رَعَى اللَّهُ نَجْداً وَحَيَّا الخِيَامَا | |
|
| وَإِنْ هِيَ هَاجَتْ لِقَلْبِي غَرَامَا |
|
وَرَوَّى بِعَيْنِينِ مِنْ دَمْعِ عَيْنِي | |
|
| وَصَوْبِ السَّحَائِبِ دَارَيْ أَمَامَا |
|
وَقَدَّسَ دُونَ الحِمَى أَرْبُعا | |
|
| حَمَتْ مُقْلَتِي أَنْ تَذُوقَ المَنَامَا |
|
وَبِالأَجْرَعِ الفَرْدِ مِنْ حَاجِرٍ | |
|
| مَنَازِلُ هَامَتْ بِمَنْ فِيهِ هَامَا |
|
وَقَفْتُ عَلَيْهَا أَنَا وَالنَّسِيمُ | |
|
| سَقِيمَيْنِ هَذَا وَذَا قَدْ تَرَامَى |
|
كَأَنَّ اللَّوَاحِظَ أَعْدَاؤُنَا | |
|
| فَكُلُّ الثَّلاَثَةِ تُبْدِي سَقَامَا |
|
وَدُونَ الغَضَا جِيرَةٌ خِلْتُهُمْ | |
|
| يشبُّونَهُ بِفُؤَادِي ضِرَامَا |
|
وَغِيد لَدَى الحَيِّ عَارَضْنَنَا | |
|
| وَمَا عَرَفَ اللَّثْمُ إِلاَّ اللِّثَامَا |
|
وَرَاقَ الكَلاَمُ فَيَا لَيْتَ لَوْ | |
|
| جَعَلْنَ مَكَانَ العُقُودِ الكَلاَمَا |
|
أَزَاهِرُ حُسْنٍ بِرَوْضِ الصِّبَا | |
|
| فَتَقْنَ الهَوَادِج عَنْهَا كِمَامَا |
|
وَفَاتِنَةٌ إِنْ تَشَأْ يَوْمَ طَعْنٍ | |
|
| رَمَتْ كُلَّ رُمْحٍ وَهَزَّتْ قَوَامَا |
|
مِنَ السَّالِبَاتِ عُقُولَ الرِّجَالِ | |
|
| عَلَى سُرْعَةِ الحُبِّ مَاتُوا كِرَامَا |
|
إِذَا مَا أَرَادَتْ بِنَا نَشْوَةً | |
|
| سَقَتْنَا شَمَائِلَهَا لاَ المُدَامَا |
|
وَقَالُوا حَكَى الخَصْرَ مِنْهَا فُؤَادِي | |
|
| صَدَقْتُمْ وَلَكِنْ حَكَاهُ انْعِدَامَا |
|
وَمِمَّا أَثَارَ لِيَ الوَجْدَ بَرْقٌ | |
|
| ظَنَنَّاهُ بَيْنَ الثَّنَايَا ابْتِسَامَا |
|
وَنَفْحَةُ رِيحٍ أَتَتْ مِنْ زَرُودٍ | |
|
| بِهَبَّتِهَا الرَّكْبُ مَاتُوا هُيَامَا |
|
إِلَى اللَّه أَشْكُو وَإِنَّ العَذَابَ | |
|
| عَذَابُ التَّفَرُّقِ مَاتُوا كِرَامَا |
|
وَكَالْقَلْبِ مِنِّي بِذِي البَانِ طَارَتْ | |
|
| مُطَوَّقَةٌ قَدْ رَعَتْ لِي ذِمَامَا |
|
وَقَدْ هَيَّجَتْنِي وَهَيَّجْتُهَا | |
|
| فَأَبْكِي حَمِيماً وَتَبْكِي حِمَامَا |
|
وَقَدْ تَعِبَ الغُصْنُ مَا بَيْنَنَا | |
|
| فَيَهْفُو وَرَاءً وَتَهْفُوا أَمَامَا |
|
وَعَرَّسَ بِالجَفْنِ رَكْبُ السُّهَادِ | |
|
| فَمَا سَارَ لَكِنْ أَطَالَ المُقَامَا |
|
