إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
أُمّاهُ قد أودى بنا موجُ السنينْ |
صغارُ سِنٍّ..ربما..لكنّ نبضَنا حزينْ |
يغتالُنا سيفُ الحياةِ..صارماً لا يَستهينْ |
تجتاحُنا طرْقاتُ شكٍّ بينَ سكْناتِ اليقينْ |
فما الذي أُبقيهِ بعدي.. |
بعدَ موت الحرف في صمتِ الجبينْ؟! |
أخشى عزوفَ القلبِ عن نهر الشعورِ |
،عن دموع الروحِ إنْ جفّتْ سطوري |
،عن حدائقِ الفَراش العالقاتِ في جذوري.. |
فأكتوي وأنطفي |
كنجمةٍ غشّى ضياءها ركامٌ من أنينْ |
أُماهُ..قد فاض الحنينْ |
لحياةِ صِدقٍ غير هاتيكَ الحياهْ |
فالغدْرُ والتدليسُ والتدنيسُ قد صاروا دراويشَ الحياهْ |
من قال أنّ الليلَ وَلَّى وانقضى جَوْرُ الطُّغاهْ؟! |
من قالَ أنّ الحزنَ فارقَ البيوتَ،وانتفى مَسرَى خُطاهْ؟! |
من قالَ أنّ الفقرَ نامتْ رِيحُهُ الهوجاءُ |
،وامّحَتْ من الدنيا مآسيْ حِنقهِ |
،وغاب وجهُهُ القبيحُ عن عيونِ الكادحينْ؟! |
إنِّي سلكتُ الآهَ درباً في مدينةِ الدموعْ |
تَزاحمتْ شجونُها على تخومِ بسمتي |
وحاصرتْ غيومُها الثّكلى..ربيعَ ثورتي |
والدّربُ فيها..مائلٌ..مُحَيِّرٌ |
ضبابُهُ الكثيفُ يحجبُ الرُّجوعْ |
مدينةُ الحضارةِ الأسمى |
سليلةُ المجدِ الرّفيعْ.. |
تصيرُ تابوتاً يضمُّ أُمنياتِ العاجزينْ |
ماذا سنُبقي بعدنا غير اهتراءاتٍ.. |
وتاريخٍ.. |
يَعجُّ بالجِدالِ والمُؤامراتِ والهوى وزيْف الكاذبينْ |
عارٌ علينا أنْ نعيشَ صامتينْ!! |
أُماهُ..كي نعيشَ في بلادنا |
ونزرعَ الأمانَ بدراً في تعاريج المساءْ |
ونحصدَ الحبَّ اخضراراً |
في قلوبنا التي تَرَفَعتْ عن الوفاءْ! |
ونوقِظَ الضميرَ من سُباتهِ اللعينِ..ربما.. |
نواصلُ البقاءْ! |
إذن.. |
علينا أنْ نُجاهدَ الغباءْ |
وننزعَ الشقاءَ من مضاجع المُشَرّدينْ |
إلى متى نُقاومُ الضياعَ في غيوب يأسِنا.. |
وصبرنا الضَنين؟! |
والأغنياتُ الآتياتُ من شموس بحرنا |
يَذُقْنَ طعم جُرحِنا.. |
كأننا صدىً لخوفنا الدفينْ |
ويُصبحُ الصيف اجتراراً للصقيعِ..واغتراب العاشقينْ |
أمي..دعي فنجانَ مُرِّكِ العتيقْ |
تكفي بلادَنا مرارةُ الطريقْ |
وأنتِ كالبلادِ..تعبرينَ حُرقةَ الحياةِ |
في زوارقِ الرّحيقْ |
وتصمدينَ رغم أغوار الزمانِ |
رغم فقدانِ الشبابِ..وانطفاءةِ البريقْ |
مقدورُحوّاءِ الدموعُ والتَجَلّدُ العتيُّ في ذاكَالمَضِيقْ |
مَقدورُها ضعفٌ يُسَمّى بالأُنوثَةِ التي |
قد ذاقت المأساةَ حُزناً،واغتراباً،واغتصابا |
واختناقاً في سجون العابثينْ |
الراقصينَ بينَ غابات التطرفِ.. |
المُهشّمي الرجولةِ |
المُلوّثين بالتفرُّدِ اللعينْ |
ومالناأُماهُغير كبتِ أوجاعٍ.. |
يضيقُ عن نِزاعِها المدى |
ويغرقُ التَمرُّدُال يسري بِحقدهاكأشلاء السفينْ |
علّمتِني أنّ الحياةَ مفادُها دنيا ودِينْ |
دنيا نُرقِّع الثقوبَ في ثيابِها.. |
نُجاهدُ الصخورَ في دروبِها.. |
ودِينُنا يُباعِدُ الخُطا عنِ الزّللْ |
يحمي القلوبَ من عُفونة الكسلْ |
،ويسكبُ الإيمانَ في وِعاءِ كَدِّنا |
ليستقيمَ مَسْلكُ الحياةِ.. |
ذلكَ الفوزُ المُبينْ |
لكننا نعيشُ فجوةَ الهُراءْ |
إنسانُنا مُقيّدٌ بألفِ مَذهبٍ ومنطقٍ |
يقودُهُ لمزْلقِ الشقاءْ |
تغلّقتْ أبوابُ فكرهِ.. |
وصار عقلُهُ غنيمةً لكلِّ داءْ |
ونفسُهُ تمزّقت.. |
تعلْمَنتْ..تَلَبرلَتْ |
تأسلمتْ..تأخونتْ |
تهتّكتْ..تكبّرت |
نستْ بأنها تُرابٌ يطلبُ الغُفرانَ من ربِّ السماءْ |
أُماهُ لملمي ضفائري،وأوصدي مَنافذَ الحنينْ |
لا تحزني..إنِ اعتزلتُ الصُبحَ |
واستسلمتُ للجوى.. |
وأسلمْتُ الحروفَ للثرى |
وصُودِرتْ منها أواصِرُ الوَتينْ |
فغابةُ الدنيا يُغَشِّيها الوَغى |
ويقهرُ الظِّلّ الرحيمَ |
..يستبي روحَ الندى |
،وعَيْشَ كدِّ البائسينْ |
فهل لنا منْ مأمَنٍ يأوي بقايا روحِنا |
والسُلطةُ العمياءُ تحمي جُندَها |
وغُولُها السّفيهُ يَستحِلُّ ضعفنا، ويُبخِسُ الثمينْ |
والدينُ يا أمِّي رَهينٌ في أيادي الجاهلينْ؟! |
فأينَ..أينَ عِزّةُ الحِصنِ المَتينْ؟! |
أينَ..أينَ عِزّةُ الحِصنِ المَتينْ؟! |