ألَمَّت وقَد ألوى على وَصلِهَا الهَجرُ | |
|
| كما افتَرَّ إثرَ الليلِ عن ثَغرِهِ الفَجرُ |
|
وقَد حَلَّ إذ لاَحَت دجى اللَّيلِ وجهُهَا | |
|
| كما نَضَّ سِجفَ اللَّيلِ عَن وَجهِهِ البَدرُ |
|
تُسَاقِطُ لي دُرّاً لقطتُ فريدَهُ | |
|
| بأَنمُلِ سَمعٍ فيه عَن غَيرِهِ وَقرُ |
|
تُحَدِّثُ عن مَسرى سَوَارٍ رَمَت بها | |
|
| مَرَامٍ تضِلُّ النّهجَ في فَيحِهَا الزّهرُ |
|
تحامَى هَوَاهَا الطَّيرُ مِن خشيَةِ الرَّدَى | |
|
| قديماً وأعيَى الرِّيحَ مسلَكُهَا الوعرُ |
|
وجَشَّمَها المنصورُ خُرسَ كتائبٍ | |
|
| تُحَمِّلُ ما يُردِي فيحمِلُهُ الصّبرُ |
|
تُقَادُ نواصِيها بِكُلِّ مُتَوَّجٍ | |
|
| نمتهُ إلى عَدنانَ آبَاؤُهُ الغُرُّ |
|
علَى كُلِّ محبُوكِ السَّرَاةِ إذَا جَرَى | |
|
| مع الريح فاتَ الرِّيحَ مِن عَدوِهِ حَضرُ |
|
صَوافِنُ مَأثُورَةٍ مَشرَفِيّةٍ | |
|
| تؤُمُّ غَرَارِيها رُدَينِيَّةٌ سُمرُ |
|
بِمُرهَفَةٍ مَأثُورَةٍ مَشرَفِيّةٍ | |
|
| تُؤمُّ غَرَارِتها رُدَينَّةٌ سُمرُ |
|
غَدَت تحمِلُ المَوتَ الزُّؤامَ يحُوطُهَا | |
|
| ويكنُفُها يُمنٌ يُشَيِّعُهُ نَصرُ |
|
فحلَّت بأرضِ السود لم يَتنِ عزمَها | |
|
| مَهَالِكُ صُدَّ عن مَسَالِكهَا الذُّعرُ |
|
ورَامَت بَنُو حَامٍ لِجَهلٍ بِقَدرِها | |
|
| دِفَاعاً فَباتت فَوقَ آنافِهَا العَفرُ |
|
هَمى فَوقَهَا وُطفُ المنايا بحَاصِبٍ | |
|
| طَوامِي عِبَالُ النَّبلِ من فَيضِهِ هَمرُ |
|
لقد ذَكَرَ الحُبشَانُ مِن وَقعِهَا بِهِم | |
|
| وقِيعَةَ يَومِ الفِيلِ لَو ينفَعُ الذَّكرُ |
|
كأنَّ قريشاً جمَّعتهَا لتَنتَهِي | |
|
| إلَى فَخرِهَا المنصُور فهيَ لهُ ذخرُ |
|
إِلَى مَلِكٍ مَا شَامَ فَارِقَةَ الظُّبَى | |
|
| عَلَى مَلِكٍ إلاَّ وَحَاقَ بِهِ القَسرُ |
|
إِلَى مَلِكٍ لم يُهدِ حَدَّ سِنَانِهِ | |
|
| إلَى مَارِقٍ إلاَّ وَمَورِدُهُ النّحرُ |
|
إلى ملِكٍ لَولاَ لَوَاقِحُ رَأيهِ | |
|
| لما لَقَحَت حَربٌ عَوَانٌ وَلاَ بِكرُ |
|
مِنَ النَّفَرِ البِيضِ الَّذينَ أكُفُّهُم | |
|
| هَوَاطِلُ والآفاقُ مُظلِمَةٌ غُبرُ |
|
إذَا مَا احتَذَاهَا المعتفُونَ تبَجَّسَت | |
|
| فتفعَلَ في الآفاق ما يَفعًلُ القَطرُ |
|
ترَى الأرضَ تهتَزُّ ارتياحاً بِمَا هَمَى | |
|
| عَلَى كُلِّ وَادٍ نائِلهَا العَمرُ |
|
هُمُ الصَّفوَةُ المَحضُ الَّتِي لَم يُشَب لها | |
|
| إلى الجُذمِ إسمَاعِيلَ فرعٌ وَلاَ نَجرُ |
|
لها قصَبَاتُ السَّبقِ فِي كُلِّ مَحفَلٍ | |
|
| إذَا استبقَت يَوماً كِنانةُ أو فِهرُ |
|
فلِلَّهِ بيتٌ شَدَّ أطنَابَهُ العُلَى | |
|
| إلى فَلَكِ الجَوزَاءِ شَيبَةُ أو عَمرُو |
|
وبَوَّأهُ وفدُ الرِّسالةِ واهتَدَى | |
|
| بأنجمِهِ في كلِّ دَاجِنَةٍ سِفرُ |
|
أيا خيرَ مَن أمَّ القَرِيضُ فِنَاءَهُ | |
|
| وأُعمِلَ في إطرَاءِ أوصَافِهِ الفِكرُ |
|
هَنِيئاً أميرَ المُؤمِنينَ فقد قَضَى | |
|
| على كلِّ مَن ناواك أسيَافُكَ البُترُ |
|
لَئِن أسلَمَت أرضُ الجَنُوبِ مَقَادَهَا | |
|
| فعن كَتبٍ تُلقِي مقالِيدَهَا مِصرُ |
|
وتزوَرُّ زَورَاءُ العراقِ فتهتدي | |
|
| إليكُم وأعنَاقُ العِدَى خُضَّعٌ صُغرُ |
|
وتخفُقُ بالوادي المُقَدَّسِ رَايَةٌ | |
|
| عليكَ وتهوِي فِيهِ ألوِيَةٌ حُمرُ |
|
فَدُم لِفُتُوحٍ يستَحِثُّ لنَيلِهَا | |
|
| إلى كلِّ قُطرٍ مِنكَ ذُو لَجَبٍ مَجرُ |
|