يْكَ إلَهَ العرْشِ أشكُو تَضَرُّعا | |
|
| وأدعُوك في الضَّراءِ رَبِّي لِتَسْمَعَا |
|
فأنت تَرَى ما قد جرى فانتَصِرْ لنا | |
|
| مِنَ الفِئَةِ البُعْدَى عن الحقّ مُشرَعا |
|
فقد ظَلَمُونَا باعتداءٍ وَجَرَّدُوا | |
|
| سُيُوفَ ضلالٍ لا اهتداءٍ لِمَنْ سَعا |
|
وكم قتلوا من عُصْبةِ الحقّ فِتْيَةً | |
|
| هُداةً رُضاةً ساجدين ورُكَّعا |
|
وكم دمَّروا من مَرْبَعٍ كان آهِلًا | |
|
| فقد تركوا الدّار الأنيسةَ بَلْقَعَا |
|
وكم قد أَحَلُّوا من حَرَامٍ بِبَغْيِهِمْ | |
|
| وكم هَتَكُوا سِترا حَيِيًّا مُمَنَّعَا |
|
فأصبحتِ الأموالُ فيهم نَهَائِبا | |
|
| وأصبحتِ الأيتامُ غرثى وَجُوَّعَا |
|
وَفَرَّ من الأوطانِ مَنْ كان قاطِنًا | |
|
| وَفُرِّقَ إلْفٌ كان مجتمِعًا مَعَا |
|
وشُتِّتَ شَملُ الدِّين وانبَتَّ حبلُهُ | |
|
| لَدَيْهم فأضحى مُستَضَامًا مُضَيَّعَا |
|
وقد أضحتِ الأعلام مِنْ شِرْعة الهدى | |
|
| مُهَدَّمةَ الأرْجَا تَقُول لَعًا لَعَا |
|
لِمَنْ كان يَحمي بالسيوفِ حِماءها | |
|
| يُذيقُ العِدى كأسًا من المَوتِ مُتْرَعَا |
|
من المُؤمِنِين النّاصِرِينَ لِرَبِّهم | |
|
| فلم يبتغوا في الأرض بغيًا تَرَفُّعا |
|
سِوَى أنهم يُحْيُونَ دِينَ مُحمد | |
|
| ويَحْمون بالبِيض الخِفَافِ الشَّرَائعا |
|
مَضَوْا وانْقَضَتْ أيّامُهُم حِينَ أَوْرَثُوا | |
|
| ثناءً وذِكْرًا طِيبُهُ قدْ تَضَوَّعَا |
|
فَجَازاهُمُ الله الكريمُ بفضلِهِ | |
|
| جِنَانا ورِضْوانًا من اللّه أَرْفَعَا |
|
فَوَا حُزْنَنَا مِنْ بَعدِهِم غير أَنَّنِي | |
|
| رَجَوْتُ إلَهي أن يَمُنَّ فَيَجْمَعَا |
|
بِهم شَمْلَنَا في جَنَّة الخُلدِ إنه | |
|
| سميعٌ قريبٌ مستجيبٌ لِمَنْ دَعَا |
|
وأرْجُوهُ يقضي باجتماعي بإخوةٍ | |
|
| أرى الشوقَ في قلبي إليهم تَنَوَّعا |
|
وَجَدتُّ بهم وَجدًا وجَدتُّ أصوله | |
|
| أَبَتْ أبَدًا في الوُدِّ أن لا تَفَرَّعَا |
|
فإن كانتِ الأشْبَاحُ مِنَّا تباعَدَتْ | |
|
| فإن لِأرْواحِ المُحِبِّينَ مَجْمَعَا |
|
عَسَى وَعَسَى أنْ ينصُرَ اللّه دينَنَا | |
|
| ويَجْبُرَ منَّا كلَّ ما قد تَصَدَّعا |
|
ويَعمُرَ للسَّمْحَا رُبُوعًا تهدّمَتْ | |
|
| ويَفْتَحْ سبيلا للهداية مَهْيَعَا |
|
وَيُظْهِرَ نُورَ الحَقّ يَعْلُو ضِيَاؤُهُ | |
|
| فَيُضْحِي ظَلامُ الشّرْكِ وَالشَّكِّ مُقْشَعَا |
|
إلهي فَحَقِّقْ ذا الرَّجَاءَ وكُنْ بِنَا | |
|
| غفورًا رحيمًا مستجيبًا لنا الدُّعَا |
|
فليس لنا ربٌّ سِواكَ فَهَبْ لنا | |
|
| منَ النَّصْرِ نَصْرًا بالأمَان مُشَيَّعا |
|
فقد سامَنَا الأعداءُ سَوْمَ مَذَلَّةٍ | |
|
| وخَسْفًا فظيعًا قد أَضَرَّ وأضلَعا |
