دَعُوا أَدْمُعِي شَوْقاً لِلُقْيَاكُمُ تَجْرِي | |
|
| فَإِنِّيَ فِي حُبِّي لَكُمْ رَابِحُ التَّجْرِ |
|
وَاْهْدُوا لَنَا رُوحَ العُذَيْبِ وَبَارِقٍ | |
|
| وَلَكِنْ مِنَ الرِّيقِ الْمُعطَّرِ وَالثَّغْرِ |
|
وَلاَ تَبْتَغُوا مِنِّي السُّلُوَّ فَإنَّنِي | |
|
| سَأَسْلُو سُلُوَّ الْبَانِ عَنْ وَاكِفِ القَطْرِ |
|
وَأَتْرُكُ تَهْيَامِي بِكُمِ وَصَبَابَتِي | |
|
| كَمَا تَرَكَ الحَادِي السُّرَى لَيْلَةَ النَّفْرِ |
|
وَأَنْسَاكُمُ لَكِنْ كَمَا نِسِيَ الْهَوَى | |
|
| عَلَى النَّأْيِ قَيْسٌ وَابْنُ مَعْمَرٍ العُذْرِي |
|
فَيَا صَاحِبَيْ نَجْوَايَ مِنْ آلِ عَامِرٍ | |
|
| أَلاَ نَادِمَانِي بِالغَرَامِ مَدَى عُمْرِي |
|
وَيَا مُثْقِلَ الْخِدْرِ الَّذِي قَذَفَتْ بِهِ | |
|
| أَمُونٌ تُبَاري الرِّيحَ فِي الْبَلَدِ القَفْرِ |
|
دَعَوْتُكَ فَاحْلُلْ بَيْتَ قَلْبِيَ زَائِراً | |
|
| بِدَعْوَةِ إِبْرَاهِيمَ لِلْبَيْتِ ذِي الْحِجْرِ |
|
وَبِالسِّجْفِ فِي الْحَيِّ الْمُمَنَّعِ غَادَةٌ | |
|
| يَبِيتُ بِهَا نَجْمُ السَّمَاءِ عَلَى ذُعْرِ |
|
مُنَعَّمَةٌ لَذَّ الشَّقَاءُ بِحُبِّهَا | |
|
| وَلَوْ أَنَّهَا تُبْدِي هَجِيراً مِنَ الْهَجْرِ |
|
وَلَوْ صَدَعَتْ قَلْبِي وَحَيَّتْ بِوَجْهِهَا | |
|
| لَقُلْتُ صَبَاحٌ دُونَهُ صَدْعَةُ الْفَجْرِ |
|
بِوَادِي الغَضَى حَلَّتْ وَلَكِنْ مِنَ الحَشَا | |
|
| وَشِعْبِ النَّقَا لَكِنْ مِنْ السِّحْرِ وَالنَّحْرِ |
|
وَأَسْنَدَ وَجْدِي مِنْ أَحَادِيثِ حُسْنِهَا | |
|
| غَرائِبَ لَمْ تَخْطُرْ بِبَالِ وَلاَ فِكْرِ |
|
فَلَمْ تَرْوِ يَوْماً عَنْ نَمُومٍ سِوَى الشَّذَا | |
|
| وَلَمْ تَرُوِ يَوْماً عَنْ ضَعِيفٍ سِوَى الخِصْرِ |
|
إِذَا لَمْ أُشَاهِدْ رَبْعَهَا كُلَّ لَيْلَةٍ | |
|
| فَإِنَّكَ يَا إِنْسَانَ عَيْنِي لَفِي خُسْرِ |
|
وَمِمَّا أَثَارَ الْوَجْدَ جِيدٌ أَمَالَنِي | |
|
| بِوَسْوَاسِ حَلْيٍ مَالِكٍ فِي الهَوَى أَمْرِي |
|
وَثَغْرٌ ثَنَانِي الرَّدُّ عَنْ لَثْمِ دُرِّهِ | |
|
| كَأَنَّ رَقِيبِي قَدَّمَ الرَّاءَ مِنْ دُرِّ |
|
نَسِيتُ وَلاَ أَنْسَى مَعَاهِدَ بِالْحِمَى | |
|
| يُمَثِّلُهَا فِكْرِي وَيَلْزَمُهَا ذِكْرِي |
|
إِذَا انْتَصَبَتْ دَوْحَاتُهَا خَفَضَتْ بِهَا | |
|
| غُصُوناً قَرَاهَا الغَيْثُ فِي الوَرَقِ الخضْرِ |
|
وَقَدْ جَرَّهَا نَفْحُ الصَّبَا بَعْدَ رَبْعِهَا | |
|
| كَأَنَّ نُسَيْمَاتِ الصَّبَا أَحْرُفُ الْجَرِّ |
|
عَجِبْتَ لِنَبْتٍ وَسْطَهَا وَهْوَ بَاقِلٌ | |
|
