إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
أشدٌ من الماءً حزنا |
تغربت في دهشةً الموتً عن هذه اليابسهٍ |
أشدٌ من الماءً حزنا |
وأعتي من الريحً توقا إلي لحظة ناعسهٍ |
وحيدا. ومزدحما بالملايين، |
خلف شبابيكها الدامسهٍ.. |
تغرٌبت منك. لتمكث في الأرضً. |
أنت ستمكث |
لم ينفع الناس.. لم تنفع الأرض |
لكن ستمكث أنت، |
ولا شيء في الأرضً، لاشيء فيها سواك، |
وما ظلٌ من شظف الوقتً، |
بعد انحسارً مواسمها البائسهٍ.. |
ولدت ومهدك أرض الدياناتً، |
مهد الدياناتً أرضك، |
مهدك. لحٍدك. |
لكنٍ ستمكث في الأرضً. تلفحك الريح طلٍعا |
علي شجر اللهً. روحك يسكن طيرا |
يهاجر صيفا ليرجع قبل الشتاءً بموت جديد.. |
وتعطيك قنبلة الغاز إيقاع رقصتك القادمهٍ |
لتنهض في اللحظةً الحاسمهٍ |
أشدٌ من الماء حزنا |
وأقوي من الخاتمهٍ.. |
لك المنشدون القدامي. لك البيد. لاسمًك |
سرٌ الفتوحاتً. لاسمك جمر الهواجسً تحت |
الرمادً.. وأنت افتتحٍت العصور الحديثة بالحلمً. |
كابدٍت علم النجومً وفنٍ الحدائقٍ |
وأتقنٍت فقه الحرائقٍ |
وداعبت موتك: حرٌى جهاز التنفٌس، |
للدورة الدموية ماتشتهي. |
وأيقنٍت أنك بدئى.. ولا ينتهي |
ولاينتهي.. ويضيق عليك الخنًاق ولاينتهي |
وتتٌسع الثغرات الجديدة في السقفً |
جدران بيتًك تحفظ عن ظهرً قلبً |
وجوه القذائفٍ |
وأنت ببابً المشيئةً واقفٍ |
وصوتك نازً. وصمتك نازفٍ |
تلمٌ الرصاص من الصٌور العائليٌهٍ |
وتتبع مسري الصواريخ في لحم أشيائك المنزليٌهٍ |
وتحصي ثقوب شظايا القنابًلً |
في جسدً الطفلةً النائمهٍ |
وتلثم شمع أصابعهما الناعمهٍ |
علي طرفً النعشً، |
كيف تصوغ جنون المراثي؟ |
وكيف تلمٌ مواعيد قتلاك في طرق الوطنً الغائمهٍ؟ |
وتحضن جثٌة طفلتك النائمهٍ؟ |
أشدٌ من الماءً حزنا |
وأوضح من شمسً تموز. لكنٌ نضج السنابلً |
يختار ميعاده بعد عقم الفصولً. |
إذن فالتمسٍ في وكالةً غوثك شيئا من الخبزً. |
وانس الإدام قليلا.. تحرٌ التقاويم: يوما فيوما. |
وشهرا فشهرا. وعاما فعاما. تحرٌ المناخ المفاجيء، |
قبل انفجارً ندائك. أنت المنادي وأنت المنادي |
وأنت اشتعلت. انطفأت.. ابتدأت. |
انكفأت.. وأنت اكتشفت البلاد.. وأنت |
فقدت البلادا! |
أشدٌ من الماءً حزنا. |
يؤجًٌلك الموت . تمسح جسمك بالزيت كاهنة |
كرٌستٍها العصور لأجلك أنت. لأجلك تولد |
في البحر والبر عاصفة لاتسميٌ |
وتزحف في جسد الأرضً حمي |
لينهض فيك كسيحى. ويبصر أعمي |
وحولك ما خلق الله من كائناتً غرائبٍ |
ومن يصنعون العجائبٍ |
لهم ٍ قصب السبقً دون سباقي. لهم ما تتيح المقاعد |