|
على غَيْر ذنْبٍ غيرِ توحيدِ ربِّنا | |
|
| وإذْ قد هَدَمْنَا للضَّلالةِ أربُعا |
|
وإثباتِنَا للّه وصفَ كمالِه | |
|
| وتنزيهِهِ عن شبهِ ما كان مُبدِعا |
|
ونُثْبِتُ ما قد جاء في خيْرِ مُنْزَلٍ | |
|
| وعن خَيْرِ مبعوثٍ ولن نَتَتَعْتَعَا |
|
نُمِرُّ الصفاتِ المُنْزَلاتِ كما أَتَتْ | |
|
| ونُؤمنُ إيمانًا وَلَنْ نَتَنَطَّعَا |
|
وَنَشهَدُ أن اللّه مِنْ فوقِ عرشِهِ | |
|
| كما قد أتى نصًّا صريحًا تَشَعْشَعَا |
|
ويَنزلُ في الثلْث الأخير إلى السَّمَا | |
|
| من الليلِ يستدعي العِبَادَ إلى الدُّعا |
|
فهل تائِبٌ هل سائِلٌ مُتَضَرِّعٌ | |
|
| فَيُحرِزَ مطلوبَ الدعاءِ ويُسمَعا |
|
هو الغافرُ الرحمنُ راحِمُ عبدِهِ | |
|
| برحمتهِ كُلَّ الخلائِقِ أَوْسَعا |
|
وكلُّ صفاتِ الرَّبِّ جلَّ جلالُهُ | |
|
| فلا ينبغي فيها سِوَى النصِّ مَطْلَعَا |
|
وهذا اعتقادٌ لِلْائِمَّةِ قَبْلَنا | |
|
| من السَّلَفِ الهَادِينَ مِنْ كلِّ أَرْوَعَا |
|
فأَحْمَدُ والنُّعمانُ مِنهُم ومَالِكٌ | |
|
| ونصُّ ابنِ إدريسٍ كذلك رُصِّعا |
|
فماذا علينا إِنْ سَلَكْنَا سبيلَهُمْ | |
|
| فكانت لَنَا سُوحُ الهِدَاية مَرْبَعَا |
|
ألا أيُّها الإخوانُ صَبرًا فإنني | |
|
| أرى الصَّبْرَ للمقدُورِ خَيرًا وَأنْفَعَا |
|
ولا تيأسُوا مِنْ كَشْفِ مَا ناب إِنَّهُ | |
|
| إذا شاءَ رَبِّي كشْفَ ذاك تَمَزَّعا |
|
فَمَا قُلْتُ ذا أشكُو إلى الخَلقِ نكْبَةً | |
|
| ولا جَزَعًا مما أصاب فأَوْجَعَا |
|
فما كان هذا الأمْرُ إلا بِقُدْرَةٍ | |
|
| بها قَهَرَ اللّه الخَلائقَ أَجْمَعَا |
|
وذلك عن ذنبٍ وعصيانِ خالقٍ | |
|
| أُخِذنا بِهِ حِينًا فَحِينًا لِنَرْجِعَا |
|
وقد آن أَنْ نَرْجُو رِضَاهُۥ وَعَفْوَهُ | |
|
| وَأَنْ نَعْرِفَ التفريطَ مِنّا فنُقلِعا |
|
فَيَا مُحْسِنًا قد كُنْتَ تُحْسِنُ دائمًا | |
|
| ويا واسِعًا قَد كَان عَفْوُكَ أَوْسَعَا |
|
نَعْوذُ بِكَ اللَّهُمَّ مِن سُوءِ فِعْلِنَا | |
|
| فإنَّ لَنَا في العَفْوِ منكَ لَمَطْمَعَا |
|
أَغِثْنَا أَغِثْنَا وَارفَعِ الشِّدَّةَ الّتي | |
|
| أصابَتْ فَطَالَتْ واكْشِفِ الضُّرَّ وارفَعَا |
|
فإِنْ لَمْ تُغِثْنَا يَا مُغيثُ فَمَنْ لَنَا | |
|
| لِنَقْصِدَ أَوْ نَرْجِعْ إليهۦ ونَخْضَعَا |
|
فَجُدْ وَتَفَضَّلْ بالذي أنت أهْلُهُ | |
|
| منَ العَفْوِ والغُفْرَانِ يَا غَوْثَ مَنْ دَعَا |
|
وَصَلِّ صَلاةً لا تَنَاهَى عَلَى الَّذِي | |
|
| سَيُبْعَثُ في الأُخْرَى شَفيعًا مُشَفَّعَا |
|
مُحَمَّدٍ المُختارِ والصَّحْبِ كُلِّهِمْ | |
|
| وَمَنْ لِوَصَايَا اللّهِ في الذِّكْرِ قَدْ وَعَى |
|