عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > لبنان > أحمد تقي الدين > مَن مُجيري في الهوى أَو مُنجدي

لبنان

مشاهدة
1332

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

مَن مُجيري في الهوى أَو مُنجدي

مَن مُجيري في الهوى أَو مُنجدي
إنه فتّ بقلبي وَيَدي
أَوَ لم تلقَ الجوى برّح بي
ونضت عني الليالي جَلَدي
والذي يَرمُقُني يَحسَبُني
في هوى الغِيد مُذيباً كبدي
والهوى قيثارةُ النفس وكم
وترٍ فيها لغير الخُرَّدِ
والهوى صنَّاجةُ القلب وكم
نَغمةٍ فيها لأَسمى مقصِدِ
أَنا قاضي العدلِ لا قاضي الهوى
فدعيني يا مَها واْبتعدي
إن آيات السَّنى في مَفرِقي
هي آياتُ الهدى والرُّشُدِ
وتخطّيتُ الصِّبا قيدَ الحِجي
في فؤادٍ بالعُلى متَّقِدِ
ولقلبي غادةٌ ليس لها
من شبيهٍ في البَهَا والغَيَدِ
لا تراها مقلتي وهي بها
ذاتُ خدر في فؤادي المُوجَدِ
أنا أدعو لسفور وهي إن
سَفَرَتْ بانت كأن لم تُوجَدَ
أوَ يدري خاطرٌ مَنْ غادتي
هي نفسي عِلَّتي في جسدي
هي نفسي من ترى يعذِلُني
في هوى نفسي ما من أَحدِ
لست فيها بأنانيٍّ يرى
نِعمةَ الغير بعين الحُسَّدِ
إنما أعشق فيها صِدقَها
ورضى الناس وإنصافَ الغَدِ
أنا في الدّين تقيٌّ ذو حِجيٌ
وهي في علمانيةٌ لم تُلحِدِ
عجباً للمرء كم يحمل في
رأْسه مِن فاسد المعتقدِ
إنما المرء فتى عاداته
وبها تلقاهُ كالمُستعبَدِ
عَوِّديني يا فتاتي كلَّ ما
اشتهي من مُصلحٍ لا مُفسِدِ
ولنفسي غادةٌ ثانيةٌ
سلبتْ عقلي وتسبي ولدي
هي في طَرفي وطِرسي وفمي
لُغَتي الفصحى لسانُ السُّؤدُدِ
لغتي قد أَلِفَتْها أُذُني
وفؤادي ولساني ويدي
لغتي تاريخُ مجدي فاذا
صُنتُها أبقيتُ عالي مَحتِدي
لغةُ الشِّعرِ وفي أفصحِها
أُنزِل القرآن أقوى عَضُدِ
نبذوها جانباً واعتقدوا
عُقمَها عن وضع لفظِ مُفَرَدِ
ولها بابُ اْشتقاقٍ واسعٌ
فاْدخلوه مَنْ يفتِّش يَجِدِ
ليس فيها قِصَرٌ عن حاجةٍ
وهي للوارد أصفى مورِدِ
وهي كالبحر لمن غاصَ به
ظَفَرٌ في دُرِّه والعَسْجَدِ
والذي عام يلاقي صدفاً
أيرى العائمُ غيرَ الزَّبَدِ
وزعمتم إذ ضَعُفتُم أَنها
ضَعُفت وهي بكم لم تَسعَدِ
وكذا ينبو حُسامٌ صارمٌ
في يد الخوف ومن لم يَعتَدِ
يا بني أُمّي أما من مُتهِمٍ
بينكم للضاد أو من منْجِدِ
هي أقوى صلةٍ ما بينكم
فاجعلوها قِبلةَ المسترشِدِ
ليس من جامعةٍ فيكم سوى
أن تَدينوا بالِّلسانِ الأَبجدي
ولقلبي غادةٌ ثالثةٌ
يالقلبي من َبلاء العَددِ
إنّما ثالثتي بين المَهَا
بلدي لبنانُ أحلى بلدِ
بلد خُصَّ بآيات الرُّبى
وخلا من أيّ عقل ويدِ
وفشا التفريق فيه والونى
فهو سهل الكسر مثلُ القِدَد
ليس فيه غير يأس إنّما
أنتم الآمال فتيان الغد
إن نهضتمْ فهو فيكم ناهضٌ
أو قَعدتُمْ فحِماكُم يَقعُدِ
فأَقيموا إنّما الدهر على
فاتر العزم ثقيلُ الأَوَدِ
وأَقيموا للمعالي أَمرَكُم
بمبادي العلم أقوى سَنَدِ
وعلى الأخلاق شِيدوا مجدَكم
فهي كالطّود متينَ العُمُدِ
وإلى الأعمال سيروا فالفتى
بسَنا الأعمال لا بالمَحْتِدِ
يا بني أُمي خذوا اْستقلالَكُمْ
باْتحادٍ فهو أقوى عَضُدِ
واجعلوا للعلم بيتاً واحداً
ودعوا أديانَكُم للمَعْبَدِ
واْغرسوا في النشءِ خُلقاً سامياً
وعلى الأخلاقِ فَلنَعْتَمدِ
أحمد تقي الدين
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الاثنين 2013/03/04 02:05:51 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com