للمقعدين. لهم جنٌة رحبة في الزحامً الفقيرً وفي وردً |
مستنقعاتً الأزقٌةً. تحت صفيحً الأنيميا وبين |
خيامً التخلٌفً والجهلً. في ربقةً القمعً. هم نخبة |
الرقًٌ. أسياد زوجاتهم في المحافًلً. زوجات أسيادهم |
في القرار الصغير الصغيرٍ |
لهم ما يتيح الجلوس المدرٌب. ساقا علي الساقً. |
كفٌا علي الخدًٌ. تحت حزام المديرٍ |
وتحت حذاءً معالي الوزيرٍ |
لهم قوتهم دون كد. وميراثهم دون جد وجًد. |
لهم أن يكونوا العقارب في القيظً، |
أو أن يكونوا الأرانب في الزمهريرٍ. |
لهم زغب القاصراتً وريش النعامً الوثيرٍ |
وأوقاتهم من حديد. وأعباؤهم من حريرٍ |
وأنت علي ملتقي الليلً بالفجرً. والبحرً بالبرًٌ. |
والجهر بالسرًٌ. تقتح باب السؤالً الكبيرٍ |
وتغلق باب الجوابً الأخيرٍ |
أشدٌ من الماءً حزنا |
أشدٌ من الماءً والرملً حزنا. |
تصلٌي كثيرا |
تصلٌي طويلا |
تصلي |
وفي موعد النجمةً الضائعهٍ |
يضيع نداء المؤذٌنً في جلبةً السٍيرً، |
يعلق غيم الدخانً بجلبابهً. ويعود إلي البيتً، |
مختنقا. حانقا من زحامً الخلائقً. تحتجٌ |
زوجته الرابعهٍ |
غسلت ثيابك فجرا. وها أنت ترجع |
متٌسخا بالسناجً.. ترفٌقٍ قليلا. ترفٌقٍ |
بخادمةً المنزلً الطائعهٍ! |
تصلٌي |
ويسقط رأس الموظفً فوق ملفٌاتًهً ميٌتا. |
خانه قلبه. والمرتٌب خان العيال. وخان |
المدير الأمانهٍ |
وخانتٍ جيوب الرئيسً جيوب الخيانهٍ |
ودارتٍ. ودارتٍ.. ودارتٍ علي نفسها الأسطوانهٍ |
تنحٌ إذن. أو تفجٌرٍ كما ينبغي. لا صراط هناك |
ولا مستقيم هنا.. شاهدى أنت.. لكنٍ لمن سوف |
تشهد؟ أية محكمةي لم تطأها الرشاوي؟ وأيى |
القضاء البرئ؟ |
تنحٌ تفجٌرٍ. تنحٌ. تفجٌرٍ. تفجٌرٍ. لعلٌ انفجارا |
يضيءٍ |
وكلٌ انطفاءً مسيءى مسيءٍ |
وكلٌ سكوتي كلامى بذئ! |
هنا أنت. حولك هذا الجدار الكثيفٍ |
وهذا الهمود الكفيف وهذا الخمود المخيفٍ |
وحول جنونك تقعي الملايين حول الملايينً. |
فوق الملايين. تحت الملايينً. تمضي إلي الذبحً. قطعان ماعًزٍ |
وتولد للذبحً قطعان ماعزٍ |
ويعلو بكاء الرجالً الرجالً، |
ويوغل صمت النساءً النساءً |
وفوق صراخً القبورً وتحت أنينً العجائزٍ |
شعوبى مسمنة للولائمً في العيدً |
من عاش يخسر سرٌ الحياةً |
ومن مات بات علي الموتً حرا وحيا |
وما كان بالأمسً عارا محالا |
هو اليوم شأنى صغيرى وجائزٍ |
فحاذًرٍ. وحاذًرٍ |
زمانك وغدى وغادًرٍ |
تنحٌ. وغادًرٍ |
إلي حيث ألقتٍ.. |
فلا الأهل أهلى. ولا الدار دارى. ولا أنت أنت.. |
وما من أواصًرٍ |
تدور عليك الدوائًرٍ |
عليك تدور الدوائًرٍ |
وما من بشيري ولا من بشائًرٍ |
تنحٌ. وغادرٍ |
إلي حيث ألقتٍ.. |
