هُوَ النَّصرُ يُجنَى من ذَوَابلِ مُرّانِ | |
|
| خياشيمُها يرعُفن بالعَلَق القانِي |
|
وبِيضٍ صِفَاحٍ بُتَّرٍ يمنِيَّةٍ | |
|
| ومُقوَرَّةٍ شُقرٍ سَوَاهِمَ غَرَّانِ |
|
عليهنَّ من شُعثِ الذوائب فتيةٌ | |
|
| نمَاهُم إلى العَليَا مَعَدُّ بنُ عَدنانِ |
|
تسامت بهم غايُ المدى وتوقَّلُوا | |
|
| ذُرَى النسَبِ الوضّاحِ من قيسِ عيلانِ |
|
أهابَ بهِم والجوُّ بالنَّقعِ حَالِكٌ | |
|
| يُغطِّي دَيَاجِي لَيلِهِ شُهبُ حَرّانِ |
|
أغَرُّ رَحيبُ الباعِ من سِرِّ هاشمٍ | |
|
| سليلُ الملوكِ الصِّيدِ مِن آلِ زيدانِ |
|
مُرَوِّي صَوَادي السُّمرِ مِن ثَغرِ العِدى | |
|
| ومُطعِمُ سِيدَانِ الفَلاَ هَامَ أقرانِ |
|
هُوَ الملِكُ المَامُونُ مَيمونُ غُرَّةٍ | |
|
| تكنُّفُهَا لليُمنِ واضحُ عُنوَانِ |
|
حَمَى بَيضَة المُلكِ الأغَرِّ وقد غَدَا | |
|
| منَ الدَّمِ عُريَانَ الظَّبَى غَيرَ عُريانِ |
|
خطَا فوقنَ أشبَاحِ المنايا ولم يَبَل | |
|
| ولِلطَّعنِ في اللَّبَّاتِ إرزامُ إرنانِ |
|
بيَومٍ عَبُوسِ لَو تقَادَمَ عَهدُهُ | |
|
| لعَهدِ مُريدٍ لم يَصِف يومَ بَسيَانِ |
|
ولا افتَخرَت بالشِّعبِ والجَونِ عَامِرٌ | |
|
| ولاَ عُدَّ فَخراً يومُ عَبسٍ وذُبيَانِ |
|
ولاَ دَثِرَت ذاتُ الإصَادِ بفَقدِهَا | |
|
| لقَتلَى بَنِي بَدرٍ لَهامِيمَ فِتيَانِ |
|
ولا سَحبت ذَيلَ ازدِرَاءٍ بقَتلِهَا | |
|
| بَني جُشَمٍ بالحَنو ذُهلَ بنَ شيبَانِ |
|
لقد جرّدَ المنصورُ منهُ مُهَنَّداً | |
|
| فَرى كُلَّ لَيثٍ مِن عِنَادٍ وعُدوَانِ |
|
وهدَّ به هُضباً رَوَاسِيَ شُمَّخاً | |
|
| تكَادُ بها الدُّنيَا تمِيدُ بأركانِ |
|
عشِيَّةَ سَالَت بالأحالِيفِ للوَغَى | |
|
| مَهَامِهُ عَادَت بالقَنا غَابَ غِيطانِ |
|
ولاحت عليهِم كُلُّ زَغفٍ كأنما | |
|
| أُفِيضَت عَلى أبَدانِهِم زُرقُ غُدرَانِ |
|
تَلاقَوا دُوَينَ الوِردِ كُلٌّ مَدَجَّجٍ | |
|
| يَهُزُّ إلَيهِم كُلَّ أسمَرَ ظَمآنِ |
|
وبارقَةٍ للموتِ تحتَ سَحَابِهَا | |
|
| صَوَاعِقُ تتلُوها مَوَارجُ نِيرَانِ |
|
يغيمُ لها الأحلافُ برقاً فأمطَرت | |
|
| عليهم بشُؤبُوبٍ مِنَ المَوتِ هَتَّانِ |
|
وكانُوا يُسَاقُونَ المنايا وأجفَلُوا | |
|
| لوَقعِ الرُّدينِيَّاتِ إجفَالَ ظِلمَانِ |
|
بَلَى فِيهمُ المامُونُ كُلَّ مُصَمِّمٍ | |
|
| ولَدنٍ أصَمَّ جُرِّيَا مُنذ أزمَانِ |
|
رَأو ضَيغماً يُقتادُ مِن كُلِّ بَاسِلٍ | |
|
| مَشُوقٍ إلَى الهَيجَاءِ آسَادَ حُفَّانِ |
|
وَجُوذِبَ أذيَالَ العُلَى فتهيَّجَت | |
|
| حفيظَةُ وُرَّادِ المَهالِكِ غَيرَانِ |
|
تصلَى بجَمرِ الحَربِ حَتَّى كأنَّما | |
|
| لهُ بمَنَاخِ المَوتِ مألوفُ أوطانِ |
|
ألا ايُّها المنصورُ باللهِ أذعَنَت | |
|
| لسَيفِكَ أعنَاقُ العِدَى أيَّ إذعانِ |
|
كَفتكَ ظُبَى المأمونِ كُلَّ مُلِمَّةٍ | |
|
| ومُبهَمِ خطبٍ مُسدِلٍ ذَيلَ أجنَان |
|
فَدُم فِي سَمَاءِ العِزِّ شمساً مُنِيرَةً | |
|
| تُضِيءً لأقصَى الغَربِ أقصَى خُراسانِ |
|
ولا زالَ مَلثُوماً ثَرى عَرَصاتِكُم | |
|
| لأفوَاهِ أملاَكٍ مُعَفَّرَ تِيجَانِ |
|