إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
نِيَابَةً عَنْ مُهَاجِرٍ غَيْرِشَرْعِيٍّ بَقِيَ صَدِيقِي بَعْدَ الْغَرَقِ فِي دَمِهِ.. |
******** |
أُمِّي الْحَبِيبَةَ.. |
رُبَّمَا يَرْسُو عَلَى شَطَّيْنِ فِي كَفَّيْكِ بَعْضٌ مِنْ دَمِي يَوْمًا.. |
وَلَنْ تَتَنَبَّهِي طَبْعًا لِحُمْرَتِهِ الَّتِي ضَاعَتْ بِذَاكِرَةِ الْمِيَاهِ.. |
مَعَ انْشِغَالِ الْمَوْجِ بِالتَّفْكِيرِ في جَلْدِ الرِّيَاحِ لَهُ.. |
وَجِلْدُ الْمَوْجِ يَنْزِفُهُ الدَّمُ الأَبْيضْ |
أَوْ.. |
رُبَّمَا هَرَبَتْ إِلَى شُطْآنِكِ الأَسْمَاكُ مِنْ غَضَبِ الرَّصَاصِ هُنَا.. |
وَفِيهَا مَا تَبَقَّى مِنْ لُحُومِ بَنِيكِ يَا بَلَدِي الَّذِينَ تَرَسَّبُوا فِي الْقَاعِ.. |
تَحْتَ الأَرْضْ |
أَوْ.. رُبَّمَا يَصْطَادُهَا وَلَدَانِ مِنْ أَهْلِي الَّذِينَ بَكَوْا عَلَيَّ.. |
وَلَنْ تَرَيْ فِي طَعْمِهَا غَرَقِي.. |
وَلَنْ تَتَنَبَّهِي لِمُلُوحَةِ الصَّرَخَاتِ |
فِي حَلْقِي الَّذِي أَكَلَتْهُ أَسْمَاكُ الرَّصَاصِ |
أَمَامَ شَطٍّ شَامِتٍ فِي الْغَارِقِينَ.. |
وَهَاجَرَتْ بِي نَحْوَ حَلْقِكِ.. |
فَامْضُغِي لَحْمِي.. |
اسْتَعِيدِي مِنْهُ مَا رَضَعَتْ سِنِينِي مِنْ تُرَابِكِ.. |
كَيْفَ حَالُ الأُمِّ يَا بَلَدِي وَحَالِي بَيْنَ ضَرْسَيْكِ الْحَنُونَيْنِ.. |
الَّذَيْنِ اسْتَمْتَعَا بِالأَكْلِ مِنْ لَحْمِي الطَّرِيِّ الغَضْ؟!؟! |
وَلَرُبَّمَا لَمَسَتْ أَصَابِعُ شَاعِرٍ خَدَّ الْمِيَاهِ.. |
فَأَرْبَكَتْهَا رَعْشَةٌ مِنْ طعْمِ دَمْعَي.. |
مَدَّ ثَانِيَةً أَصَابِعَهُ.. |
وَأْرْهَفَ طُولَهَا لِلسَّمْعِ فَاعْتَرَفَتْ لَهَا الأَمْوَاجُ: |
عَنْ طَعْمِ اسْمِكِ الْمَحْرُوسِ مِنْ شَكْوَى فَمِي.. |
وَالشَّوْقُ يَسْبِقُهُ إِلَى فُقَّاعَةٍ أُخْرَى.. |
تُطَارِدُهَا عَسَاكِرُ مَوْجَةٍ دَخَلَتْ عَلَى حَلْقِي.. |
وَأَمْسَكَتِ الْكَلامَ.. |
وَأَعْدَمَتْ بَعْضَ الْعَوَاجِيزِ الَّذِينَ |
بَقَوْا مِنَ الزَّفَرَاتِ فِي رِئَتَيَّ.. |
فَاشْتَعَلَت وَرَاءَ الْجَفْنِ أَنْهَارُ الْعِتَابْ |
فُقَّاعةٌ بَقِيَتْ عَلَى شَفَةِ الْمِيَاهِ.. |
تُسِرُّ لِلرِّيحِ الْنَّسِيَّةِ كَيْ تُبَلِّغَكِ السَّلامَ الْمُرَّ.. |
مِنْ جُثَثِ الصِّحَابْ |
يَوْمًا سَتَسْمَعُ زَفْرَتِي الْمُلْقَاةَ فِي أُذُنِ الرِّيَاحِ قَصِيدَةٌ.. |
وَتُدَوِّنُ الصَّرَخَاتِ أَقْلامٌ تَرَى فِي الليلِ |
مَا لَمْ يُفْشِهِ قَلْبُ الضَّبَابْ |
أُمِّي.. |