أشدٌ من الماءً حزنا. |
يطول ارتباك المؤرًٌخً في الدغٍلً. أقنعة |
تستبيح أدقٌ التفاصيلً. فوضي تحيل |
طقوسا مرتٌبة للصٌدفٍ |
وبضع ضباعي تحيط بمائدة الطيباتً |
مناديلها البيض تحضن أعناقها المشعراتً. |
ضباعى تمدٌ سكاكينها وتشرٌع شوكاتها للطعامً الشهيًٌ. |
وقد أتخمتٍها بقايا الجيفٍ |
ضباعى. ضيوف الشٌرفٍ |
ضباعى. لماذا أواني الخزفٍ؟ |
وهذا التٌرفٍ؟ |
لماذا؟ |
وتعقد محكمة العدلً ظلما. علي بابً محكمةً الأمن غدرا |
سواسية أنت والماثلون أمام القضاءً بتهمتك |
الأزليٌةً. أنت وجلادك الأزليٌ سواسية. |
عند محكمة العدلً والأمنً. يغفي القضاة علي ريشً |
رشواتهم. ومحامي الدفاعً شريك محامي النيابةً |
في صفقاتً السياحةً والنقلً. فانس الشهود. |
شهادتهم لاتجوز. هم الصمٌ والبكم والخرس. أقوالهم |
لا تقال. شهادتهم لاتجوزٍ |
فكيف تفوز؟ وذنبك باسمً العدالةً واضًح |
وجرم العدالةً دونك.. فاضًحٍ |
فكيف تفوز؟ وكيف تفوز |
ومن سيفكٌ الرموز؟ |
جباهى مبقٌعة بالسجودً القديم لفرعون واللاتً |
لا للإله الذي أنت تعبد! لا تصغً للقولً: إنٌ البلاد العراقٍ |
وإن العراقٍ |
بلاد النفاقٍ |
مياه المحيط نفاقى ورمل الصحاري نفاقى |
وماء الخليج نفاقى. ونفط العروقً النفاقٍ |
وزرع البلادً وضرع البلادً |
لماذا؟ لماذا العراقٍ |
وانت ونخل العراقٍ |
أشدٌ من الماءً حزنا |
أشدٌ من الماءً والرملً حزنا |
أشدٌ من الماءً والرملً والنخلً حزنا. |
من الماءً كانت هموم السحابً |
ومن سمكً القرشً كانت هموم قريش |
وكنت من الماءً أنت |
ومن سمكً القرشً كنت |
تمهٌل قليلا. تمهٌل كثيرا. تمهٌلٍ |
همومك أوٌلها ما احتملت |
وآخرها ما جهلت |
تمهٌل. |
ومن أرضً بابل تمضي إلي أرضً بابلٍ |
وحيدا تشٌيد أبراج حزنك في برجً بابلٍ |
وتخرج منك القبائلٍ |
وتعبر فيك القوافلٍ |
محمٌلة باليتامي.. ومثقلة بالأراملٍ |
وحيدا بعريك تحت السماءً البعيدهٍ |
وحيدا. كثير الأبوٌات، |
لكنٍ لأم وحيدهٍ |
لهاجر ضائعة في الرمالً |
مشرٌدة عن حقول السنابلٍ |
ونبض الجداولٍ |
أشدٌ من الماءً والرملً حزنا. |
علي ظهرك الآن ترقد. بين الحياةً القليلةً |
والموتً يأسا. |
يطلٌ من السقفً فاوسٍت القديم. ويسخر منك. |
تبيع كما شئت. أولا تبيع كما شاء شيطانك الذهبيٌ. |
وفرصتك الذهبيٌة.. لا.. لن تكون الأخيرة. |
سوقى هي الأرض والناس لاتشتري أو تبيع |
سوي سقط أرواحها.. ولديها شياطينها المنتقاة |
علي كيفها!.. ويقهقه فاوست الخبيث. |
يقهقه مزدريا ما تحبٌ ومحتقرا ما تخافٍ |
ومستمتعا بانهيار الضعافٍ |
ومنتظرا خصب أيامه المقبلات علي عرباتً الجفافٍ |
