إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
يا أصدقاء! |
لشدّ ما أخشى نهاية الطريق |
وشدّ ما أخشى تحيّة المساء |
إلى اللّقاء |
أليمة إلى اللّقاء و اصبحوا بخير! |
وكلّ ألفاظ الوداع مرّه |
والموت مرّ |
وكلّ شيء يسرق الإنسان من إنسان! |
شوارع المدينة الكبيره |
قيعان نار |
يجترّ في الظهيره |
ما شربته في الضحى من اللّهيب |
يا ويله من لم يصادف غير شمسها |
غير البناء و السياج، و البناء و السياج |
غير الربّعات، و المثلّثات، و الزجاج |
يا ويله من ليلة فضاء |
ويوم عطلته |
خال من اللّقاء |
يا ويله من لم يحب |
كلّ الزمان حول قلبه شتاء! |
يا أصدقاء! |
يا أيّها الأحياء تحت حائط أصمّ |
يا جدوة في اللّيل لم تنم |
لشدّ ما أخشى نهاية الطريق |
أودّ ألاّ ينتهي، |
ولا يضيق |
ويفرش الرؤى المخصّله السعيده |
أمامنا .. في لا نهاية مديده |
كأفق قرية في لحظة الشروق |
والأفق رحب في القرى حنون |
وناعم و قرمزي يحضن البيوت |
وتسبح الأشجار فيه كالهوادج المسافره |
يا ليتنا هناك! |
نسير تحت صمته العميق |
ونوره المضبّب الرقيق |
جزيرة من الحياه |
ينساب دفء زرعها على المياه |
ولا تملّ سيرها .. يا أصدقاء! |
اللّيل في المدينة الكبيره |
عيد قصير |
النور و الأنعام و الشباب |
والسرعة الحمقاء و الشراب |
عيد قصير |
شيئا .. فشيئا .. يسكت النغم |
ويهدأ الرقص و تتعب القدم |
وتكنس الرياح كلّ مائدة |
فتسقط الزهور |
وترفع الأحزان في أعماقنا رؤسها الصغيره |
وننثني إلى الطريق |
صفّان من مسارج مضبّبه |
كأنّها عندان قرية مخربه |
تنام تحتها الظلال |
وقد تمرّ مركبة |
ترمي علينا بعض عطرها السجين |
وساعة الميدان من بعيد |
دقاتها ترثي المساء |
وتلتوي أمامنا مفارق ثلاثة، |
تمتدّ في بطن الظلام و السكون |
وتهمسون: |
إلى اللّقاء! |
*** |
اللّيل وحده يهون |
وداعه يهون فالنهار ذو عيون، |
تجمّع العقد الذي انفرط |
لكنّ دربنا طويل |
وربّما جزناه أشهرا و أشهرا معا |
لكنّنا يوما سنرفع الشراع |
كلّ إلى سبيل |
فطهّروا بالحبّ ساعة الوداع! |
*************************
|
*
|
باسم الصديق رجاء النقّاش * أبريل *
|
************************************ |