أَنَا التُّفَّاحَةُ الأَلْفُ الَّتِي سَقَطَتْ عَلَى |
أَرْضٍ مِنَ الْخَشَبِ الْمُكَسَّرِ فَوْقَ رَأْسِ الْبَحْرِ.. |
تَحْتِي جَاذِبِيَّةُ حَاجَتِي لِلْعَيْشِ.. |
غُصْنُكِ يَشْتَكِي شَيْخُوخَةً.. |
فَيَمِيلُ.. |
تَسْقُطُ حَبَّتِي فِي الْقَاعِ.. |
حَيْثُ عَمَى الْحِذَاءِ الْعَسْكِرَيِّ بِنَعْلِهِ الْمَقْصُوصِ مِنْ جِلْدِ الرِّقَابْ |
في القاعِ دَوْمًا تَفْرِدُ الشَّرِكَاتُ أَلْسِنَةً مُصَمَّغَةً بِثَرْثَرَةِ النَّقِيقِ.. |
تَلُفُّ فِيهَا وِلْدَةَ الفقراءِ عُمَّالاً بَلا ثَمَنٍ.. |
وَلا شَفَةٍ.. |
وَلا أُذُنٍ.. |
وَلا عَيْنَيْنِ.. |
تَعْصِرُهُمْ بِفَكَّيْ أُجْرَةٍ مَشْلُولَةٍ.. |
لا تَشْتَرِي حَلْوَى السَّرَابْ |
وَضَفَادِعُ الأَمْوَالِ تَسْبُكُ فِي صَفِيح نَقِيقِهَا |
شَرْطَ الْحُصُولِ عَلَى الْوَظِيفَةِ.. |
قِائِلاً: ... عِشْرِينَ عَامًا فِي الدِّرَاسَةِ.. |
عِنْدَنَا عِشْرُونَ عَامًا فِي الدِّرَاسَةِ كَافِيَاتٌ |
كَيْ تُؤَهِّلَنَا لشُغْلٍ فِي الْحِرَاسَةِ كَالْكِلابْ.. |
سَتَمِيلُ فِي التِّلْفَازِ فَاتِنَةُ الْبَرَامِجِ.. |
مَيْلَ غُصْنِ الْبَانِ.. |
مُثْقَلَةً بِأَصْبَاغٍ حَرَامٍ فِي إِنَاءِ شِفَاهِهَا.. |
أَوْ فَوْقَ كِيسَيْ خَدِّهَا.. |
وَتَقُولُ: مِنْ أَجْلِ الشَّبَابْ |
هِيَ تَرْتَدِي ثَوْبًا بِأُجْرَةِ عَامِلَيْنِ مِنَ الشَّبَابِ طَوَالَ عَامٍ جَائِعٍ.. |
وَتَقُولُ فِي التِّلْفَازِ: مِنْ أَجْلِ الشَّبَابْ |
بِالطَّبْعِ سَوْفَ تُرِينَهَا مَا أَرْجَعُوهُ إِلَيْكِ مِنْ جُثَثِ الصِّحَابْ.. |
وَتُكَلِّفُ التَّصْوِيرَ بِالإبْحَارِ فِي وَجْهِ الضَّحِيَّةِ.. |
فِي مَكَانِ رَصَاصَةٍ جَوْعَى تَغَدَّتْ بِالْعُرُوقِ.. |
وَرُبَّمَا شَقُّوا بِأَنْفُسِهِمْ إِهَابَ الْفَأْرِ مِنْ بَابِ الإِثَارَةِ.. |
والإثَارَةُ فِي بَرَامِجِهمْ بِتَشْوِيهِ الإِهَابْ |
سَتَقُولُ عَنَّا: |
مِينْ خَرَجْ مِنْ دَارُه رَاحَ يِتْقَلِّ مِقْدَارُهْ |
وَتَغْتَصِبُ الْحَقِيقَةَ بِاللسَانِ عَلَى سَرِيرٍ مِنْ مَخَارِجِ نُطْقِهَا.. |
وَعَلَيْهِ أَلْحِفَةٌ مِنَ الصَّوْتِ الْحَرِيرِ.. |
فَيَسْكُبُ الْجُمْهُورُ إِعْجَاباً عَلَى الشَّاشَاتِ بِالسِّتِّ الشَّهِيَّةِ.. |
وَابْتِسَامَتِهَا الطَرِيَّةِ.. |
وَانْفَعَالَتِهَا السَّخِيَّةِ.. |
وَالْقَضِيَّةُ؟! |
لا قَضِيَّةَ... |
مَلِّ قَلْبَكَ مِنْ وَسَامَةِ الاغْتَصَابْ |
أَوْ رُبَّمَا يَا أُمَّهُمْ تَنْسَى الرِّيَاحُ سُخُونَةَ الزَّفَرَاتِ.. |
فِي بَرْدِ الْمِيَاهِ... |
