عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > لبنان > أرسانيوس الفاخوري > إني لأحكام القضاء ملم

لبنان

مشاهدة
496

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

إني لأحكام القضاء ملم

إني لأحكام القضاء ملم
ولسان حالي بالهوى متكلم
ظبيٌ أرى قدمي بسعي في هوا
هُ قد أراقَ دمي لأني مغرمُ
قد افتنَ العشاق باهي حسنه
فالحسن فيه جوهرٌ لا يعدم
أنوارهُ للعين قد راقت كما
قد راق بدرٌ في ليالٍ تُظلم
لا عيب فيه سوى جمال باهر
تُزرى به الاقمار ثم الأنجم
ابن البتولة مريم وابن العلى
ويسوع يدعى ذا الوليد الأعظم
في الغار مولودا بدا وهو القد
يم فأرضعته من حليب مريم
وله الملانك في ذراه بخدمة
فمُهللٌ ومسبحٌ ومرنم
حاز السنا في بيت لحم مذودٌ
إذ نام في ذو السنا المتجنم
ظبيٌ أغنّ يزورنا وبلطفه
نلنا النجا وبحمده نترّنم
لولا تأنسهُ لما خلص الورى
بل لم ينل مجد السما المتألّم
حمل النسيم كتابهُ الحاوي السلا
م لنا بمسك من يديه يختّم
فهو إلهٌ كائنٌ أبدا وإنسا
نٌ معا لا يعتريه تقسّم
حسنُ الطباع كريمةٌ أخلاقه
ربٌّ قديرٌ كاملٌ متكرم
فيه قنوم واحد اعني إله
ياً بذا الدينُ القويم يعلّم
هذا الجميل وبالجميل أتى البرا
يا خلقهُ الباهي الجميل المنعم
طفلٌ بهيٌّ ثغرهُ متبتم
نجلٌ عليٌّ قدرهُ متعظّم
رشأٌ ظريفٌ ظرفهُ هو دائمٌ
والظرف في رشا يزولُ ويعدَمُ
ببهائه متوحّدٌ بطباعه
متكمّلٌ لكمالهِ مستلزم
ولطيف جسم لطفهُ مستغربٌ
وظريف شكل ظرفه متحكم
نفس الجمال جمالُ نفس متيّم
لكمال كلّ العاشقين متمّم
باهي السنا كلّ المنى معطي الهنا
نافي العنا كنزُ الغنا والمكرمُ
فهو الضيا والعالمُ القدسي وال
خيراتُ جمع والندى والأنعُم
طفلٌ وشيخٌ في فعال صبائهِ
والكلّ في أمر له مستسلم
عيناه مثلُ حمامتين على مجا
ري الماء نحو هيامنا متوسّم
نجلٌ حبيبٌ أبيضٌ بل أشقرٌ
وبياضهُ لسواد قلب يعدم
فسناؤهُ متكرّمٌ وضياؤهُ
متصرمٌ وسخاؤهُ متعظّم
صيغت يداه من سبيكة عسجد
في مضجع النردين يوماً ينعم
تحكي ضفائرهُ سعوفَ النخل بل
مثل الغراب سوادُهال المتفحم
فرعٌ به يشفي لصبٍّ قلبهُ
وعداهُ من تصحيفهِ تتهزّم
ويروقُ منه العينَ مطلعُ فرقه
والصبح يحلو ثغرهُ إذ يبسمُ
شفتاهُ مرّاً تقطران وحلقهُ
حلوٌ يروقُ العين منه المبسم
جاء السنا فالليل ماط أزارهُ
وافى الهنا ونأى الشقاءُ المسئمُ
في الأرض ضاءَ ضياؤهُ فهو الضيا
وبه استضا كلّ الأنام وآدم
للمعشر بن العرب والعجم الضيا
ءُ هداهمُ وعن الضلالة أحجموا
وبه العروسةٌ رنّمت بنشيدها
عقد المديح بدرَ لفظٍ تنظمُ
عنقود كافور حبيبي عرفهُ
قد عرّف الدنيا وفيه تنعم
ما روضةٌ فاقت شذاً يوما بأطي
بَ من شذاً منه ينمّ ويعظم
لو شمّهُ الأعمى لأبصر ناظراً
والطيب منه لكل جرح بلسم
وإذا على ميت صباه تنسّمَت
فبذا النسيم يكادُ يحيا المعدمُ
فتخال جسما آلشاعٌ مسّهُ
فتبارك اللَه المعيد المحكم
ظبيٌ حبيبي فهو لي وأنا له
وبنار حبّ في الهوى اتضرّم
قل أينَ ترقد في الظهيرة قائلا
أم أين ترعى جائلاً لا اعلم
إنّ المحبة أصفعتني للنوى
وأذابني شوقٌ إليه مسقمُ
