أَلاَ ارْتَقِبُوا هَذَا الهِلاَلَ الَّذِي بَدَا | |
|
| مِنَ الْغَربِ مَرْفُوعاً عَلَى أُفُقِ الْهُدَى |
|
وَبُشْرَاكُمُ بِالعِيدِ عِيدِ مَسَرَّةٍ | |
|
| بِمَقْدَمهِ السَّعْدُ المُقِيمُ تَجَدَّدَا |
|
وَلِلَّهِ شِبْلٌ قَدْ دَعَوْهُ بِيُوسُفٍ | |
|
| شَبِيهٌ بِلَيْثٍ قَدْ دَعَوْهُ مُحَمَّدَا |
|
وَبَحْرٌ أَتَاهُ النَّهْرُ لَكِنَّ ذَا أَبٌ | |
|
| وَذَاكَ لَهُ ابْنٌ رَاحَ فِي البَرِّ وَاغْتَدَى |
|
وَفَرْعٌ أَتَى أَصْلاً يُسَمَّى بِوَالِدٍ | |
|
| شَبِيهٍ بِذَاكَ الأصْلِ فِي البَأْسِ وَالنَّدَى |
|
وَقُرَّةُ عَيْنٍ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَهُ | |
|
| وَبَيْنَ الَّذِي أَبْكَى الْعُيُونَ وَسَهَّدَا |
|
إِلَى أَنْ أَتَانَا اللَّهُ بِالفَرَجِ الَّذِي | |
|
| أَفَاضَ عَلَى الدُّنْيَا جَمَالاً وَأَسْعُدَا |
|
فَعَادَ إِلَى غُصْنِ الخِلاَفَةِ زَهْرُهُ | |
|
| لِيَجْمَعَ مِنْ أَنْدَائِهِ مَا تَبَدَّدَا |
|
وَعَاوَدَ جِيدَ الْمُلْكِ أَكْرَمُ زِينَةٍ | |
|
| بِأَكْرَمِ سِلْكٍ بَعْدَ حِينٍ تَقَلَّدَا |
|
وَقَدْ عَضَدَ السَّيْفَ المُحَلَّى بِمِثْلِهِ | |
|
| مِنَ الْغَرْبِ سَيْفٌ لَمْ يَزَلْ يُرْهِبُ العِدَى |
|
وَقَالُوا وَليُّ الْعَهْدِ يَقْدُمُ عَاجِلاً | |
|
| فَقُلْتُ نَعَمْ يَهْنَأْ أَبَوهُ المُؤَيَّدَا |
|
وَمَا هُوَ إِلاَّ الْغَيْثُ سَوْفَ يَجُودُنَا | |
|
| بِأَكْرَمِ مِنْ غَيْثِ السَّمَاءِ وَأَجْوَدَا |
|
أَمِيرٌ كَأَنَّ الشَمْسَ وَالْبَدْرَ كَامِلاً | |
|
| هُمَا وَالداه بِالمَحَاسِنِ مُفْرَدَا |
|
وَمَا ظَلَمَ ابْنٌ مُشْبِهٌ خَيْرَ وَالِدٍ | |
|
| غَدَا لِمُلُوكِ الأَرْضِ أَجْمَعَ سَيِّدَا |
|
لِيَهْنِىءْ جِيادَ الْخَيْلِ أَنَّ رُكُوبَهُ | |
|
| لِيُكْسِبَهَا الْمَجْدَ الرَّفِيعَ الْمُخَلَّدَا |
|
وَيَهْنِىءْ سُيُوفَ الهِنْدِ أَنَّ ضِرَابَهُ | |
|
| لِيُبْقِي لَهَا الفَخْرَ الصَّرِيحَ الْمُؤَكَّدَا |
|
وَيَهْنِىءْ رِمَاحَ الخَطِّ أَنَّ طِعَانَهُ | |
|
| لِيُورِثَهَا العِزَّ المُشِيدَ المُشَيَّدَا |
|
وَقُلْ لِلرُّبُوعِ الآهِلاَتِ بِسَبْتَةٍ | |
|
| حَوَيْتِ أَجَلَّ النَّاسِ قَدْراً وَمَحْتِدَا |
|
وَيَا بَحْرَهَا رِفْقاً بِبَحْرٍ حَمَلْتَهُ | |
|
| وَلَكِنَّهُ يَا بَحْرُ يَعْذُبُ مَوْرِدَا |
|
وَإنْ كُنْتَ حَقّاً قَدْ جُنِنْتَ بِحُبِّهِ | |
|