| يَخِيمُ بِهِ قُسُّ عَنِ النَّظْمِ وَالنَّثْرِ |
|
وَرُبَّ رِيَاضٍ بِالغُوَيْرِ تَزَيَّنَتْ | |
|
| بِنَضْرِ نَبَاتٍ غَاصَ فِي مَائِهَا الْغَمْرِ |
|
وَأُخْرَى بِذَاتِ الجَزْعِ طَيّ ظِلاَلهَا | |
|
| نَعِمْتُ بِهِ يَقْظَانَ فِي سِنَةِ الْعُمْرِ |
|
وَلَمَّا تَقَضَّى اللَّيْلُ إِلاَّ أَقَلَّهُ | |
|
| حَبَتْنَا بِمِعْطَارِ الشَّذَا أَرِجِ النَّشرِ |
|
كَأَنَّ بُرُوقَ الجَوِّ نَارٌ تَلَهَّبَتْ | |
|
| وَمَا ارْفَضَّ مِنْ جُنْحِ الدُّجَى عَنْبَرُ الْشِّحْرِ |
|
إِذَا مَا الْتَقَى فِي نَهْرِهَا سَاكِنَانِ مِنْ | |
|
| قَضِيبٍ وَمِنْ حَصْبَاءَ حُرِّكَ بِالْكَسْرِ |
|
مُجَرِّرَةٌ ذَيْلَ النَّسِيمِ طَرُوبَةٌ | |
|
| وَلاَ طَرَبَ الْحَادِي بِذِي الأثْلِ وَالسِّدْرِ |
|
تَرَى الغَيْثَ فِيهَا بَاكِياً مُتَعَيِّراً | |
|
| إِذَا ضَاعَ مِنْ أَكْمَامِهِ مُؤرجُ الزَّهْرِ |
|
مُعَانِقَةٌ مِنْ قُضْبِهَا كُلَّ أَهْيَفٍ | |
|
| وَلاَ هَيَفَ الأَعْطَافِ فِي الْحُلَلِ الْحُمْرِ |
|
تَكَادُ لَعَمْرِي فِيهِ كُلُّ حَمَامَةٍ | |
|
| تَشِبُّ عَنِ الطَّوْقِ ارْتِيَاحاً عَلَى الذّكْرِ |
|
وَكَمْ سَاعَدَتْهَا وَهْيَ بِالشّرْبِ بَرَّةٌ | |
|
| وَمَا بِرُّهَا بِالبِدْعِ كَلاَّ وَلاَ النُّكْرِ |
|
بِقَطْرِ النَّدَى قَطْرُ النَّدَى وَسْطَهَا اقْتَدَى | |
|
| فَمَا نَامَ لَمَّا نَامَ ذُو الكَأْسِ وَالوَتْرِ |
|
فَمَنْ عَاذِرِي مِنْ حِيرَتِي وَتَوَلُّهِي | |
|
| إِذَا سَفِرَتْ مِنْهَا المَحَاسِنُ لِلسَّفْرِ |
|
أَعَادَتْ لِيَ الشَّوْقَ الْقَدِيمَ مَيَاهُهَا | |
|
| وَسُقْنَ الْهَوَى مِنْ حَيْثُ أَدْرِي وَلا أَدْري |
|
كَأَنِّي عَلِيُّ وَالْعُيُونُ الَّتِي رَنَتْ | |
|
| عُيُونُ المَهَا بَيْنَ الرُّصَافَةِ وَالجِسْرِ |
|
أَلاَ يَا نَدِيماً حُثَّ مِسْكِيَّةَ الشَّذَا | |
|
| إِلَى الدَّير لاَ دَارِينَ مَنْسُوبَةَ النَّجْرِ |
|
تُرَاجِعُهَا أَيْدِي السُّقَاةِ كَأَنَّهَا | |
|
| وَقَدْ قُطِعَتْ بِالْمَزْجِ بَيْتٌ مِنَ الشِّعْرِ |
|
نَشَدْتُكَ هَلْ غُصْنُ الرِّيَاضِ ابْنُ هَانِىءٍ | |
|
| يَمِيلُ بِسَابَاطا ارْتِيَاحاً إِلَى الْخَمْرِ |
|
وَهَلْ بُلْبُلُ الدَّوْحَاتِ يَحْيَى بْنُ أَكْثَمٍ | |
|
| يَظَلُّ دَفِيناً فِي الرِّيَاحِينِ ذَا سُكْرِ |
|
وَهَلْ أَهْدَتِ الأَزْهَارُ عَاطِرَ نَفْحِهَا | |
|
| مَعَ الْفَجْرِ أَمْ أَهْدَتْ مَدِيحَ بَنِي نَصْرِ |
|
إِمَامُ الْهُدَى جَزْلُ الرِّدَا شَرَكُ العِدَى | |
|
| غَمَامُ النَّدَى بَحْرُ الجَدَا مَعْدِنُ الذُّخْرِ |
