يا حبَّذا رِيحٌ أتاكَ نَسِيمُهَا | |
|
| ولديهِ من أحبَارِهِم مَكتومُهَا |
|
ودَعَاهُ مِن سِلعٍ بريقٌ لامِعٌ | |
|
| فانصَبَّ من نَثرش الدُّمُوعِ نَظِيمُهَا |
|
فاحَت بهِ نفَحضاتُ رَملَةَ عالِجٍ | |
|
| بِشَذا باللِّوى تخييمُهَا |
|
يُنبِيكَ عن مسرَاهُ فجرٌ باسمٌ | |
|
| بحديثِ أشواقٍ شَوَاكَ أليمُهَا |
|
يا سَاكِناَ تلَعَاتِ جَرعَاءِ الحِمَى | |
|
| فَرُبَى العُذَيبِ ظَعِينُها ومُقِيمُهَا |
|
هَل لِي إلَى تِلك المَعالِمِ عَودَةٌ | |
|
| تشفِي شُجُوناً فِي حَشايَ سُمُومُهَا |
|
بأبي عَشِيَّاتٍ هنالِك تزدَهِي | |
|
| حُسناً ويَعبَقُ نَشرُها وَشَمِيمُهَا |
|
بيَوانِعٍ عِينٍ سَقَامُ جُفُونِهَا | |
|
| سَقَمُ الجوانِح لاَيَبَلُّ سَقِيمُهضا |
|
غِيدٍ تشُبُّ عَلَى القلوب غَرَامُها | |
|
| حتَّى يذوبَ غِشاؤُهَا وصَمِيمُها |
|
مَن لي بمَن حلَّ العُذَيبَ ودُونَهُ | |
|
| أعلاَم نَجدٍ سَهلُها وحُزُونُهَا |
|
وَمَهَامِهِ لو كُلِّفَت بِسُلُوكِهَا | |
|
| ريحٌ لَكَلَّ بَلِيلُهَا وسَمُومُها |
|
هَل مِن خَوانِفَ مَهرِيَّاتٍ صُلَّبٍ | |
|
| أحفَافُهَا ولُحومُها وأدِيمُهَا |
|
وقفٌ على أسرى السُّرى إِرقَالُهَا | |
|
| وذَمِيلُها وعَنِيفُهَا ورَسِيمُها |
|
تَخدِي بنَا في كُلِّ مَرتٍ صَحصَحِ | |
|
| والآلُ يَحفِضُهَا بِهِ ويُقِيمُهَا |
|
تَسِمُ المَزوُرَات المجاهِلَ فاغتَدَت | |
|
| بِزُلاَلِهَا آكامُهُنَّ وكُومُهَا |
|
حَتَّى نشُقَّ الدَّربَ فوقَ ظُهُورِهَا | |
|
| وَيَسِيلَ في بطنِ المَسيلِ سَعُومُها |
|
ونُنِيخُ بالبطحا فيَحطِمُ كُلَّ ما | |
|
| حَطَمَت عليهِنَّ النُّفُوسَ حَطِيمُهَا |
|
وَأصُبُّ فِي تِلكِ الجِمَارش مَدَامِعاً | |
|
| تُطفِي لَظَى جَحَمش الفؤادِ جَحِيمُها |
|
وتعرَّفَت عضرَفاتُها وحِراؤهَا | |
|
| شوقِي وزَمزمُ والصفا ورُسُومُها |
|
وأمِيطُ عِندَ المِشعَرَينش كِلَيهِمَا | |
|
| شَعرِي وَمِيطَ عن القُلُوبِ هُمُومُهَا |
|
فأكُونُ مِمَّن قَد أجَابَ ولم يَنِي | |
|
| لمَّا دَعَا للبَيتِ إبرَاهِيمُهَا |
|
وأرى بُروقاً مُوشِماتٍ مَوهِناً | |
|
| مِن نَحوِ طِيبضةَ لاَ أزَالُ أشِيمُهَا |
|
لاَحَت فزُمَّت للرحيل رواحلٌ | |
|
| يَحكِي وَشِيكَ وَميضِهِنَّ طَهِيمُهَا |
|
حتّى وردنَ بنَا العقيقَ فَرَاقَها | |
|
| بِتِلاعِ هَاتِيكَ الرُّبَى تَنوِيمُهَا |
|
وتنَسَّمت نفَحَاتُ تُربَةِ مَن بِهِ | |
|
| طابت أباطِحُ طِيبَةٍ ونسِيمُهَا |
|
وتَلألأت أنوارُه فسَمت لنا | |
|
| غُرَرٌ طَوت حُجُبَ الضّلالِ نجُومُهَا |
|
قِبَبٌ حَوَت سرَّ الوجودِ ومَن لَهُ | |
|
| وُجِدَت فرادِيسُ العُلاَ وَنعِيمُهَا |
|
مَن تَنجَلِي يَومَ الجزاءِ بِجَاهِهِ | |
|
| عن أوجُهِ الرُّسلِ الكِرَامِ غُمُومُهَا |
|
فخليلُها ألجَا لأحمدَ قومَهُ | |
