عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > أحمد الماجدي > كل الحواسد راعوا ما أنا فيه

مصر

مشاهدة
530

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

كل الحواسد راعوا ما أنا فيه

كل الحواسد راعوا ما أنا فيه
من الذكاء واني ما أنا فيه
أما الشهامة فينا فهي من قدم
وحوض عز المعالي ماؤنا فيه
وعفتي لعموم الناس قد عرفت
وهي التي لمقام الشخص تحليه
وعفة المرء تنفي عنه فاقته
والسعد من دونها قبر يحاكيه
والحلم طبيعي ولكن لست ألزمه
مع اللئام فإن اللؤم برد به
ومنحي أدب والصدق من شيمي
وشهرة المرء الآداب تسميه
مروءتي يغبط الأهلون مركزها
وذو المروءة لا تطوي معاليه
فكم عفوت عن ألجاني ومن حصلت
منه الإساءة لي عن صنع أيديه
ومن عفى فله أجر ومغفرة
من الكريم الذي عمت أياديه
ولي يراع له الأعداء قد شهدوا
بالفضل والخالق الوهاب حاميه
ومن عطي نعمة تكثر حواسده
فالخير في عصرنا جفت مجاريه
ومن رآني بعين الفضل جدت له
بمثلها بل بكيل الحمد أسديه
ومن تعامي وأبدا لي سفاهته
نزهت نفسي عن فمل يجاريه
فما السفاهة تجدي نوع فائدة
ولا السفيه عظيم في نواديه
ولو جفاني وضيع لا أقاومه
ولم أنله اشتهارا جاء يشريه
وعادتي في أموري أن أجربها
بفكرتي حيث لم تشفع بتشويه
ومن تقدم للأعمال مفتكراً
قبل الوقوع فلم تخطئ مراميه
لكن لكل جواد كبوة وله
في بعض أشواطه ما ليس يرضيه
وقد صنعت من المعروف أجمله
فما رأيت عديم الأصل وأقيه
ولا رأيت من الأصحاب منفعة
عند الشدائد أو في ما أقاسيه
وصاحب لم يكن لي والزمان كما
يهوى عدوي فبئست محبتي فيه
وصنعت منزلتي بين الأنام وقد
أحسنت سيري ونيل المجد أبغيه
ومن غدا وله في الدهر منزلة
ولم يصنها فقد خابت أمانيه
وصارعتني صروف الدهر أعظمها
فما أبحث لنفسي نوع تأويه
بل التزمت مطايا الصبر أركلها
خوف الشماتة من ذي الحقد تشفيه
وما اعتمدت على شخص يساعدني
ألا على الله محصي الخلق منشيه
وما حياة الفتي إلا مقلبة
بين النقيضين والمقدور يوفيه
وقام ضدي أناس والزمان لهم
فكنت أهجر نومي في مراسيه
ومن يعان الأعادي لا يسوغ له
نوم الليالي وإلا يخدعا فيه
ومن عجيب الليالي أن تطول بذي
غم وفكر وذي شوق يعانيه
وما عدو الفتى إلا أقاربه
وأهل حرفته بل من يؤاخيه
وما خشيت ذوي السطوات في عمري
ولا التملق أدري كيف أجنيه
ولا احتقرت كبيرا قط في صغري
إلا إذا كان كاس الجهل عاميه
أو كان أهبل لا يدري له عملا
سوى الجود لمن في الأست يأتيه
أو طبعه هجر بيت فوقه نجم
منيرة لرجال الفسق تأويه
ولو تفرست في شخص لكان كما
حدثت فيه ضميري مذ ألاقيه
وساءني ما بمصر الآن من عجب
يرني له كل ذي لب وتنبيه
أهل التقدم فيها صار أغلبهم
من الرعاع ومن للفجر حاويه
والأجنبي والسري أو من لهم نسبوا
والغر والتيس والملقي علي فيه
فقلت بئس زمان جاء منعكسا
والقرد أضحى عظميا شامخا فيه
وقد طغى القوم واستحلوا مفاسدهم
واستفحل الظلم واسودت مبانيه
والرشوة انتشرت واشتد ساعدها
والبغي ساد وقد زادت دواعيه
والفسق عم ذوات القطر أيسرهم
والخطب جل على من رام يمحيه
حتى اللواطة صاروا يفخرون بها
كذا الزنابل وما في الائم يحكيه
والدين أضحى غريبا في مواطنه
وما الإساءة إلا من أهاليه
قد فرطوا واستهانوا في شعائره
فجاء يضربهم ذلا أعاديه
وما أصاب الفتى مما يكدره
إلا بما كسبت في لأمر أيديه
وما ضنتني هموم رحت مسكنها
كما ضناني الهوى مذ طفت ناديه
عرفت أن الهوى يودي بصاحبه
إلى الهوان وفي الأخطار يلقيه
ومن صنيع الهوى بالجسم يسقمه
كما بنار الغرام القلب يكويه
والحب أصعبه ما كان مبتكرا
عند امرئ ما دري قبلا مراميه
يا لهف صب رهين العشق في رشأ
خمري لون وطبع الحسن حاليه
وطرفه ناعس والنون حاجبه
وجيده حاكم والشهد من فيه
وقده كغصون البان معتدل
وخصره في انتحال جل باريه
وشكله كغزال في شمائله
لكنه مولع بالهجر والتيه
فالنفي والسجن والإذلال أهون من
تيه الجميل على من مغرم فيه
والوصل في شرعة العشاق أحسن من
أموال قارون أو ما كان يحويه
هذا كلام ذكي العقل يفهمه
وإنني لأول الألباب مهديه
وأختم القول بالحمد الجليل لمن
هو الغفور الذي ترجي معاصيه
وأطلب اللطف منه في مقدره
فهو المجيب لعبد جاء راجيه
ثم الصلاة على المختار سيدنا
محمد ما عزي قول لمنشيه
أحمد الماجدي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الخميس 2013/02/28 01:17:36 صباحاً
التعديل: الخميس 2013/02/28 01:18:12 صباحاً
إعجاب
مفضلة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com