سَلِ العِيسَ وَالْبَرْقَ الَّذِي لاَحَ مِنْ نَجْدِ | |
|
| مَتَى عَهْدُهَا بِالْجَزْعِ وَالَعَلَمِ الْفَرْدِ |
|
وَهَلْ عِنْدَهَا عِلْمٌ بِأَعْلاَمِ حَاجِرٍ | |
|
| وَمَا هِجْنَ لِي مِنْ لاَعَجِ الشَّوْقِ وَالْوَجْدِ |
|
وَهَلْ وَرَدَتْ مَاءَ الأَثِيلِ وَدُونَهُ | |
|
| ظِبَاءٌ سَطَتْ أَلْحَاظُهَا النُّجْلُ بِالأُسْدِ |
|
مَعَاهِدُ خَلَّفْنَ العِمَادَ بَوَاكِيَا | |
|
| فَمَحَّتْ مَغَانِيهَا كَحَاشِيَةِ الْبُرْدِ |
|
أَلاَ هَلْ أَرَاهَا وَالحُمُولُ كَأَنَّهَا | |
|
| سَمَاءٌ حَدَا سَعْدٌ بِهَا أَنْجُمَ السَّعْدِ |
|
وَهَلْ أَرَيَنْ بَانَ اللِّوَى وَمَنَازِلاً | |
|
| أَضَعْتُ بِهَا قَلْبِي وَصُنْتُ بِهَا مَجْدِي |
|
وَكَانَ الْهَوَى هَزْلاً فَلَمَّا تَلَوْتُهُ | |
|
| بِمَنْ فِي القِبَابِ الحُمْرِ عَادَ إِلَى الجِدِّ |
|
مِنَ الجَاعِلاَتِ النَّقْعَ بَعْضَ سُتُورِهَا | |
|
| فَمَا بُعْدُهَا يُسْلِي وَلاَ قُرْبُهَا يُجْدِي |
|
عَقَائِلُ خَامَرْنَ العُقُولَ فَلَمْ يَبِنْ | |
|
| لَهَا الغَيُّ فِي شَرْعِ الغَرَامِ مِنَ الرُّشْدِ |
|
فَقَدْتُ فُؤَادِي يَوْمَ عَارَضْنَنِي ضُحىً | |
|
| وَسَلَّمْنَ تَسْلِيمَ البَشَاشَةِ وَالْوُدِّ |
|
وَلَمْ أَنْسَ لاَ أَنْسَ الْحُدَاةَ وَأَيْنُقاً | |
|
| بُرَاهَا سُرَاهَا بِالذَّمِيلِ وَبِالوَخْدِ |
|
إِذَا الْتَفَتَتْ نَحْوَ الحُدُوجِ تَمَايِلَتْ | |
|
| وَمَا دَمْعُهَا دَمْعِي وَلاَ سُهْدُهَا سُهْدِي |
|
خَلِيلَيَّ هَلْ مِنْ وَقْفَةٍ دُونَ رَامَةٍ | |
|
| فَأَشْكُو بِشُحِّ الشِّيحِ وَالْبَانِ وَالرَّنْدِ |
|
وَيَا مُسْعِدِي مِنْ آلِ سَعْدٍ عَلَى هَوىً | |
|
| غَدَا عِنْدَهُ مِنْ عِلْمِ بَلْواهُ مَا عِنْدِي |
|
وَرَاءَكَ إِلاَّ عَنْ تَلَهُّبِ زَفْرَتِي | |
|
| بِتِلْكَ الَّتِي تَزْدَادُ وَقْداً عَلَى وَقْدِ |
|
سَرَى طَيْفُ سَلْمَى وَالنُّجُومُ كَأَنَّهَا | |
|
| مَطَافِلُ غِزْلاَنٍ تَحُومُ عَلَى وِرْدِ |
|
وَلاَحَتْ سُيُوفُ الْبَرْقِ فِي رَاحَةِ الدُّجَى | |
|
| فَمَا اتَّخَذَتْ غَيْرَ الْغَمَامَةِ مِنْ غِمْدِ |
|
وَقَدْ مَاسَ قَدُّ الغُصْنِ فِي حُلَّةِ الصَّبَا | |
|
| وَسَالَتْ دُمُوعُ الطَلِّ فِي وَجْنَة الْوَرْدِ |
|
فَيَا قَلْبُ لاَ تَذْهَبْ عَلَى الْقُرْبِ حَسْرَةً | |
|
| فَأَحْسَنُ مِنْ قُرْبٍ وَفَاؤُكَ فِي بُعْدِ |
|
وَيَا نَفْسُ لاَ يَأْخُذْ بِكِ الْيَأْسُ فِي الهَوَى | |
|
| مَآخِذَهُ فَالْوَصْلُ فِي عَقِبِ الصَّدِّ |
|
وَقَدْ يُدْرِكُ الإِنْسَانُ مَا لَمْ يَكُنْ لَهُ | |
|
| بِرَاجٍ وَيُعْطَى فَوْقَ مَا نَالَ مِنْ قَصْدِ |
|
كَمَا أُوْسِعَ القَوْمُ الَّذِينَ حَوَتْهُمُ | |
