إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
وقالت حبَّةٌ للرمل مر بها كليم اللهْ |
على شفتيَّ سرُّ اللعنة الكبرى لشعبٍ تاهْ |
وظلّ يدور لا تهديه خطوتُهُ |
ولا تسقيه غير الذلِّ حيرتُهُ |
ومازالت رياح التيهِ في الدنيا تُشتِّتُهُ |
وكل مقابر الأشباح والأرواح تمقتُهُ |
تطاردهُ بكل مكانْ |
وتلعنهُ بكل لسانْ |
ولا تبقي له دربًا إلى إنسانْ |
يصافح منه غيرَ فحيح خائنةٍ |
تدس السمَّ ثم تنوح شاكيةً له بلواهْ |
*** |
سأحكيه لمن وجميع ما في الكون يعرفه ويدريهِ |
ومازالت شفاهُ الشمس باللعنات فوق الطور ترويهِ |
ومازالت رمال التيه حولي للدجى والريح تحكيهِ |
وتعرفهُ خطا الأبطال شبّت نارُها بالموت تُفنيهِ |
وتُرجعهُ إلى التشريد في الآفاق والذل الذي يلقاهْ |
*** |
سأحكيهِ لظلِّ التين في سيناءَ والزيتونْ |
لينسَخَهُ لظىً للتائه المتبجحِ الملعونْ |
فيحرقَ كل ما تركتْهُ من دنس خطا صهيونْ |
على أرض تألَّق نورها الوهَّاجْ |
وخصَّتها السماء بقبلة المعراجْ |
وكان ترابها إصغاءة الومضِ |
تفضُّ عبيره لسريرة الأرضِ |
وكانت برزخ الدعوات والصلوات والرسلِ |
فصيَّرها الأذلة مرتع الشُّذاذ والهملِ |
وظنُّها لهم ولإفكهمْ وطنا |
ستصبح في غدٍ لوجودهمْ كفنا |
وأسمع في صدى الصحراء صيحةَ فارسٍ ينقضُّ كالقدرِ |
تزمجر في سماء القدس هادرةً ليوم عاصف النُّذرِ |
يؤدب عار خطوتهم ويقذفهم لذُلٍّ لا تقرُّ خطاهْ |
ويرفع راية الأحرار فوق مسابح الشهبِ |
تردُّ كرامة التاريخ والأيام والعربِ |