إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
نور من الشمس في دَاجٍ من الظُّلَمِ
|
أفتى بسفك دمي في الحِلِّ والحَرَمِ
|
لمَّا تغَشَّتْنِيَ الأنوار قلت له
|
أمْسِكْ، فُديتَ أرى قلبي على وَضَمِ
|
رفقا بصَبٍّ براه الحب واتقدت
|
نار الصبابة في جَنْبَيه كالحُمَم
|
كانت هواه من الأقوام فاتنةُ
|
شمس أجَلُّ من الأوصاف والكَلِمِ
|
تسبي بطلعتها قلب المحب، متى
|
ضاءت جوانبَها في سُترة الظُّلَمِ
|
فما الظلام إذا ما أشرقت عرضا؟
|
وما الضياء وما نار على علَمِ
|
قد صاغها الله نورا جل عن مثَلٍ
|
ضم الجلال إلى حُسن إلى كَرمِ
|
أعلى عن الشبه، لا نجم يضارعها
|
عزا، ولا غادة في الحُسن والشِّيَمِ
|
فيها الجمالُ أصيل، غير مبتدعٍ
|
أصل، فما يُبْتَلى بالسقم والوَرَمِ
|
أضفت لزينتها دينا فقلدها
|
تاج الفضيلة والأخلاق في النَّسَمِ
|
والدين نور، فما سحر بلا خُلُقٍ
|
يكسو الجمال وما حسن بلا شِيَمِ
|
والناس في الحسن شمس نورها هبة
|
على الأنام، وأخرى مصرع الهممِ
|
فإن يك الخلق سحرا زانه خُلق
|
ففي الرسول تمام الفضل والشَّمَمِ
|
يا أكرم الخلق، يا شمس البرية، يا
|
نورا أهل فأعلى الحق في الحرمِ
|
قصرت مدحي على عال وذي شرف
|
وما سواك إذا أنشدت من أَمَمِ
|
أعيى مديحي قصيد فيك يبلغني
|
ما أرتجيه بهذا النظم والنغمِ
|
حدقت في المدح، لم أبصر لقافيتي
|
بين السموط مكانا في ذرى الكَلِمِ
|
جاز الألى برعوا في النظم، واستبقوا
|
نيل العلا، وأتيت القوم كالهَرِمِ
|
لا خيل لي في اللقا أرجو بها ظفرا
|
بين الكماة، وما يرقى لذاك فمي
|
حسبي من الفخر مدح المصطفى، وكفى
|
بالشعر عزا، وتلكم حلية القلمِ
|
إن لم أكن غردا، فالشدو يرفعني
|
بين الأنام بمدحي ذروة القمم
|
يا صفوة الخلق، يا نورا أضاء به
|
رب العباد على الأقوام والأُمَمِ
|
أكرم به مولدا زانت بطلعته
|
هذي الثرى، واكتست من حلة الكَرَمِ
|
ضاءت بمولده الآفاق واعتنقت
|
بشرى العطية من في القور والأكمِ
|
قد زانه الله طفلا قبل مبعثه
|
بين الصحاب، أمينا غير متهم
|
سامي الفعال سليمَ القلب ذا شرف
|
بادي الفضيلة يوم الرشد والحُلُمِ
|
أعلاه ربي، فكان الخير يغمره
|
حتى أفاض به للناس في حكمِ
|
أوحى له الله نورا، فاستنار به
|
من في الثرى، وهدوا، في حُلكة الظلمِ
|
لما أنار على الدنيا بطلعته
|
واستنشق الدهر عَرف الهدي والنعمِ
|
نادى المنادي بصوت الحق، أسمعه
|
أهل البصائر، من عرب ومن عجمِ
|
نادى فرد لذي بكم لسان صدى
|
للحق واستمعت آذان ذي صممِ
|
محمد منة الرحمن أنزلها
|
غيثا فأنجى به قوما من العدم
|
محمد نعمة المولى أزال بها
|
عن ذي البقاع سواد الظلم والنقمِ
|
محمد شمس هذا الكون، مذ بزغت
|
فاضت على الخلق أيدي الخير والسلمِ
|
يا مصطفى، بك أعلى الله رايتنا
|
في الأفق خافقة والسهل والعلمِ
|
اِقرأ، تعالى الذي أوحى إليك بها
|
تحيي القلوب، وتردي الجبن في الهممِ
|
اِقرأ تسدْ، وتخلق تستزد شرفا
|
واعمل يدم لك مجد الدار، واستقمِ
|
اقرأ، علوت بها عن كل قاصمة
|
للظهر فاتكة، بالحزم والحُزُمِ
|
آتيتنا بكتاب الله منتصبا
|
يهدي السراة، ويحمي كل ذي ذممِ
|
أحيى الموات بغيث وابل هطل
|
بادي المنافع سام مسجم الديمِ
|
مستأنف الجَدِّ، لا تبلى محاسنه
|
عتقا، ولا يعتريه الضعف من قدمِ
|
فيه الدواء لأهواء القلوب فكم
|
شفى السقام وكم أنجى من الألم
|
وكم أُريد به خير لذي سقم
|
فازور عنه، فعض السن من ندم
|
علمتنا، ووضعت المحكمات صوى
|
على الطريق تقي المحتار من جُرُمِ
|
أعددت جيلا على أكتافهم نثرت
|
شمس الحضارة نورا غير منخرمِ
|
أسد من الحزم أعلوا للإله لوا
|
في العالمين عليا غير منقصم
|
عال فليس به ذل ولا كدر
|
يحيي القلوب قويا غير ذي سقم
|
مددت حبلا متينا مانعا غرقا
|
من شذ فيه هوى، أو شد يستقم
|
يا سيد الخلق يا بدرا ينابحه
|
كلب من الغرب عاو بَيِّن الشبم
|
يعوي فيعجزه عن نيل بغيته
|
علياؤكم، فمضى بالسقم والورم
|
كلب ينابح بدرا، يا لأمتنا
|
ضلت بكل خسيس نابح قزمِ
|
ليس النباح بمعل نابحا أبدا
|
وليس يهدم بيت العز والشمم
|
إن الطعان لفينا وقعه علنا
|
ماض، وفينا جراح الجز والجلم
|
يا رب صل صلاة دونما عدد
|
على النبي وصالا غير مختتم
|
يا رب سلم على أهل له أسد
|
بين الأنام نجوم الركب في الظلم
|
واغفر إلهي لعبد فيك مأمله
|
قد شده الذنب عن عز وعن كرم
|
رباه إني ذليل لاجئ بك يا
|
كافي البرية شر الويس والنقم
|
يا رب واسق ضعيفا صاديا عطشا
|
يوم القيامة واغفر زلة الأثم
|
واسبغ عليه رداء الغفر، إن يدي
|
ممدودة ترتجي عفوا لمتهم
|
إني بعفوك يا ربي لذو شرف
|
وبالذنوب قرين الموت والعدم
|
يا رب مُنَّ بعفو منك يغمرني
|
فضلا علي، وسدد في اللقا أَمَمِي
|