وأنت علي ظهرك الآن.. ما بين بينٍ |
من الأين توغل في ألفً أينٍ |
وها أنت خلف الزجاج المصفٌحً. مقهاك سيارة |
الليموزين الوحيدة. سافًرٍ إذن في عروقك. |
واتبعٍ دخان سجائرك الفاخرهٍ |
ولا تتبع الطرق الظاهرهٍ |
قناعى وراء قناعي |
تحاصر أوجه أحوالك الخاسرهٍ |
وأسراب نمل تحاصر |
أشجارك الخاسرهٍ |
وأحلامك الخاسرهٍ |
وليلى سميكى يحاصر أقمارك الخاسرهٍ |
وأيامك الخاسرهٍ |
وحزنى أشدٌ من الليل ليلا |
يحاصر قهوتك الفاترهٍ |
وأنت.. أشدٌ من النملً حزنا |
أشدٌ من الليلً حزنا |
أشدٌ من الماءً والحزنً حزنا.. |
لغيرك أن يتلهي بسخف التفاصيل.. حسبك أنت اكتمال |
الفجيعةً. جيمى من الجهل.. جيمى من الجبن. جيمى |
من الجوع. تختصر الأبجديٌهٍ |
وتهوي النيازك في ساحة البيتً. تحفر في مسكبً الوردً |
قبرا. وتهتزٌ جدران بيتك خوفا. وتحضن ما |
ظلٌ من صوري عائليهٍ |
وما ظلٌ من قسمات الهويهٍ |
لغيرك ما يتراءي علي شرفة الأكاديميا ومختبر البحثً |
والمقعد الجامعي الوثيرٍ |
وتبقي أخيرا. مع اللحظات الأخيرةً. من بعضً عمرً قصيرٍ |
أمام التفاصيل. خلف التفاصيل.. تبقي أخيرا وتبقي |
بعيدا، |
ويبقي.. |
ملاكى مريضى يلوب علي سطح بيتك. |
منٌ وسلو علي نار سيناء. |
هذا الشٌواء اللذيذ امتحانك. فامضغ |
إذا شئت زهدك. وانس القرابين. كلٌ عرائسك |
الفاتناتً طعامى لأسماك قرشً. فلا النيل يطلب |
لحم العذاري. ولا الخصب رهن ابتهالاتك الخاويهٍ |
هنا حجر الزاويهٍ |
وأنت تلوب ملاكا مريضا علي باب شعبك |
والريح باردة قاسيهٍ |
ولا كلب ينبح |
لا باب يفتح |
لا إنس. لا جنٌ. لاقلب يمنح راحة رحمته الحانيهٍ |
وأنت غريبى هنا. ووحيدى هناك |
أشدٌ من الماءً حزنا. |
تفقٌدٍ مع البرقً أطراف جسمك. وانهضٍ.. عسيرى نهوض |
البراكين بعد الخمود المملًٌ.. عسيرى نهوض الضحايا |
ولا تنتظرٍ جسدا في خداعً المرايا |
ووهم المرايا |
تفقدٌ شرايين قلبكٍ |
وأرجاء رعبكٍ |
وحطًٌم سراب المرايا |
وغادرٍ مع البرقً أطلال حبًٌكٍ |
حزينا. حزينا. أشدٌ من الحزنً حزنا. |
لك الثائرون علي ساعةي لاتدور. لك الشهداء. |
احترًسٍ من هواة الكلامً المنمٌقً. حاذًرٍ |
مراثي الصياغات بالضوءً والصوتً واللونً. |
حاذًرٍ طقوس البلاغةً رقصا علي الدمٌ. أنت تغرٌبت |
عن جوقة السًٌيرك. لم يغوك السٌيٍر فوق الحبالً |
ولا قفزة البهلوانٍ |
وأنت تغرٌب فيك الزمانٍ |
وأنت تغرٌب عنك المكانٍ |
وآب الطٌغاةٍ |
وغاب الحواةٍ |
لتمكث وحدك في ساحة الأفعوانٍ |
مليكا بلا صولجانٍ |
وطفلا.. ولا والدانٍ |
وحيدا.. غريبا.. حزينا |
أشدٌ من الماءً حزنا. |
لًمنٍ علب الأدويهٍ؟ |