وَمَا الدَّمْعُ عَذْبٌ وَلَكِنَّهُ | |
|
| عَلَى مَوْرِدِ الدَّمْعِ وَالَى ازْدِحَامَا |
|
وَحَقِّ الهَوَى وَالزَّمَانِ الَّذِي | |
|
| هُوَ القَصْدُ لِلصَّبِّ لَوْ كَانَ دَامَا |
|
لَقَدْ بَلَّلَ الدَّمْعُ إِلاَّ غَلِيلِي | |
|
| وَأَنْأَى التَّفَرُّقُ إِلاَّ الهُيَامَا |
|
وَقَدْ عِيلَ صَبْرِي وَيَا رُبَّ صَبْرٍ | |
|
| جَعَلْتُ لَهُ مِسْكَ لَيْلَي خِتَامَا |
|
بِنَفْسِي حَبِيبٌ أَطَالَ انْتِزَاحِي | |
|
| وَأَسْهَرَنِي طُولَ لَيْلِي وَنَامَا |
|
هُوَ الحُبُّ جَدَّ بِنَا هَازِلاً | |
|
| بِيَ الدَّهْر قلْ لِي هَوَانِي عَلَى مَا |
|
وَيَا عَاذِلَ الصَّحْبِ كُنْ رَاحِماً | |
|
| وَإِلاَّ فَابْدِلْ لِيَ المِيمَ لاَمَا |
|
عَجِبْتُ لِبَرْقٍ مِنَ الشَّوْقِ مَا إِنْ | |
|
| يَغِبُّ وَمِيضاً إِذَا البَرْقُ شَامَا |
|
وَسُحْبٍ مِنَ الدَّمْعِ قَدْ أَنْبَتَتْ | |
|
| بِجَنْبِي قَتَاداً وَرَأْسِي ثَغَامَا |
|
لَحَى اللَّهُ مِثْلِي أَيَرْضَى الهَوَى | |
|
| وَمَا صَنَعَ الوَجْدُ عَامَا فَعَامَا |
|
وَقَدْ حَالَ حَالُ الحَبِيبِ الَّذِي | |
|
| مَحَبَّتُهُ الدَّهْرَ كَانَتْ لِزَامَا |
|
وَأَدْبَرَ لَيْلُ الشَّبَابِ الَّذِي | |
|
| عَهِدْتُ بِهِ لِلتَّصَابِي اكْتِتَامَا |
|
وَقَدْ بَيَّنَ الصُّبْحُ صُبْحُ المَشِيبِ | |
|
| لِغَيْرِ امْرِىءٍ عَنْ هَوَاهُ تَعَامَى |
|
وَكَمْ حَجَّةٍ لِيَ قَدْ أَصْبَحَتْ | |
|
| تَحجُّ خَصِيماً بِهَا ما اسْتَقَامَا |
|
فَاهاً عَلَى الخيفِ آهاً وآهاً | |
|
| وَطِيبِ النَّعِيمِ بِعَرْفِ النُّعَامَا |
|
وَمَا فِي مِنىً مِنْ مُنىً أَيْقَظَتْ | |
|
| عُيُونَ الزَّمَانِ وَكَانَتْ نِيَامَا |
|
وَكَمْ لِيَ فِي مَكَّةٍ مِنْ عُهُودٍ | |
|
| نَشَدْتُ بِهَا زَمْزَماً وَالمَقَامَا |
|
أَلَهْفِي وَقَدْ بَانَ عَنِّي الحَطِيمُ | |
|
| فَلاَ كَانَ جَمْعِي لِدُنْيَا حُطَامَا |
|
كَأَنِّيَ لَمْ أَصْحَبِ الرَّكْبَ وَهْناً | |
|
| مُطِيلاً لِطيبِ النَّسِيمِ انْتِسَامَا |
|
بِعُوجٍ ضَوَامِرَ مِثْلِ القِسِيِّ | |
|
| تُسَرَّدُ لِلْبِيدِ مِنَّا سِهَامَا |
|
وَفِتْيَانِ صِدْقٍ إِذَا مَا سَرَوْا | |
|
| أَثَارُوا إِدِّكَاراً وَخَلُّوا زِمَامَا |
