عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الأندلس > غير مصنف > ابن خاتمة الأندلسي > لَولا حَيائي من عُيونِ النَّرجِس

غير مصنف

مشاهدة
1309

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

لَولا حَيائي من عُيونِ النَّرجِس

لَولا حَيائي من عُيونِ النَّرجِس
للَثمْتُ خَدَّ الوَرْدِ بين السُّندُسِ
وَرَشَفْتُ من ثَغْر الأَقاحةِ ريقَها
وضَمَمْتُ أعْطافَ الغُصونِ المُيَّسِ
وهَتكتُ أستارَ الوَقار ولَمْ أُبَل
للباقِلا تَلْحظ بطرفٍ أَشْوسِ
مالي وصَهباء الدِّنان مُطارحاً
سجعَ القِيان مُكاشِفاً وَجْهَ المُسِي
شَتَّانَ بين مُظاهر ومُخاتلٍ
ثَوْبَ الحجا ومطهِّرٍ ومدَنِّسِ
ومُجَمْجِمٍ بالعَذْل باكرني بهِ
والطير أفصحُ مُسعدٍ بتَأنُّسِ
نَزَّهتُ سمعي عن سَفاهةِ نُطْقه
وأعَرْتُه صَوْتاً رَخيمَ المَلْمَسِ
سُفِّهتُ في العُشَّاق يوماً إن أكن
ذاكَ الذي يَدَعُ الفَصيحَ لأَخْرَسِ
أَعَذولَ وَجْدي لَيْسَ عُشّكِ فادْرُجي
ونَصيحَ رُشْدي بان نصحكَ فاجْلِسِ
هل تُبصر الأشجارُ والأطيارُ وال
أزهارُ تِلْكَ الخافِضاتِ الأرؤسِ
تاللهِ وهوَ أَلِيَّتي وكَفَى بهِ
قَسَماً يُفَدَّى بَرُّه بالأنْفُسِ
ما ذاكَ من سُكرٍ ولا لِخَلاعَةٍ
لكنْ سجودُ مُسَبِّحٍ ومُقَدِّسِ
شُكراً لمن بَرأ الوجودَ بُجوده
فثَنى اليه الكلُّ وجهَ المُفْلِسِ
رفع السَّما سَقْفاً يَروقُ رُواؤُه
ودَحا بسيطَ الأرض أوْثَر مَجْلسِ
ووَشى بأنواع المحاسِنِ هذهِ
وأنارَ هذي بالجَواري الكُنَّسِ
وأدَرَّ أخْلاف العَطاءِ تَطوُّلاً
وأنالَ فَضْلاً مَنْ يُطيعُ ومن يُسِي
حتَّى إذا انتظمَ الوُجود بنسْبَةٍ
وكسَاهُ ثَوْبَيْ نُورهِ والحِنْدِسِ
واستكملتْ كلُّ النفوس كمالَها
شَفعَ العطايا بالعَطاء الأنْفَسِ
بأجلِّ هادٍ للخلائِقِ مُرْشدٍ
وأتمِّ نورٍ للْخَلائقِ مُقْبسِ
بالمُصطفي المُهدي إلينا رَحْمَةً
مَرْمَى الرجاءِ ومسْكَة المُتَيَئِّسِ
نِعَمٌ يضيقُ الوَصْفُ عن إحْصائِها
فَلَّ الخطيبُ بها لِسانَ الأوْجَسِ
إيهٍ فحدثني حَديثَ هَواهُمُ
ما أبْعَدَ السُّلوان عن قَلْبِ الأسي
إن كنتُ قد أحْسَنْتُ نعتَ جَمالِهِم
فَلَقَدْ سَها عَنِّي العَذُولُ وقد نسي
ما إن دَعَوْكَ بِبُلبلٍ إِلّا لِما
قَدْ هِجْتَ من بَلْبالِ هذي الأنْفُسِ
سُبْحانَ من صَدَع الجميعُ بِحَمْدِهِ
وبِشُكره من ناطقٍ أو أخْرسِ
وامتدَّتِ الأطلالُ ساجدَةً له
بجِبالِها من قائِمٍ أوْ أقْعَسِ
فإذا تَراجَعَتِ الطيورُ وزايلتْ
أَغْصانَها بانَ المُطيعُ من المُسي
فيقولُ ذا سَكِرتْ لنغمةِ مُنْشِدٍ
ويَقولُ ذا سَجَدت لِذِكْرِ مُقَدِّسِ
كُلٌّ يفُوهُ بِذَوْقِهِ والحَقُّ لا
يَخْفى عَلى نَظرِ اللَّبيبِ الأكْيَسِ
ابن خاتمة الأندلسي
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الأربعاء 2013/04/03 03:05:11 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com