لمنٍ سترة الصوف والأغطيهٍ؟ |
لمنٍ هاتف الأمبولانس؟ وعنوان عائلةً |
الصيدليٌ المناوب؟ |
أنت تناور نأي المدي ودنوٌ الأجلٍ! |
لماذا؟ وكيف؟ وأين؟ وهلٍ! |
دع الأحجيهٍ |
وأسئلة القلق المزريهٍ |
فما أبدى في أزلٍ |
وألف نبيٌ وصلٍ |
وقبلك ألف نبيًٌ رحلٍ |
أشدٌ من الماءً حزنا |
أشدٌ من الحزنً حزنا |
أشدٌ من الموتً حزنا. |
فراشة روحك تخفق مبهورة بالرحيقي الشهيًٌ |
علي فمك الأرجوانيًٌ.. سيارة تسبق الضوء |
في الشارع العامًٌ. تضرب عصفورة. يتناثر |
في الريحً ريش الأغاني القديمةً. فيلم قديمى |
علي شاشةً التلفزيون. فاتن تخفق مثل |
الفراشة بين ذراعي فريد وأنت مريضى |
بما يحدث الآن.. أنت مريضى. فراشة روحك |
تخفق. رفٌ العصافير يخفق. قلبك مازال |
يخفق. ما يحدث الآن موتى سريع يمر ببطء. |
وقلبك يخفق بين العصافير والريح. ما يحدث الآن |
لا يحدث الآن. عرضى جديدى لفيلمي قديمً علي شاشة |
القلبً. يعرض قبل حليبً فطورك. فيلمى قديمى. وأنت |
مريضى. وأنت حزينى |
أشدٌ من الماء حزنا. |
تبوح لفرشاةً أسنانك المرهقهٍ |
بأسرار عزلتك المطبقهٍ |
وتكتب بالمشطً شيئا علي صفحات البخارً. |
تراك تدوًٌن فوق المرايا وصيٌتك المقلقهٍ؟ |
أتغسل جسمك أم أنت تغسل روحك؟ |
حمامك اليوم طقسى غريب. وروبك |
يلقي عليك بنظرته المشفقهٍ |
وتزلق بين الأصابعً صابونه اليأسً.. ينهمر |
الماء دون انقطاعً علي ظهرك المنحني بالهمومً |
وتطبق جدران حمٌامك الضيًٌقهٍ |
أتغسل جسمك. أم أنت تغسل روحكٍ؟ |
وتفتح فيها جروحكٍ |
وترسم في رغوةً الموتً عمرا يضيق، |
وترسم فوق البخارً ضريحكٍ؟ |
وينهمر الماء دون انقطاعي. |
وأنت. أشدٌ من الماءً حزنا. |
أتعرف؟ أخطأت حين قرأت الحياة بحبًٌكٍ |
وأخطأت حين رأيت الوجود بقلبكٍ |
ولا. لا تقل لي البصيرة. للمرءً عينانً |
والقلب واحدٍ |
فكيف تجيد حساب المواجًدٍ؟ |
وكيف تحبٌ كما ينبغي أن تحبٌ؟ ومن لا يري يتعثٌر |
في تعتعاتً الرؤي وشعابً المقاصًدٍ |
فجاهًد. كما ينبغي أن تجاهًدٍ! |
تأمٌل بعينين مفتوحتين وقلبي بصيري. |
تأمٌلٍ. وكابًدٍ! |
كما ينبغي. لا تكرٌرٍ حماقة! سيزيف. قًفٍ |
في أعالي العذاب. تأمٌلٍ. وراجًعٍ |
وطالًعٍ. وتابًعٍ. |
وشاهدٍ! |
وصارًعٍ. |
حزينا. قويا كصمتً المعابًدٍ |
حزينا. أشدٌ من الماءً حزنا. |
علي الدرجً اللولبيًٌ غبارى يغطٌي الرخام |
المؤدي إلي باحةً البرجً. صمت الغبارً |
الكثيفً دليلى: هنا غربة الروحً عن جسمها. |
لم تطأ قدمى من زماني بعيدي مداخل هذا المكان |
البعيدٍ |
ويا أياهذا المليك السعيدٍ |
لبؤسك آثار طيري علي قمة البرجً. كيف |
تقمٌصٍت هذا الغراب الوحيدٍ؟ |