|
تَرَاهُمْ سُكَارَى كَأَنَّ الصَّبَا | |
|
| أَدَارَتْ عَلَيْهِمْ مُدَامَا مُدَامَا |
|
وَدَائِمَةِ السَّيْرِ أَرْمِي بِهَا | |
|
| أَمَامَ الحُدَاةِ عِرَاقاً وَشَامَا |
|
وَمِنْ أَجْلِ قَصْدِي لِبَيْتٍ حَرَامٍ | |
|
| خَلَعْتُ المَنَامَ عَلَيْهَا حَرَامَا |
|
وَكم هَاجَتِ الشَّوْقَ بِالمُنْحَنَى | |
|
| فَفِي مِثْلِهِ مِنْ ضُلُوعِي أَقَامَا |
|
وَشَامَتْ عَلَى بَارِقٍ بَارِقاً | |
|
| سَدَى الخَدَّ مِنِّي وَحَلَّى الحِزَامَا |
|
وَحَيْثُ العَقِيقُ وَقَدْ صُغْتُهُ | |
|
| مِنَ الدَّمْعِ وَالَى عَلَيْهِ انْسِجَامَا |
|
وَلاَحَتْ قُبَا وَالنَّخِيلُ الَّتِي | |
|
| يُطِيلُ النَّسِيمُ لَهُنَّ انْتِشَامَا |
|
كَمِثْلِ العَرَائِسِ حَلَّيْتُهَا | |
|
| بِدَمْعِي نِثَاراً وَشِعْرِي نِظَامَا |
|
وَبَانَ البَقِيعُ الَّذِي كَانَ وَارَى | |
|
| مِنَ الطَّيِّبِينَ عِظَامَا عِظَامَا |
|
وَلاَحَتْ بُدُورٌ تُسَمَّى وُجُوهاً | |
|
| بِأُفْقِ سَمَاءٍ تُسَمَّى خِيَامَا |
|
وَجِئْتُ لأَدْخُلَ بَابَ السَّلاَمِ | |
|
| فَأُسْمِعْتُ قِيلاً سَلاَماً سَلاَمَا |
|
وَزُرْتُ النَّبِيَّ الكَرِيمَ الَّذِي | |
|
| بِرَوْضَتِهِ قَدْ جَمَدْتُ احْتِشَامَا |
|
أَجَلُّ النَّبِيئِينَ وَالرُّسْلِ طُرًّا | |
|
| وَخَيْرُهُمُ أُمَّةً وَائْتِتَامَا |
|
|
| وَزَهْرُهَ أَزْهَرَ نَدْباً هُمَامَا |
|
لِمَوْلِدِهِ قَدْ أَضَاءَ الدُّجَى | |
|
| وَإِيوَانُ كِسْرَى أَرَاهُ انْهِزَامَا |
|
وَفِي أَوَّلِ الأَمْرِ يَدْرِي اللَّبِيب | |
|
| بَقَاءً لِدَوْلَتِهِ وَانْصِرَامَا |
|
كَأَنَّ الشَّرَارِيفَ هَامُ العِدَا | |
|
| بَرَتْهَا السُّيُوفُ فَلَمْ تُبْقِ هَامَا |
|
وَمَاءُ البُحَيْرَةِ لِلْفُرْسِ غَاضَ | |
|
| وَأُطْفِئَتِ النَّارُ دَامَتْ دَوَامَا |
|
كَأَنَّ الَّذِي غَاضَ مِنْ مَائِهِمْ | |
|
| بِنَابِعِهِ هَيْكَلُ النَّارِ عَامَا |
|
وَإِلاَّ فَنَارُهُمُ انْتَقَلَتْ | |
|
| لأَضْلُعِهِمْ حَسْرَةً واغْتِمَامَا |
|
وَقَدْ عُوِّضُوا المَاءَ بِالدَّمْعِ كَيْ | |
|
| يُزِيلَ الأَوَامَ فَزَادَ الأَوَامَا |
|
وَرَامُوا انْطِفَاءً لِنَارِ الشُّجُونِ | |
|
