عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > محمود حسن أسماعيل > فلسطين

مصر

مشاهدة
1198

إعجاب
1

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

فلسطين

سَيَظَلُّ يَنْهَشُ فِيْ عُرُوْقِيْ ثَارُهَا
حَتَّىْ تُكَبِّرَ لِلصَّبَاحِ دِيَارُهَا
حتى يعود الليل فوق ترابها
أشلاء ليلٍ شبَّ فيه نهارُهَا
حتى تذوب مع الظلام خيامها
وتعود تكتسح الدجى أسوارُها
حتى يداهمها الضحى بيمينهِ
وبها يفكُّ من القود إسارُها
حتى يراق دمي على جنباتها
وبه منَ التاريخ يُغسلُ عارُها
حتى يهلل فرحةً شهداؤها
للبعثِ يحمل فجرهُ أحرارُها
حتى يبيد الغاصبون بأرضها
وتبيد طيَّ رفاتهم أوزارُها
حتى تُزمجر بالفيالقِ حومةٌ
عربيةٌ لا يستريح أُوارُهَا
حتى تعود إلى الديار غريبةٌ
لكتائب الأبطال تظمأُ نارُهَا
ويكبر الجبل الحزين لموكبٍ
تهفو إليه سهولها وقفارُها
ويدُ العروبةِ في السماءِ كأنها
بشرى من الرحمنِ عاد مزارُها
فيها مع الأقدار موعد أمةٍ
غضبت وأضرم نارَها ثوَّارُها
فيها مصير عصابة يفنى المدى
والتيه كان وما يزال شعارُها
فيها فناء الغاصبين وإنَّهُ
لنهايةٌ للظلمِ حان قرارُها
فيها فلسطين الجريحة أجهشتْ
بقضيَّةٍ في البغي طال حِوارُها
فيها ليوم الزحف غضبة ماردٍ
يبلي الطغاة المعتدين شرارها
قل يا جمالُ ونحن شلاّل اللظى
نحن المنايا جددت أعمارها
الوحدة الكبرى طريق نضالنا
للنصر مهما كابدت أسفارها
سنسير نقتحم العواصف والدجى
مهما تكاثف حولنا أستارُها
سنسير نخترق السدود وننبري
حتى كهوف الكيد نحن دمارُها
نهوي عليها باتحاد صفوفنا
فيعودها قبل اللقاء خَسارها
شقت كلوباترا التآمر مثلما
شق المحيط المدلهمَّ فنارُها
صمدت لحيات المكائد آيةً
للبأس كلَّلَ كل حرٍّ غارُها
وقفت لها كل العروبة وقفةً
جبَّارَةً غذت النضال ثمارُها
فسقى لها النصر الأبيُّ وذاب في
فشل الدسائس ما أراد حِصارُها
وغدًا لإسرائيل غضبةُ زاحفٍ
بالهول يفهق بالجحيم سعارُها
غصبت تراب الأنبياء برجسها
وهي التي أغرى بهم أشرارها
ما زال في خشب الصليب وقدسهِ
عار الجريمة دقَّةُ مسمارُها
أرض السرى والقدس كيف يدوسها
رجسٌ ويخفق في ثراه منارُها
أرض النبوات التي لولا الضحى
من كفها طمس العقول غبارُها
كانتمصابيح الوجود وظلمةٌ
في الغرب يصخبُ كالخضمِّ مدارها
كانت نهارًا عالمًا من حولهِ
ليلاتُ جهلٍ ما يُزاح ستارُها
غذت الحياةَ ونوَّرت أرجاءَها
وعلى الضياء تفتَّحتْ أبصارُها
دارَ الزمانُ بغدرهِ وببطشهِ
وطغى الدجى وتألبَّ استعمارُها
وأتى الصباح وتلك أيةُ فجرهِ
للعرب يسطع في الظلام نهارها
في كل يوم للقيود مقابرٌ
ومغاورٌ يهوي بها فُجَّارُها
وقيامةٌ تشد الدجى عربيةٌ
في الوحدة الشماء هبَّ مسارُها
يحدو مقالدها وتحدو خطوةُ
عينُ السَّما وتُعينه أَقْدارُهَا
محمود حسن أسماعيل

التائهون شعر محمود حسن اسماعيل وزارة الثقافة المؤسسة المصرية للتأليف والنشر دار الكاتب العربي للطباعة والنشر الطبعة الأولى يونية 1967 15 مايو 1960
التعديل بواسطة: السيد عبد الله سالم
الإضافة: الجمعة 2013/01/18 09:56:29 صباحاً
التعديل: الجمعة 2013/01/18 01:34:26 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com