| فَأَصْبَحْتَ مُرْتَجَّ الْجَوَانِبِ مُزْبِدَا |
|
فَمَا وَاجِبُ الإِنْصَافِ ذَاكَ وَإِنَّمَا | |
|
| سُكُونُكَ أَوْلَى إِنْ أَرَدْتَ تَوَدُّدَا |
|
وَكُنْ بَاسِطاً خَدًّا لَهُ فِي طَرِيقِهِ | |
|
| وَاقْسِمْ عَلَى الأمْوَاجِ تَلْقَاهُ سُجَّدَا |
|
وَدُونَكَ فَالْثمْ كُلَّ جَفْنٍ أَتَى بِهِ | |
|
| إِذَا أَنْتَ لَمْ تَلْثِمْ لَهُ الرِّجْلَ وَاليَدَا |
|
وَيَا نَسَمَاتِ الرِّيحِ هُبِّي وَحَيِّهِ | |
|
| بِرُوحٍ وَرَيْحَانٍ غَدَا حَلْيُهُ النَّدَى |
|
وَرِفْقاً بِأُسْطُولٍ يَلَذُّ لَهُ السُّرَى | |
|
| بِأَمْضَى بَنِي الأمْلاَكِ سَيْفاً وَأَحْمَدَا |
|
وَلاَ تَبْرَحِي تُهْدِي لَهُ عَاطِرَ الشَّذَا | |
|
| وَتَرْوي حدِيثَ النَّوْرِ مُسْنَدَا |
|
وَحِفْظاً لَهِا حِفْظاً لَهَا مِنْ وَدِيعَةٍ | |
|
| أَبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يَعَزَّ وَيَسْعَدَا |
|
كَأَنِّي وَقَدْ وَافَى الأَمِيرُ وَأَقْبَلَتْ | |
|
| عَسَاكِرُهُ مَثْنَى تَرُوقُ وَمَوْحِدَا |
|
كَبَدْرِ الدُّجى حَفَّتْ بِهِ الشُّهْبُ وَانْبَرَتْ | |
|
| لِتَحْرِقَ فِي الآفَاقِ مَنْ جَارَ وَاعْتَدَى |
|
خُذِ الرُّوحَ مِنِّي يَا بَشِيرُ بِشَارَةً | |
|
| وَنَفْسِيَ مِنْ رَيْبِ الزَّمَانِ لَكَ الْفِدَا |
|
وَعِنْدِي هَنَاءٌ لِلإمَامِ مُحَمَّدٍ | |
|
| سَيُحْمِدُ لِي سَعْياً وَيُنْجِحُ مَقْصِدَا |
|
خَلِيفَةِ رَبِّ الْعَرْشِ وَالْمَلِك الَّذِي | |
|
| تَعَوَّدَ مِنْهُ الجُودُ مَا قَدْ تَعَوَّدَا |
|
كَرِيمٌ لَهُ فِي آلِ نَصْرٍ فَضَائِلٌ | |
|
| بِرَوْضَتِهَا غُصْنُ الْمُنَى قَدْ تَأَوَّدَا |
|
أَجَلُّ مُلُوكِ الأَرْضِ ذَاتاً وَمَنْصِباً | |
|
| وَأَمْلاَهُمُ فِي رُتْبَةِ الْمُلْكِ مَصْعَدَا |
|
وَأَكْرَمُ مَنْ قَادَ الْجَوَادَ إِلَى الْوَغى | |
|
| وَسَقَّى عِدَاهُ أَيَّ كَأْسٍ مِنَ الرَّدَى |
|
أَمَوْلاَيَ حَالِي مَا عَلِمْتَ وَإِنَّنِي | |
|
| لأَرْجُوكَ بَعْدَ اللَّهِ غَيْباً وَمَشْهَدَا |
|
فَكُنْ مُظْهِراً لِلْعَبْدِ مَا أَنْتَ أَهْلُهُ | |
|
| وَأَنْجِزْ لَهُ يَا أَكْرَمَ النَّاسِ مَوْعِدَا |
|
وَعُدْ لِلَّذِي عَوَّدْتَ يَا خَيْرَ مُنْعِمٍ | |
|
| وَأَفْضَلَ مَنْ فِي فَضْلِهِ جَاوَزَ الْمَدَى |
|
بَقِيتَ قَرِيرَ الْعَيْنِ فِي عِزِّ دَوْلَةٍ | |
|
| تَسُرُّكَ مَا غَنَّى الحَمَامُ وَغَرَّدَا |
|