وها أنت يا أياهذا الغراب الوحيد الوحيدٍ |
سرقت لمنقارك الكهلً تفاحة من غبارٍ |
وأنثاك ترقد في قرنة من صدوعً الجدارٍ |
تئنٌ معذٌبة والهه |
وتشكو لقرنتها التافهه |
وما من عطور. ولا من بخور. ولا فاكهه |
وهذا الغبار |
يقيم الظلام |
دليلا: هنا غربة الروحً عن جسمها |
ومرساك ليلا علي صخرةً في خليجً الزمانً |
ومرسي الطلولً علي وشمها |
أشدٌ من الماءً حزنا |
ومن وحشةً السنديانً.. |
ويروي الرواة: نشرت قميصك شمسا علي القطبً |
راقبت ذعر الثعالبً والفقماتً. ورعبك |
في حضرة الدب. لكن تجاهلت. أنت تجاهلت |
صدٍع الجليد وما يفعل الطقس بالطقسً.. أنت تجاهلت |
يأس الأوزون وطيش دخان المصانع. هل تستغيث؟ |
بمن تستغيث. وشمس قميصك تعلو. وتهوي جبال الجليدً |
وتعلو مياه البحارٍ |
ويعلو علي المدًٌ، مدٌ الهلاكً |
وينأي جناح الملاكً |
وتدنو رياح الدٌمارٍ |
وأنت علي قمةً الأرضً تقبع |
لا نوح يشفع |
لا فلك ينفع |
لا غصن زيتونة في المدارٍ |
وأنت علي قمةً الموتً تذوي |
وتطوي القميص علي محنةً القطبً. تطوي |
وتهوي |
غريبا.. حزينا. |
أشدٌمن الماءً حزنا. |
يشاؤك صمتك: وعدا |
يشاؤك صوتك: رعدا |
يشاؤك وجهك: نورا |
يشاؤك روحك: ليلا |
يشاؤك ورد الحديقة: طلٍعا |
يشاؤك كهف الجبالً: صديقا |
يشاؤك سخط البراكين: صنوا |
يشاؤك قلبك: سهلا |
تشاؤك زيتونة الدهر: حلما |
يشاؤك صخر التلالً: رفيقا |
تشاؤك سنبلة الحبًٌ: حقلا |
يشاؤك قلب التراب: شهيدا |
يشاؤك أهلك: عيدا |
وماذا تشاء سوي ضجعةً الموتً حرا طليقا |
حزينا. أشدٌ من الموتً حزنا |
أشدٌ من الماءً والموتً حزنا؟ |
هناك. علي سطحً ليلاك قنٌاصة معجبون بليلاك |
لكنٌهم يرقبون قدومك في موعد الحبًٌ والقنص |
وهم معجبون بجبهتك العاليهٍ |
مناظيرهم تترصٌد. حمي بنادقهم تتوعٌد. |
توق أصابعهم يتنهٌد. |
في لهفةً الصليةً التاليهٍ |
وأنت تلوب عليها |
وترفع عينيك كفٌيٍ صلاةً إليها |
من الحاجز العسكري القريبً |
وينقذك الحاجز العسكريى وألفاظ حراسه النابيهٍ |
وأغلاله القاسيهٍ |
من اللحظةً الداميهٍ |
يؤجلك الموت. لكنٍ لموت جديد علي موعد الحب |
والقنصً.. في فرصة ثانيهٍ |
وتبقي علي الحاجز العسكر. سجينا حزينا |
أشدٌ من السجن حزنا |
أشدٌ من السجن والماءً حزنا. |
دعً الرقم حرا طليقا. يفيض وينمو علي خانة الصفرً. |
لاتمتحًنٍ دورة الأرضً من بادئ البدءً. من خانةً |
الصًٌفرً. للكون أرقامه، والمدارٍ |
يفضًٌل حسن الجوارٍ |
إذن. فاقتربٍ من فضاء تجوب مغاليقه السٌفن الآهلهٍ |
بروٌاد لغز الوجودً وأسرارًهً الهائلهٍ |
وبارًكٍ ملائكة الإنسً والجنٌ.. بارك |
