِّيَّةَ الأَحْلامِ! |
ذُوقِي مِنْ فَوَاكِهِ وَحْدَتِي قِطْفَيْنِ مِنَ كَلَمَاتِي |
يَحْكِي لِيَ الدَّجَّالُ كِذْبَتَه الْكَرِيمَةَ عَنْ عَرُوسٍ |
تَرْتَدِي الْكَلِمَاتِ.. |
مَنْقُوشٍ عَلَى أَرْدَانِهَا مَوْجٌ حَنُونٌ مِنْ بُحُورِ الشِّعْرِ.. |
طُرِّزَ بِالضُّحَى.. |
وَالسَّطْرُ عِقْدٌ حَوْلَ رَبْوَةِ صَدَرِهَا |
لَجَأَتْ إِلَى أَضْوَاءِ زُرْقَتِهِ فَرَاشَاتُ الْقَوَافِي |
وَيَقُولُ عَنْهَا: |
تَهْتَدِي بِبَرِيقِ عَيْنَيْهَا مَرَاكِبُ فِكْرَةٍ.. |
وَتَنَامُ فِي يَدِهَا الْعَوَاصِفُ فِي وَدَاعَةٍ وَرْدَةٍ.. |
وَعَلَى أَصَابِعِهَا شَوَاطِئُ مَدَّدَتْ كَفَّيْنِ مِنْ رَمْلٍ |
لِتَنْتَشِلا الأَحَاسِيسَ الْخَوَافِي |
وَلَهَا مِنَ الأَحْلامِ شَالٌ.. |
فِي يَدِيْهَا عَاشَ قُفَّازَانِ مِنْ مَطَرٍ.. |
هِلالُ الْقَلْبِ يَسْبَحُ فِي أَسَاوِرِهَا.. |
وَنَظْرَتُهَا سَمَاواتٌ تُوَضِّئُ نَظْرَةَ الْعُشَّاقِ بِالْمِعْرَاجِ.. |
وَابْنُكَ نَجْمَةٌ خَضْرَاءُ فِي رَحِمِ الْقَصِيدَهْ |
ويَقُولُ أَنِّي لَوْ مَشَيْتُ عَلَى ضِفَافِ الْقَلْبِ يَوْمًا.. |
لاكْتَشَفْتُ مَدِينَةً شَرْقَ الْوَرِيدِ.. |
وَغَابَةً فِي الْغَرْبِ مِنْ عَصَبِي.. |
وَحَقْلاً فِي الشّمَالِ مُجَاوِرًا لِطَرِيقِ أَمْنِيَةٍ.. |
يُوَصِّلُنِي إِلَى بَلَدٍ بَعِيدَهْ |
وَيَرَى كَوَاكِبَ مِنْ عَجِينِ حَقِيقَتِي وَخُرَافَتِي.. |
وَحَقَائِبَ الدَّمِ لَمْ تَزَلْ فِيهَا بِطَاقَةُ يَا نَصِيبُ الأُغْنِيَاتِ |
سَتُدْهِشُ الْمُدُنَ الْبَلِيدَهْ |
*** |
أَدْمَنْتُ شَعْوَذَةَ الْحُرُوفْ |
فَرَأَيْتُ أَوْرَاقِي أَمَامِي زَوْجَةً شَقْرَاءَ تَلْبسُ زُرْقَةَ السَّطْرِ الشَّفِيفْ |
وتَنَامُ مِثْلَ الأُمَّهَاتِ.. |
وَطِفْلُهَا قَلَمٌ صَغِيرٌ يَرْتَدِي خُفَّيْنِ مِنْ حِبْرٍ.. |
وَيَلْعَبُ حَوْلَهَا كَبَقِيَّةِ الأَقْلامِ |
ذَوَّبْتُ بِرْشَامَ الْبَلاغَةِ فِي فَنَاجِينِ الْكَلامِِ.. |
جَعَلْتُ مِنْ كَفَّيَّ سَاقِيَتَيْنِ فِي خَمَّارَةِ الأَحْلامِ |
*** |
يَا صَاحِبِي الدَّجَّالَ! يَا فَلاحَ أُغْنِيَتِي!! |
تَعَشَّى بِالْبَلابِلِ عِنْدَ حَافَةِ تُرْعَةٍ أُخْرَى غُرَابْ |
وعِيَالُ شِعْرِي لَمْ تَجِدْ قُوتَ الْخَيَالِ لِيَومِهَا الْعِشْرِينَ.. |
مِنْ شَهْرِ الْقَنَابِلِ وَاغْتِصَابِ سَمَاءِ غَزَّةَ بالأَزِيزِ.. |
وَأَرْضُهَا حَرْفٌ عَلَى شَفَةِ الْخَرَابْ |
تَمْشِي الْيَتِيمَةُ فِي شَوَارِعِ صَبْرِهَا الْمَرْصُوفِ بِالْقَتْلَى.. |
وَنَظْرَتُها حَقَائِبُ غُرْبَةٍ.. |
وَالأَقْرِبَاءُ يُغَلِّقُونَ وَرَاءَهَا مِلْيُونَ بَابْ |
وَالليْلُ مِعْطَفُهَا الأَخِيرُ.. |