وَرُبَّمَا الأَسْمَاكُ لا تَأْتِيكِ.. |
وَالأَمْوَاجُ تَغْسِلُ مَا تَبَقَّى مِنْ دَمِي غَسْلاً.. |
يُنَظِّفُ ذِكْرَيَاتِ الْبَحْرِ مِنِّي.. |
رُبَّمَا... |
وَالشَّاعِرُ الْمَسْرُوقُ مِنْ أَفْرَاحِهِ لَمْ يَلْتَفِتْ بِقَصِيدَةٍ نَحْوِي.. |
إِذَامَا مَرَّ مُزْدَحِمًا بِأَوْطَانٍ مُجَرَّحَةٍ.. |
وَخُطْوَتُهُ مُكَبَّلَةٌ بِأَحْلامِ الْخِلافَةِ.. |
وَالسَّلامُ عَقِيدَةٌ فِي مُقْلَتَيْهِ دَعَا إِلَيْهِ.. فَجُرِّمَا |
أَفَكُنْتِ تَنْسِينَ الْفَتَى الْمَهْدِيَّ مُنْذُ وِلادَتِي بِكِتَابِ حُبِّكِ.. |
زَارِعًا فِي الْحَقْلِ أَسْنُدُ وَالِدِي.. |
مُتَفَتِّحًا فِي جَامِعَاتِكِ.. |
مُؤْمِنًا بِالضَّوْءِ مِنْ عَيْنَيْكِ.. |
بِالتَّارِيخِ مِنْ شَفَتَيْكِ.. |
بِالْقُرْآنِ حِينَ يَضُمُّنَا بِذِرَاعِهِ الْبَيْضَاءِ فِي حِضْنِ الْمَسَاجِدِ.. |
بِالْعُرُوبَةِ أَنْ سَتَطْلُبُ عُمْرَنَا يَوْمًا فِدَاءً مُسْلِمَا |
حَتَّى الْمَصَانِع! |
وَاسْأَلِي مَكِنَاتِهَا عَنْ بَصْمَتِي، وَأَنَا أُرَبِّيهَا بِجُهْدِي |
كَيْ تَبَرَّكِ أَنْتِ فِي إِنْتَاجِهَا.. |
وَلْتَسْأَلِي زَوْجَ الْفَتَى عَنْ لَوْنِ أَدْعِيَتِي لأَجْلِكِ: |
أَنْ تَطُولِي إِنْ وَقَفْتِ عَلَى جُهُودِ الْمُخْلِصِينَ الأَنْجُمَا |
أَفَكُنْتِ تَنْسِينَ ابْنَتِي الكُبْرَى الَّتِي يَا كَمْ بَكَتْ فِي سِرِّهَا |
لَوْمًا عَلَيَّ....... |
لأنَّ جَيْبِي لَمْ يَسَعَ كَرَّاسَةً أُخْرَى لِكَيْ تَتَعَلَّمَا |
تَنْسِينَ أُمِّيº وهْيَ مَا نَسِيَتْكِ؟! |
كَانَتْ كُلَّمَا قَصَّرْتُ أَوْصَتْنِي عَلَيْكِ.. |
وَأَتْبَعَتْ: لَنْ تَنْدَمَا! |
*** |
صَدَقَ الْعَذَابُ إِذَا نَسِيتِ.. |
وَكَاذِبٌ عَشَمِيº فَلَنْ أَتَعَشَّمَا |
************************ |
*********** |
** |
وَجَدُوا عَلَى شَطِّ الْمَدِينَةِ ذَاتَ سَائِرْ |
وَرَقًا تَكَبَّدَ حَمْلَهُ لِلشَّطِّ ظَهْرُ الْمَوْجِ، مَكْتُوبًا بِهِ: |
........ |
خَافَتْ عَلَيْهِ فَأَلْقَتْهُ بِلا خَوْفِ |
فِي زَوْرِقٍ هَارِبٍ مِنْ حِضْنِهَا الْمَنْفِي |
سِكِّينُ فَرْعَوْنَ مِثْلَ الْهَمِّ بَارِدَةٌ |
تُقَطِّعُ اللحْمَ عَنْ عَظْمِي بِلا نَزْفِ |
لَكِنَّ أَحْضَانَ أُورُبَّا مُفَخَّخَةٌ |
بِالثَّلْجِ، لا تُلْقِنَا فِي يَمِّهَا.. يَكْفِي!! |
............................................ |
وَمُوَقَّعًا بِاسْمِ: الْمُهَاجِرْ |
*** |
رُحْمَاكَ يَا رَبَّ الْقَصِيدَةِº إِنَّهُ قَدْ كَانَ شَاعِرْ!!!!!!! |