إِلى اللَهِ نَشكو حادِثاتِ النَوائِبِ | |
|
| وَدَهرُ دَهانا صَرفُهُ بِالعَجائِبِ |
|
يَذُلُّ أَخا عِلمٍ وَيُكرِمُ جاهِلاً | |
|
| وَلَستُ عَلى رَيبِ الزَمانِ بِعاتِبِ |
|
وَعَيشُ مَشوبٌ لا يَزالُ مُنَكَّداً | |
|
| فَلِذاتِهِ مُمَزوجَةٌ بِالمَصائِبِ |
|
كَذا إِعادَةِ الدُنيا تَهينُ أولي النَهى | |
|
| وَتُكرِمُ أَصحابَ الخَنا وَالمَغائِبِ |
|
تَغُرُّ بَنيها عِندَ إِقبالِ سَعدِها | |
|
| وَإِن أَدبَرَت جاءَت بِشيبِ الذَوائِبِ |
|
وَكَم صَرَعَت مِن عاشِقيها فَما أَرعَووا | |
|
| وَكَم خَدَعَتهُم بِالوُعودِ الكَواذِبِ |
|
فَلَمّا دَهَتنا بِالهُمومِ وَعُسرِها | |
|
| وَصاحَ بِنا الأَعداءُ مِن كُلِّ جانِبِ |
|
لَبِستُ لَها ثَوبَ التَجَلُّدِ مُنشِداً | |
|
| إِذا لَم يُسالِمُكَ الزَمانُ فَحارِبِ |
|
وَسايَلتَ هَل في دَهرِنا مِن مُساعِدٍ | |
|
| عَلى جَبرِ مَطلوبٍ وَإِسعافِ طالِبِ |
|
فَلَم أَرا لا إِلّا لِمَعِيِّ أَخا النَدى | |
|
| إِمامَ الهُدى نَسلُ الكِرامِ الأَطائِبِ |
|
كَريمِ المَساعي فَيصَلٌ مَن يُراعي | |
|
| عَلى طَرسٍ يَحكي هُتونِ السَحائِبِ |
|
فَيَمَّمتُهُ مِن أَرضِ هَجرِ عَشِيَّةٍ | |
|
| وَاِعمَلتُ عيسَ اليَعمُلاتِ النَجائِبِ |
|
تَجوبُ بِنا البَيداءُ وَالصُلبُ وَاللَوى | |
|
| يوخِدُ بِهِ يَطوي يُعيدُ المُتَباسِبِ |
|
بِيَومٍ مِنَ الشِعرِ أَحامٍ هَجيرُهُ | |
|
| بِهِ يَسعدُ الخَرباءُ صَوتَ الجَنادِبِ |
|
فَلَمّا أَتَت أَرضَ الرِياضِ وَاِنهَلَّت | |
|
| مِنَ المَنهَلِ لِمَورودِ عَذابِ المَشارِبِ |
|
أَناخَت وَحَطَّت في فَناهُ رِجالَها | |
|
| وَفازَت بِما قَد أَمَلَّت مِن مَآرِبِ |
|
كَريمٍ يُرى في وَجهِهِ البِشرُ وَالنَدى | |
|
| وَفي كَفِّهِ الهَطّالُ نَجَحُ المَطالِبِ |
|
هُوَ الغَيثُ يَحيى المُستَنّونَ نَجصِبُهُ | |
|
| هُوَ اللَيثُ في الهَيجاءِ بَينَ المَقانِبِ |
|
وَنجمٌ بِهِ تَرمي الغَواتَ مِنَ الوَرى | |
|
| وَيَهدي بِهِ أَهلُ السُرى في الغَياهِبِ |
|
بِهِ صَعَدَت هِمّاتِهِ وَهِباتِهِ | |
|
| إِلى مَنزِلٍ فَوقَ النُجومِ الثَواقِبِ |
|
إِلَيهِ أَتى الوُفّادُ مِن كُلِّ وُجهَةٍ | |
|
| يَؤُمّونَ ذا مَجدٍ كَثيرَ المَواهِبِ |
|
يَمُرّونَ بِالدَهنا خِفافاً عَيا بِهِم | |
|
| وَيَرجِعَنَّ مِن جَدواهُ بِجَرِّ الحَقائِبِ |
|
إِلّا أَنهُ شَمسُ المُلوكِ إِذا بَدَت | |
|
| تَوارَت لضؤاها جَميعُ الكَواكِبِ |
|
فَقَد فاقَهُم حِلماً وَمَجداً وَسودُداً | |
|
| فَمِن مِثلِهِ في شَرقِها وَالمَغارِبِ |
|
فَلا زالَ بِالإِسعافِ وَالنَصرِ مُسعِداً | |
|
| يَدوسُ عَداهُ بِالسِيوفِ القَواضِبِ |
|
وَدونَكَ مِن أَبكارِ فِكري خَريدَةً | |
|
| تَزُفُّ مِنَ الإِحسا إِلى خَيرِ خاطِبِ |
|
أَتَتكَ تَجُرُّ الذَيلَ في رَونَقِ الضُحى | |
|
| وَلَم تَخشَ مِن واشٍ بِها أَو مُراقِبِ |
|
فَاِحسِن قِواها بِالقُبولِ وَلا تُطِعِ | |
|
| بِها قَولُ عَدالٍ حَسودٍ وَعائِبِ |
|
وَأَزكى صَلاةَ اللَهِ ما سَلَّتِ الظُبا | |
|
| وَهَزَّ القَنا الفُرسانَ بَينَ الكَتائِبِ |
|
عَلى خاتِمِ الرُسُلِ الكِرامِ وَصَحبِهِ | |
|
| نَبِيٌّ أَتانا مَن لَوّى اِبنُ غالِبِ |
|