يَشُقُّهُ شَبَقُ الْبَنَادِقِ فِي شِتَاءِ نَزِيفِهَا.. |
وَيَقُدُّ قُمْصَانَ الضَّبَابْ |
هَرَبَتْ عَلَى قَدَمَيْنِ مِنْ نَبْضِ الشُّعُوبِ |
فَرَنَّ خَلْخَالُ السِّيَاسَةِ مُخْلِصًا فِي شَنْقِ خُطْوَتِهَا.. |
أَمَامَ الْعَمِّ قَبْلَ الْخَالْ |
شَنَقُوا الْبُنَيَّةَ يَا بَيَاضُ.. |
فَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ شَنْقِ الْبِنْتِ بِالْخَلْخَالْ |
**** |
والأهلُ مِنْ فَرْطِ الْعَزَاءِ دَعَوْا لِمَائِدَةٍ مُنَوَّعَةِ الخِلافِ.. |
عَشَاؤُهَا لَحْمٌ مِنَ الْحِرْصِ الْمُرَبَّى فِي الْقُصُورِ.. |
مُتَبَّلاً بِأَصَابِعِ التُّهَمِ الشَّهِيَّةِ.. |
وَزَّعُوا فِيهِ الشَّرَابَ بِطَعْمِ مُؤْتَمَرٍ.. |
وَنَكْهَةِ قِمَّةٍ، وَمُسَكَّرًا بِجَدَالْ |
وَالطِّفْلَةُ الْخَضْرَاءُ |
فِي رُكْنٍ مِنَ الْقَلْبِ الْمُقَسَّمِ بَيْنَ أَطْبَاقِ الْمَصَالِحِ.. |
تَعْزِفُ اللحْنَ الأَخِيرَ بِحَبْلِ صَرْخَتِهَا الْمُدَلَّى مِنْ حُلُوقِ الشَّعْبِ.. |
مَعْقودًا بِأَلْفِ سُؤَالْ |
الآكِلُونَ تَمَتَّعُوا بِاللحْنِ.. |
عَاوَنَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ صَغِيرَتَنَا.. |
فَشَدَّ حِبَالَ صَرْخَتِهَا عَلَى الْعُنُقِ الصَّغِيرِ.. |
فَوَكَّلَتْ أَحْزَانَهَا لِلّهِ، وَانْطَفَأَتْ.. |
وَصَفَّقَ كلُّ مَنْ حَضَرُوا بِمَسْرَحِ رُعْبِهَا الْعَرَبِيِّ.. |
وَامْتَدَحُوا جَمَالَ الْمَوْتِ فِي الْمَوَّالْ:..... |
حَلُّوا! |
تَفَضَّلْ كُوبَ أَيْتَامٍ.. |
مَعِي كَأْسٌ مُحَلاةٌ بِدَمْعٍ أَرْمَلٍ.. |
صُبُّوا هُنَا صَوْتَيْنِ مِنْ شَفَتَينِ تُغْتَصَبَانِ فَوْقَ أَسِرَّةِ الأَعْدَاءِ.. |
هَاتُوا لِي مِنَ الْحَلْوَى الَّتِي حُشيَتْ بِأَصْنَافِ الْقُيُودِ الْمُظْلِمَاتِ.. |
فَقَدْ أَرَادَ الشَّعْبُ فِي بَلَدِي الْحَيَاةَ.. |
وجَوْزَةَ التَّعْمِيرِº عَمِّرْهَا بِتَبْغِ أَجْنَبِيٍّ مِنْ دُخَانِ سَمَاءِ غَزَّةَ... |
صُبَّ ثَانِيَةً.. |
عَشَاءٌ دَائِمٌ.. يَا.. خَالْ |
*** |
يَا صَاحِبِي الدَّجَّالَ، كَمْ أَوْصَى أَبِي كَفِّي ببرِّكَ.. |
قَالَ: إِنَّكَ كَالزُّجَاجَةِ.. |
وَالزُّجَاجَةُ كَانَ فِيهَا مَارِدٌ مَا زَالَ يَنْتَظِرُ الْخُرُوجِ عَلَى أَيَادِي شَاعِرِ.. |
... مَا زَالْ!! |
أَنَا فِي أَمَسِّ الْحُلْمِ لِلْجِنِّيِّ يَا دَجَّالْ |
فَالْبِنْتُ مَا زَالَتْ مُعَلَّقَةً عَلَى خَدِّ الْمَشَانِقِ.. |
نِصْفُهَا الْعَرَبِيُّ مَشْلُولٌ عَلَى كُرْسِيِّهِ.. |
وَالنِّصْفُ فِي دَلْوٍ مِنْ الْحَسَرَاتِº مَرْمِيٌّ بِجُبٍّ في هُتَافَاتِ الشُّعُوبِ.. |
جَمِيعُ مَنْ مَرُّوا عَلَيْهِ قد اشْتَرَوْهُ بَأَبْخَسِ الأطْمَاعِ.. |
