عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > لبنان > أحمد تقي الدين > أَيتيماً آويتِ حسبُك أجرا

لبنان

مشاهدة
871

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أَيتيماً آويتِ حسبُك أجرا

أَيتيماً آويتِ حسبُك أجرا
وغبياً هديتِ حسبُك ذِكرا
حلية النفس بِرُّها فإذا ما
عطلت أشبهت يباباً قفرا
ربِّ هَبنيَ خُلقاً ابر به الخَلق
ولا تُعطيني ذكاء وتِبرا
ما افتخاري إذا أَسأْت فِعالاً
واجدت المقال نظماً ونثرا
يا خليليَّ خلّياني وهمّي
فالليالي كست فؤاديَ خُبرا
واسمعا قصة بها عِبر الدهر
وذكِّر فقد تُفيد الذِكرى
وصغيرين قد خلقنا فاعطينا
لهذا كوخاً وذلك قصرا
وجعلنا من ذاك عبداً لهذا
وهو حرّ والأُم أَلقته حرّا
والمساواة أين تلك المساواة
فتُعطي غنىً وتعطيَ فَقرا
قسمةٌ للحظوظ استغفر القسّام
ضِئزى لعلَّ في الأمر سرَّا
شبَّ هذا الصغير في قصر مَلْكٍ
فأَتته رغائب العيش أَسرى
وحداه أَبوه طفلاً فأَضحى
مَلِكاً لا يعي من الأمر أمرا
حسبَ العرشَ مِلكَهُ فتعامى
عن حقوق العباد عُسفاً ونُكرا
ودعا ظلمُهُ الرعيةَ للثورة
فاجتاح قصره المشمخرا
فهوى العرشُ العروش إذا لم
تتحصن بالعدل لن تستقِرا
ونشأ ذلك الفقير بمهد
البؤس وهو البريء لم يأت وِزرا
ورث الفقر عن أَبيه وهل تحمل
نفسٌ بريئةٌ وزر أُخرى
فشكا والأنام صُمٌّ وهل تسمع
ذكر الفقير أُذنٌ وَقرى
كن إنِ اسطعت في الحياة قوياً
فتجيءَ الحقوقُ نحوك قَسرا
وتولّى الردى أَباه وخلاَّه
يتيماً يذوق صاباً ومُرّا
بين أترابه تراه ذليلاً
فاقداً للذي يشدّ الأَزرا
ويرى المتخمينَ من جيرة الحيِّ
فيشكو طوىً ويشبَع قهرا
وأَتى أُمَّه من الهمِّ يبكي
فحبته عطفاً حباه بِشرا
ثم قالت لا تبك فاللّه خيرُ
حافظاً والشقاءُ لن يستمرَّا
إن هذي الحياة حرب فخذ عدّتها
الصدقَ والهدى والصبرا
والمعالي حسناءُ فاخطب وَلاها
واعطها من فضائل النفس مَهرا
فالغنى يا بنيَّ في النفس والفقرُ
من المال وحده ليس فقرا
فإذا ما أحرزتَ علماً وتهذيباً
دعتك الدنيا حبيباً وصِهرا
وإذا ما كسلتَ بتّ يتيماً
تشتكي والزمان يشكوك غِرَّا
أدخلته دار اليتامى فآوته
وأَنُستهُ يتمَه والعُسرا
فنشا ذلك اليتيم عصاميّاً
وأَعطى له النبوغُ السّرا
فمشى في الحياة جنديَّها الواهبَ
للمجد قلبَه والصَّدرا
ذاكراً نُصحَ أُمه وإذا الأُمّ
ارتقت أَرضعت بنيها الكِبرا
والتظت ثورةٌ بها حائطُ المُلك
تداعى والشعبُ حاز النصرا
فرأينا هذا اليتيمَ مَليكاً
أَترى الكوخَ كيف ساد القصرا
إنما اليتيمُ في النفوس فإن هانت
أَضاعت إرثاً وأَلفت خُسرا
والرسولُ العظيمُ كان يتيماً
ملأ الكون بالهِداية فخرا
عِبَرٌ كلها الحياة ولكن
أَين من يفتح الكتاب ويقرا
أحمد تقي الدين
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الاثنين 2013/03/04 02:02:04 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com