عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > لبنان > أحمد تقي الدين > هذي عُكاظُ ففاخرْ يا فتى الحِكَمِ

لبنان

مشاهدة
675

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

هذي عُكاظُ ففاخرْ يا فتى الحِكَمِ

هذي عُكاظُ ففاخرْ يا فتى الحِكَمِ
بحكمةٍ أصبحت ناراً على عَلَمِ
وإن سألتَ لهذي السوق نابغةً
فأين ذُبيان من دبّاسنا العَلَمِ
إِنا ضربنا له في صدرنا قِبباً
تُغني عن القُبة الحمراءِ من أَدَمِ
هو الرئيس الذي جلَّت مناقبه
وليس يُنكر ضوءَ الشمس غيرُ عَمي
وما عساكَ بهذا اليوم تُنشدُنا
يا قاضياً همُّه ردٌّ على الخَصَم
نعم بُليتُ بما ينبو القريضُ به
لكنَّ صوتَ فؤادي مُرهفٌ قلمي
والشعر في النفس آلامٌ وصاحبُكم
قاضٍ يبيت على سهم من الأَلم
وما أتيتُ عكاظاً أبتغى سَبَقاً
مع من أَراني ضعيفاَ عن لحاقهم
ولا تركتُ أمور الناس ملتهياً
بالنظم فالفكرُ باق في أمورهم
لكن أجبت دعاءً ليس لي قِبلٌ
في ردّه وهو فخر موقظ هِممي
وقد نظمتُ لكم أنغامَ عاطفتي
فاْصغوا لصوت فؤادي لا لصوت فمي
إني تأملت في دهري لأطرفَكمُ
بحكمةٍ لا بذكر البان والعَلَمِ
فخلتُني طائراَ لا يأتلي نُقَلاً
فطرت للمُدْنِ مهدِ العلم والنِّعم
فشاقني في أعالي دورها قفص
فجئت بيت زميلي غيرَ محتشِم
فما طربت لما أَلفيتُ من مرح
ومن فضول برغم العلم والفَهَم
وما رأيت بنا رفقاً كما زعموا
والمرء في القصر مثلُ المرء في الخيم
فطرت خِيفةَ ظلم لا مردّ له
وقد يفرُّ بريٌ غيرُ مجترِم
وجئتُ أهل القُرى حباًّ لوحدتهم
فشمت نار القرى مشبوبةَ الضّرم
وما رأيت غِلالاً من حقولهمِ
ولا رأيت اعتناء في شؤونهم
ويدّعون بأن المُدْنَ في نِعَمٍ
وأنّهم شركاءُ الهمّ والنِّقَم
فقلت هذا غُلوُّ شأنُ من جلهوا
ما للمدائن من فضل على الأَكمِ
وقد مَلِلْت حِماهم من بِطالتهم
فطرت للروض استشفي من السَأَم
فاستقبلتني طيورُ الغاب في طرب
وأفهمتنيَ ما تشكوهُ بالنَّغَم
ولم تكن دون خوف من كواسرها
إذا شكتْ هكذا في الطير كالنَسَم
قالت أما لبني الإنسان من شِبَعٍ
إلا بأكل صغار الطير والبَهَم
فقلت سُنّةُ هذا الكون واحدةٌ
وما الرقيُّ بملغٍ فِطرةَ النَهَم
وأنتم معشرَ الأطيار كم تركتْ
آفاتُكُم موسم الفلاح في عدم
ثم أنتقلت إلى الأزهار فابتسمتْ
فراقني حسنُ ذاك المَبْسِم الشَبِم
وما جنيتُ أغتباطاً غيرَ محترزٍ
حتى رأيتُ بَناني في يد العنم
إني عبثتُ بزهر الروض مهتصراً
أغصانَها فسقتْ أشواكَها بدمي
فسرت توّاً إلى الحكَّام أسألُهم
عدلاً فما ظلموني في قضائهم
قضوا بأنّ افترائي شاجب عملي
وعاذرٌ لخصومي في دفاعهم
فجئت مستأنفاً أشكوهُمُ عَنتاً
فما استقامت قَناتي عند غيرهم
بعضُ البلاء من القاضي وأكثرُهُ
من الشهادات والأَسقام في الذِّمَم
مهما تنزهَ قاضٍ في عدالته
فليس سلمُ من شاكِ ومُتَّهِم
فعززوا شأن قاضيكم ليخدمَكُم
وقلبُه مطمئنٌ غيرُ مُضطَرِمِ
وطار قلبي إلى صِنّينَ مقتحماً
ثلوجَه بجواد الفكر لا القَدَم
أَعزِزْ به جبلاً شابت مفارقُه
على المفاخر والأمجاد والشَّمَمِ
وحولَه شجراتُ الأرز رابضةٌ
كأنها أُسْدُ غاب غيرِ مُقتحَم
ففي الجبال بيوت السيف والكرم
وفي السواحل بيتُ الفضل والقلم
يا حسنَه وطناً لولا طوائفُه
فوحِّدوها بحبِّ الأرز والعَلَم
لكلّ طائفةٍ قاضٍ ومدرسةٌ
فوحِّدوا الشرعَ والتعليمَ نلتئِم
وآب طائرُ قلبي من سياحته
لبيتِ حكمته العالي على القِممَ
أَكرمْ به معهداً صحَّت عروبتُه
كأنه بيتُ أعراب بذي سَلَم
أحمد تقي الدين
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الاثنين 2013/03/04 02:02:49 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com