حيَّا الرَّبيعُ بِنَرجِسٍ وَبَهارِ | |
|
| فارْدُدْ تَحيَّتَهُ بكأسِ عُقارِ |
|
لا تَجْنِ زَهْرَتَهُ لِغَير سُلافَةٍ | |
|
| تصريفَكَ الدِّينارَ بالدِّينارِ |
|
وَأْنَفْ لأيَّامِ الرَّبيعِ وفَضْلِها | |
|
| فَضْلاً سِوى في الكاسِ والأوتارِ |
|
أوَما تَرَى وَجْه الزَّمانِ قد اكْتَسى | |
|
| كعِذارِ آسٍ أو كآسِ عِذارِ |
|
والأرضُ قد لَبِسَتْ مَطارِفَ نَبْتِها | |
|
| وتَوشَّحتْ بِصَوارِمِ الأنْهارِ |
|
والدَّوْحُ أمْثال المَنابرِ فوقَها | |
|
| خُطباءُ بالإسْحارِ في الأسْحارِ |
|
فاقْدَحْ زِنادَ الكأْسِ عن لَهَبِيَّةٍ | |
|
| تُغْشي ظَلامَ اللَّيلِ ضَوْءَ نَهارِ |
|
ولْتَجْلُها بَدراً عَلى بَدْرٍ لَدى | |
|
| بَدْرٍ تَفُزْ بِثَلاثةٍ أقْمارِ |
|
مِنْ كَفِّ بارِعَةِ الجَمال بَديعةٍ | |
|
| تُربي عَلى الأوْطار والأطْوارِ |
|
في لَيْلةٍ كَسَتِ الشُّعورَ سَوادَها | |
|
| وجَلَتْ من الوَجَناتِ ثَوْبَ شِعارِ |
|
ما فاحَ نَدُّ اللَّيلِ عَن مِثْل الطِّلا | |
|
| قُدِحَتْ شَرارَتُها بِصَوب قِطارِ |
|
أفْدِي الَّتي لَوْلا سوادُ خِضابِها | |
|
| مَحَتِ الدُّجا بأشِعَّةِ الأنْوارِ |
|
هَيْفاءُ تُحْمى عن تَخالُسٍ ناظِرٍ | |
|
| بِشفارِ سُمْرٍ أو بسُمْرِ شِفارِ |
|
في ليلِ طُرَّتِها ولَيْلِ خِضابِها | |
|
| بَدْرانِ من وَجْهٍ وكأْسِ عُقارِ |
|
أعْيَتْ عَلى العُشَّاقِ طُرْقُ وصالِها | |
|
| فَمَنالُها بالوَهْمِ والتَّذكار |
|
عاطَيْتُها راحاً كأنَّ حَبابَها | |
|
| تَحْتَ الدُّجا في الكأْسِ عِقْدُ دَراري |
|
صَفْراءُ عَتَّقها الزَّمانُ وراضَها | |
|
| طُوْلُ الثِّقافِ بِدَنِّها والغارِ |
|
فأتَتْ كَما الأُلهوبُ تَلْفَحُ نارُها | |
|
| حَرَّى ولا عَهْدٌ لَها بالنَّارِ |
|
مازِلْتُ أسْقيها وأشْرَبُ رِيْقَها | |
|
| والسُّكْرُ يَعطِفُنا عَلى مِقدارِ |
|
حَتَّى ثَنَتْها الرَّاحُ طوعَ سَواعِدي | |
|
| والرَّاحُ تَعْلَمُ كَيفَ أخْذُ الثَّارِ |
|
فاسأل بِطيْبِ حَديثِ لَيْلَتِنا وَلا | |
|
| تُغْفِلْ عَفافي عِنْدَها ووَقاري |
|