مدينة أشواقك الفاضلهٍ |
وصادًقٍ تضاريس أرقامك القاحلهٍ |
لعلٌ شفيعا من الوردً ينمو عليها |
وحلما قديما يعود إليها |
ضعً الرقم والحلم بين يديها |
وغادًرٍ هواجسك الآفلهٍ؟ |
وأنت تموت وتذكر |
كانتٍ بلادى. وكانتٍ قباب. وكانتٍ قناطًرٍ |
وكانتٍ خيولى. وكانتٍ صبايا.. وكانتٍ بيادًرٍ |
تموت وتذكر |
مٌرتٍ جيوشى. ومرٌتٍ نعوشى. وذابت نقوشى |
وغابتى أواصًره |
وتذكر. تذكر. فصلا عجيبا |
وتذكر. ليس شتاء |
وليس ربيعا |
ولا هو صيفى |
وليس خريفا |
وما من شروقي. وما من غروبي |
وما من وجوهي. وما من كلامٍ |
وما من ضياء، وما من ظلام |
وتسأل: هل كان ذاك سلام الحروبً؟ |
وهل تلك كانت حروب السلامٍ؟ |
وتسأل كيف تموت وتذكر |
طفلا عجوزا |
وشيخا طفولته لم تغادًرٍ |
عذاب القبابً وصمت المقابرٍ |
وأنت علي الصبر صابرٍ |
وحيدا حزينا. |
أشدٌ من الماءً حزنا. |
مفاتيح بيتك أرهقها اللغز.. |
مفتاح قلبك: هل يعرف الحبٌ حقا؟ |
ألم يقتل الحزن حبك؟ |
ماذا تكون كراهية المتعبين الذين أحبٌهم الظلم؟ |
ماذا يكون إذن مطٍهر النار؟ ماذا تقول مفاتيح بيتك |
هذا المهدد بالهدمً، تحت كراهيةً الظالمين |
الذين أحبٌهم الحبٌ؟ كيف نحبٌ إذن مبغضينا؟ |
تقول مفاتيح بيتك |
يصمت مفتاح قلبك: هل أعرف الحبٌ؟! |
تبكي عذابا وخوفا: أحبٌ المحبًٌين حقا ولا أكره المبغضينٍ |
أعني إلهي! أعنًٌي علي محنة المؤمنين |
أعنًٌي علي لعنة العاشقينٍ |
أحبٌ المحبٌين حقا. ولا أكراه المبغضينٍ |
أعنًٌي إلهي. أعني علي |
وأطلقٍ لساني. وحررٍ يدي |
وحرًٌرٍ مفاتيح بيتي |
ومفتاح قلبي |
أغثني إلهي. أغثني ضعيفا. أغثني قويا |
أغثني حزينا. |
أشدٌ من الماءً حزنا. |
بك استأنستٍ نخلة الشغفً العاليهٍ |
وزيتونه في المدي باقيهٍ |
ورشتٍ عليك نساء الزمانً |
أرزٌالأغاني |
وورد الخصوبةً والعافيةٍ |
وأمٌ طموحك حشد الإرادات |
واخضوضرتٍ باسمك الباديهٍ |
فماذا عليك إذا غار رمل السرابً |
من الماءً في البركة الصافيهٍ؟ |
أتحزن؟ والشمس مصباحى روحك |
في عتمة العتمةً الطاغيهٍ |
وشمس المسوخً شحوب ضئيل |
تنوس شرارته الكابيهٍ.. |
أتحزن؟ ليس لك الحزن. فاحزنٍ |
لأنك تحزن.. واعبر إلي الضفٌةً الثانيهٍ! |
لك الآن أن تتحرٌر منك وتنجو منك |
وتغرب عنك. لك الآن أن تستحم بعيدا |
وأن تستجم بعيدا وأن تلفظ الزحمة الخانقهٍ |
إلي لحظةي واثقهٍ |
علي شاطيء السخط. تجلس منحني الظلًٌ. تشرب |
ماء المحيطً بمصٌاصة الكوكا كولا. وتشرب ماء الخليجً. |
وتشرب رمل الصحاري. وحيدا غريبا.. علي |
شاطيء الخلقً. إلا من الحزن والنفط والكوكاكولا! |
تمرٌ بك السحب الماطرهٍ |
