أَخو الحَزم من لَم يَثنِهِ خَوف آجال | |
|
| عَن المَجد يَوماً أَو تجشُّم أَهوال |
|
وَمَن إِن رَأى باب المَطالبُ مُرتَجا | |
|
| عَلَيهِ بِأَرض لا يَنال بِها الرَجا |
|
عَلا غاربَ الظَلماء وَاِقتعد الدُجى | |
|
| وَجشَّمها قطع الفَيافي عَلى الوَجى |
|
بَوازل تَغدو في ذَميل وَإِرقال
|
وَما رجلُ الأَيّام غَيرَ سَمَيدَع | |
|
| كَميّ رَبيط الجَأش غَير مُروّع |
|
لَهُ مِن شَباة العَزم آمنُ مُفَزع | |
|
| وَمِن سِيَةِ الإِقدام أَوثَق مَنزِع |
|
يَصول بعَضب مِن إِباءٍ وَعساّل
|
جَريئاً عَلى الأَهوال لا يرهب الرَدى | |
|
| وَلا يَختَشي صَرف الزَمان إِذا عدا |
|
يَرى المَوت أَدنى مِن مسالمة العِدى | |
|
| أَبَت أَن تَرى يَوماً لَهُ الذُل مَورِدا |
|
شُجاعة مقدام وَنَخوة ذيّال
|
حَرام عَلى الحرّ الأَبيّ مُقامه | |
|
| بَدار هَوان يُستَباح حَرامه |
|
وَما نفذت قَلب العَدو سِهامه | |
|
| وَلا سُلّ في يَوم الكِفاح حُسامه |
|
لضرب وَلا أَسرى إِلى نَيل آمال
|
وَحَقٌّ عَلى لَيث العرين دِفاعه | |
|
| إِذا هِيَ عاثت في العَرين ضِباعه |
|
وَمَن كانَت الآمالَ يَوماً قِلاعه | |
|
| فَأَحرِ به أَن لا يَطول اِمتِناعه |
|
بِهنَّ وَإِن يَغدو بِقبضة مُغتال
|
جِهاد عَلى كَرّ الزَمان حَياتنا | |
|
| وَما الجُبن يَوم الرَوعِ إِلّا مماننا |
|
إِذا فُلَّ ماضينا وَلانَت قَناتنا | |
|
| وَقرَّت عَلى قَرع العُداة صفاتنا |
|
فَقَد غالَت الأَوطان أَيَّة أَغوال
|
عَلى مَ وَفي مَ اليَوم وَالسلم سائد | |
|
| تُدَّبرُ للعُرب الأُباة المَكائد |
|
أَلَيسَ لَهُم مَجد طَريف وَتالد | |
|
| أَما اِنتَظمت لِلمُلك فيهم قَلائد |
|
أَلَيسوا هداة الخَلق في الزَمَن الخالي
|
أَلَم يَرفَعوا للعلم رُكناً مَوَطَّداً | |
|
| أَلم يُثخنوا في الجَهل حَتّى تَبدَّدا |
|
أَما شَيَّدوا للعدل صرحاً ممرَّدا | |
|
| أَما أَنقَذوا الإِنسان مِن وَهدة الرَدى |
|
أَلَم يَطلقوه مِن قيود وَأَغلال
|
أَما جالدوا في الحَقِ قِدما وَجاهَدوا | |
|
| أَما قَطّعت في اللَه مِنهُم سَواعد |
|
أَما ضُرِّعت في المَجد مِنهُم أَماجد | |
|
| أَما عَقدت للعزّ مِنهُم معاقد |
|
أَما تَبرؤا عَرش الجَبابرة العالي
|
بَني يَعرب هزّوا الصَوارم وَالقَنا | |
|
| وَهبوا إِلى نَيل المَحامد وَالثَنا |
|
فَوقت نُهوض العُرب حانَ وَقَد دَنا | |
|
| زَمان بِهِ قَحطان تَظفر بِالمُنى |
|
وَتَنهض لِلعَلياء نَهضة أَبطال
|
مَتّى نُبصر الجَيش اللُهام لَوامِعاً | |
|
| صَوارمه تَحتَ العجاج سَواطِعا |
|
وَأَبطاله فَوقَ الثَنايا طَوالِعا | |
|
| عَلى ضامِرات قَد أَغرن نَوازِعا |
|
وَقَد آذنت مِنها الرَواسي بِزلزال
|
يَحثّون للرَوع الخُطى فكَأَنَّما | |
|
| يَرون عَناء المعضلات تنعُّما |
|
وَقَد طلُعوا وَسط العَجاجَة أَنجُما | |
|
| كَأَنَّ ظُهور الصافِنات لَهُم سَما |
|
يَجرُّون فَوقَ النجم ضافي أَذيال
|
عَلى ضمَّر قُبٍّ إِذا ما بَعثتها | |
|
| تَقدَّمها المَوت الزؤام فَخلتها |
|
تَجول بِأَحشاء العِدى إِن أَغرتها | |
|
| وَإِن بادَرت لِلحَرب تَعدو حَسبتها |
|
قَطيع نعام الدوّ رِيع بِإِجفال
|
أَلَستُم مِن القَوم الَّذين تَسنّموا | |
|
| ذرى المَجد قِدماً حَيث لا متقدِّم |
|
ألَستُم إِذا الأَبطال في الرَوع أَحجَموا | |
|
| صَمَدتُم لَها وَالمَشرَفيُّ مصمّم |
|
وَصَلتُم عَلى الأَعداء صَولة رئبال
|
فَما أَنتُم إِلّا البُحور الخَضارم | |
|
| وَما أَنتُمُ إِلا الليوث الضَراغم |
|
وَما أَنتُم إِلا السُيوف الصَوارم | |
|
| تُفَلَّقُ هامات العِدى وَالجَماجم |
|
بِهنّ إِذا ما أَرهَفت يَوم تِجوال
|
إِذا لَم تَثوروا بِالحُسام المهنَّد | |
|
| وَبِالحَزم وَالرَأي الحَصيف المسدّده |
|
وَلَم تَدرأُوا غارات باغٍ وَمُعتَد | |
|
| فَلَيسَ لَكُم في المَجد أَكرَم مَحتِدِ |
|
وَلَستُم لِقَحطانٍ بِأَنجبَ أَنسال
|