|
| قَسَنْطِينَةٌ جُوداً وَرِفْداً عَلَى رِفْدِ |
|
أَنَابُوا لِمَوْلاَنَا الْخَلِيفَةِ فَارِسٍ | |
|
| فَفَازُوا بِنَيْلِ السَّعْدِ وَالْعِيشَةِ الرَّغْدِ |
|
وَلَوْلاَ ضِيَاءُ الشُّهْبِ وَالْبَدْرِ في الدُّجَى | |
|
| لَمَا سَارَ مَنْ يُهْدَى وَلاَ كَانَ مَنْ يَهْدِي |
|
وَمِنْ بَيِّنَاتِ الْفَوزِ أَنْ يَنْظُرَ الْعِدَى | |
|
| لِمَا حَازَ مَنْ عَادَوْهُ مِنْ شَرَفٍ عِدِّ |
|
وَلِلَّهِ يَا لِلَّهِ فَارِسٌ الَّذِي | |
|
| غَدَا كَاسْمِهِ وَالخَيْلُ خَوْفَ الرَّدَى تُرْدِي |
|
وَتَأْبَى العُلاَ إِلاَّ السَّمَاحَةَ وَالنَّدَى | |
|
| وَسِرُّ التُّقَى إِلاَّ البَقَاءَ عَلَى العَهْدِ |
|
وَمَا يَوْم كَالْيَوْمِ الَّذِي جَاءَ بِالَّتِي | |
|
| أَمَاطَتْ نِقَابَ النَّصْرِ فِي مَوْكِبِ العَضْدِ |
|
عَرُوسٌ مِنَ الْفَتْحِ الْمُبِينِ تَزَيَّنَتْ | |
|
| فَقَامَتْ مِنَ الرُّمْحِ الْقَوِيمِ عَلَى قَدِّ |
|
وَمَا أَضْحَكَتْ غَيْرَ الظُّبَا مِنْ مَبَاسِمٍ | |
|
| وَلاَ وَرَّدَتْ غَيْرَ الصَّوَارِمِ مِنْ خَدِّ |
|
وَمَا نَشَرَتْ غَيْرَ الْعَجَاجِ ذَوَائِباً | |
|
| وَمَا نَظَمَتْ غَيْرَ الجَمَاجِمِ مِنْ عِقْدِ |
|
وَمَا اتَّخَذَتْ غَيْرَ الخُيُولِ مَجَالِساً | |
|
| وَمَا افْتَرَشَتْ غَيْرَ الْمَآزِقِ مِنْ مَهْدِ |
|
نَتِيجَةُ عَزْمٍ عَلَّمَ السُّمْرَ فِي الوَغَى | |
|
| طِعَانَ العِدَى وَالدِرْعُ مُحْكَمَةُ السَّرْدِ |
|
وَآثَارُ مَأْثُورِ الْحَفِيظَةِ لَمْ تَزَلْ | |
|
| أَفَاعِيلُهُ وَقْفَاً عَلَى الشُّكْرِ وَالْحَمْدِ |
|
أَزَارَ الْعِدَى لَجْأً وَأَزْحَفَ بِالرَّدَى | |
|
| شَرُوباً دِمَاءَ المَارِقِينَ عَلَى حَرْدِ |
|
وَأَرْعَنَ كَالْبَحْرِ الْخِضَمِّ تَخُوضُهُ | |
|
| سَفَائِنُ لَكِنْ مِنْ مُضَمَّرَةٍ جُرْدِ |
|
وَحَفَّتْ بِهَا الأَنْهَارُ لَكِنْ مِنَ الظُّبَا | |
|
| فَصَيَّرَتِ الأَعْدَاءَ لِلْجَزْرِ وَالْمَدِّ |
|
وَمَا اتَّبَعَتْ يَوْماً قَسَنْطِينَةُ الْهَوَى | |
|
| هَوَاهَا وَلاَ كَانَ التَّمَنُّعُ عَنْ عَمْدِ |
|
وَلَكِنْ لِتَحْظَى بِاقْتِرَابِ خَلِيفةٍ | |
|
| يدِينُ بِتَقْوَى اللَّهِ فِي الحِلِّ وَالعَقْدِ |
|
وَإِنَّ بِقَاعِ الأَرْضِ كَالنَّاسِ بَعْضُهُمْ | |
|
| غَدَا غَيْرَ مَجْدُودٍ وَآخرُ ذَا جَدِّ |
|
فَلِلَّهِ عَيْنَا مَنْ رَأَى يَوْمَ فَتْحِهَا | |
|
| عَجَائِبَ قَدْ جَلَّتْ عَنِ الْحَصْرِ وَالْعَدَّ |
|
أَتَتْهَا جُيُوشٌ زَاحِفاتٌ كَأَنَّهَا | |
|
| مَعَ النَّصْرِ قَدْ كَانَتْ هُنَاكَ عَلَى وَعْدِ |
|
فَأَذْعَنَ أَهْلُوهَا وَجَاءَ أَمِيرُهُمْ | |
|