| فَمَا زَادَهَا الدَّمْعُ إِلاَّ احْتِدَامَا |
|
لَطِيْفَةُ سِرِّ الجَمَالِ الَّذِي | |
|
| بِبَهْجَتِهِ الكَوْنُ رَاقَ ابْتِسَامَا |
|
وَلَوْلاَهُ مَا كَانَ هَذَا الوُجُودُ | |
|
| وَلاَ انْقَسَمَ الحُسْنُ فِيهِ انْقِسَامَا |
|
وَلاَ ارْتَسَمَتْ فِي طُرُوسِ العُقُولِ | |
|
| حُرُوفُ الحَقَائِقِ مِنْهُ ارْتِسَامَا |
|
لَهُ القَمَرُ انْشَقَّ فِي مَكَّةٍ | |
|
| كَقَلْبِ العَدُوِّ الَّذِي فِيهِ لاَمَا |
|
وَلَكِنْ هَذَا عَرَاهُ انْضِمَامٌ | |
|
| وَمَا انْضَمَّ قَلْبُ العَدوِّ انْضِمَامَا |
|
وَلَمَّا دَعَا اللَّهَ جَادَتْ سَحَابٌ | |
|
| بِوَدْقٍ تَخَلَّلَ مِنْهَا رُكَامَا |
|
وَأَلْحَفَهَا فِي مَلاَءِ النَّسِيمِ | |
|
| جَوَارِيَ مُزْنٍ تَبَارَتْ سِجَامَا |
|
وَقَدْ قَتَلَ المَحْلَ سَيْفُ البُرُوقِ | |
|
| وَوَالَتْ عَلَيْهِ الغَوَادِي اقْتِحَامَا |
|
كَنَبْعِ أَنَامِلِهِ قَدَّمَتْ | |
|
| إِلَى العَدَدِ الجَمِّ مِنْهَا جَمَامَا |
|
وَفِي الشَّامِ قَدْ ظَلَّلَتْهُ الغَمَامُ | |
|
| فَيَا شَرَّفَ اللَّهُ تِلْكَ الشَّآمَا |
|
سَرَتْ بَيْنَ شَمْسَيْنِ كِلْتَاهُمَا | |
|
| بِنُورٍ وَهَدْيٍ يَسُرُّ الأَنَامَا |
|
وَلَكِنَّ ذَاتَ النَّبِيِّ الشَّرِيفِ | |
|
| مِنَ الشَّمْسِ أَجْلَى وَأَعْلَى مَقَامَا |
|
وَقَلَّلَ فِي النَّاسِ عَدَّ الطَعَامِ | |
|
| وَكَثَّرَ بِاللَّمْسِ مِنْهُ الطَّعَامَا |
|
وَحَنَّ لَهُ الْجِذْعُ مِنْ فُرْقَةٍ
|
وَلَوْ أَوْرَقَ الجِذْعُ مِنْ فَرْحَةٍ | |
|
| لأَوْرَقَ لَما رَآهُ الْتِزَامَا |
|
وَلَكِنَّهُ فِي جِنَانِ الخُلُودِ | |
|
| سَيُورِقُ حَتَّى يَعُودَ إِلَى مَا |
|
وَيَا لَكَ مِنْ عَاقِبٍ حَاشِرٍ | |
|
| يُطِيلُ بِحَبْلِ الإِلهِ اعْتِصَامَا |
|
لأَنْصَارِهِ الفَخْرُ جَدَّ الْتِحَافاً | |
|
| بِزُهْرِ النُّجُومِ وَجَلَّ الْتِحَامَا |
|
هُمُ مَا هُمُ وَالقَنَا شُرَّعٌ | |
|
| بِحَيْثُ الحِمَامُ يَدُعُّ الحِمَامَا |
|
هُمُ مَا هُمُ وَالشَّرَى ظَامِىءٌ | |
|
| إِذَا الأَرْضُ بالمَحْلِ عَادَتْ قَتَامَا |
|
وَلِلَّهِ سَعْدٌ وَمَنْ عَادَهُ | |
|
| رَسُولُ الإلهِ وَأَبْدَى إِلاَّ احْتِرَامَا |
|
وَقَدْ قَالَ قُومُوا لِسَيِّدِكُمْ | |
