بِالفَضلِ ساد رجالٌ التُقى جدوا | |
|
| وَلم يُفِد غيرَهُم جاهٌ وَلا جَدُّ |
|
لِلَّهِ قد أَخلَصوا في كُلِّ ما عملوا | |
|
| إذ لم يَكُن لهم في غيره قصدُ |
|
باعوا النُفوسَ له بيعَ السَماحِ بِأَن | |
|
| تَبقى مُنعَّمةً أَرواحُهُم بَعدُ |
|
فاختارَهُم وَحباهُم كلَّ ما طَلَبوا | |
|
| فَأَصبَحوا وَلُهُم حُرُّ الدُنا عَبدُ |
|
لِذا تراهُم إِذا ما رُحتَ تَنظُرُهُم | |
|
| قَوماً شِعارهُمُ الإِخلاصُ وَالزُهدُ |
|
شادوا قَواعِدَ دينِ اللَه واعتَصَموا | |
|
| بِحَبلِه وَبِساطَ العَدل قد مَدّوا |
|
وَأَنصفوا الحَقَّ وَالإِنصافُ شيمَتُهُم | |
|
| وَالشَرعَ رَغمَ عِداهُ أَزرَهُ شدّوا |
|
لحاجَةِ الناس جمعاً نفسَهُم وَقَفوا | |
|
| بِالجِدِّ حَتّى لقد أَعياهُمُ الجَهدُ |
|
إِن عاهدوا حَفِظوا عهداً وَإن وعدوا | |
|
| فَلا غَرابَةَ في أَن يصدُقَ الوَعدُ |
|
إِن رُمتَ عُنوانهم فضلاً وَمكرمُةً | |
|
| فَشَيخُ أَزهَرِنا حَسّونَةُ الفَردُ |
|
الصائِبُ الرَأيِ وَالآراءُ طائِسَةٌ | |
|
| وَالمُمطِرُ الفَضلِ لا بَرقٌ وَلا رَعدُ |
|
وَالثابِتُ الجَأشِ في لَيلِ الخُطوبِ وَمَن | |
|
| أَدنى مَزاياهُ لا يُحصى لها عَدُّ |
|
مَولىً تُبينُ خَفيَّ الأَمرِ فِطنتُهُ | |
|
| وَالغَيبُ عن فكره السامي لنا يَبدو |
|
تخشى صُروفُ اللَيالي بَأسَ سَطوَتِهِ | |
|
| فَكَيفَ يَبلُغ يَوماً قَصدَه الضِدُّ |
|
هو الهُمامُ الَّذي ما راح ذو أَملٍ | |
|
| يَرجوهُ إِلّا وَيَحلو عِنده الوِردُ |
|
إِن قال قَولاً يَكادُ الفِعلُ يَسبِقه | |
|
| أَو رام أَمراً فَلا نَقضٌ وَلا رَدُّ |
|
مولىً تَجلُّ عَنِ الإِحصا فَضائِلُه | |
|
| بِرَأيه يَهتدي مَن فاتَه الرُشدُ |
|
قَرّت به أَعيُنُ الإِسلامِ وَابتَهَجَت | |
|
| به المَعالي وَوافاها به القَصدُ |
|
مَولايَ تَهنى بِكَ الفُتيا فقد بَلَغَت | |
|
| كلَّ الأَماني وَحَيّا حَيَّها السَعدُ |
|
توَّجتها تاج عزٍّ منكَ مزدهياً | |
|
| بِالفَضلِ كللهُ الإِجلالُ وَالمَجدُ |
|