إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
أصدقائي! |
نحن قد نغفو قليلا، |
بينما الساعة في الميدان تمضي |
ثمّ نصحو .. فاذا الركب يمرّ |
وإذا نحن تغيّرنا كثيرا، |
وتركنا عامنا السادس عشر |
*** |
عامي السادس عشر |
يوم فتحت على المرأة عيني |
يومها .. و اصفرّ لوني |
يومها .. درت بدوّامة سحر! |
كان حبّي شرفة دكناء أمشي تحتها |
لأراها |
لم أكن أسمع منها صوتها |
إنّما كانت تحيّيني يداها |
كان حسبي أن تحيّيني يداها |
ثمّ أمضي، أسهر اللّيل إلى ديوان شعر |
يا فؤادي رحم الله الهوى |
كان صرحا من خيال .. فهوى |
اسقني، و أشرب على أطلاله |
وارو عيني، طالما الدمع روى |
كنت أهوى هؤلاء الشعراء |
أرتوي من دمعهم كل مساء |
اتغنّى معهم بالمستحيل |
وبألوان الذبول |
وبأوراق الخريف |
وهي تعدو في يد الريح إلى غور مخيف |
وبطير أسود في اللانهاية |
راح يستفتي نواقيس الهداية |
باحثا في الأرض عن دود، و عن رب جديد! |
*** |
كنت أهوى هؤلاء الشعراء |
أتسامى فوق غيم نسجوه |
أتمطّى في بخور أطلقوه |
وأرى الحبّ ... شرودا، و تهاويم، و حزنا |
والمحبّ الحقّ .. من يهوى و يفنى! |
وعميق الحبّ ... حبّ لم يتم |
ليقولوا .. يا للحن لم يتم! |
*** |
وليالي عامي السادس عشر |
كان حلمي أن أظلّ اللّيل ساهر |
جنب قنينة خمر |
تاركا شعري مهدول الخصل |
مطلقا فكري في كلّ السبل |
أتلقّى الوحي من شيطان شعري |
وعلى خدّي دمعة |
وعلى مكتبي الصامت شمعة |
ترسم الظلّ على وجهي الكئيب |
وهي تذوي في اللّهيب |
بينما التبغة تكوي اصبعي |
وحنين غامض في أضلعي |
لبحار، يلعب القرصان فيها! |
*** |
ولكم عذّبني وقت الغروب |
لونه الجهم الخصيب |
صمته، سرب الطيور العائده |
والزروع الهاجده |
والثغاء المترامي من بعيد |
لشياه راقده |
وغصون التوت تمشي في الشفق |
عاريات . لا ورق |
ونعوش النور تمشي |
وهنا كم قلت آه! |
كنت أهوى أن أموت |
أنتهي في عامي السادس عشر! |
*** |
أصدقائي! |
نحن قد نغفو قليلا، |
بينما في الميدان تمضي |
ثمّ نصحو، فاذا الركب يمرّ |
وإذا نحن تغيّرنا كثيرا، |
وتركنا الاقبيه |
وخرجنا، نقطع الميدان في كلّ اتّجاه |
حيث تسري نشوة الدفء بأكتاف العراه |
وعدونا، نحضن الأطفال في كلّ طريق |
ونناغي كلّ حلوة |
كسكارى، أخذتهم بعض نشوة |
وبأنشودة نصر |
وبلحن مشرق النبره عانقنا الحياه |
وبلغنا عامنا التاسع عشر |
*** |
أصدقائي! |
ها هي الساعة تمضي |
فإذا كنتم صغارا، فاحلفوا ألاّ تموتوا |
واحذروا عامكم السادس عشر! |
**************** |
العام السادس عشر
|
يناير |
************ |