|
| فَلاَ شَخْصَ فِي القَوْم إلاَّ وَقَامَا |
|
وَلِلَّهِ قَيْسُ الكِرَامِ ابْنُهُ | |
|
| أَمِيرٌ سَمَا هِمَّةً وَاهْتِمَامَا |
|
هما المنتجان لخَيْرِ المُلُوكِ | |
|
| ضِخَاماً تَفُوقُ المُلُوكَ الضِّخَامَا |
|
بِأَنْدَلُسٍ أَثَّلُوا دَوْلَةً | |
|
| لأَرْكَانِهَا السَّعْدُ وَالَى اسْتِلاَمَا |
|
بَنُو نَصْرٍ النَّاصِرُونَ الأُلَى | |
|
| مِنَ الكَافِرِينَ أَطَالُوا انْتِقَامَا |
|
وَوَالُوا بِبِيضِ الظُّبا وَالعَوَالِي | |
|
| ضِرَاباً فُرَادَى وَطَعْناً تَوَامَا |
|
هُمُ القَوْمُ أَفْضَلُهُمْ يُوسُفٌ | |
|
| إِمَامٌ صُعُود السُّعُودِ اسْتَدَامَا |
|
وَمِنْ بَعْدِهِ خَيْرُ أَمْلاكِهِمْ | |
|
| مُحَمَّدٌ الصَّعْبُ فِيهِمْ مَرَامَا |
|
أَجَلُّ السَّلاَطِينِ شَرْقاً وَغَرْباً | |
|
| وأَصْدَقَهُمْ فِي الحُرُوبِ الْتِزَامَا |
|
إِذَا مَا شَكَتْ خَيْلُهُ غُلَّةً | |
|
| أَرَاقَ المِيَاهَ وَسَلَّ الحُسَامَا |
|
نَوَالٌ كَمَا بَاكَرَتْ دِيمَةٌ | |
|
| فَوَشَّتْ أَبَاطِحَهَا وَالأَكَامَا |
|
وَبَأْسٌ كَمَا لَفَحَتْ جَمْرَةٌ | |
|
| مِنَ القَاضِيَاتِ تَزِيدُ اضْطِرَامَا |
|
وَحِلْمٌ لَوِ الخَمْرُ شِيبَتْ بِهِ | |
|
| لَمَا أَسْكَرَتْ بِالكُؤُوسِ النَّدَامَى |
|
هُمَامٌ كَرِيمٌ أَنَالَ اللُّهَى | |
|
| وَجَهَّزَ لِلْحَرْبِ جَيْشاً لُهَامَا |
|
وَخَاصَمَ بِالسَّيْفِ فِي حَقِّهِ | |
|
| فَيَا فَوْزَهُ عِنْدَ ذَاكَ احْتِكَامَا |
|
وَلَمْ تَرَ عَيْنِي كَمِثْلِ السُّيوفِ | |
|
| مُخَاصَمَةً إِنْ أَرَادَتْ خِصَامَا |
|
وَقَدْ غَابَ فِي الغَرْبِ مِثْلَ النُّجُومِ | |
|
| وَلَكِنَّهُ عَادَ بَدْراً تَمَامَا |
|
وَصَيَّرَ غَرْنَاطَةَ المُلْكِ نُوراً | |
|
| وَكَانَتْ بِجُورٍ وَظُلْمٍ ظَلاَمَا |
|
هُوَ البَحْرُ لَكِنْ لَهُ الدُّرُّ مِنْ | |
|
| كَلاَمٍ يَفُوقُ العُقُودَ انْتِظَامَا |
|
هُوَ البَدْرُ لَكِنْ لَهُ الأُفْقُ مِنْ | |
|
| بِسَاطٍ يُسَامِي وَمَا إِنْ يُسَامَى |
|
بِسَاطٌ شَرِيفٌ تَوَدُّ النُّجُومُ | |
|
| حُلُولاً بِهِ مَا ثِلاتٍ قِيَامَا |
|
يُلاَمُ عَلَى الجُودِ لَكِنَّهُ | |
|
| مَلاَمٌ يُفِيدُكَ أَنْ لاَ يُلاَمَا |
|