وَامْرَأَةُ الْعَذَابِ تُرَاوِدُ النِّصْفَيْنِ عَنْ وَطَنٍ.. |
أَأَنْصَافٌ مُفَرَّقَةٌ.. |
أَمِ الْقُدْسُ الَّتِي شُنْقَتْ عُرُوبَتُهَا بِأَحْبَالِ الرِّضَا بِالْحَالْ!!! |
عَيْنَايَ أَرْضا مَحْشَرٍ لِمَشَاهِدِ الْجَرْحَى.. |
وَأَكْفَانُ السُّؤَالِ تَمَرَّغَتْ فِي ضِيقِهَا رِئَتِي.. |
وَقَلْبِي ضَفَّتَان مَرِيضَتَانِ بِنَبْضِيَ الْمَسْمُومِ |
مِنْ غَرْزِ الْمَشَاهِدِ فِي الْعُيُونِ.. |
وَكَمْ تُغَيِّر جِلْدَهَا فِيهَا ثَعَابِينُ الْفَضَائِيَّاتِ.. |
والتِلْفَازُ قبرٌ يبْعَثُ الشُّهَدَاءََ.. |
مُنْذُ قِيَامَةِ الْجُرْحِ الْفِلَسْطِينِيِّ حَتَّى الآنْ |
مَاذَا سَتَفْعَلُ يَا حَفِيدَ الْوَهْمِ؟! كُلُّ السَّطْر حُوصِرَ بِالدُّخَانِ.. |
وَأَوَّلُ الْكَلِمَاتِ جُرْحٌ.. آخِرُ الْكَلِمَاتِ جُرْحٌ.. |
وَالْحُرُوفُ تَغُزُّ أَوْرَاقِي بِأَسْنَانِ الْمَعَانِي.. |
نُقِّطِتْ بِدَمٍ تَنَكَّرَ فِي قَمِيصِ الْحِبْرِ مُقْتَنِعًا بِزُرْقَتِهِ.. |
وَيَسْقُطُ مِنْ أَعَالِي رَعْشَتِي إِنْسَانْ |
وَالسَّطْرُ يَبْلَعُ شِبْرُهُ مِنْ وَحْشَتِي فَدَّانْ |
وَالصُّبْحُ يَقْضِي عُطْلَةً فِي بِيْتِ حَاخَامٍ.. |
يُشَاربُهُ دِمَاءَ الشَّمْسِ مِنْ كَبِدِ الْقَصَائِدِ |
عِنْدَ آخِرِ كِلْمَتِي.. |
فَتُخَاطُ بِالسَّطْرِ الْكَئِيبِ عَلَى وُجُوهِ أَصَابِعِي شَفَتَانْ |
وَتُسَاقُ لَيْلَى نَحْوَ تَلِّ أَبِيبَ أَرْمَلَةً.. |
مُقَيَّدَةً بِأَنْفَاسِ الْقَتِيلْْ |
وَعِتَابُهَا الْمَمْدُودُ فِي بَدَنِ الْقَصِيدَةِ.. |
يَنْقُشُ الْحَرْفَ الْخَجُولَ عَلَى جِدَارِ اللَّيْلِ |
جِيلاً بَعْدَ جِيلْ |
عَزَّيْتُ فِيهَا الْسُّنْبُلاتِ الْخُضْرَ.. |
وَالشَّمْسَ الَّتِي انْتَبَذَتْ مَكَانًا قَاصِيًا |
مِنْ أَهْلِنَا |
حتَّى تُرَبِّيَ ضَوْءَهَا الْمَعْصُومَ مِنْ لَيْلٍ ذَلِيلْ |
عزَّيتُ فِيهَا |
مَوْجَةً حَمَلَتْ عَلَى كَتِفِ الْمِياهِ دَمَ الْفُرَاتِ.. |
وَمَوْجَةً مَعْجُونَةً بِالنَّوْمِ فِي أَجْفَانِ نِيلْ |
ودَفَنْتُ حَقْلاً صَالِحًا فِي قَوْقَعِ النَّبَضَاتِ فَاعْتَنَقَ الدُّجَى.. |
وَسَفِينَةً خَضْرَاءَ فِي عِرْقِي.. |
وَأُغْنِيَةً مُحَرَّجَةً عَلَى شَفَةِ الْعُرُوبَةِ تَحْتَ جِلْدِي.. |
هَلْ تُعَزِّينِي الدُّمُوعُ؟! |
وسِكَّةُ التَشْيِيعِ شَِرْيَانٌ طويلْ!! |
أَمْشِي عَلَى سَطْرَينِ فِي وَرَقِ اشْتِيَاقِي لِلأَسِيرَةِ.. |
كُلُّ سَطْرٍ أَلْفُ مِيلْ |
********** |
***** |
وكعادتي: سُمْكُ الدَّقَائِقِ يَشْرَبُ الشَّكْوَى.. |
أَزُورُ صَدِيقِيَ الدَّجَّالَ.. |
يَرْسُمُ لِي عَلَى بَرْدِيَّةِ السَّاعَاتِ فِنْجَانًا |
مِنَ الْحِبْرِ الثَّقِيلْ! |