وَشَى بِسرِّكَ دَمعٌ ظلَّ يَنْسَكِبُ | |
|
| وغالَ صَبركَ صَدْعٌ ليسَ يَنْشعِبُ |
|
فَما اعِتذارُكَ لِلَّاحي وقَدْ هَتكَتْ | |
|
| عنكَ الحِجابَ أُمورٌ ليسَ تَنحجبُ |
|
هَيْهاتَ عندي جَوىً لو فَضَّ بادِرةً | |
|
| منهُ على الشُّهْب ما دارَتْ بهِ الشُّهُبُ |
|
ما كُلُّ جُرحٍ جَناهُ طَرفُ ذي حَوَرٍ | |
|
| كلّا ولا كُلُّ سُكْرٍ جرَّهُ شَنَبُ |
|
شَربتُ كأْسَ الهَوى وَحدي مُعَتَّقةً | |
|
| والعاشقونَ جَميعاً فَضْلَها شَربوا |
|
فَمَنْ يَكُنْ عاشِقاً مِثلي يَحقُّ لهُ | |
|
| ألَّا يُبالي أقامَ الحَيُّ أمْ ذَهبوا |
|
في وَجْهِ مَنْ هَامَ قَلبي فيهِ لي شُغُلٌ | |
|
| عنْ كُلِّ شُغلٍ فلا يُزْري بكَ الرَّغَبُ |
|
وجهٌ إذا انتَسَبتْ كُلُّ الوُجوهِ إلى | |
|
| حُسنٍ فَما لِسِواهُ الحُسْنُ ينتسبُ |
|
يالهفَ نَفْسي على خِلٍّ أُفاوضهُ | |
|
| حَديثَ لَيْلَى فَيُصغي لي كَما يجبُ |
|
مُطَهَّرِ السَّمعِ لا يَثْني لِلائِمةٍ | |
|
| وَجْهاً ولا يَزدَريه المَيْنُ والكذِبُ |
|
أبثُّه سِرَّ حُسْنٍ جلَّ مُضمَرُهُ | |
|
| عنْ أن تُطالعهُ الأقلامُ والكُتُبُ |
|
فيه شِفاءٌ من الدَّاءِ العَياءِ سِوى | |
|
| أنَّ القُلوبَ إلى نَجْواهُ تَنجذِبُ |
|
فَلا تظنَّنَّ أنْ يُصْغي لِنَغْمتِهِ | |
|
| قلبٌ فَيُسلِمَهُ أخُرى المدى وَصَبُ |
|
سِرٌّ من الحُسْنِ لو يُجلَى سَناهُ عَلى | |
|
| أعْمَى لأبصرَ ما قَدْ وارَتِ الحُجُبُ |
|
أو قيلَ في أُذُنٍ صمَّاءَ أسْمَعَها | |
|
| أو رامَهُ أخرسٌ دانتْ له الخُطَبُ |
|
أو خَطَّ في وَجْنَتَيْ مَيْتٍ لأنشرَهُ | |
|
| وقامَ للحِينِ في أثوابِه يَثِبُ |
|
فهل بذا الحُسنِ ما يُصغَى لناعِته | |
|
| أو بالَّذي قد بَدا من نَعْتِهِ عَجَبُ |
|
هَبْ صَحَّت الكِيْمِيا أيْنَ المُصيخُ لَها | |
|
| هَيْهاتَ قَدْ صَعُبَ المَطْلوبُ والطَّلبُ |
|
عَزَّ الرجالُ فهَل مَنْ يُستراح لهُ | |
|
| بنَفْثةٍ دونَها الأرجاءُ تضطربُ |
|
كرِّرْ لِحاظَكَ في هذا الوُجودِ تَجدْ | |
|
| عن ذلكَ السِّرِّ مايَبْدو وَيحتجبُ |
|
فَعَنْ لَطائِفِهِ الأفلاكُ دائرةٌ | |
|
| والشَّمْسُ حاسِرةٌ والبَدر مُنْتقِبُ |
|
والرَّوض مُلْتَحِفٌ والغُصْنُ مُنْعَطِفٌ | |
|
| والزَّهْرُ مُبْتَسِمٌ والقَطْرُ مُنتَحبُ |
|
ومِلْ بِسَمْعِكَ للطَّيرِ المُرِنِّ إذا | |
|
| نَمَّ الصَّباحُ فعنهُ ذلِكَ الطَّرَبُ |
|
ولِلمياهِ فَفِيه ما تَراجَعُهُ | |
|
| ولِلْحُليِّ ففيه الحَلْيُ يَصطخِبُ |
|
وشُمَّ إنْ شِئتَ أنفاسَ النَّسيم إذا | |
|
| ما حَمَّلَتْهُ شَميمَ الرَّوضةِ السُّحُبُ |
|
تَجِدْ عَليهِ أريجاً عَرْفُهُ عَبِقٌ | |
|
| لاشَكَّ أنَّ شَذاهُ منهُ مُكْتَسَبُ |
|
في كُلِّ حُسنٍ له مَعْنىً يُشاهِدُه | |
|
| قَلْبٌ خَلا عنه إفكٌ وامَّحَتْ رِيَبُ |
|
لا يَطمعُ الطَّرْفُ أن يَحْظَى بملْمَحَةٍ | |
|
| مِن حُسنهِ ولِغَيْرٍ عِنْدهُ أربُ |
|
مابَعَّد الرَّاحَ عَن عَلياءِ حَضْرتهِ | |
|
| شَيءٌ سوى أنَّها قَدْ خانَها الأدبُ |
|
وعاذلٍ ما دَرى مِقْدارَ مَوْجدتي | |
|
| يَظُنُّ أنِّيَ مِمَّنْ سَعيُه خَببُ |
|
عَنِّي بلومكَ إنِّي عَنْهُ في شُغُلٍ | |
|
| ما كلُّ مُلتهب الأحشاءِ مكتئبُ |
|
لي لَوعَتانِ وللعُشَّاقِ واحِدةٌ | |
|
| شَيءٌ تفرَّدتُ فيهِ والهَوى رُتَبُ |
|
أرضَى لِمَنْ ظَلَّ يَلحاني بِحالتهِ | |
|
| يَقضي المَدى وهوَ لم يَعْلَق بهِ سَبَبُ |
|