|
كَرِيمُ اللُّهَا زَاكِي النُّهَى مَجْدُهُ انْتَهَى | |
|
| لأَوْجِ السُّهَا كَيْفَ اشْتَهَى دُونَ مَا نُكْرِ |
|
إِذَا هُوَ أَجْرَى الطَّرْفَ وَالطَّبْلُ صَائِلٌ | |
|
| يَفُضُّ دُرُوعَ الْهِنْدِ بِالذُّبَّلِ السُّمْرِ |
|
تَرَى الْغَيْثَ فَوْقَ الْبَرْقِ وَالرَّعْدُ قَاصِفٌ | |
|
| يَقُدُّ سَحَابَ اللَّيْلِ بِالأَنْجُمِ الزُّهْرِ |
|
إِذَا شَكَّ بِالْخَطِّي دِرْعَ مُنَازِلٍ | |
|
| عَلَى طَرْفِهِ وَالنَّقْعُ فِيهِ دَمٌ يَجْرِي |
|
أَرَى أَسْمَراً فِي أَزْرَقٍ فَوْقَ أَبْيَضٍ | |
|
| عَلَى أَدْهَمٍ فِي أَدْكَنٍ وَهْوَ مُحْمَرِّ |
|
وَأَصْبَحَ مِنِّي الْكُلُّ وَالْبَعْضُ رَاوِياً | |
|
| أَحَادِيثَ نُعْمَاكَ الَّتِي شَرَّفَتْ قَدْرِي |
|
فَقَلْبِيَ عَنْ رُوحٍ وَعَنْ نَائِلٍ يَدِي | |
|
| وَعَنْ مَرْحَبٍ أُذْنِي وَعَيْنِيَ عَنْ بِشْرِ |
|
فَلَوْ أُلِّفَ الشَّوْقُ الَّذِي قَدْ لَقِيتُهُ | |
|
| حَكَى بَأْسَكَ الْمَشْهُورَ فِي الْبَدْوِ وَالْحَضْرِ |
|
وَلَوْ أَنَّ دَمْعِي إِذْ نَأَيْتَ مُجَمَّعٌ | |
|
| حَكَى جُودَكَ الْمَبْذُولَ فِي السِّرِّ والْجَهْرِ |
|
وَمَاذَا عَسَى يُنْهِي لَكَ الْعَبْدُ إِنَّمَا | |
|
| وَكَلْتُكَ لِلْحُبِّ الْقَدِيمِ الَّذِي تَدْرِي |
|
فَيُضْفِي لَدَيْنَا بُرْدَ حَامٍ مِنَ الْعُلاَ | |
|
| وَيُضْفِي عَلَيْنَا بُرْدَ سَامٍ مِنَ الْفَخْرِ |
|
يَعِمُّ الْوَرَى مِنْ كَوْمِهِ وَعُلُومِهِ | |
|
| فَهَذِي لِمَنْ يَقْرَا وَهَذِي لَمَنْ يَقْرِي |
|
فَيُحْيِي بِنَشْرِ الْجُودِ مَيْتاً مِنَ الْغِنَى | |
|
| وَيُرْدِي بِطَيِّ الْبُخْلِ حَيًّا مِنَ الْفَقْرِ |
|
وَيُبْدِي بِوَصْلِ الْعِلْمِ صُبْحاً مِنَ الْهُدَى | |
|
| وَيُخْفِي بِقَطْعِ الْجَهْلِ لَيْلاً مَنِ الْكُفْرِ |
|
هُمَامٌ إِذَا مَا صَالَ أَوْ جَالَ فِي الْوَغَى | |
|
| فَلَيْثٌ لِمُغْتَرٍّ وَغَيْثٌ لِمُعْتَرِّ |
|
رَفِيعُ عِمَادِ الْبَيْتِ رَحْبٌ فِنَاؤهُ | |
|
| عَظِيمُ رَمَادِ النَّارِ مُغْتَبِطُ الْوَفْرِ |
|
حَكَى سَيْفُهُ يَوْمَ الضُّيُوفِ مُهَلْهِلاً | |
|
| فَلَمْ يُبْقِ بَعْدَ النَّابِ حَيًّا عَلَى بَكْرِ |
|
مُقِيمٌ عَلَى دِينِ السَّمَاحَةِ وَالنَّدَى | |
|
| وَبَذْلُ النَّدَى والْفَضْلِ فَرْضٌ عَلَى الْحُرِّ |
|
إِذَا هُوَ أَعْطَاهَا دَنَانِيرَ رُشِّحَتْ | |
|
| بِلَوْنِ مُحِبٍّ فِي الْهَوَى خَالِعِ العُذْرِ |
|
يُؤَرِّخُ ذُو الأَمْدَاحِ مِمَّا جَنَتْ بِهِ | |
|
| يَدَاهُ تَوَارِيخَ السَّعَادَةِ وَالنَّصْرِ |
|