أَكُلُّ شاكٍ بداءِ الحُبِّ مُضْناكِ | |
|
| ماذا جَنَتْهُ عَلى العُشَّاقِ عَيْناكِ |
|
قدْ كانَ لِي عن سَبيل الحُبِّ مُنْصرَفٌ | |
|
| حَتَّى دَعَوْتِ لَهُ قَلْبي فَلَبَّاكِ |
|
أيْقَظْتِه لأساه ثُمّ نِمْتِ وَما | |
|
| بالَيْتِ إيَّاكِ شكوى الصَّبِّ إيّاكِ |
|
أحْيي ذَماي وما أتْلَفْتِ مِنْ رَمَقٍ | |
|
| إنْ قلتُ عِطفاكِ قالا بَلْ دَلالاكِ |
|
كأنني لَسْتُ أدري مَنْ أراقَ دَمي | |
|
| واللهِ ما بفُؤادي غَيْرُ مَرْماكِ |
|
أسْتَغْفِرُ اللهَ لا أبْغِيكِ مَظْلَمَةً | |
|
| فأنْتِ منِّيَ في حِلٍّ ومِنْ ذاكِ |
|
كُلٌّ عَليَّ له جُنْدٌ مُجَنَّدَةٌ | |
|
| يَكْفيكِ يا هِنْدُ أنّي بعضُ قَتْلاكِ |
|
كَيْفَ الخَلاصُ لِمثْلي مِنْ هَواكِ وَقَدْ | |
|
| رمىَ بيَ الوَجْدُ في أشراكِ أسْراكِ |
|
أعْدَتْ جُفونُكِ قَلْبي حَيْرةً وضَنىً | |
|
| فَهَلْ دليلٌ لقلبٍ حائرٍ شاكِ |
|
قَدْ كُنْتُ أطْمَعُ أنْ تَصْحُو صَبابَتُهُ | |
|
| لو قَدْ صَحَتْ مِنْ حُمَيّا التِّيْهِ عِطْفاكِ |
|
زَجَرْتُ فيكِ رَسُولَ الطرفِ عن نظَرٍ | |
|
| فهلْ عَلى القَلْبِ عَتْبٌ إنْ تَمَنَّاكِ |
|
يا طَلْعَةَ الحُسْنِ تَزْهُو في مَلابِسِهِ | |
|
| رُحْماكِ في أنْفُسِ العُشَّاقِ رُحماكِ |
|
تِيْهي على الشَّمسِ واسْبي البَدْرَ مَطْلعَهُ | |
|
| فإنَّما رَوْضةُ الدُّنيا مُحيَّاكِ |
|
أقولُ والرَّوْضُ يُجْلَى في زَخارفهِ | |
|
| مَنْ عَلَّم الرَّوْضَ يَحكي حُسْنَ مَغناكِ |
|
في فِيْكِ راحٌ وفي عِطْفَيْكِ هِزَّتُها | |
|
| فَهَلْ تَثنِّيْكِ سُكْرٌ مِنْ ثَناياكِ |
|
أليْسَ مِنْ أعظمِ الأشياءِ مَوْجدةً | |
|
| أنْ تَضحكي بي وطَرْفِي دائِمٌ باكِ |
|
وأقْطَعُ العُمْرَ مالي في سِواكِ هَوىً | |
|
| ولَيْسَ لي مِنْكِ يَوْماً حَظُّ مِسْواكِ |
|
أُوْمي بفيِّ لِتَقْبيلِ الصَّبا وَلَهاً | |
|
| أقول شَوْقاً عَساها قَبَّلتْ فاكِ |
|
وأملأُ الصَّدْرَ من أنْفاسِها كَلفاً | |
|
| بِما أشُمُّ بها من طِيْبِ رَيَّاكِ |
|
هَلْ بالأُثَيْلِ وبانِ الجزعِ تَسْليةٌ | |
|
| وما الأُثَيْلُ وبانُ الجَزْع لَوْلاكِ |
|
إنّي لأَهْواهُ والثَّاوي بحِلَّتهِ | |
|
| ولَسْتُ أهوى على التَّحْقيقِ إِلّاكِ |
|
يا مَنْ نأتْ وبأحنْاءِ الضُّلوع ثوَتْ | |
|
| تُراكِ تَنْسَيْنَ صَبّاً لَيْسَ يَنْساك |
|
أما وسِرُّ جَمالٍ أنْتِ رَوْنَقُهُ | |
|
| لَو صُوِّرَ الحُسْنُ شَخْصاً ما تَعَدَّاكِ |
|
حَيِّي عَلى البُعْدِ تُحيي نَفْسَ ذي كَمَدٍ | |
|
| ما إنْ تَهُبُّ صَباً إِلّا وحَيّاكِ |
|