إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
عِنْدَمَا يَحْزَنُ شَاعِرْ |
تَلْبسُ الشَّمْسُ مِنَ الْغَيْمَاتِ جِلْبَابًا طَوِيلاً.. |
وَالأَرَاضِي يَتَعَكَّزْنَ عَلَى ضَوْءٍ كَفِيفٍ.. |
لا تَرَى مَوْضِعَ حَرْفٍ حِينَ تَمْشِي فِي الدَّفَاتِرْ |
عِنْدَهَا الصَّفْصَافَةُ الْعَزْبَاءُ تَنْسَى شَعْرَهَا الْمَفْرُودَ كُرْبَاجَيْنِ |
فِي أَكْتَافِ مَاءِ التُّرْعَةِ الأُمِّ الَّتِي رَبَّتْ عِيَالَ الْحَقْلِ.. |
يَبْكِي الْمَاءُ.. |
وَالصَّفْصَافَةُ الْعَزْبَاءُ تَشْكُو حَظَّهَا الْعَانِسَ لِلرِّيحِ.. |
وَمَا زَالَتْ تُسَوِّي جِلْدَةَ الْمَاءِ بِكُرْبَاجِ الضَّفَائِرْ |
عِنْدَمَا يَحْزَنُ شَاعِرْ |
يَرْجِعُ الْعُصْفُورُ لِلْعُشِّ بِلا حَبَّةِ قَمْحٍ.. |
وَيَبِيعُ الْبُلْبُلُ الأَلْحَانَ لِلْغِرْبَانِ.. |
يَنْسَى بَيْنَ غُصْنَيْنِ يَتِيمَيْنِ بَقَايَا حَلْقِهِ.. |
وَإِذَا الْصُّبْحُ تَدَلَّى مِنْ فُرُوعِ الشَّمْسِ فِيهِمْ .. |
وَجَدُوا الْبُلْبُلَ مَشْنُوقًا بِحَبْلَيْ صَوْتِهِ |
تَحْتَ غُصْنٍ شَبَّ مِنْ جِذْعٍ تَغَذَّى مِنْ تُرَابِ الْمَوْتِ فِي صَحْنِ الْمَقَابِرْ |
عِنْدَمَا يَحْزَنُ شَاعِرْ |
يَتَخَلَّى الْمَاءُ عَنِ حَقْلٍ يَتِيمٍ فِي القُرَى الأُخْرَى |
عَلَى السَّطْرِ.. |
وَيَرْمِي طَائِرٌ فِي بَطْنِ ذِئْبٍ رَغْبَةَ الرِّيشِ.. |
وَتَبْنِي أُسْرَةُ الْفَلاحِ فِي فَدَّانِهِ المخلصِ للنخلِ مَتَاجِرْ |
عِنْدَمَا يَحْزَنُ شَاعِرْ |
تُصْلَبُ الأخْلاقُ فِي الصُّبْحِ عَلَى بَابِ ثَرِيٍّ.. |
وَتَنَامُ الْمُومِسُ الْحُبْلَى عَلَى صَدْرِ وَلِيٍّ.. |
يَتَبَنَّى ذِئْبَةً سَوْدَاءَ مِنْ صُلْبِ الْكَبَائِرْ |
تُنْبَذُ الزُّرْقَةُ فِي السَّطْرِ.. |
وَجِلْدُ النَّهْدِ يَغْدُو صَفْحَةً فِي كُتُبِ الْقِدِّيسِ.. |
فِيهَا وِرْدُهُ الْيَوْمِيُّ ذَنْبٌ أَحْمَرٌ خُطَّ بِأَقْلامٍ مِنَ اللحْمِ |
لَتَبْيِيضِ ازْرِقَاقِ الْحُلْمِ فِي عَقْلِ الْمَحَابِرْ |
عِنْدَمَا يَحْزَنُ شَاعِرْ |
يَكْفُرُ الْعُشْبُ بِتَشْرِيعِ النَّدَى.. |
وَيَعُقُّ الطِّفْلَةَ الْعَرْجَاءَ فِي الْمَشْيِ عَلَيْهِ.. |
الْوَيْحُ وَيْحِي حِينَ يَغْدُو الْعُشْبُ فِي الأَوْرَاقِ كَافِرْ..!! |
أيُّ أمٍّ هَذِهِ الدُّنْيَا إِذَنْ!! |
أَنْجَبَتِ الْهَمَّ بِعُمْرِ الْحَرْفِ مِنْ صُلْبِ الصَّحَارِي.. |
ثُمَّ هَزَّتْ جِذْعَهُ الشِّعْرِيَّ فَاسَّاقَطَ مِنْهُ بَعْضُ شَاعِرْ |
خَدَّرَتْ مِنْ سَمْعِهَا أَمْ سَحَرَتْ مُقْلَتَيِ الشَّمْسِ.. |
وَأَلْقَتْ بِالسِّيَاسِيِّينَ وَالتُّجَّارِ يَسْعَوْنَ كَدُولارَيْنِ فِي سُوقِ الْمَصَائِرْ!! |
وَأَنَامَتْ عَقْلَهَا الْعَاجِيَّ فِي دِفْءٍ مِنَ الْعَرْشِ حَمِيمٍ.. |
رَشْرَشَتْ مِنْ حَوْلَهِ أَطْمَاعَ سُلْطَانٍ وَأَقْدَامَ عَسَاكِرْ |
مَا لَهَا لَمْ تَدْرِ بَعْدَ الصَّلْبِ وَالتَّهْوِيدِ وَالْقَتْلِ |
وَعَرْضِ الدِّينِ فِي سُوقِ ضَمَائِرْ |
أَنَّ فِي جِسْمِ الدُّجَى مِنْ عَضَلاتِ الشَّرِّ |
مَا يَقْتُلُ عُصْفُورًا مِنَ الْخَوْفِ.. |
وَطِفْلاً مِنْ مَشَاعِرْ!! |
وَيْل دُنْيَا لا تَرَى لُقْمَةَ بِرٍّ بَيْنَ كَفَّيْ طِفْلِهَا الأَوَّلِ |
مُدَّتْ مِنْ زَمَانِ الْخُطْوَةِ الأُولَى عَلَى السَّطْرِ.. |
وقَبْلَ الْبَدْءِ فِي صَلْبِ الدَّفَاتِرْ |
قَبْلَ أَنْ يَبْدَأَ طِفْلٌ حُزْنَهُ الأُمِّيَّ.. |
أَوْ يَسْقُطَ مِنْ غُصْنِ حُرُوفِي تَحْتَ آلامِيَ طَائِرْ |
قَبْلَ أَنْ.. |
..يَعْرِفَ لَوْنُ الرِّيحِ أَنَّ الليْلَ قَادِرْ.. |
عِنْدَمَا يَحْزَنُ شَاعِرْ |