عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > لبنان > أحمد تقي الدين > هاتِ اسقنيها شُعلةً من نارِ

لبنان

مشاهدة
680

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

هاتِ اسقنيها شُعلةً من نارِ

هاتِ اسقنيها شُعلةً من نارِ
فالماءُ لا يُطفي لهيبَ أُواري
أني ظمئتُ وشَدَّ ما أَنا ظامىءٌ
للحقِ لا لِطِلاً وذاتِ سُوارِ
آوي إلى الجنات أجمعُ باقةً
من زهر كل خميلة مِعطار
مستمزجاً للزهر أَكشفُ سرَّه
إن الطبيعة معدن الأسرار
إِن الطبيعة كيفما أَبصرتَها
أُحجيّةٌ عَمِيَتْ على الأَبصار
أَجثو بهيكلِها أقدّسُ سرَّها
وأَظلُّ فيه حائرَ الأَفكار
ومشيتُ ما بين الرياض كعادتي
مستوحياً شعري من الأَزهارِ
فإذا بظبيٍ أَجفلته رؤيتي
فنبتْ له الأَوراقُ عن أنظاري
لبسَ الرياضَ تستراً عن ناظري
ولبستُها كالحلي لا كسِتار
وقفوتُه فاستوقفتني ظبية
نهدت إليّ بصارم بتار
جيدُ الظباء ومن يقاومْ عطفَه
أَوقفتُ في ساحاته تَسياري
من أنتَ قالت يا غريبُ طرقتنا
سَحَراً فقلت فتىً غريبُ الدارِ
متنكر في الروض يختلس الشذا
ليدسَّه بنوافح الأشعار
وسأَلتها من أنتِ قالت بيننا
نَسبُ الغريب بموطن مِقفار
لا أُنسَ لي فيه ولا لِيَ صاحب
علناً يبوح بصحبتي وجواري
ادعوهُمُ عبثاً وما من سامع
فكأنني أدعوهمُ لبَوار
وإذا طرقتُ بلا حجاب دارَهم
خفّوا إليّ بسترةٍ وخِمار
يتسترون عن العيون ببرقُع
سَتَرَ الوجوه شكيمةِ الإبصار
إن الحجاب عن العيون شكيمة
ليس الحجاب شكيمةَ الأَطوار
وأَنا التي يشقى الأَنام بهجرها
وغذاؤها من مُهجة الأحرار
وأَنا الحقيقة لا يفوز بقبلتي
غيرُ الشجاع وقبلتي من نار
يا مدّعين الحق غشاً للملا
هل عندكم للحق من آثارِ
ولبستُمُ ثوب الصلاح تجارةً
ما أنتُمُ حقاً سوى تجار
إن الفضيلة لا يقوم بعِبئها
إلاَّ جَنانُ الفارس المِغوار
يا شاعراً في الروض يُنعش فكرَه
هوِّن عليك فلستَ أولَ ساري
وادخُلْ بديني واعتقدْ كعقيدتي
فالحقُّ ديني والسلام شعاري
لَبيكِ إني قد نشدتُكِ حاملٌ
هذا الشعار وهذه أَوطاري
الشعر بيتٌ للهدى فإذا خلا
منه خلا من غايةِ الاشعار
وسألتها عن حال ذيّاك الطَّلى
قالت هو ابني البكرُ خيرُ صغاري
سميتُه صَدقاً فنفرّه الورى
جيدُ الظباء مُطوَّق بنِفار
ومشت تودعُني فقمت لكفِّها
فلثمتُها بيضاءَ دون غُبار
ولكم يدِ بيضاءَ يلثِمُها الفتى
غِشّاً وباطنُها بلون القار
إن الحقيقة من يفزْ بوصالها
يَرفُلْ بثوب طهارة وَوَقار
في ثغرها نار وفي كبدي ظماً
عبثاً ابلُّ صَداه بالإبحار
ظمإي إلى كأس الحقية والعُلى
هاتِ اسقنيها شُعلةً من نار
أحمد تقي الدين
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الاثنين 2013/03/04 02:14:46 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com