عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > علي محمود طه > في عالم الذكرى

مصر

مشاهدة
1058

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

في عالم الذكرى

ألقاك في عالم الذّكرى وتلقاني
رغم الفراق بهذا العالم الفاني
أرنو إلى وجهك الضّاحي فيشرق لي
عن صفحتي مرح في الخلد جذلان
وأجتلي لمحات العبقريّة في
عينين حدّثتا عن روح فنّان
لأنت حيّ برغم الموت، أسمعه
كعهده، وأراه ملء وجداني
عذب البيان، سريّ اللفظ مازجه
ما في طباعك من حسن وإحسان
يذكي الشّيوخ بأحلام الشّباب وكم
أذكى بحكمتهم أحلام شبّان
أصغي إليك، عميق الفكر، ملتمعا
في منطق جهوريّ الصّوت رنّان
كالغيث يلمع في الآفاق بارقه
و في الثّرى منه زهر، فوق أفنان
عفّ الضّمير حوى الدنيا بنظرته
فلم ترعه بأشكال وألوان
مقيّد بعريق من خلائقه
لا خوف بطش ولا زلفى لسلطان
كالنّهر يقتلع الأسداد، منطلقا
حرّا، ويجري حبيسا بين شطئان
يعطي الحياة لأقوام وينشرها
شتّى روائع في خقل وبستان
تمثّل الحقّ يرمس كلّ شائبة
عنه، ويغرق فيه كلّ بهتان
حامس القضاء وراعي العدل، في بلد
لا يأمن العدل فيه سطوة الجاني
ورافع الصّرح لاستقلاله، عجبا
! صنع السّماء ترى؟ أم صنع إنسان؟
صبري! أحقّا طواك الموت؟ كيف؟ وما
هذي المواكب ومن قاص ومن داني؟
كالأمس ضجّت فهل أسمعت هاتفها
صدى هتافك في جنّات رضوان؟
قم بشّر الحقّ واخطب في كتائبه
يا صاحب الخلد هذا يومك الثّاني!
***
يا واهب الثورة الكبرى يفاعته
حين الشباب رؤى غيد وألحان
وصاحب العهد لم يطرح أمانته
كهلا يصاول عن أهل وأوطان
وقف على مصر هذا القلب متّقدا
بحبّها، من لهذا المدنف العاني
قد استبدّت به، حتّى استبدّ به
عادي الرّدى، وهو لا واه ولا واني
يا للشهيد صريعا ملء حومته
سيفا خضيبا وجرحا من دم قاني!
***
هذي الصحائف من مجد ومن شرف
هيهات يسلمها دهر لنسيان
ذخائر الوطن الغالي يرتّلها
على مسامع أجيال وأزمان
فيها أغاني لعشّاق قد افتقدوا
أوطانهم، وأناشيد لفرسان
أحرار مملكة أرسوا دعائمها
على أساس من الشّورى وأركان
لم يرهبوا سوط جلاّد ولا حفلوا
بسيف باغ وأصفاد سجّان
ولا أقاموا على ذلّ وإن ذهبوا
على دموع وآلام وأشجان
همو البناة وإن لم يذكروا يدهم
فيما يرى الجيل من مرفوع بنيان
لا تسألنّ الضحايا عن مآثرهم!
و سائل الأثر الباقي: من الباني؟
***
ذكراك ما سنحت للفكر، أو عبرت
بالقلب، إلاّ وهاجت نار أحزان
فزعت منها إلى الأوهام أسألها
أأربعون مضت؟ أم مرّ عامان؟
قد أذهل الخطب شعري عن شوارده
و أنسيت كلماتي شدو أوزاني
فجئت أجريه دمعا في يدي رجل
قد صاغه الله من حقّ وإيمان
هذا الذي باركت مصر زعامته
و قبّلت جرحها في قلبه الحاني!
علي محمود طه
بواسطة: سيف الدين العثمان
التعديل بواسطة: سيف الدين العثمان
الإضافة: الجمعة 2007/02/09 12:46:15 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com