|
ونجرفَ الأقدارَ من طريقنا الكبيرْ
|
ونعصرَ الرياحَ في تلفُّت المصيرْ
|
ونصعقَ الهشيمَ في احتضاره الأخيرْ
|
|
|
|
انصهرَ القيدُ وذابتْ غشيةُ الظلامْ
|
وانداح كل واقف في غضبة الزحامْ
|
وأَقلعتْ آفاقنا لمرفأ السلامْ
|
|
|
وانطلقت من رقِّها عواصفُ الزئيرْ
|
بفجرها وجمرها وأمسها المريرْ
|
|
|
يا سالبَ النظرةِ من توَّهجِ العروقْ
|
يا ساكبَ الحسرةِ في ضيائها المُفيقْ
|
يا مُلْقيَ الأحجارِ في انتفاضة الطريقْ
|
|
|
|
|
ونقطفَ الظلالَ من محاجرِ الهجيرْ
|
ونلقطَ الحبّةَ من مناقر النسورْ
|
ونبذرَ الربيعَ في مخالب الصخورْ
|
|
|
في قلب كل ساكنٍ يغطُّ في المُحالْ
|
ويستعردُّ موتُهُ تجدُّد الزوالْ
|
ويختفي هروبُهُ في توهةِ الخيالْ
|
|
|
تُلهبُ في أعماقنا تحركَ العبورْ
|
ونحرق الروح على أشواقنا بخورْ
|
ونزهقُ الملالَ والكلال في الشعورْ
|
|
|
في كل ماضٍ تحتها بموته قريرْ
|
وكلِّ آتٍ فوقها لِفجره يُشيرْ
|
لِغدِنا المورقِ للإنسانِ بالنشورْ
|
|
|
|
وإنْ أطلتْ حيّةٌ من مزحفٍ ضريرْ
|
من كهفها في ظلمةٍ حانقةِ الضميرْ
|
لابد أن نسحقها في رهجة المسيرْ
|
بعاصفٍ مدمدمٍ بالنور والسعيرْ
|
يردها هشيمةً مرجومةَ الحفيرْ
|
|
|
|
|
وإن أطلتْ آهةٌ على الضحى الجديدْ
|
لجفنِ كوخٍ ناغمٍ بفجره الوليدْ
|
وحقه العائد من تابوتهِ البعيدْ
|
لابد أن نردها تميمةً تعودْ
|
لحقلهِ بالعطر والنماءِ والحصيدْ
|
|
|
|
|
وإن توارتْ غرسةٌ عن قطرة الشعاعْ
|
لصُّ الضياءِ شدها في لحظة الرضاعْ
|
وضمها لليله المهتوكِ في الضياعْ
|
لتشربَ الذبولَ والأفولَ والضياعْ
|
وحسرةَ الهوان في طاغوتهِ المضاعْ
|
لابد أن نُردَّها تُورقُ في البقاعْ
|
|
|
لتشرقَ الزهور في مخاصر الحقولْ
|
ويلعقُ الظلامُ من بيادر الأفولْ
|
ويهدر الضياءُ في مرافئ الوصولْ
|
وتسمع الضفاف ظلَّ كرمها يقولْ:
|
مد الربيعُ كأسَه لزحفنا الطويلْ
|
|
|
|
|
|
|
لابد هذي الأوجهُ البليدة الرواءْ
|
ذاتْ السكون الميتِ في انتفاضة السناء
|
ذات الوقوف العبد في تحرك الفضاءْ
|
ذاتْ الصدى المعقوف بالهمسةِ للنداءْ
|
ذاتْ السهومِ الحاقدِ النظرة للضياءْ
|
ذات الوجود القابعِ المخضّلِ بالفناءْ
|
ذات العكوف الناشب السجدة في العماءْ
|
ذات اليد المنهومة الكذابة العطاءْ
|
تشرب دمع غيرها ليمرعَ الرياءْ
|
وتخلس اللمحَ من الضحى بلا حياءْ
|
لتفسح الطريق في الأوهام للمساءْ
|
لابد لا يا هذه لن يرجع الوراءْ
|
هيهاتَ أن يعود يا دجالةَ الخفاءْ
|
أمسُ الذي فتناه بالثورة والمضاءْ
|
فقد أحالت ظلمه رياحنا هباءْ
|
|
|
|
|
|
|
إنّا لمحناه غدٌ ربيعه قريبْ
|
يضوع بالعزة والصفاء في الدروبْ
|
لكل قلبٍ رشفةٌ من ظلِّهِ الرطيبْ
|
لكلِّ عينٍ قطفةٌ من ضوئهِ الرحيبْل
|
كل كفٍّ فرحةٌ من غرسها الحبيبْ
|
فلتمضِ للضفافِ نارُ زحفنا الرهيبْ
|
ولننبتِ الظلالَ حيث يفهقُ اللهيبْ
|
فليس في طريقنا إِيماءةٌ تَؤوبْ
|
وليس إلا السيرُ والمضاءُ والهبوبْ
|
|
|
|
|