عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > أحمد عبد المعطي حجازي > قصّة الأميرة و الفتى الذي يكلّم الماء

مصر

مشاهدة
1001

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

قصّة الأميرة و الفتى الذي يكلّم الماء

أعرفها، و أعرفه
تلك التي مضت، و لم تقل له الوداع، لم تشأ
وذلك الذي على إبائه اتّكأ
يجاهد الحنين يوقفه
كان الحنين يحرفه
فهو أنا و أنت، و الذين يحفرون تحت حائط سميك
لتصبح الحياه عشّ حبّ
به رغيف واحد، و طفلة ضحوك!
***
أعرفها، و أعرفه
أميرة شرقيّة تهوى الغناء
تهواه لا تحترفه
وتعشق اللّيالي الماسيّة الضياء
صاحبة السمو أقبلت!
... و يصبح البهو المليء ضفتين
وتهمس الشفاه كلمتين .. كلمتين
عشقتها هذا المساء شاعر أنيق
نعم ... فإنّها تضيق بالعشيق
إذا أتى الصباح و هو في ذراعها
وتهمس امرأة
دولابها يضمّ ألف ثوب
وتهمس امرأه
وقلبها يضمّ ألف حبّ
نعم نعم ... فانهات أميره لا تكتفي بحب
ويخفت الحديث ثمّ يهتف المضيف
يا أصدقاء
صاحبة السمو تبدأ الغناء!
... و يخفت الضياء غير كوّة تنير وجهها
وتبدأ الغناء ... أوف!
قلبي على طفل بجانب الجدار
لا يملك الرغيف!
.. و تلهث الأكفّ .. فلتحيا نصيرة الجياع
ثمّ تدور عينها لتلمح الذي أصابه الكلام
وعندما يرفّ نور الشمس تهمس الوداع
وفي ذراعها عشيقها الجديد!
***
أعرفها، و أعرفه
لأنّني كنت كثيرا ما اصادفه
على شجيرة المساء، قابعا بنصف ثوب
يقول للمساء
يا أيّها الحزن الأثيري الرحيب!
يا صاحب الغريب
أنا كلام الأرض .. هل أنصت لي؟!
أنا ملايين العيون ... هل نظرت لي؟!
لي مطلب صغير
أن تصبح الحياة عش حب
به رغيف واحد و طفلة ضحوك!
... و في ليالي الخوف طالما رأيته يجول في الطريق
يستقبل الفارّين من وجه الظلام
ويوقد الشموع من كلامه الوديع
ففي كلامه ضياء شمعة لا تنطفيء
ويترك اليدين تمشيان بالدعاء،
على الرؤوس و الوجوه
وتمسحان ما يسيل من دموع
الصبح في الطريق
يا أصدقائي! انّني أراه
فلا تخافوا ... بعد عام يقبل الضياء!
وعندما يمشون تمشي فوق خدّيه الدموع
ويفلت الكلام منه، يفلت الكلام
هل يقبل الضياء حقّا بعد عام؟
***
ذات مساء كان صاحبي يكلّم المساء
فانساب مقطع مع الرياح ثمّ وشوش الأميره
فقرّبت مرآتها و صفّقت
يا أيّها الغلام!
بجانب القصر فتى يخاطب الظلام
اذهب اليه، قل له سيّدتي تريد أن تكلّمك
ولا تقل أميرتي
... ثمّ تهادت نحو شرفة جدرانها زهور
ورددت في الصمت أوف!
قلبي على طفل بجانب الجدار
لا يملك الرغيف!
وأقبل الغلام يسبق الفتى
أميرتي .. سيّدتي ... أتيت به!
أهلا و سهلا .... ليلتنا سعيده
ادخل ... تفضّل .. و انقضى المساء!
.. و في الصباح ساءلته ... ما الذي رأيت؟
سيّدتي .. إنّي رأيت كلّ خير
سيّدتي ... أنا سعيده!
قالت له، و عينها في عينه المسهّده
أراك قد عشقتنا!
فلم يردّ صاحبي
قالت له: فما الذي تعطيه لي لو أنّنا عشنا معا!؟
فدمّعا
ثمّ أجابها و صوته منغّم حزين
سيّدتي ... أنا فتى فقير
لا أملك الماس و لا الحرير
وأنت في غنى عمّا تضمّ أشهر البحار من لآل
فقلبك الكبير جوهرة
جوهرة نادرة في تاج عصرنا
ولو قضيت عمري الطويل أقطع البحار،
وأنشر القلاع،
وأبسط الشباك، أقبض الشباك
لما وجدت مثلها
لكنّني و جدتها هنا
وجدتها لمّا سمعت لحنك المنساب كالخرير
يبكي لطفل نام جائعا!
.. فابتسمت قائلة: لا أنت شاعر كبير!
يا سيّدي أنا بحاجة إلى أمير
إلى أمير!
وانسدّ في السكون باب!!
***
أعرفها، أعرفه
تلك التي مضت و لم تقل له الوداع .. لم تشأ
وذلك الذي على إبائه اتّكأ
يجاهد الحنين يوقفه
كان الحنين يجرفه!!
**************
ابريل
أحمد عبد المعطي حجازي
بواسطة: محمد أسامة
التعديل بواسطة: محمد أسامة
الإضافة: الخميس 2007/02/01 02:48:29 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com