وترفع أنظارها عنك.. تحبس أمطارها عن بذورً |
الشياطين في أرضك الكافرهٍ |
وتنهض فيك الزلازل. أنت هو الكهف. أهلك |
عادوا نياما إليك. تحاصرك السرنمات. وتغفي |
الزلازل. مقياس ريختر يسقط في لحظةي حائرهٍ |
علي الحدًٌ. بين خمود البراكين فيك. وبين شرايينك الثائرهٍ |
علي الحدًٌ.. مابين حزني وحزني |
أشدٌ من الماءً حزنا.. |
وهذا قميصك رايتك المتربهٍ |
وغيمتك الطٌيبهٍ |
وتعرف كلٌ المشاجبً ياقة حسرتهً المتعبهٍ |
وتعرف أسراره المرعبهٍ. |
قميصك؟ أم جلدك الحيٌ؟.. هذا المعلٌق |
بين السماوات والأرضً؟ تلك عروقك أم |
هي خيطانه المجدبهٍ؟ |
قميصك أم جلدك الحي؟... سيانً. أدخلك الله |
في التجربهٍ! |
وأدخلك الله في التجربهٍ! |
وطوق النجاةً قريبى بعيدى |
وأنت شريدى طريدى |
وربطة عنٍقك أنشوطة المشنقهٍ |
وكلٌ القضاةً أدانوك. فالجأ إلي حكم |
أفكارك المسبقهٍ |
ومتراسً خانتك الضيقهٍ! |
وحيدا.. حزينا. تسافر في رحلة نادرهٍ |
وتسقط طائرة في الهزيعً الأخير من الليلً |
ركٌابها يسلمون جميعا وينجو من الموتً طاقمها.. أنت وحدك |
موتا تموت. نجوم الملائكة البيض حولك |
مشفقة. تستغيث بها. لا ترد وتمضي إلي شأنها. |
تتساءل في سرًٌ موتك: لكنٍ لماذا أنا دون غيري |
أموت؟ وتهمس أعماقك الخاسرهٍ: |
لأنك شخصى غريبى علي هذه الطائرهٍ |
ولم تعرف الطائرهٍ |
ولم تصنع الطائرهٍ |
وما أنت فيها ولست عليها، |
سوي ذرٌة في المدي عابرهٍ.. |
لأنك شيء بلا آصرهٍ |
بعيدى.. علي مقربهٍ |
وأدخلك الله في التجربهٍ |
وحيدا حزينا |
يقول صغار الرواة: أصابتٍك بالعين نورية تائهه |
وتروي الأساطير أنك أقلقت قيلولة الآلهه |
وأغضبت حاكمك العسكري |
وأنت صبي |
بصرخةً حريةً تافهه |
يقول الرواة وتروي الأساطير.. أصغ ولا تصغً. |
كلٌ الممراتً تفضي إلي البيتً. والبيت يفضي إلي السجنً . |
والسجن يفضي إلي القبرً. لكنٌ نورية البابً |
عمياء، كيف تصيبك بالعين؟ والباب ظلٌ كما كان |
من قبلً أن تقرع الباب. ظلٌ حجابا يجبٌ السماء عن |
الأرضً لا. لا تصدق كلام الرواةً ولا ما تقول |
الأساطير. أنت ولدت من الحزنً. في الحزن للحزنً. |
أنت ولدت لتمكث في الأرض. لكنٍ لتمكث فيها قتيلا |
حزينا أشدٌ من الحزن حزنا |
أشدٌ من الماءً حزنا.. |
أشدٌ من الرملً حزنا |
أشدٌ من النخلً حزنا |
وأدخلك الله في التجربهٍ |
أشدٌ من الموتً حزنا |
أشدٌ من الحزنً حزنا |
وأدخلك الله في التجربهٍ |
أشدٌ من الرملً والنخلً والحزنً والموتً حزنا |
بعيدا.. علي مقربهٍ |
وأدخلك الله في التجربهٍ |
أشدٌ من الماءً حزنا |
أشدٌ من الماءً حزنا |
أشدٌ من الماءً حزنا |