لِغَير هَواكُم لَم يَمِل لحظَةً قَلبي | |
|
| وَها هُوَ مَوقوفٌ عَلى شَخصِكُم حُبّي |
|
سكَنتُم سُوَيداء الفُؤاد وَإِنَّهُ | |
|
| لتنظُركُم عيني عَلى البعد وَالقربِ |
|
سَرَيتُم وَلَم تَستَصحِبوني بِرَكبكم | |
|
| فما ضَرَّكُم لَو كُنتُ في ذلك الرَكبِ |
|
وَلِم تَحرِمون الصَبَّ لذَّة عطفكم | |
|
| وَهذي عُيوني تُتبِعُ الصَبَّ بِالصَبِّ |
|
فَإِن كان ما أَلقاه مِن حُرَق الجوى | |
|
| لِذَنبٍ جَرى مِنّي فقد تُبتُ مِن ذَنبي |
|
أَلا إِنَّني الصبُّ الوَلوعُ بحبِّكم | |
|
| فهل عَطفةٌ منكم عَلى ذلكَ الصَبِّ |
|
تحمَّلت ما لا يَحملُ الناس في الهَوى | |
|
| وَما أَحدٌ مِنّي بِأخلص في الحُبِّ |
|
لِذا كنتُ في أَهل الغَرامِ مُمَلَّكاً | |
|
| وَكُلُّ إِمامٍ فيه قد عُدَّ مِن حِزبى |
|
إِذا ما اِدَّعى غيري التَفَوُّقَ لحظَةً | |
|
| فَإِنّ شُهودَ الحال عن مَينه تُنبى |
|
فَمَن غيرُنا في المولَعين بحبِّكُم | |
|
| تُقامُ له الراياتُ في الشَرقِ وَالغَربِ |
|
وَمَن ذا سوانا فيه يجرُؤُ قائِلاً | |
|
| أَنا مِثلُ الإِخلاص في الحُب لِلحِبِّ |
|
فهل بعد هذا أُبتَلى اليَومَ مِنكُم | |
|
| بِبُعدي وَتَعذيبي وَأُحرمُ مِن قُربى |
|
فَإن كان ما أَلقى جَزائِيَ عندَكُم | |
|
| فَإِنَّ أَبا عُثمانَ من دونكم حَسبي |
|
هوَ القُطبُ قطبُ الغَوثِ عوثُ مَنِ ارتَجى | |
|
| وَليثُ الحِمى إِن أَنذر الدَهرُ بِالحَربِ |
|
مُرَبّي نُفوسِ العارِفين وَمُرشِدٌ | |
|
| لخيرِ طَريقٍ يوصِلُ العبدَ لِلرَّبِّ |
|
له هممٌ عَليا يقِلُّ نَظيرُها | |
|
| وَعزمٌ إِذا اِستَنجَدتَ أَمضى مِنَ العَضبِ |
|
يَحوطُ مُريديه بعينِ رِعايَةٍ | |
|
| فما كُرِبوا إِلّا وَنُجّوا مِنَ الكربِ |
|
إِمامٌ له في حضرَةٍ القُدسِ حُظوَةٌ | |
|
| له كُتِبت مِن قبلُ في عالَمِ الغَيبِ |
|
بها مَنَّ مَولاهُ عَلَيهِ فَنالَها | |
|
| وَكم مِن وَلِيٍّ لَم يَنل حُظوَةَ القربِ |
|
كَراماتُهُ كَالمُعجِزاتِ وَإِنَّها | |
|
| عَلى كل عَدٍّ رامهُ حاسِبٌ تُربى |
|
أَبا عُمرٍ وَالجودُ فيكم سجيَّةٌ | |
|
| قدصتُ الحمى شوقاً فَطَردي مِنَ الصَعبِ |
|
فُؤادي مَريضٌ بِالذُنوبِ فَداوِني | |
|
| فَمِثلُكَ بعد اللّهِ يُقصَدُ لِلطِّبِّ |
|
بِحُبّي أَبى عبدِ السَلام وَبابه | |
|
| أَنَختُ ركابي وَالرَجا مالىءٌ قَلبي |
|
فَحاشى يُرى لِليَأسِ عِندِيَ موضِعٌ | |
|
| وَكَيفَ وَإِنَّ العَفو لستُ بذي ذَنب |
|
نَعم إِنَّ أَوزاري تُعَدُّ عَظيمَةً | |
|
| وَلكن إِزاء العفو لستُ بِذي ذَنب |
|
قصدنا إِمام العارِفين فَإِنَّه | |
|
| وَسيلَتُنا إِن أَفزَعت ساعةُ الخَطبِ |
|
أَلا إِنَّ هاتيكَ الرِحابَ وَمَن بِها | |
|
| مَحَطُّ رحال القاصِدينَ بِلا رَيبِ |
|
أَلا فَاِمنَحوني مِنحَةً عُمرِيَّةً | |
|
| فَأُروى بِها مِن ذلِك المَنهَلِ العذب |
|
عَلَيكَ مِنَ اللَهِ الكَريم تحيَّةٌ | |
|
| تَدومُ وَتَهمى ما همي هاطِلُ السُحبِ |
|
مَدى الدَهر ما قال الكِناني أَحمدٌ | |
|
| لغَيرِ هَواكُم لم يَمِل لَحظَةً قَلبي |
|