| لأَكْرَمِ مَوْلىً شَأْنُهُ الرِّفْقُ بِالْعَبْدِ |
|
فَأَعْطَيْتَهُ حَتَّى الْحَيَاةَ مَوَاهِباً | |
|
| لِرَبِّكَ مِنْهَا مَا تُعِيدُ وَمَا تُبْدِي |
|
وَلاَ فَرْقَ عِنْدَ الحَاضِرِ الشَّهْمِ بَيْنَ مَنْ | |
|
| غَدَا وَهْوَ مَحْصُورٌ وَمَنْ مَرَّ فِي لَحْدِ |
|
وَمَنْ كَانَ جَيشُ الرُّعْبِ يُفْنِي عِدَاتَهُ | |
|
| فَذَاكَ غَنِيٌّ فِي الْحُرُوبِ عَنِ الْجُنْدِ |
|
مَتَتْتَ وَبَعْدَ الْمُلْكِ أَسْجَحْتَ مُنْعِماً | |
|
| فَلِلَّهِ مَا أَسْدَيْتَ فَضْلاً وَمَا تُسْدِي |
|
وَيَا حُسْنَ فَتْحٍ عَمَّ تَصْحِيفُهُ الْعِدَى | |
|
| وَمَقْلُوبُهُ وَافَى لَهُمْ مُزْعِجَ الْوَفْدِ |
|
هُمُ الْعَرَبُ الْعَرْبَاءُ لاَ دَرَّ دَرُّهُمْ | |
|
| وَلاَ حَوَّمُوا بِالعِيسِ إِلاَّ عَلَى ثَمْدِ |
|
سَلَبْتَهُمُ بِالسَّيْفِ أَمَّ قُرَاهُمُ | |
|
| فَمَا ظَفِرُوا مِنْهَا بِغَوْرٍ وَلاَ نَجْدِ |
|
وَقَدْ أَشْبَهُوا الْخَنْسَاءَ حُزْناً فَكُلُّهُمْ | |
|
| يَنُوحُ عَلَى صَخْرٍ وَيَشْكُو مِنَ الْفَقْدِ |
|
أُتِيحَتْ لَهُمْ فِيهَا الدَّوَاهِي دَوَاهِماً | |
|
| فَأَعْطَتْهُمُ كُلَّ الْهُمُومِ وَلَم تَكْدِ |
|
وَأَنْسَتْهُمُ نَهْداً عَلَى الصَّدْرِ مُعْجبِاً | |
|
| حُرُوبُ إِمَامٍ جَاءَ صَدْراً عَلَى نَهْدِ |
|
إِمَام هُدىً قَادَ الْجِيَادَ إِلَى الوَغَى | |
|
| سِرَاعاً كَمَا طَارَ الشَّرَارُ مِنَ الزَّنْدِ |
|
فَمَرَّتْ رِيَاحٌ كَالرِّيَاحِ سَحَابُهَا | |
|
| دُمُوعُهُمُ خَوْفَ الْمَذَلَّةِ والطَّرْدِ |
|
فَهَذِي رِمَاحُ الخطِّ تُشْرعُ نَحْوَهُمْ | |
|
| صُدُوراً بِهَا مَا فِي الصُّدُورِ مِنَ الحِقْدِ |
|
وَهَذِي السُّيُوفُ البِيضُ تَرْتَدُّ نَحْوَهُمْ | |
|
| لِتَشْفِيرِهَا بِالْفَتْكِ مِنْ كُلِّ مُرْتَدِّ |
|
مِنَ البَاتِرَاتِ الآكِلاَتِ غُمُودَهَا | |
|
| فَوَاحِل لاَ عَنْ فِكْرَةٍ لاَ وَلاَ جَهْدِ |
|
تَجُودُ عَلى نَارِ الوَغَى بِنُفُوسِهَا | |
|
| كَأَنَّ سُيُوفَ الْهِنْدِ بَعْضُ بَنِي الْهِنْدِ |
|
سَتَتْرُكُهُمْ فِي الأرْضِ لِلنَّاسِ عِبْرَةً | |
|
| وَلَيْسَ لاَِمْرٍ شَاءَهُ اللَّهُ مِنْ رَدِّ |
|
فَسِرْ فِي ضَمَانِ اللَّهِ مُلْكُكَ فَوْقَ مَا | |
|
| تَسَنَّى قَدِيماً لِلرَّشِيدِ وَلِلْمَهْدِي |
|
وَلاَ تُبْدِ شَمْسَ الشَّرْقِ فَالْغَرْبُ مُطْلِعٌ | |
|
| شُمُوسَ هُدىً تُبْدِي لِذِي الرُّشْدِ مَا تُبْدِي |
|
بَقِيتَ سَعِيداً فِي الْمُلُوكِ مُخَلَّداً | |
|
| وَلاَ زِلْتَ تَهْدِينَا إِلَى جَنَّةِ الْخُلْدِ |
|
وَدُونَكَ مَدْحاً شَبَّهَ المِسْكَ عَرْفُهُ | |
|
| فَطَيِّبُهُ يُنْسِي أَبَا الطَّيِّبِ الكِنْدِي |
|