وإذا رأيتم من لهُ نفسي حييت
صفوا له ما بي عسى لي يرحمُ
فإذا الحبيب دنا برئتُ من الجوى
وإذا الوصالُ بدا فيبرا المغرمُ
وهو السنا للصحب طرّاً مرشد
والنار للأعداء سال معدمُ
أجمال وجهٍ أم سنا قمر بدا
منه على أهل الهوى يتحكّمُ
بدرٌ محلّ الحب مني مالكٌ
وعلامة التمليك فيه توسم
وبحبه استولى على أجزائه
فإدا بجملته له لا يقسمُ
فالحب والتمليك منه والولا
هو مغنمٌ هو مغنمٌ هو مغنم
لوصاله اهوى البكا وفناءَ
عين بل أجود بما ملكت وأكرمُ
له انثرُ الدمع السخيّ تشوُّقاً
درّاً وفي سلك الهوى لهُ انظمُ
فهو المسيح الناصريّ المشتهي
والنصر يؤتى من إليه يقدمُ
ختم العتيقة شرعهُ ومجيئهُ
للأنبياء وقولهم هو مختمُ
حملٌ فدا كل الأنام بذبحه
فسما حنوّا والفدى ذاك الدمُ
قد مات طوعاً بالصليب معلّقاً
ونجا بذاك الموت حقّا آدم
وبفصحه نجت الأنام كما نجا
في فصح موسى شعبهُ المتظلم
بقيامه وصعوده فتح السما
لاهوتهُ للمعجزات متمّم
ربٌّ تسامى رأفةً فمذكر
نعماهُ ذاك البحرُ سوف القلزمُ
أنعامهُ عم العفاة معزيّا
وجميعهم عادوا بعزّ يعظم
ساوى الملائك بالطهارة والتقى
وعليهم بكرامة متقدم
مولى تعيّن من أبيه حاكماً
للناس أجمعهم يدين ويحكم
قاس رحيم في القضا يقسو على
الأشرار أمّا التائبين فيرحم
منه الندا عم الأنام باسرهم
كالسيل والمزن الندى والمعصم
بالامس ثمّ اليوم ثمّ غدا ندا
هُ فائضٌ أبدا لهم لا يحسمُ
فالحلم والاشفاقُ والغفران مر
حمةٌ به فينالها من يندمُ
كم يرحق الصديق حين بلائه
والمعتدي من رحمة كم يحرم
يجزي الفضيل بفضله ثم الأثي
م بإثمه يوما بحكم يجزم
لا يمنع العافي الصديق وصاله
بل يمنع العاتي العدوّ ويصرم
بالمن قطعا لا يشين نوالهُ
بل من زحام عُفاته لا يسأم
كفٌّ واعطاءٌ وجودٌ فائقٌ
بحرٌ وأمواجٌ وسيلٌ مفعم
يا سائلين استعطفوهُ بأمّه
مجرى الندى وبها تجينا الانعم
فيهَ الشفيقة والمحبّة والرجا
والخيرُ والانعامُ ثمّ المغنم
احسانها عمّ البرايا كلها
أبوابها من قاصديها تزحم
يا عاشقين هي الشفاء لجرحكم
وطلا هواها حسوه هو مرهمُ
تسمو بإحسان سموّ ترأف
وتغيث عبدا في حماها يخدمُ
فتقدّموا وتلطفّوا وتوسّلوا
واستعطفوا واستغفروا واسترحموا
يا رب نفسي انّها في حاجة
فسخاك في حاجاتها هو أعلم
بلواي شدّت ازر مرّ حاقني
نعماك حلّت طعمهُ يا منعمُ
فالبدر من أنوار وجهك اهدني
سبلَ الخلاص أيا سراجاً يضرم
إني إلى صلةٍ لأحوج كالذي
عدني وصلني يا سخيّا يكرمُ
ولك الثنا والشكرُ من كل الورى
والحمد يهدي القلب مني والفم
وإليك خذني غير مأمور وفي
ربع العلى الباهي بخدركَ أخدم
والدرّ انظمهُ به للمدح في
علياكَ والفم بالنظيم يدمدمُ
يشدو به ثغر الملائك مجرياً
صوتا رخيماً بالمديح ينغم
ويروق صدح بلابل في عرشه
بنشيد تسبيح بلفظ ينظم
وعليّ سدل الرحمة اسدل منعما
ولك الثنا فمن البلايا اسلم
حسن الختام أنا الرقيق فارتجي
انعم به يا خير مولى ينعم
أرسانيوس الفاخوري
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الجمعة 2013/03/22 01:12:08 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com