وَمِمّا شَجاني وَالشَجى مُؤلِمُ الفِكرِ | |
|
| وَأَضرَمَ في أَحشائي مُتَّقِدُ الجَمرِ |
|
وَأَسبَلَ مِن عَيني دُموعاً غَزيرَةً | |
|
| تُحاكي إِذا شَبَّهتَها وابِلَ القَطرِ |
|
مَعاهِدُ كانَت لِلعُيونِ نَواضِراً | |
|
| فَأَضحَت وَقَد أَودى بِها خائِنُ الدَهرِ |
|
أَلَمَّ بِها الدَهرُ الخَؤونُ مُعامِلاً | |
|
| لَها بَعدَ عِزِّ الرَفعِ بِالجَزمِ وَالكَسرِ |
|
فَأَبدَ لَها بَعدَ التَأَنُّسِ وَحشَةً | |
|
| وَبَعدَ نُفوذُ الأَمرِ بِالذُلِّ وَالخَسرِ |
|
مَنازِلَ كانَت لِلبُدورِ مَنازِلاً | |
|
| بِطالِعِ سَعدٍ بَينَ أَفلاكُها تَجري |
|
فَأَمسَت وَقَد غارَت زَواهِرُها الَّتي | |
|
| تَضيءُ ظَلامَ اللَيلِ كَالشَمسِ وَالبَدرِ |
|
عَفا حُسنُها وَاِنهارَ رُكنُ جَمالِها | |
|
| وَزالَ بِها عَن وَجهِها سابِغُ السَترِ |
|
فَآهاً عَلى تِلكَ الدِيارِ وَأَهلِها | |
|
| وَآهاً عَلى أَيّامِها الغُرَرِ الزُهرِ |
|
رَماها فَأَصماها الزَمانُ بِسَهمِهِ | |
|
| وَجَرَّ عَلَيها ذَيلَ أَيّامِهِ الغُبرِ |
|
فَعَيني وَقَلبي واجِدانِ كِلاهُما | |
|
| فَهذا وَهذا في اِنهِمالٍ وَفي كَسرِ |
|
فَيا عَيني هَل بَعدَ البُكاءِ مَسَرَّةٌ | |
|
| وَيا قَلبُ هَل مِن بَعدِ ذا الكَسرِ مِن جَبرِ |
|
مَعالِمُ دارِ القَيرَوانِ لَكَ الفِدا | |
|
| عَلى أَنَّ حُكمَ اللَهِ كَيفَ قَضي يَجرِ |
|
تُرى تَسمَحُ الأَيّامُ مِن بَعدِ ذا الجَفا | |
|
| وَيُصبِحُ شَملُ الوَصلِ جَمعاً بَلا كَسرِ |
|
سَلامٌ على الدُنيا سَلامٌ لِأَهلِها | |
|
| فَلا خَيرَ في الدُنيا وَلا خَيرَ في العُمرِ |
|