|
| يبغِي الجِوارَ ورُوحُها وكَلِيمُها |
|
من أفصَحَ الحجرُ الأصَمُّ بِصِدقِهِ | |
|
| وأجَابَهُ ذِئبُ الفَلاَةِ وَرِيمُها |
|
وسَقَى وأطعمَهَا كتائِبُ جيشِه | |
|
| صاعاً فأُشبِعَ هِيمُهَا وَنَهِيمُهَا |
|
والبَدرُ مُنشَقٌّ لبِعتَتِهِ كمَا | |
|
| خمدَت لفارِسَ نارُها وضَرِيمُهَا |
|
قسَماً بساطِعِ نُورِهِ إن حُمَّلِي | |
|
| زَورٌ لتُربَتِهِ الكَرِيمضةِ خيمُهَا |
|
لأعفِّرَنَّ جَبِينَ وَجهِي لاَثِماً | |
|
| لثَرَى رُسُومٍ لاَ يُملُّ لُثُومُهَا |
|
لمَعَالِمٍ جَاشَت خِلاَلَ دِيَارِهَا | |
|
| آيُ مَلاَئِكَةِ السَّمَاءِ تُسِيمُهَا |
|
آياتً وَحي أُحكِمت وأتى بها | |
|
| مَتوَى الأمَانَةِ رُوحُهَا وحَمِيمُهَا |
|
مَا زَالَ رَوحُ اللهِ يَعبَقُ عَرفُهُ | |
|
| بِحمَى مَدِينَتِهِ المَنيعِ حَرِيمُهَا |
|
وصلاتُهُ أبداً يُضَاعِفُهَا لَهُ | |
|
| حَتَّى القيامةِ لا يزالُ يُدِيمُهَا |
|
وأدامَ تأيِيداً لوَارثِ مَجدِهِ | |
|
| أسنَى الخلائِقِ فخرُها وعظيمُها |
|
مَلِكٌ نمَتهُ دَوحةٌ نبويَّةٌ | |
|
| وسَمَت بِهِ أقيالُهَا وقُرُومُهَا |
|
شمسيَّةٌ أحسَابُها وبهَاؤهَا | |
|
| بدرِيّةٌ أنسابُها وأَرُومُهَا |
|
سَهلِيَّةٌ رحبِيَّةٌ أحلاَقُهَا | |
|
| جَبَليَّةٌ آنائُهَأ وحُُلُومُهَا |
|
قُصَوِيَّةٌ مُرِّيّةٌ فِهرِيَّةٌ | |
|
| أسنَى مَنَاسِبِ خِندِفٍ وصَميمُها |
|
أقمَارُ مَجدٍ فِي مَطَالِعٍ سُؤدَدٍ | |
|
| كُشِفَت بهم بُهمُ الحُطوبِ وَشِيمُهَا |
|
أعلاَمُ فحرٍ سوَّدت هَضَبَاتِهَا | |
|
| عَلَمَا نِزَارٍ قَيسُها وتميمُها |
|
لم تأبَ سُؤددهُم أُباةُ رَبيعةٍ | |
|
| بِكرٌ وتغلِبُ ذُهلُها وَجُشُومُهَا |
|
يَمَنُ بنُ قَحطانٍ عَشَت أذواءَهَا | |
|
| أضواءُ خِندِفٍ فاستَنَار بَهِيمُهَا |
|
نسَبٌ تهُزُّ بِهِ قُصَيٌّ عِطفَهَا | |
|
| تِيهاً وهَاشِمُهَا كذا مَحزُومُهَا |
|
وتفرَّعَ النُّورُ المُبِينُ محمّدٌ | |
|
| مِن هَاشِمٍ اَرِجُ الأُصُولِ كَرِيمُهَا |
|
وَنَمَى لنا المنصورُ فهوَ سَلِيلُهُ | |
|
| وإمَامُ أمَّتِه فنِعمَ مُسِيمُهَا |
|
وأتى بِهِ المَهدِيُّ فارِعَ نبعِهِ | |
|
| ينبُوعُ عَذبُ المكرُمَات نَدِيمُهَا |
|
تَتَفَيَّأ الآنامُ وارِفَ ظِلِّها | |
|
| وتَفِيضُ مِنهُم بالمَواهِبِ دِيمُهَا |
|
وَافَى أبُو العَباسِ فانتَشَرَت بِهِ | |
|
| أغصَانُهَا وظِلالُهَا وغُيُومُهَا |
|
حتَّى أعَادَ لَنَا خِلاَفَةَ هاشمٍ | |
|
| موطُودةً أكنافُهَا ورُسُومُهَا |
|
مخضرَّةً عرَصَاتُها قَد فَوَّفت | |
|
| تِلَعَ المُنَى صَمعَاؤُهَا وجَمِيمُهَا |
|
لاَ زالَ مِنهُ للبريَّةِ سَائِسٌ | |
|
| يقظَانُ فِي مَهدِ الأنامِ يُنِيمُهَا |
|
وغَدَت مَعَاصِمُ المواسِم تزدَهِي | |
|
| بحُلَى محَاسِنِه وَدَامَ يُقِيمُهَا |
|