عَجِبْتُ لِكَفِّ لَهُ وَهُوْ نَارٌ | |
|
| لَدَى حَرْبِهِ كَيْفَ أَبْقَتْ ضِرَاما |
|
إِمَامٌ حَمَى الدِّينَ مِنْ بَعْدِ أَنْ | |
|
| رَأَى مِنْ عِدَاهُ الطُّغَاةِ اهْتِضَامَا |
|
وَعَادَ بِهِ مَوْلِدُ المُصْطَفَى | |
|
| يُقَامُ وَحُقَّ لَهُ أَنْ يُقَامَا |
|
أَعَدَّ لَهُ مَشْوَراً خِلْتُهُ | |
|
| سَمَاءً مَنِ احْتَلَّهَا لَنْ يُضَامَا |
|
تُنُوبُ الشُّمُوعُ مَنَابَ النُّجُومِ | |
|
| بِهِ وَالوُجُوهُ تَبَدَّتْ وَسَامَا |
|
كَمَا نَابَ وَجْهُ الإمَامِ ابنِ نَصْرٍ | |
|
| عَنِ القَمَرِ التَّمِّ هَابَ الإِمَامَا |
|
وَقُلْتُ هُوَ الغَابُ قَدْ حَلَّهُ | |
|
| مَعَ الشِّبْلُ لَيْثٌ عَنِ الشِّبْلِ حَامَا |
|
وَمَا الشِّبْلُ إِلاَّ أَمِيرٌ نَجِيبٌ | |
|
| وَمَا اللَّيْثُ إِلاَّ إِمَامٌ تَسَامَى |
|
وَفَرْعٌ كَرِيمٌ وَأَصْلٌ زَكِيٌّ | |
|
| لِشَمْلِهِمَا المُلْكُ أَبْدىَ التئامَا |
|
وَيَا لَكَ مِنْ مَشْوَرٍ أُفْقُهُ | |
|
| بِدُخْنَةِ عَنْبَرِهِ قَدْ أَغَامَا |
|
بِهِ قُبَّةُ النَّصْرِ مَشْهُودَةٌ | |
|
| وَتِلْكَ الَّتِي قُرْبُهَا لَنْ يُرَامَا |
|
تَطَلَّعَ مِنْهَا إِمَامٌ شُجَاعٌ | |
|
| أَقَامَ الحُرُوبَ لِمَنْ كَانَ قَامَا |
|
وَأَنْهَدَ مِنْهَا لأَهْلِ الخِلاَفِ | |
|
| جُيُوشاً كَمَوْجِ البِحَارِ التِطَامَا |
|
فَسُرْعَانَ مَا فَرَّقَتْ شَمْلَهُمُ | |
|
| وَسَامَتْهُمُ بِالسُّيُوفِ انْهِزَامَا |
|
وَقَدْ أَخْفَرُوا عَهْدَ خَيْرِ المُلُوكِ | |
|
| وَمَنْ يَخْفِرِ العَهْدَ يَلْقَ أَثَامَا |
|
وَمِنْ عَهْدِ سَعْدٍ وَنَصْرٍ مَعاً | |
|
| لِمَنْ أَنْجَبَا السَّعْدُ والنَّصْرُ دَامَا |
|
أَمَوْلاَيَ خُذْهَا تَرُوقُ افْتِتَاحاً | |
|
| بِمَدْحِ الرَّسُولِ وَتَزْهَى اخْتِتَامَا |
|
مِنَ العَاطِرَاتِ الشَّذَى خِلْتُهَا | |
|
| خَمِيلَةَ زَهْرٍ أَظَلَّتْ نَدَامَا |
|
وَمَنْ يَغْتَنِمْ بِالمَدِيحِ العَطَايَا | |
|
| فَإِنِّي اغْتَنَمْتُ الأُجُورَ اغْتِنَامَا |
|
بَقِيتَ مَدَى الدَّهْرِ فِي دَوْلَةٍ | |
|
| تُنِيلُكَ فِي الرُّومِ مَا السَّيْفُ رَامَا |
|
وَصَلَّى الإلهُ عَلَى المُصْطَفَى | |
|
| صَلاَةً تَدُومُ وَوَالَى السَّلاَمَا |
|